العالم يشاهد مصر.. كأس الأمم الإفريقية لها طعم ومذاق مختلفان. إفريقيا تبتسم على أرض المحروسة.. لا حديث يعلو فوق حديث الملاعب، الاستعدادات على أشدها، الرئيس عبدالفتاح السيسى، يتابع لحظة بلحظة آخر المستجدات.. المهمة عظيمة. نجاح البطولة، هدف إستراتيجى ومركزى ومفصلى بالنسبة للمصريين، سيما أن هذه هى المرة الخامسة التى تتولى فيها مصر تنظيم البطولة بعد أن نظمتها أربع مرات من قبل أعوام 1959، 1974، 1986، 2006، وبهذه المرة تكون مصر الأكثر تنظيما للبطولة.. فللمرة الأولى نجد 24 دولة، فى ضيافة مائة مليون مواطن، مصر على موعد مع إنجازات عديدة، وأيضا مكاسب كبيرة ورسائل مهمة إلى العالم، تستحق التوقف أمامها، لعل فى مقدمتها ما يلى: أن الدولة المصرية، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، أثبتت أنها قادرة على التحدى والإنجاز والسباق مع الزمن، عندما قبلت التنظيم والإعداد والتجهيز فى وقت قياسى بدأ يوم 8 يناير الماضى. أن الدولة المصرية تواصل تعزيز مكانتها على الساحة الإفريقية، فى مسار التحرر من الاستعمار الأجنبى، وأيضا فى مسار التنمية، فمن خلال رئاستها للاتحاد الإفريقى تسعى إلى تحول إستراتيجى فى خدمة القارة، وتأتى استضافة الأمم الإفريقية لتؤكد هذه المكانة الممتدة بين التاريخ والمستقبل. مصر، ستكون طوال فترة البطولة فى نقطة الضوء، من خلال جميع وسائل الإعلام العالمية، سيما أن «الساحرة المستديرة» تحظى باهتمام شعوب العالم، وهذه خطوة مهمة تؤكد ما وصلت إليه مصر من معايير متقدمة فى جودة الإنتاج والثقافة، ودقة التنظيم، لخدمة الجميع ضيوف البطولة. تصحيح الصورة التى رسمها الإعلام الدولى تجاه مصر منذ عام 2011، والتأكيد على أن مصر تعيش حالة من الأمن والأمان والاستقرار والسلام الاجتماعى، وهذا سوف يعيشه -واقعيا- جميع الحضور، من مختلف دول إفريقيا ودول العالم، وهذه الخطوة -فى حد ذاتها- مكسب لبلورة صورة إيجابية، من المؤكد أنها تأتى فى الوقت المناسب. تأتى هذه البطولة بعد نجاح مصر فى تنظيم أحداث عملاقة فى مقدمتها القمة العربية الأوروبية، والمنتدى الإفريقى لمكافحة الفساد، الأمر الذى يعكس ويؤكد قدرة مؤسسات وأجهزة الدولة على تأمين وحماية ورعاية أحداث بهذا الحجم، وهى رسالة إلى العالم بأن مصر تستطيع، وأنها نجحت فى ترسيخ الاستقرار، برغم التحديات التى لا تزال تواجهها. اقتصاديا.. تشكل استضافة مصر لكأس الأمم الإفريقية، خطوة مهمة وفارقة فى تنشيط السياحة المصرية، من خلال استضافة الوفود المشاركة والبعثات الرسمية لجميع المنتخبات، فضلا عن الجماهير القادمة من دول إفريقيا، وهذا بدوره يؤدى إلى خلق مزيد من العملات الصعبة، وفتح آفاق واسعة فى مجالات من شأنها دخول أموال إلى خزانة الدولة المصرية، من بينها تحقيق مكاسب مالية من الدعم المالى القادم من الاتحاد الإفريقى لكرة القدم، وعائدات الإعلانات والبث التليفزيونى. هذه البطولة تلعب دورا كبيرا، باعتبارها واحدة من أهم وسائل القوى الناعمة للدولة المصرية فى إفريقيا، وبالتالى فإنها ستختصر مسافات طويلة فى مسارات عديدة للعمل داخل القارة، خصوصا أن هناك قوى خارجية كثيرة تتسابق على احتلال إفريقيا اقتصاديا، وفى مقدمتها محور الشر المتمثل فى تركياإيرانقطر. أما الرسالة المهمة أيضا بالنسبة لاستضافة مصر كأس الأمم الإفريقية، فهى: أن الدولة المصرية استعادت ثقلها الإفريقى والدولى، وحازت على ثقة الأفارقة فى مصر، وفى فلسفة قيادتها السياسية فى هذه المرحلة.