تشهدت الكرة المصرية حالات رحيل جماعية لنجوم اللعبة الجماهيرية في ظل تجميد النشاط الرياضي المحلي، أحدث حلقاتها انتقال اللاعب عمرو زكي إلى الدوري التركي. ودفعت هذه الظاهرة اتحاد الكرة المصري إلى إطلاق صافرة تحذيرية من خطورة الوضع مطالبًا بعودة الاستقرار في أسرع وقت تمهيدًا لإعادة النشاط الكروي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
واتخذ نجوم بارزون الهجرة والاحتراف الخارجي عنوانًا لهم في ظل حالة الركود الرياضي والأزمات المالية الطاحنة التي تعيشها الأندية المصرية منذ اندلاع ثورة 25 يناير العام الماضي، والتي تصاعدت بعد تجميد النشاط الكروي منذ فبراير- شباط الماضي على خلفية أحداث مذبحة إستاد بورسعيد، والتي راح ضحيتها أكثر من 73 مشجعًا خلال مباراة الناديين الأهلي والمصري.
وكان اللاعب عمرو زكي، نجم هجوم الزمالك، أحدث الراحلين قد توجه إلى الدوري التركي وبالأخص إلى نادي إلازيج سبور، بعد أن أعلن أنه طفح به الكيل في ناديه بسبب عدم حصوله على مستحقاته المالية منذ فترة ليست بالقصيرة، بالإضافة إلى توقف المسابقات المحلية وتأثيرها على مستواه الفني والبدني.
وسبق زكي في الاحتراف كل من "شيكابالا" و"ميدو" في الزمالك، حيث رحل الأول إلى الوصل الإماراتي الأسبوع الماضي تاركًا خلفه كل المشاكل التي يعاني منها فريقه وهاربًا من أزمات توقف النشاط وتوابعها الفنية وخاصة بعد أزمته الشهيرة مع مدرب الزمالك السابق حسن شحاتة.
أما ميدو فقد عاد مجددًا إلى بلده المفضل في إنجلترا الشهر الماضي وبالأخص في فريق بارنسلي الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية، بعد أن عانى تجاهلاً كبيرًا من الجهاز الفني لفريقه السابق، بالإضافة إلى توقف وغموض مصير انطلاق الدوري.
كما فضل أحمد حجازي وحسني عبد ربه وأحمد سمير فرج لاعبو نادي الإسماعيلي الرحيل عن الدوري المصري، حيث احترف الأول في فيورنتينا الإيطالي تاركًا وراءه أزمات الدوري المصري، بينما رفض حسني عبد ربه العودة لمصر مجددًا وتعاقد مع نادي النصر السعودي، والأخير شد رحاله إلى الدوري البلجيكي في نادي ليرس.
ولم يتردد النجم الصاعد محمد صلاح للحظة واحدة في ترك ناديه المقاولون العرب وخوض تجربة الاحتراف في سويسرا، بحثًا عن الاستقرار الفني والمادي وأملاً منه أن يقدم مساعدة مالية لناديه السابق.
وبطبيعة الحال رفض نجم الدوري الألماني السابق محمد زيدان جميع العروض التي تلقاها من جانب قطبي الكرة المصرية "الأهلي" و"الزمالك" للانتقال إليه الموسم المقبل، وفضل زيدان مهاجم ماينز الألماني السابق الانضمام إلى الدوري الإماراتي في فريق بني ياس.
وبجانب صفقات الاحتراف التي تمت بالفعل، يبحث النجوم المتواجدون حاليًا في الدوري المصري عن الرحيل في أقرب فرصة، حيث أبدى النجم الدولي أحمد فتحي لاعب الأهلي بالإضافة إلى زميليه محمد شوقي وحسام غالي رغبة ملحة في الاحتراف الخارجي للتخلص من عدم الاستقرار الرياضي والمادي في مصر.
وتسبب إلغاء الدوري المصري في خسائر اقتصادية فادحة للدخل القومي المصري منذ اندلاع الثورة، وعانى من توابعه الملايين من العاملين في مجال الرياضة واللاعبون والمدربون وشركات الإعلانات والبث التلفزيوني، وهو ما دفع النجوم إلى هجرة جماعية لإنقاذ مستقبلهم الكروي.
وبدأت ظاهرة الهروب الجماعي تقلق اتحاد الكرة المصري بسبب خلو الساحة المصرية من الأسماء الكبيرة، وهو بالطبع ما يؤثر على الدخل الاقتصادي الرياضي وعلى عقود الشركات الراعية للمباريات والمسابقات.
وقال عزمي مجاهد، مدير إدارة الإعلام باتحاد الكرة المصري لمراسل وكالة الأناضول للأنباء، "بالفعل الكرة المصرية تعاني أزمة كبيرة بسبب رحيل النجوم وهجرة اللاعبين الجماعية، لا يمكن أن ألومهم، لكن لا بد من عودة الاستقرار في أسرع وقت لإنقاذ ما يمكن إنقاذه".
وأضاف أن تضارب المصالح في اتحاد الكرة وعدم دراسة القرارات والانفلات الأمني من أهم عوامل هجرة اللاعبين منذ اندلاع ثورة يناير، مشيرًا إلى أن عودة الدوري أصبحت ضرورة ملحة للحفاظ على الثروة الكروية في مصر، وعودة القوى الاقتصادية الرياضية مرة أخرى، والتي ينتفع من ورائها الملايين من العمال واللاعبين والمدربين.