حارس مرمى إنبى - كانت لحظة فارقة، عندما حلقت الطائرات الحربية فوق ميدان التحرير، وتوقعنا أن يحدث هجوم من خلال الجو، وهو ما تسبب في حدوث حالة من الخوف لدى بعض الثوار، ولكن ذلك لم يدفع أي شخص إلى ترك مكانه في الميدان، بل زاد من إصرارنا جميعا وأصبح الموت وحده هو السبيل الوحيد لترك الميدان، وربما تكون موقعة الجمل نقطة فارقة للثوار، فبعدما كان الأمر مجرد اعتصام من أجل تحسين الأوضاع المعيشية، لم يعد الكل يهاب الموت وأدرك أن ما يفعله رسالة يجب العمل علي تحقيقها بكل السبل. وللأسف هذه الذكريات الجميلة وتكاتف الجميع على قلب رجل واحد، بات من الماضى، فبعد مرور عامين على الثورة ومنذ تنحي الرئيس السابق والتخلص من النظام الفاسد وحتى الآن ينتظر الشعب المصري تحقيق مطالب الثورة، لكن للأسف يبقي الوضع كما هو عليه، التغيير لم يحن، ولم تحقق الثورة أهدافها بعد مرور عامها الثاني، بل ازداد الأمر سوءا في الفترة الأخيرة، وأصبح الشعب يعيش حالة من الانقسام، ومع غياب الوعي في بعض الأحيان بدأت الثورة تفقد أهدافها، ورجعنا إلى نقطة الصفر. المطالب الأساسية للثورة كان أولها العيش، ولم يحدث أي تغيير في حياة المواطن المصري البسيط، لم يحصل علي الحياة الكريمة التي كان يبحث عنها بل تملكه الإحباط أكثر مما كان عليه بعدما شعر بأن ما كان يحلم به مجرد أوهام يصعب تحقيقها في الفترة الحالية. إذا تحدثنا عن الهدف الثاني للثورة وهو الحرية فهي غائبة تماما وأي شخص يتحدث عن سلبيات النظام الحالي أو يعترض على قراراته كما حدث مع الدستور الجديد، فهو خائن وضد مصلحة البلاد ويريد قلب النظام ويبحث عن مصلحته الشخصية فقط وهو ما يجعلنا نعيش ديكتاتورية لا تختلف كثيرا عما كان عليه النظام السابق، فالمحصلة واحدة مع تغير الأسلوب. لم يختلف الأمر كثيرا في المطلب الثالث وهو العدالة الاجتماعية، وأعتقد أنه من الصعب أن تجد شخصا واحدا فقط وجد العدالة التي كان يحلم بها قبل انطلاق الثورة، وهو ما يؤكد بأنه بعد مرور عامين على الثورة فإننا نعود إلى نقطة البداية. من الطبيعي أن تسقط الثورة نظاما وتبدأ في بناء نظام جديد، وما حدث أننا أسقطنا النظام، ودخلنا في حالة ثبات، لم يحدث تطوير، بداية من محاسبة المتهمين بقتل الثوار، ومرورا باختيار الحكومات المتعاقبة بعد الثورة، ووصولا إلى طريقة معالجة الأحداث طوال الفترة الماضية. لن نستطيع أن نقول إن الثورة حققت أهدافها قبل أن نرى، وحكومة لا يسيطر عليها حزب وطني جديد، وأن تتم محاسبة كل من أساء للشعب المصري طوال السنوات الماضية، و الإخوان بما لديهم من خبرة سياسية كبيرة، يدركون أن الغالبية العظمي من الشعب المصري تتطلع لأن ترى نتائج الإصلاح واقعا ملموسا في حياتهم اليومية.