دعا قادة الفصيلين الفلسطينيين المتنافسين حركة حماس في غزة وحركة فتح في الضفة الغربية إلى المصالحة بين الحركتين اليوم الأحد رغم تباين المواقف السياسية بينهما ازاء إسرائيل. وما زالت الخلافات مستمرة بين الحركتين منذ ان حققت حماس فوزا مفاجئا في الانتخابات البرلمانية التي اجريت عام 2006. وبعد ذلك بعام اندلعت حرب اهلية قصيرة بين الجانبين تمكنت خلالها حركة حماس من طرد حركة فتح من قطاع غزة مما دفع الرئيس الفلسطيني محمود عباس لتدعيم قاعدته السياسية في الضفة الغربية. وتأمل الحركتان في تعزيز العلاقات بينهما في أعقاب حرب استمرت ثمانية ايام مع إسرائيل الشهر الماضي والتي رفعت الروح المعنوية لحماس وبعد مبادرة قادتها فتح في الجمعية العامة للامم المتحدة أدت إلى اعتراف فعلي بدولة فلسطين. لكن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل الذي يزور غزة للمرة الاولى اتخذ موقفا متشددا تجاه الاعتراف بإسرائيل أو التفاوض معها من اجل اقامة دولة على حدود ما قبل حرب 1967 في الوقت الذي تعهد فيه عباس باتباع الدبلوماسية وعدم اللجوء للعنف. وقال مشعل في كلمة ألقاها بالجامعة الإسلامية في غزة "فلسطين اكبر من ان يتحمل مسؤوليتها فصيل واحد...حماس لا تستغنى عن فتح وفتح لا تستغنى عن حماس. أخطأنا في حق بعضنا البعض." وسبق أن سعت حماس وفتح للمصالحة لكن مبادرات عدة توسطت فيها دول عربية تعثرت مرارا حول قضايا مثل اجراء انتخابات جديدة والافراج عن سجناء وتشكيل قوات الأمن الفلسطينية. وقبل ايام من زيارة مشعل لغزة خففت حماس القيود المفروضة على انصار فتح في القطاع. لكن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس لم يقدم اي مقترحات محددة للمصالحة وتمسك بنهج الحركة تجاه إسرائيل قائلا انه لن يعترف قط بإسرائيل حتى على حدود 1948 وقال لفتح ان "المقاومة" هي السبيل للمضي قدما. وقال عباس اليوم الأحد لدبلوماسيين من الجامعة العربية بأن الحركتين ترغبان في تجاوز خلافاتهما. وقال الرئيس الفلسطيني "المصالحة عزيزة علينا لوحدة شعبنا خاصة في الوقت الحاضر ونحن نتحدث عن دولة فلسطينية ونحن نتحدث عن الحصول على شيء جديد لا بد ان تكون هناك مصالحة هذا هو أساس المصالحة وما تم الاتفاق عليه ولا شيء اخر" لكن عباس شدد على ضرورة اجراء محادثات مع إسرائيل. وقال عباس لمبعوثين في اجتماع بالدوحة إن المبادرة العربية هامة جدا معربا عن امله في "عدم الحديث عن ازاحتها عن الطاولة لأن ذلك يطرح سؤالا حول البديل المتوقع وهو الحرب." ووصف عزام الأحمد القيادي البارز في حركة فتح جهود مشعل للمصالحة بانها "ايجابية" لكنه قال ان تصريحاته لم تأت بشيء جديد. وبحث مشعل وكبار زعماء حركة حماس في وقت سابق تهدئة طويلة الامد مع إسرائيل تستند إلى حدود 1967 لكنهم قالوا ان هذا لا يعني انهم مستعدون للاعتراف بحق اسرائيل في الوجود في باقي الاراضي. وتقول إسرائيل انها لن تقبل إلا بدولة فلسطينية منزوعة السلاح وتقول ايضا ان تاريخ حماس الذي يشمل تنفيذ تفجيرات انتحارية وشن هجمات صاروخية على بلدات إسرائيلية يجعلها جماعة ارهابية وهو نفس موقف الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي. وانتقدت إسرائيل عباس لعدم ادانته تصريحات مشعل ولسعيه للوحدة مع حماس. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "ما يثير الاهتمام هو ان عباس ...لم يندد بتصريحات حماس الداعية إلى تدمير إسرائيل مثلما لم يندد من قبل بالصواريخ التي اطلقت على إسرائيل (من غزة)".