في تصريحات نشرت اليوم دافع رئيس الوزراء الصيني ون جيا باو عن تزايد واردات بلاده من النفط الإيراني في مواجهة ضغوط غربية لبحث فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية لكنه حذر في نفس الوقت طهران من القيام بأي محاولات لامتلاك اسلحة نووية. وكان ون يتحدث في ختام جولة بمنطقة الشرق الأوسط وسط توترات بشان ايران واحتمال فرض عقوبات امريكية ضد الدول التي لها علاقات تجارية في مجال الطاقة مع ايران التي تقول دول غربية انها تسعى لتطوير اسلحة نووية. وتصر ايران على ان اهدافها النووية سلمية وهددت في اواخر ديسمبر كانون الاول بالرد على أحدث عقوبات غربية بوقف تدفق النفط في مضيق هرمز وهو طريق حيوي لمعظم صادرات النفط من الشرق الاوسط. وقال ون إن حكومته "تعارض بقوة تطوير أو امتلاك ايران لاسلحة نووية" وحذر من مواجهة محتملة في مضيق هرمز.وقال ون خلال مؤتمر صحفي في العاصمة القطرية الدوحة امس الاربعاء "أريد ان اشير بوضوح الي ان تجارة الصين النفطية مع ايران هي نشاط تجاري عادي." واضاف قائلا وفقا لنص تصريحاته التي نشرت في موقع وزارة الخارجية الصينية على الانترنت "التجارة المشروعة يجب حمايتها وإلا فان النظام الاقتصادي العالمي سيضطرب." وهون ون من القلق بشأن احتياجات الصين من النفط. وأضاف في المؤتمر الصحفي "ليس لدي قلق على إمدادات الصين من النفط وهذه المرة لم أبحث هذه القضية مع زعماء كل دولة." وشملت جولة ون التي استمرت ستة ايام السعودية ودولة الامارات العربية وقطر. وكشفت تعليقاته عن المسار الحذر الذي تحاول بكين ان تسلكه بين ضغوط من واشنطن وحلفائها وتوقعات مغايرة من ايران التي تعتبر الصين قوة متعاطفة معها كما أنها مشتر رئيسي لنفطها. وعبرت وزارة الخارجية الصينية اليوم الخميس عن قلقها بشأن المواجهة. وقال المتحدث باسم الوزارة ليو وي مين في إفادة صحفية يومية في بكين "المواجهة المتبادلة تتعمق والوضع في الخليج يزداد توترا." وأضاف "نعتقد أن هذه الظروف لن تؤدي الى حل القضية النووية الإيرانية ونعبر عن قلقنا ازاء هذا."وقالت ايران إنها على اتصال مع القوى العالمية لاستئناف المحادثات لكن واشنطن والاتحاد الأوروبي نفيا هذا وقالا إنهما مازالا بانتظار ان تظهر طهران استعدادا لمفاوضات جادة بشأن أنشطتها النووية. وهذه ليست المرة الأولى التي تعبر فيها الصين عن معارضتها الصريحة لاحتمال تطوير ايران أسلحة نووية. وقال ون "نحن نعتقد انه أيا كانت الظروف فانه يجب ضمان أمن خليج هرمز واستمرار حركة الملاحة فيه بشكل عادي لأن هذا في مصلحة العالم بأسره. "أي اجراءات متطرفة في هذه المسألة هي انتهاك لرغبات جميع دول وشعوب العالم." ونفذت ادارة الرئيس باراك اوباما قانونا امريكيا لمعاقبة شركة للطاقة مملوكة للحكومة الصينية قالت إنها أكبر مورد للمنتجات البترولية المكررة الي ايران. وتبحث الولاياتالمتحدة ايضا كيفية تنفيذ قانون بدأ سريانه في الحادي والثلاثين من ديسمبر كانون الاول يستهدف المؤسسات المالية الاجنبية التي تتعامل مع البنك المركزي الايراني خصوصا لشراء النفط. ووفقا لبيانات الجمارك الصينية فان واردات الصين النفطية من ايران في الاحد عشر شهرا الاولي من 2011 بلغت حوالي 553 ألف برميل يوميا بزيادة حوالي 30 بالمئة عن الفترة نفسها من 2010 . وساندت الصين قرارات مجلس الامن التابع للامم المتحدة التي تدعو ايران الى وقف انشطة تخصيب اليورانيوم وعملت في الوقت نفسه على ضمان ألا تتعرض روابطها في مجال الطاقة مع الجمهورية الاسلامية للتهديد.وقال ون في الدوحة "لاشك أن الصين وايران ترتبطان بعلاقات تجارية طبيعية لكننا من المؤكد لن نتخلى عن مبادئنا من أجل إبرام صفقات