تكشف مجلة "الأهرام العربي" في عددها الجديد الصادر السبت أن حافظ الأسد قدم مع معاونيه من مجرمى حزب البعث "الجولان" منحة لا ترد لإسرائيل، وطبقا لمؤامرة دبرها عند ما كان وزيرا للدفاع إبان يونيو 1967 حيث أعلن سقوط القنيطرة عاصمة الجولان قبل أن يصلها جندى إسرائيلى واحد ب 17 ساعة، وأمر بانسحاب القوات والقادة دون مبرر. هذا بخلاف تسريبه أماكن وجود القوات ومقار القيادة العامة التى جعلتها لقمة سائغة لنيران الطيران الإسرائيلى. حيث كشف ذلك كتاب قديم نشر لأول مرة عام 1968 وتم حجبه وسجن صاحبه الذى لم يكن سوى ضابط فى الجيش السورى ..وقد بدأت بعض المنتديات على شبكة الانترنت تداوله أخيرا ليعرف الجميع حقيقة الأسد الأب وابنه، فبلا شك هذا "البشار" من ذاك الأسد.. مؤلف الكتاب هو خليل مصطفى بريز وآخر منصب شغله رئيس قسم الاستطلاع فى قيادة الجبهة قبل أن يتم تسريحه من الجيش مع عدد من كبار العسكريين عام 1963، لاستبدالهم بقادة منتمين إلى حزب البعث. الكتاب الذى بين أيدينا الذى هيأت له الظروف أن يحيا من جديد، يؤكد لنا أن سقوط الجولان كان مستحيلا إلا بمؤامرة، فكيف تسقط الجولان وهى أكثر منطقة محصنة فى سوريا بحكم طبيعتها الوعرة، كذلك فقد تم زراعة التحصينات والنيران والمدافع طوال الخطوط الأمامية مع العدو وفى كل النقاط وضعت ألغام لو نسفت لسدت الطريق أمام الآليات ووضعت العدو تحت سيطرة النيران السورية، والألغام هى تجهيزات معدة مسبقا على الممرات الإجبارية ولا تعدو كونها أماكن «خام» لوضع متفجرات تحت الطريق ومجهزة لنسفه فى اللحظة المناسبة، فتشكل تدميرا فى نقطة العبور الإجبارية مما يجبر العدو على التوقف. هذا بجانب الملاجئ المصنوعة من الأسمنت المسلح تحت الأرض لتحمى من نيران المدفعية والطيران وهذه الملاجئ أقيمت بإشراف الخبراء السوفييت كما كانت قد طورت نسبيا لتقى من الضرب الذرى أو القصف الكيماوى. كما كانت هناك حقول ألغام على طول خط المواجهة، وكانت الألغام قد غطت جزءا كبيرا من المناطق القريبة من العدو الصالحة لتقدم آلياته ومشاته، وقد زرعت فى الأراضى الفسيحة واحتوت أنواعا عديدة من الألغام. كما توجد مفارز السدود المتحركة وهى مجموعات من وحدات الهندسة مزودة بأنواع خاصة من الآليات المصفحة تتحرك مع احتياطات الأسلحة المضادة للدبابات وتقوم خلالها بالقتال بنشر الألغام بسرعة. وكانت بالجولان شبكة استطلاع قوية وأجهزة اتصالات ذات حساسية عالية يعمل على خدمتها عدد من ضباط الصف المدنيين المدربين على استخدامها تدريبا عاليا بالإضافة إلى إجادة اللغة العبرية، وكان هذا الجهاز يقوم برفع تقارير يومية إلى القيادة العامة عن نشاط شبكات العدو وتبادل البرقيات فيما بينها . كان هناك بالتأكيد تمهيد لتسليم الجولان لإسرائيل فقد سبقته مؤامرة قام بها رجال حزب البعث، يشير مؤلف الكتاب إلى أن فصول المؤامرة بدأت عام 1963 بتسريح عدد كبير من القادة العسكريين ومن بينهم مؤلف الكتاب نفسه حتى بلغ عدد الضباط الذين تم تسريحهم حتى أوائل عام 1967 ألفى ضابط نحو 4 آلاف ضابط صف، واستبدل هؤلاء بعدد من ضباط الاحتياط وكلهم من البعثيين، وبذلك أصبح الجيش مؤسسة بوليسية، وتم وقف كل المشروعات الإنمائية والقضاء على الدخل الاقتصادى المهم لتجهيز الجيش تحت ستار قرارت التأميم التى أدت فعليا إلى تهريب رجال الأعمال أموالهم خارج البلاد، حيث استفاد منها الصهاينة المسيطرون على معظم البنوك الأوروبية. وتنشر المجلة في عددها المطبوع العديد من سطور المؤامرة والخيانة التى عانتها أرضنا العربية.