صرح الشاعر عبده الزراع مدير عام ثقافة الجيزة اليوم الجمعة بأن الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة الشاعر سعد عبد الرحمن, أقامت ملتقى ثقافى لتأبين الراحل الشاعر حلمى سالم بعنوان "حلمى سالم مدينة الشعر"، أقامته الإدارة العامة للثقافة العامة برئاسة فؤاد مرسى على مسرح قصر ثقافة الجيزة، بحضور رئيس الهيئة والشاعر مسعود شومان رئيس الإدارة المركزية للدراسات والبحوث ، ومنيرة صبرى رئيس إقليمالقاهرة الكبرى، ولفيف من المثقفين والنقاد والإعلاميين، حيث أشار الشاعر سعد عبد الرحمن إلى أن فارسا من فرسان الشعر الذى يتمنى إلى "جيل السبعينات"،قد غاب، مؤكداً أن سالم كان يعيش معظم حياته فى الأقاليم، مما أعطى فرصة لكثير من المبدعين التأثر به، كما أوضح أن سالم كان فارساً بمعنى الكلمة فى المجال السياسى والإبداعى واصفاً الشاعر بأنه صاحب بصمة فى الشعر المصرى. وأضاف الشاعر مسعود شومان أنه ما كان ليتكلم فى حضور قامة كبيرة مثل حلمى سالم، الذى لم يكن عادياً، لكن كان مناضلاً غير أنه أيقونة نستطيع قراءة مصر سياسياً وإقتصادياً وثقافياً من خلالها، إلى جانب مواقفه الإنسانية والإبداعية كما كان ناقداً قوياً يستطيع أن يعلن عن مواقفه السياسية من خلال شعره مؤكداً أن حلمى سالم وشعره تجربة شعرية مكتملة شعراً ونقداً، لابد أمامها أن يسقط الكلام وأن نبدأ فى التأمل. وأوضح الشاعر عيد عبد الحليم أن رحلة حلمى سالم لم تكن رحلة عادية ،لكنها رحلة فى تطور القصيدة, كما أنه أكثر شعراء الحداثة المصرية إنتاجاً, فقد أخلص للشعر, فأخلص له وأعطاه 20 ديواناً, أضاف أنه موسيقى يعزف اوتارة بيده ويتوحد مع وتره, يتداخل فى الموسيقى, ليصبح هو الموسيقى، فقد يملك سالم القدرة على وصف التشيؤ الذى دخل روح الإنسان وعبر عنه بجرأة ولبيبرالية, وهذا راجع إلى روح المجازفة والمغامرة والتحدى كما ظهر فى أخر دواوينه "معجزة التنفس" ويذكر عبد الحليم أن سالم كان يشبه المحارب القديم فى أخر لقاءته فى مجلة أدب ونقد وهو يجدد نفسه حين يلقى شعره, وهو أشبة بالطفل الفرح الذى يجمع الفراشات، فهو كان شاعراً يجمع الشعر كما يجمع الفراشات. وأكدت الناقدة فريدة النقاش التى شاركته المسيرة الثقافية والأدبية طيلة 25 عاماً فى مجلة أدب ونقد وجريدة الأهالى، حزب التجمع, أن هناك علاقة تشابك الفن بالسياسة فى ديونه الأخير "معجزة التنفس", وقد بدأت حديثها بطرح إشكالية "هل قصيدة النثر لاتزال مقصاه وغير شرعية, كما فعلوه الشعراء مع قصيدة التفعيلة من قبل؟ والغريب أن الذى تصدر الحرب الشعواء على قصيدة النثر, هو واحد من أهم من دافعوا عنها فى بداية السبيعنيات. أما الناقد د. أمجد الريان فقد شارك بتقديم سالم برؤية تحمل عنوان سالم وإستلهام التجارب الحياتية، مؤكداً أن الشعر كان ولا يزال معتمداً على التجربة الحياتية من العصر الفرعونى، للجاهلى للعباسى لعصرنا الحديث، غير أن قصيدة النثر لها جذور عميقة فى الشعر الصوفى الإسلامى وغيره ذاكراً قصيدة صلاح عبد الصبور التى تحمل عنوان "يا صاحبى أننى حزين". فى نهاية الإحتفالية كرم الشاعر عبد الرحمن أسم الشاعر حلمى سالم بإهدائه درع الهيئة، كما يتم إطلاق أسمه على المسابقة الأدبية لعام 2012، وأختتم التأبين بقراءة الكاتب شعبان يوسف لبعضاً من قصائده.