وجد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن الفرصة المتاحة له لتحقيق المصالحة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اكبر من تلك المتاحة لتوقيع معاهدة مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو. قد يخدم هذا مصالح كل من عباس ونتنياهو على المدى القريب على الأقل. وقد يفتح الباب بالمثل لهيمنة حماس على السياسة الفلسطينية بعد صعود الحركات الإسلامية للحكم من خلال الانتخابات التي أجريت اثر الانتفاضات التي اجتاحت عددا من الدول العربية. ووقع عباس وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس اتفاقا في قطر يوم الاثنين لتشكيل حكومة وحدة وطنية تتولى الإعداد لانتخابات في وقت لاحق من العام الحالي بعد ان تأجلت طويلا. وعلى الرغم من أن هذه الاتفاقات أثبتت عدم جدواها فيما سبق فإن الأوضاع ربما تكون مختلفة الآن. ومن شأن المصالحة مع حماس التي ترفضها اسرائيل والغرب بسبب عدم تخليها عن المقاومة المسلحة أن توقف عملية السلام بالشرق الأوسط. لكن عباس (76 عاما) يعتقد أنه لن يحرز أي تقدم على كل الأحوال وبالتالي قد تبدو إعادة توحيد الحركة الوطنية الفلسطينية التي تعاني انقسامات عميقة افضل رهان لديه حتى يخلف من ورائه تركة مشرفة. ولم يتحدث الفلسطينيون بصوت واحد لخمسة أعوام منذ طرد مسلحون تابعون لحماس حركة فتح التي يتزعمها عباس من قطاع غزة عام 2007 . وهو يتعشم أن يتمكن من خلال رأب الصدع من تحسين فرص محاولته الحصول على اعتراف بدولة فلسطينية من اكبر عدد ممكن من الدول بغض النظر عن عدم تحقيق السلام مع اسرائيل. لكن هناك عقبات كبيرة يجب التغلب عليها أهمها أن ميثاق حماس مازال ينص رسميا على تدمير اسرائيل بينما تعترف منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح والسلطة الفلسطينية باسرائيل ووقعت معها اتفاقات "خارطة الطريق" المؤقتة. ويرأس عباس الثلاثة. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند يوم الاثنين "على أي حكومة فلسطينية الالتزام باللاعنف بوضوح لا لبس فيه." وأضافت "يجب أن تعترف بدولة اسرائيل. ويجب أن تقبل بالاتفاقيات والالتزامات السابقة بين الأطراف بما في ذلك خارطة الطريق... خطوطنا الحمراء لاتزال كما هي." وسيتطلب هذا تحولا ثوريا من جانب حماس وهو أمر غير مرجح فيما يبدو. لكن حماس كانت قد عرضت هدنة طويلة الأمد مقابل إقامة دولة لها نفس الحدود التي يسعى عباس الى إقامة دولة بداخلها. وهي تحاول التكيف مع الخريطة السياسية الجديدة للشرق الأوسط التي نتجت عن انتفاضات الربيع العربي. وقدم مشعل تنازلات لعباس اكثر من تلك التي يتقبلها المحافظون داخل الحركة.