مازالت الولاياتالمتحدة تسير في ركب ست دول أخرى رفضت أو تتردد في التصديق على اتفاقية الأممالمتحدة للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (سيداو). لكن الموقف تغير الآن، فهناك تحالف لأكثر من 100 منظمة غير حكومية وهيئة حقوق إنسان ومنظمة نسائية يتولي تجديد مطالبة الولاياتالمتحدة بالتصديق على الإتفاقية. والسبب وراء تجدد الطلب هو العدد القياسي من النساء عضوات مجلس الشيوخ، والذي بلغ 20 امرأة، بما فيهن المجموعة القائمة والمنتخبة حديثاً، اللائي قمن بحلف اليمين الدستورية . فإلى يومنا هذا، صادقت 187 دولة من مجموع 194 دولة على اتفاقية الأممالمتحدة للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة. أما الدول التي لم تصادق عليها فتشمل إيران، والسودان، وجنوب السودان، والصومال، وبالاو، وتونجا..والولاياتالمتحدةالأمريكية. ومن الجدير بالذكر أن هذه الإتفاقية الدولية الهامة، والتي تؤكد مبادئ حقوق الإنسان الأساسية والمساواة للمرأة في جميع أنحاء العالم، تحظى بدعم قوي من الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد تبنت إتفاقية "سيداو" عام 1979، وهي الإتفاقية المكونة من ديباجة و 30 مادة، والتي تحدد وفقا للأمم المتحدة، "كل ما يشكل تمييزا ضد المرأة وتضع برنامجا للعمل الوطني لإنهاء هذا التمييز." وتلتزم البلدان التي صادقت على الإتفاقية قانوناً بوضع أحكامها موضع التنفيذ. وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أنشأت عام 1982 لجنة مؤلفة من 23 خبيراً في مجال قضايا المرأة في جميع أنحاء العالم، لرصد التقدم المحرز في تنفيذ الإتفاقية ولمراجعة التقارير الوطنية. وأوضح ائتلاف المنظمات غير الحكومية، في رسالته، أنه في حين شهدت الدورات السابقة للكونجرس الأمريكي قيام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ بعقد جلسات استماع بشأن الإتفاقية، والإبلاغ عن نتائجها للحزبين الجمهوري والديمقراطي، إلا أن إتفاقية "سيداو" لم يتم عرضها أبداً على مجلس الشيوخ للتصويت عليها. وأكد الائتلاف أنه يسعى لجعل التصديق على الإتفاقية أولوية لمجلس الشيوخ الأمريكي في الدورة 113 للكونجرس. وأكد إن العدد القياسي للنساء اللواتي سيعملن في دورة الكونغرس 113 سوف يعطي زخما كبيراً للولايات المتحدة لزيادة دورها القيادي العالمي حول قضايا حقوق المرأة. هذا ولقد أحدثت اتفاقية "سيداو" فارقاً فعلياً للنساء والفتيات في جميع أنحاء العالم، خاصة من خلال تعزيز جهود المجتمع المدني في إقناع الحكومات بإحترام حقوق الإنسان للمرأة وتبني سياسات للحد من الاتجار بالجنس والعنف المنزلي، وتوفير فرص الحصول على التعليم والتدريب المهني، وضمان حقهن في التصويت، وانهاء الزواج القسري وزواج الأطفال، وضمان حقوق الميراث، وضمان الحق في العمل وتملك الأعمال التجارية دون تمييز. وكما جاء في الرسالة فإن التصديق على الإتفاقية من شأنه أن يعزز مكانة الولاياتالمتحدة باعتبارها شريكة عالمية رائدة في الدفاع عن النساء والفتيات. وأضافت الرسالة أن تصديق الولاياتالمتحدة على الإتفاقية سوف يدعم دورها القيادي في الدفاع عن حقوق المرأة على الصعيد العالمي. فالولاياتالمتحدة هي الدولة الصناعية الغربية الوحيدة التي لم تصادق على الإتفاقية. وتتطلب الموافقة على الإتفاقية ثلثي الأصوات في مجلس الشيوخ: أي 67 صوتاً من أصل 100 عضواً من أعضاء مجلس الشيوخ، وهو الهيئة التشريعية التي لا تزال غالبيتها من الذكور. ومجلس الشيوخ قد يرفض أو يوافق على قرار التصديق. ووفقا لأرشيف مجلس الشيوخ، فقد وافق مجلس الشيوخ الامريكي على أكثر من 1500 معاهدة ورفض 21 معاهدة فقط على مدى السنوات ال 200 الماضية. والمنظمات غير الحكومية التي وقعت على هذه الرسالة هي: جمعية الأممالمتحدةبالولاياتالمتحدةالأمريكية، ومنظمة المرأة للبيئة والتنمية، ومجلس المرأة للمساواة، واتحاد الحريات الأهلية الأمريكية، ومنظمة العفو الدولية في الولاياتالمتحدة، والاتحاد الدولي للمحاميات، مراقبة حقوق المرأة العالمية، حقوق الإنسان أولا وهيومن رايتس ووتش.