نجوم الكرة المصرية «يشككون» فى عودة الدوري

برغم إعلان الاتحاد المصرى لكرة القدم عن عودة مسابقة الدورى العام للحياة مرة أخرى فى الثانى من فبراير الجارى.. واعتماد نظام المجموعتين، فإن الشكوك لا تزال تساور الكثير من لاعبى الدورى الممتاز.
أبدى أغلب اللاعبين تخوفهم من عودة المسابقة، على خلفية أن موعد عودتها تسبقه ثلاث ذكريات سنوية لأحداث دامية، قد تتجدد الاشتباكات بإحياء ذكراها، مثلما حدث فى ذكرى أحداث محمد محمود وماسبيرو، ومجلس الوزراء.
والذكريات الثلاث هى، الذكرى الثانية لثورة 25 يناير، والذكرى الثانية أيضا لموقعة الجمل، والأهم الذكرى السنوية الأولى لمذبحة بورسعيد، وبينهم سيكون اليوم المشهود لمحاكمة المتهمين فى مذبحة بورسعيد يوم 26 يناير الجارى.
ذكرى 25 يناير، دفعت بعض القوى المعارضة توجيه الدعوة إلى الشعب المصرى للتظاهر الحاشد فى ميدان التحرير وكل ميادين مصر، تعبيرا عن رفضهم للدستور الجديد، وأداء الحكومة وإسقاط جماعة الإخوان المسلمين المسيطرة على الحكم، وهو ما ينذر بكارثة دموية جديدة قد تحول دون عودة النشاط.
ونفس الحال بالنسبة لذكرى موقعة الجمل ومذبحة بورسعيد، لكن الكارثة الكبرى تكمن فى موعد محاكمة المتهمين فى مجزرة بورسعيد، فجماهير بورسعيد لا تعتبر المحبوسين على ذمة القضية متهمين فيها وتعتبرهم أبرياء من دم مشجعى الأهلى، وفى المقابل لن تقبل جماهير الأهلى «ألتراس» إلا بالقصاص لأرواح ضحاياها، وبالتالى فإن الحكم لابد أن يأتى لصالح طرف على حساب الآخر.
هذه المخاوف دفعت الكثير من اللاعبين إلى مواصلة مخطط الهروب خوفا من أن تتسبب أى من تلك الذكريات فى تأجيل المسابقة مرة سادسة، وهو ما يعنى ضياع فرصتهم الأخيرة فى اللعب من خلال الاحتراف الخارجى، حيث يغلق باب الانتقالات الشتوية العالمية مع اليوم الأخير من الشهر الجارى، أى قبل يومين من الموعد المزعوم لانطلاق الدورى.
وطالت طلبات الرحيل أغلب أندية الدورى الممتاز، بداية من النادى الأهلى، الذى أعلن العديد من نجومه الرحيل عن القلعة الحمراء، وعلى رأسهم عماد متعب مهاجم الفريق الذى كلف وكيل أعماله بالبحث عن عرض احتراف خارجى.
وبخلاف توقف النشاط الرياضى الذى كان سببا أساسيا فى اعتزام متعب الرحيل، إلا أنه بات غاضبا من بقائه على دكة بدلاء الأهلى فى ظل تألق السيد حمدى ومحمد ناجى جدو، ولذلك لم يعد يتحمل الجلوس احتياطيا فى المباريات القليلة التى يلعبها ناديه، كما أن اللاعب يعانى من النقد الشديد الذى تعرض له فى الفترة الأخيرة، فى ظل تراجع مستواه
ونفى عماد متعب، أن يكون غاضبا من حسام البدرى، المدير الفنى للفريق، مؤكدا أنه المسئول الأول عن تشكيلة الفريق، لكنه فى الوقت نفسه أكد إحساسه ببعض الضيق بسبب جلوسه احتياطيا، لكنه وصف غضبه بالإيجابى، لأنه غيور على مكانه فى التشكيلة الأساسية، لذلك أقبل على فكرة الرحيل عن الأهلى لعدم ابتعاده عن المستطيل الأخضر لفترات طويلة، خصوصاً أنه اعتاد على المشاركة أساسيا، وأكد متعب أنه يمتلك أكثر من عرض خارجى يتناقش فيها حاليا مع مدير أعماله ليختار الأنسب له ولناديه.
وإذا كان تألق السيد حمدى، مهاجم الأهلى هو السبب الرئيسى فى بقاء عماد متعب، على دكة البدلاء، إلا أن الأول أكد وجود مفاوضات من جانب نادى اتحاد جدة السعودى للانتقال إلى صفوفه خلال الفترة المقبلة.
وقال حمدى ل «الأهرام العربى»: إنه يتمنى البقاء مع الأهلى طوال حياته، خصوصاً أنه وضع قدمه على أولى سلالم التألق فى البطولة الإفريقية وبطولة كأس العالم للأندية، وأضاف، أن توقف النشاط الكروى فى مصر، جعل أغلب اللاعبين يفكرون فى الرحيل عن أنديتهم، خصوصاً أن فترة الانتقالات الشتوية هى الفرصة الأخيرة فى الرحيل، وبخلاف ذلك يفقد اللاعبون أى فرصة أخرى.
وأشار مهاجم الأهلى، إلى أنه لن يترك النادى إلا بعد موافقة مجلس الإدارة، مؤكدا أنه لو طلب منه البقاء سوف يلبى ذلك على الفور.
وفى الزمالك، أكد أحمد حسن لاعب وسط الفريق، أنه بدأ بالفعل فى دراسة العروض المقدمة إليه، لأنه فى حالة عدم عودة مسابقة الدورى فى الموعد الذى حدده مسئولو الجبلاية، فإنه سيلجأ على الفور للاحتراف الخارجى.
وتمنى “الصقر" أن يفى مسئولو اتحاد الكرة بوعدهم، فى عودة النشاط الكروى مرة أخرى، لأن أى تأجيل لهذا الموعد يعنى أن تعلن الأندية إفلاسها، لأن الجميع بدأ فى ترتيب أموره على انطلاق المسابقة، وربما البعض يبحث عن تدعيم الصفوف بلاعبين جدد والبعض الآخر سيرفض التخلى عن لاعبيه فى موسم الانتقالات الشتوية.
وإذا كان بعض اللاعبين يفكرون فى الرحيل عن أنديتهم، إلا أن البعض الآخر انتقل بالفعل للاحتراف الخارجى، مثل أحمد بكرى مدافع فريق مصر المقاصة الذى انتقل خلال الأيام الماضية إلى فريق هجر السعودى بناء على توصية من طارق يحيى المدير الفنى لهجر، حيث إن بكرى هو أحد اللاعبين الذين دربهم يحيى أثناء إشرافه على فريق مصر المقاصة.
أيضا، كشف أحمد حسن مكى، مهاجم حرس الحدود، عن تلقيه عرضا رسميا من نادى الاتحاد المنيستيرى التونسى للانتقال لصفوفه على سبيل الإعارة.
وقال «مكى» فى تصريحات ل «الأهرام العربى»، إنه يفكر فعليا فى تجربة الاحتراف الخارجى فى ظل توقف النشاط الكروى فى مصر، مشيرا إلى أنه لا يثق فى عودة المسابقة، حيث إن اتحاد الكرة قد حدد أكثر من موعد لانطلاق المسابقة ولم يف بكل هذه الوعود، معللا ذلك بأن الظروف الأمنية غير ملائمة.
وأضاف مكى، أن مصر لاتزال تعيش فى حالة من التوتر بسببب الأحداث الجارية، وهو ما يهدد عودة المسابقة فى الموعد المحدد الذى يسبقه العديد من الأحداث مثل محاكمة المتهمين فى أحداث بورسعيد وانتخابات مجلس الشعب، وهو ما يهدد باستقرار الحالة الأمنية.
وشدد مكى على جدية العرض، حيث قال: إن النادى التونسى قام بإرسال فاكسا رسميا إلى مسئولى الحرس، لكنه لم يتضمن القيمة المادية، كما كشف عن تلقيه اتصالا هاتفيا من رئيس النادى، وهو ما جعله يفكر فى الأمر بشكل جاد، خصوصاً أنه يرغب فى الحفاظ على مستواه الفنى والبدنى، بالإضافة إلى المحافظة على مكانه فى تشكيلة المنتخب، وهو ما لم يتمكن من تحقيقه فى ظل توقف النشاط الكروى.
كما هرب أيضا اللاعب أحمد دويدار مدافع اتحاد الشرطة من جحيم توقف النشاط الكروى، وانتقل بالفعل إلى نادى كاظمة الكويتى على سبيل الإعارة، ليكون أولى صفقات الفريق الكويتى خلال فترة الانتقالات الشتوية الحالية.
كما انتقل اللاعب أحمد بلال مهاجم الأهلى السابق وسموحة إلى نادى الوحدات الأردنى حتى نهاية الموسم الحالى مقابل 40 ألف دولار.
وأكد بلال، أنه فضل الرحيل فى الفترة الحالية حتى تتضح الأمور بالنسبة لعودة مسابقة الدورى، خصوصاً أنه ظل فترة طويلة بعيدا عن المستطيل الأخضر.
وأشار بلال إلى أن توقف النشاط زاد على حده، وأن الأمور تزداد ضبابية يوما بعد يوم، وهو ما دفع بعض اللاعبين للبحث عن عروض خارجية فى ظل عدم وفاء المسئولين بوعودهم فى عودة النشاط الكروى، مضيفا فى الوقت نفسه أن كل الطرق تؤدى إلى الرحيل عن الدورى المصرى، لأن لاعب الكرة عمره قصير، لذلك فإن توقف النشاط يهدد مستقبل الكثيرين.
ويبدو أن اللاعبين المصريين فقدوا الثقة فى الحكومة المصرية بشكل عام ومسئولى الكرة بشكل خاص، حيث سبق أن حدد اتحاد الكرة مواعيد لإطلاق المسابقة من بينها 17 سبتمبر الماضى و17 أكتوبر ثم 18 نوفمبر وأخيرا 30 ديسمبر، وكلما يحين موعد إقامة المباريات يتم التراجع عن إقامتها لدواع أمنية، لذلك لجأ أغلبهم إلى الرحيل كخطوة أولى وربما يلجأون إلى فسخ عقودهم.
وفى هذا الشأن، أكد مصدر مسئول داخل اتحاد الكرة ل “الأهرام العربى" لجوء اللاعبين إلى البحث عن عروض خارجية، اعتمادا على مبدأ “العدل الرياضى" الذى يطبقه الاتحاد الدولى لكرة القدم “فيفا"، والذى ينص على أحقية اللاعب فى فسخ تعاقده مباشرة مع ناديه فى حالة عدم تطبيق البند الذى يقضى بأحقيته فى ممارسة كرة القدم، وهو ما ينطبق على الوضع فى مصر حاليا فى ظل توقف النشاط.
وأشار المصدر إلى أن فسخ تعاقد اللاعبين لعقودهم مع أنديتهم حق أصيل لهم، خصوصاً أن هناك أكثر من لاعب لم يحصل على مستحقاته منذ أكثر من ثلاثة أشهر