مع إقتراب الإحتفالات بأعياد الميلاد والسنة الجديدة تظهر الزينة من أشجار براقة وأنوار مكثفة وديكورات معينة فى شوارع أوروبا الغربية، وحتى فى وطننا العربى غزت هذه الإحتفالات بلادنا، ولم نجد حساسية فى إستيعابها كنوع من المشاركة العالمية، وفى بلجيكا ظهرت فكرة تهدف للروح العملية لكن سرعان ما تحولت لقضية سياسية بل ودينية! ففى قلب "الميدان الكبير" الذى يعتبر أشهر معالم العاصمة البلجيكية بروكسل، حيث دار العمدية ومتاجر الشوكولاتة وتمثال الطفل مانيكانبيس، وكعادة التقليد السنوى لوضع شجرة عيد الميلاد المزينة، تم إستبدال بها شجرة جديدة ومبتكرة معدنية تضاء بالكهرباء! لم تكن تتجاوز الشجرة الطبيعية من أنواع الصنوبر مترين فى الطول أما الشجرة الصناعة فتصل إلى 24 متر، وهى أقرب لعمل فنى من الصلب، لكن الحداثة التى ينشدها العمدة فريدى تيليمانس قابلتها صدمة من الشعب البلجيكي! العمدة صاحب التوجه الإشتراكى الذى بدأ بعملية تحديد فى بروكسل تحت عنوانى"بليزير ديفير"أى"متع الشتاء و"ماجى ديه نويل"أى"سحر الكريسماس" منذ عام 2002 وتم إعادة إنتخابه فى عام 2006، فوجىء بالعضوة بيانكا باتس من الحزب المسيحى الديمقراطى تهاجم مشروعاته من منطلق دينى حيث تعتبر أن التخلى عن هذه الأشياء مثل الشجرة الطبيعية، وإستبدال ب "مارشيه ديه نويل"أو"سوق الكريسماس"القديم سوق آخر وهو"متع الشتاء" الجديد ، تبتعد عن الإشارة إلى إحتفالات الكريسماس.وتسألت من خلال صحيفة "بروسيلنيوز"البلجيكية ماذا سيحدث مع بيض عيد الفصح الملون؟وتناقلت هذه القصة صحيفة"لوسوار"البلجيكية وصحيفة"لوفيجارو"الفرنسية.كما أبدت أسفها عن إختفاء ديكور"المهد"الذى يعتبر جزء من تقاليد الإحتفال بمولد المسيح عليه السلام. وبالتوازى و فى العالم الإفتراضى ظهرت حملات شعبية مناهضة لهذا الإتجاه، وتم ترجمته مباشرة بشكل غريب، حيث إعتبروا هذا التطرف نوعا من محاولة إرضاء المسلمين!! ورغم الإختلاف الموجود حاليا بين العناصر الثلاثة المكونة للمملكة البلجيكية :الناطقون بالفرنسية والفلمنكية والألمانية، فقد وجودوا هدفا واحدا قادرا على تجميعهم! فلمسنا النبرة القومية من خلال حملة "لشجرة عيد الميلاد الحقيقية في الميدان الكبير في بروكسل واحترام قيمنا وتقاليدنا".وحصلت هذه العريضة على أكثر من 120 ألف توقيع ومن ضمن التعليقات نجد"لن نذعن للمسلمين!" و"الأمر ليس متروكا لنا لنتكيف، نحن فى وطننا" وأيضا "من أجل بلجيكا بلجيكية".ونادت مجموعات عديدة على شبكة التواصل الإجتماعى بإعادة الشجرة الطبيعية. فشكى أحدهم قائلا"واليوم، فإن الهدف من ذلك هو استخدام الفن لإزالة رمز الوثنية، أدخلته الكنائس بمرور الوقت إلى المسيحية" كما لم يتردد في الحديث عن عملية تصفية التقاليد فى سبيل العملية الإنتخابية. وصرح المتحدث الرسمى بدار العمدية أن الجالية الإسلامية ليس لها علاقة بتغيير شجرة الصنوبر.وأضاف:"الإثارة التى يقوم بها بعض الأصوليين على شبكة الإنترنت لا تؤثر على قرارنا. ويخطئ من يدعي أننا نريد إزالة رموز عيد الميلاد". وكثير من البلجيكيون يرون أن الموضوع يقتصر فقط على طلب شجرة طبيعية أما تطور الأمر بشكل آخر فهذا ليس ما يريدونه.