جعل من الديوان الملكى بيت الأردنيين جميعا والاستماع لشكواهم فى جو أسرى الشباب من أهم أولوياته وإعطاؤهم الفرص وتأهيلهم وإعدادهم كقادة للمستقبل يجسّد التاسع من يونيو محطة تاريخية مضيئة فى تاريخ الدولة الأردنية الحديثة، حيث أعتلى الملك عبد الله الثاني عرش المملكة، فى مثل هذا اليوم من العام 1999 ليحتفل الأردنيون هذه الأيام بالعيد العشرين لتولى جلالة الملك عرش المملكة الأردنية الهاشمية، ويتربع على عرش قلوب الأردنيين، ولتتواصل فى عهده مسيرة البناء، وتعزيز سيادة القانون وصون حقوق الإنسان، وتحقيق التقدم والنهضة والريادة والإبداع فى شتى المجالات. منذ اعتلاء جلالة الملك عبدالله الثانى العرش، كرّس جهوده نحو ترسيخ مؤسسات الدولة وتحقيق التنمية بمفهومها الشامل والمستدام، وإرساء أسس العلاقات المتينة مع الدول العربية والإسلامية والصديقة، ودعم مسيرة السلام العالمى وتعزيزها، كما نهض جلالته بمسئولياته تجاه أمته العربية والإسلامية وخدمة قضاياها العادلة، من أجل تحقيق الأفضل لشعوبها. ومع تصاعد وتيرة العنف والتطرف والحروب فى المنطقة، شكّل الأردن بقيادة الملك عبد الله الثانى، نموذجاً للدولة القوية الراسخة والتى تسير وفق خطط علمية وعملية فى مواصلة عملية الإصلاح الشامل، وتقوية النسيج الاجتماعي، وتعزيز المواطنة الفاعلة، وترسيخ مبادئ الديمقراطية وصون حقوق الإنسان وتعزيز الحوار وقبول الآخر. وشكّل الارتقاء بمستوى معيشة المواطن الأردنى وتحسين نوعية الخدمات المقدمة له، جوهر أولويات جلالة الملك. ويكرس جهوده الدؤوبة مع الدول الفاعلة، للتأكيد على صدارة القضية الفلسطينية وضرورة إنهاء الصراع الفلسطينى - الإسرائيلى استنادا إلى حل الدولتين، وبما يفضى إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية،وحظى الدور الكبير الذى يقوم به جلالة الملك منذ أن تبوأ سدة الحكم، بتقدير الأوساط السياسية العربية والدولية، لما لجلالته من إسهامات بارزة فى دعم التعاون العربي. ولأن دور جلالة الملك وجهوده الكبيرة فى المنطقة يحظى باهتمام وتقدير عالميين، جاءت جائزة تمبلتون التى تسلمها جلالته وسط حضور عدد من الشخصيات العالمية، والقيادات السياسية والفكرية والدينية، لتعكس التقدير والمكانة الدولية لجهود جلالته فى تحقيق الوئام بين الأديان، وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية فى القدس، حيث تعد هذه الجائزة أعلى الجوائز أهمية وقيمة فى المجال الإنسانى والديني. كما تقلد جلالته، ميدالية شجرة الحياة، التى تعّبرعن إنجازات جلالته فى المجالات التى تحتفى بها الجائزة، والمتمثلة فى نشر العلم والمعرفة ومبادرات جلالة الملك لتحقيق الوئام بين الأديان، وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية فى القدس، وحماية الحريات الدينية، إلى جانب منح جلالته جائزة مصباح السلام لعام 2019 تقديراً لسعيه الدؤوب فى تعزيز حقوق الإنسان والتآخى والسلام فى الشرق الأوسط والعالم، فضلاً عن جهود الأردن، بقيادة جلالته، فى استضافة اللاجئين. واستمراراً لنهجه فى التواصل المباشر مع المواطنين، حرص جلالته على زيارة العديد من مناطق المملكة، ولقاء المواطنين فيها، فيما يشهد الديوان الملكي، بيت الأردنيين جميعاً، لقاءات عديدة مع ممثلى الفاعليات الشعبية والرسمية، ركزت فى مجملها على سبل تحسين الأوضاع الاقتصادية للمواطنين وتطويرها، وهى لقاءات تعكس حرص جلالة الملك على الاستماع مباشرة من المواطنين، والاطلاع على التحديات التى تواجههم. واليوم، إذ يزداد الأردن منعةً وصموداً تجاه مختلف التحديات، يؤكد قدرته على تحويل التحديات إلى فرص واعدة، ضمن منظومة عمل إصلاحى تراكمي. ولأن الإنسان هو العامل الرئيس فى عملية التنمية وهدفها ووسيلتها، أكد الملك أكثر من مرة ضرورة إعادة تأهيل المواطن من خلال إعادة النظر فى البرامج والمناهج التعليمية، ووضع برامج التأهيل والتدريب التى تؤهل الشباب لدخول سوق العمل. واستحدث الأردن خلال السنوات الأخيرة، مؤسسات ديمقراطية جديدة لتعزيز سيادة القانون وتطبيق العدالة، أهمها المحكمة الدستورية والهيئة المستقلة للانتخاب وهيئة النزاهة ومكافحة الفساد، واللجنة الملكية لتطوير الجهاز القضائى وتعزيز سيادة القانون، فيما شهد القضاء فى عهد جلالة الملك تطورات إصلاحية مهمة، أسهمت فى تعزيز دور القضاء النزيه والعادل. واهتم جلالته بقطاع الشباب، عبر الاستماع إلى قضاياهم وهمومهم، كما اهتم بالارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لهم، فضلاً عن إطلاق العديد من المبادرات الهادفة لتفعيل دورهم فى الحياة العامة، من خلال إعطائهم الفرص وتأهيلهم وإعدادهم كقادة للمستقبل، ووفق التوجيهات الملكية تم إعداد رؤية الأردن 2025 لترسم طريقاً للمستقبل، وتحدد الإطار العام المتكامل الذى سيحكم السياسات الاقتصادية والاجتماعية القائمة على إتاحة الفرص للجميع وتعزيز سيادة القانون، وتحقيق الاستدامة المالية وتقوية المؤسسات، كما تحظى جهود تنفيذ الإستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية بمتابعة مستمرة من قبل جلالة الملك ودعمه لتحقيق نتائج تنعكس إيجاباً على رؤية ومسيرة التنمية والتطوير التى يصبو لها الجميع. ويوجه جلالة الملك الحكومات المتعاقبة للعمل على تحقيق تنمية شاملة فى مختلف مناطق المملكة، بالشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني، والقطاع الخاص. وحرصت رؤية جلالة الملك على جعل الأردن بوابة للمنطقة فى مجالى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتجارة الإلكترونية، وتحويل الأردن إلى مجتمع معلوماتى، يتمتع بكل ما يتطلبه الاقتصاد المعرفى العالمى من إمكانات وقدرات.