من هو أحمد الجعبري الذي قالت إسرائيل إنها اغتالته اليوم في غارة استهدفته؟ يعد الجعبري أحد قادة حركة حماس في قطاع غزة، وقائد الجناح العسكري لها، والذي تولى قيادة الجناح العسكري لها المعروف بكتائب القسام، بعد اغتيال القادة المؤسسين وعلى رأسهم الشيخ صلاح شحادة مؤسس الجناح العسكري، والقائد الشهيد عماد عقل عام 1993، وإصابة محمد الضيف. الجعبري كان المطلوب الأول لإسرائيل طوال عدة سنوات، حيث أنه يعد المسئول عن عملية الوهم المتبدد، التي استطاعت خلالها عدة فصائل في مقدمتها حماس، أسر الجندى الإسرائيلي جلعاد شاليط، وإبقائه قيد الأسر عدة سنوات. ويأتي اغتيال الجعبري، بعد عدة سنوات طويلة من الاختباء، حيث ظل يتنقل بين عدة مقرات بعيدا عن أعين جواسيس إسرائيل، ولم يظهر إلا عند عملية تسليم جلعاد شاليط، وظهر بعدها عدة مرات، خلال زيارات للقاهرة، حيث كانت تستقبله مصر للتشاور حول الأوضاع في غزة. استهل الجعبري حياته النضالية في صفوف حركة فتح وأمضى في سجون الاحتلال نحو 13 عامًا على خلفية مشاركته في عملية ضد الاحتلال عام 1982، وتحول الجعبري داخل السجن من فتح إلى حماس في عام 1987، متأثراً بعدد من قادة الجماعة من مؤسسي الحركة الأوائل وأبرزهم الدكتور الشهيد عبد العزيز الرنتيسي، والمهندس الشهيد إسماعيل أبو شنب، والدكتور الشهيد نزار الريان، والدكتور الشهيد إبراهيم المقادمة، والشيخ الشهيد صلاح شحادة الذي ربطته بالجعبري علاقة صداقة حميمة استمرت بعد إطلاق سراحهما، وكانت مدخلاً ساعدت الجعبري في التدرج الكبير في سلم القيادة داخل كتائب القسام. وتركز نشاط الجعبري عقب الإفراج عنه من سجون الاحتلال عام 1995، على إدارة مؤسسة تابعة لحركة (حماس) تهتم بشئون الأسرى والمحررين. وفي 1997 توثقت علاقة الجعبري بالقائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، والقائدين البارزين عدنان الغول وسعد العرابيد ما دفع لاعتقاله في العام 1998 من قبل الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية التي اتهمته بلعب دور حلقة الاتصال بين القيادتين السياسية والعسكرية لحركة حماس. لكن بداية رحلة الرجل مع القيادة كانت في قصف قوات الاحتلال لمقار الأجهزة الأمنية الفلسطينية مع اندلاع انتفاضة الأقصى في العام 2000 وتحرره من الاعتقال، وحجزه موقع مقرب من شحادة وضيف، ليسهم معهما في العمل على إعادة بناء كتائب القسام وتطوير قدراتها، بعد سنوات من عمليات الملاحقة الأمنية من جانب أجهزة أمن السلطة. ظل الجعبري ثالث ثلاثة في المجلس العسكري لكتائب القسام إلى حين اغتالت قوات الاحتلال شحادة في العام 2002، ومحاولة اغتيال الضيف في العام 2003 وهي المحاولة التي فشلت في القضاء على الضيف لكنها أصابته بجروح بالغة وإعاقات دائمة غير محددة ليتحول معها الجعبري إلى القائد الفعلي لكتائب القسام، مع الإبقاء على ضيف قائداً عاماً فخرياً. نجا الجعبري من عدة محاولات اغتيال، وتصفه أجهزة مخابرات الاحتلال ب"رئيس أركان حركة حماس" للدلالة على المكانة الخاصة التي يحظى بها على رأس كتائب عز الدين القسام، ومن أبرز محاولات اغتياله تلك التي نجا منها بعد إصابته بجروح خفيفة في العام 2004، بينما استشهد ابنه البكر محمد، وشقيقه وثلاثة من أقاربه، عندما استهدفت مروحيات حربية منزله شرق حي الشجاعية بعد صواريخ. وبرز الجعبري خلال مفاوضات صفقة تبادل الأسرى "وفاء الأحرار" وقادة الجولة الأخيرة منها والتي جرت في فندق بالقاهرة بصورة غير مباشرة. وظهر الجعبري في مرات قليلة جدًا للإعلام كان أبرزها عندما كان يمسك بالجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط ويسلمه عند معبر رفح في 18 أكتوبر 2011 يوم تنفيذ صفقة التبادل.