عندما نتحدث عن التناول الفنى لأشهر قصص الجاسوسية سواء الحقيقية أم الخيالية، سوف تتبادر للأذهان فورا، مجموعة من الأعمال المصرية التى جسدت بطولات وطنية وتركت بصمة لدى الجمهور، مثل فيلم «الصعود إلى الهاوية» و»إعدام ميت»، ومسلسل «دموع فى عيون وقحة» و«رأفت الهجان»، التى تركز على فترة الحروب بين مصر وإسرائيل، أما فى السينما العالمية، فقدمت هوليوود مجموعة هائلة من الأفلام، منها ما تم إنتاجه بالتعاون مع دول أخرى، ومنها أفلام شهيرة كانت فى الأصل مسلسلات تليفزيونية، وأغلبها يتركز على فترة ثرية هى وقت الحرب الباردة بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد السوفيتى. «سنودن» هو فيلم من إنتاج فرنسى - ألمانى - أمريكى - بريطانى مشترك فى 2016، للمخرج الأمريكى أوليفر ستون وبطولة جوزيف جوردون-ليفيت، والفيلم مبنى على كتابين لسيرة إدوارد سنودن، وهو فنى كمبيوتر سرب معلومات سرية من وكالة الأمن القومى الأمريكية لصحيفتى «ذا جارديان» و«ذا واشنطن بوست» فى 2013، فيما يتعلق بالمراقبة الجماعية غير المشروعة، ووجهت له تهمة التجسس وهرب إلى روسيا وترشح لجائزة نوبل للسلام. «جسر الجواسيس» هو فيلم أمريكى من إنتاج ألمانى - هندى - أمريكى مشترك فى 2015، وإخراج الأمريكى ستيفن سبيلبرج وبطولة توم هانكس، ونال الممثل الإنجليزى سير مارك رايلانس جائزة أوسكار لأحسن ممثل مساعد من أصل ستة ترشيحات، ويتناول قضية جاسوسية، بدأت وقائعها عام 1957حول محام من نيويورك متخصص فى القضايا المتعلقة بالتأمينات، تختاره وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سى آى إيه) للدفاع عن شخص يُشتبه فى أنه جاسوس للاتحاد السوفيتى، وخلال المحاكمة، يخوض حربا من أجل تبرئة ساحة موكله، مُطالبا المحكمة بعدم الاعتداد بأدلة إثبات رئيسية فى القضية بدعوى أن السلطات لم تحصل قط على أمر بالتفتيش. «أرجو» هو فيلم أمريكى من إنتاج عام 2012، بطولة وإخراج النجم الأمريكى بن أفليك، وهو مأخوذ عن شهادة عميل الاستخبارات الأمريكية السابق تونى منديز، الذى قام بعملية جريئة من أجل إنقاذ ستة دبلوماسيين أمريكيين هربوا لبيت سفير كندا للاختباء، حيث احتجزوا بقية زملائهم فى السفارة الأمريكية فى طهران، واشتهرت الأحداث باسم «أزمة رهائن إيران» فى 1979 إبان حكم الرئيس الأسبق جيمى كارتر، فدخل بجواز سفر مزيف، باعتباره منتجا كنديا يقوم بتصوير فيلم وهمى يحمل اسم «أرجو» من أجل تهريبهم، وترشح الفيلم لسبع جوائز أوسكار، وفاز منها بثلاث وأهمها أحسن فيلم لعام 2012، حيث أعلنتها سيدة أمريكا الأولى السابقة ميشيل أوباما. «ميونخ» هو فيلم من إنتاج فرنسى - كندى-أمريكى مشترك للمخرج ستيفن سبيلبرج فى 2005، وبطولة النجم الأسترالى إيريك بانا، وتدور أحداثه حول مطاردةوكالة الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) لأعضاء منظمة «أيلول الأسود» التى كانت وراء تنفيذ عملية ميونخ فى 1972، بعد عملية احتجاز رهائن فى القرية الأوليمبية فى مدينة ميونيخ الألمانية أثناء دورة الألعاب الأوليمبية من أجل الإفراج عن معتقلين فى السجون الإسرائيلية وفشلت عملية الإنقاذ وترشح الفيلم لخمس جوائز أوسكار، والفيلم ذو أبعاد سياسية وربما فلسفية. «مدام بترفلاى» هو فيلم أمريكى من إنتاج 1993، وربما تبدو قصته هى الأغرب من بين هذه القصص، حيث تدور فى الستينيات من القرن العشرين، عندما يقع دبلوماسى فرنسى فى حب عميلة ومغنية أوبرا بكين الصينية التى تقدم الأوبرا الشهيرة «مدام بترفلاى»، ويقيم معها علاقة وتنجب طفلا، ولنجاحها فى استمالته، ولرغبته فى تكوين أسرة يقبل التعاون مع جهاز الاستخبارت العسكرية الصينية (كينجباو)، لكن المفاجأة الكبرى أن عشيقته فى الحقيقة رجل، لأن المغنين فى الأوبرا كلهم من الرجال، وأنه اشترى هذا الطفل. وفيما بعد تتهم فرنسا كلاً من برنار بورسيكو وشى بيه بو بالتجسس وبعد سنوات يتم الإفراج عنهما. سلاسل المغامرة توجد سلاسل لأفلام عالمية تجمع بين الجاسوسية والحركة والإثارة وتحظى بشعبية كبيرة، وعلى رأسها «جيمس بوند» من إنتاج أمريكى وبريطانى، ويعرف أيضا بالعميل 007 فى جهاز الاستخبارات البريطانى (إم آى 6)، وهو شخصية خيالية لجاسوس بريطانى ولد لأب أسكتلندى وأم سويسرية وأبدعها الأديب البريطانى الراحل إيان فلمنج فى عام 1953 عبر أول رواية «كازينو رويال» بعد عمله فى مجال المخابرات لفترة، وقال إن الشخصية مجمعة من جميع العملاء السريين والكوماندوز الذين قابلهم خلال الحرب العالمية الثانية، وبعد وفاته 1964 تابع آخرون التأليف الأدبى لرواياته، كما تتابع على تقديم شخصيته على شاشة السينما عدد من النجوم. وبجانب الشخصية الرئيسية، توجد «بوند جيرل» أو فتاة بوند هو مصطلح يطلق على الشخصيات النسائية فى السلسلة، وهى شخصية جذابة شكلا وموضوعا، وغالبا مخادعة، فهى ذات وجه جميل وقوام ممشوق ولياقة بدنية عالية وذكاء خارق ولباقة لافتة للنظر، وعلى استعداد للقيام بالمغامرات وأحيانا تقتل، ومن الممكن أن تكون حليفة أو عدوة لجيمس بوند، ولا يخلو الأمر من الجانب الرومانسى باستثناءات نادرة مثل رئيسته فى العمل «إم» التى قدمتها الإنجليزية جودى دينش فى الأجزاء الأخيرة أمام النجم الإنجليزى دانيال كريج، ووقفت أمامه أيضا النجمة الفرنسية إيفا جرين فى دور من أكثر الأدوار تأثيرا ، وهو دور فيسبر ليند الغامضة والآسرة. ومن أشهر الجميلات اللائى قمن ببطولة أفلام جيمس بوند نجد السويسرية أورسولا أندريس فى أول فيلم «دكتور نو»، والأمريكية كيم باسنجر أمام النجم شون كونرى فى «لا تقل أبدا مرة أخرى»، والفرنسية كارول بوكيه أمام الإنجليزى الراحل روجر مور فى «من أجل عينيك فقط»، والإنجليزية مريم دابو أمام الويلزى تيموثى دالتون فى «أضواء النهار الحية». «مهمة مستحيلة» هو مسلسل من نوعية الحركة والجاسوسية أيضا تم إنتاجه فى الولاياتالمتحدة، وبدأ عرضه فى سنة 1966 على قناة «سى بى إس»، واستمرت لمواسم عديدة. ومنذ 1996 انتقلت للسينما، وقام ببطولة ستة أجزاء حتى الآن النجم الأمريكى توم كروز فى دور العميل إيثان هانت الذى يعمل مع فريق، والذى يشارك فى إنتاجها أيضا، وتدور الفكرة حول «قوة المهمة المستحيلة»، وهى وكالة خيالية فى عمليات الجاسوسية الخارقة. فى النسخة التليفزيونية هى وكالة تجسس مستقلة بينما فى الأفلام هى وكالة تابعة لحكومة الولاياتالمتحدة. «بورن» وهى سلسلة أمريكية يقدمها النجم الأمريكى مات ديمون، عن قاتل تابع لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بعدما تطوع للعمل فى مشروع سرى حكومى لتدريب عملاء أكفاء للقضاء على الأعداء الذين يشكلون تهديدا للولايات المتحدة ويتم إعطاؤه هوية جديدة وباسم جيسون بورن، وتقوم الوكالة بعمل غسيل مخ لعميلها الجديد حتى لا يتذكر أى شىء عن حياته الماضية، لكن تحدث له ثقوب فى الذاكرة! وهناك سلاسل أخرى مثل «القديس» وقدم أحد أجزائها النجم الأمريكى فال كيلمر و»ثلاثة إكس» بطولة نجم العضلات الأمريكى فين ديزل، وتوجد سلاسل كوميدية مثل «الفهد الوردى» و»أوستن باورز» وهى محاكاة ساخرة لجيمس بوند بطولة النجم الإنجليزى مايك مايرز، و»جونى إنجليش» من إنتاج أمريكى فرنسى بريطانى مشترك بطولة النجم الإنجليزى روان أتكنسون. المزيد من التجسس وبعيدا عن السلاسل، توجد أفلام لها توليفة مميزة مثل «العصفور الأحمر» هو فيلم أمريكى إنتاج هذا العام، ومقتبس من رواية تحمل نفس الاسم للكاتب جيسون ماثيوز، الذى عمل فى الاستخبارات الأمريكية واستلهمها من عدد من تجاربه، وبطولة النجمة الأمريكية المتألقة جينيفر لورنس. وتدور أحداثه فى فترة ما بعد انتهاء الحرب الباردة، حول راقصة باليه روسية جميلة وبطلة فى فرقة البولشوى لكنها تتعرض لحادث مما يجعلها تعتزل وتخسر مصدر رزقها، ويستغلها عمها الذى يعمل فى خدمة الاستخبارات الخارجية الروسية «سى فى آر» ويجعلها تقوم بمهمة لإغواء رجل ثرى ولديه أنشطة مشبوهة، ثم يضغط عليها أكثر لتلتحق بمدرسة متخصصة فى تخريج عملاء للمخابرات يستخدمون الNغواء للإيقاع بالآخرين، ويطلق عليهم عصافير الدورى، ورغم تمردها، يتم إرسالها لمهمة الإيقاع بضابط مخابرات أمريكى لكشف عميله الروسى صاحب المنصب الكبير الذى يتعاون معه، وتحدث مفاجآت. وتردد أن الاستخبارات السوفيتية (كى جى بى) التى تم إنهاؤها فى 1991 كانت لديها مدرسة مشابهة فى كازان عاصمة تتارستان. ومن أشهر الأفلام أيضا «لعبة الجواسيس» إنتاج 2001 وبطولة النجمين الأمريكيين براد بيت وروبرت ريدفورد، و»الشقراء الذرية» إنتاج 2017 بطولة الجنوب إفريقية تشارليز ثيرون. وفى الإطار الكوميدى نجد «جاسوس» إنتاج 2015 بطولة النجم الإنجليزى جيود لو، و»الجاسوس الذى أوقعنى» الذى عرض أخيرا, بطولة الأوكرانية ميلا كونيس والأمريكية كيت ماكينون.