حين تشتد الأيام.. وتتوالى الخطوب.. وتزداد المحن .. ينقسم البشر نصفين .. أحدهما ينقلب على وجهه ويعرض ويمتعض... ولا يحتمل سنة الله فى المعالجة والتطهير ... ولا ير حوله إلا سوادا حالكاً. والثانى يفهم مراد الله مما أضناه وآلمه ... ويستلهم سكينة وأمنا من مجرد تجرعه للألم والمحنة ...فتغدو الغمة فرحة وتصبح المصيبة منحة من الله وكلاهما ... حيران يلتمس الهدى على باب الكريم... غير أن أحدهما يصل والآخر يمضى فى التيه.
أولياء: السهروردى المقتول هو أبو إسحاق إبراهيم بن منصور بن زيد بن جابر العجلى، ويقال التميمى الشهير بإبراهيم بن أدهم، أحد علماء أهل السنة والجماعة، من أهل بلْخ فى أفغانستان. كان كثير التفكر والصمت، بعيداً عن حب الدنيا، وما فيها من شهرة وجاه ومال، برغم أنه كان من عائلة ميسورة الحال، وكان حريصاً على الجهاد فى سبيل الله لا يفتر عنه. وكان برغم زهده يدعو إلى العمل والجد فيه وإتقانه، ليكون كسباً حلالاً. لذلك أعرض عن ثروة أبيه الواسعة، وعما كان يصيبه من غنائم الحرب وآثر العيش من كسب يده. ولإبراهيم بن أدهم رأى فى محاربة الغلاء وارتفاع الأسعار فقد ذكروا له أن اللحم غلا ثمنه. فقال: أرخصوه. أى لا تشتروه فترخص أسعاره. توفى إبراهيم بن أدهم سنة 162 ه وهو مرابط مجاهد فى إحدى جزر البحر المتوسط
أحوال: بين الغنى والفقر الدافع الأكبر للحزن والغم هو الفقر، فهو بلا مبالغة صانع الألم، ومبعث العذاب وعنوان الشقاء للإنسان ما دام يحيا ويعيش· وهو يحاول جاهداً قضاء عمره هرباً منه والخروج من دوائره، والحذر من الوقوع فى حفره، حيث جُبل فى بحثه عن رزقه وطعامه، أن يطمع فى المزيد خوفاً من الجوع، وأملاً فى حياة أيسر وعيشاً أرغد· والفقر أدخل الكثير من البشر دوامات لا تنتهى من الحزن، ويرجع ذلك إلى قسوته وألمه من ناحية، إدراكهم غير المكتمل لحقيقة الفقر وسر وجوده فى الحياة الثالثة من ناحية أخرى، فالفقر والغنى سبيلا التمحيص والاختبار الربانى للعباد، وكلاهما من مؤشرات قياس مدى نجاح الإنسان فى حملة للأمانة واضطلاعه بها· فبالفقر والغنى يعرف الله النفس الخبيثة من القبيحة، ويرى كيف سيتعامل البشر مع بعضهم البعض، وكيف سيتصرفون فى مالٍ وممتلكات استخلفهم الله عليها، فهى مستعارة حتى تنتهى الدنيا ثم تعود لمالكها·
مقام: مسجد أم الغلام يقع مسجد «أم الغلام»، أو «الست البركة» خلف المشهد الحسينى فى القاهرة الذى يتميز بعمارته المملوكية الرشيقة ومئذنته الفريدة فى تصميمها ومنبره الذى يعد واحداً من أنفس المنابر الخشبية فى عمارة مصر الإسلامية. المقام -كما ذكرنا- لسيدتين الأولى هى فاطمة بنت سيدنا الحسن بن على وزوجة على زين العابدين، وترقد بجانبها السيدة فاطمة «أم الغلام» والتى تعددت الروايات حولها فمنها ما تقول إنها السيدة التى قطعت رأس ابنها فداء لرأس الحسين بعد أن خطفته من مسجد الصالح طلائع بالدرب الأحمر الذى قيل إنه بُنى خصيصًا لتدفن به الرأس الشريف، وعندما سمعت بقدوم أشخاص لخطف الرأس قامت بسرقته من المسجد وخبأته فى منزلها وحينما علموا بمكانه قطعت رأس ابنها وأعطته لهم بدلًا منه، ولذلك سميت ب«أم الغلام».
طريقة: الشاذلية طريقة صوفية تنسب إلى أبى الحسن الشاذلى يؤمن أصحابها بجملة الأفكار والمعتقدات الصوفية، تختلف عن غيرها فى سلوك المريد وطريقة تربيته بالإضافة إلى اشتهارهم بالذكر المفرد «الله» أو مضمرًا باسم «هو». أهم 4 أقطاب للشاذلية: - سيدى أبى الحسن الشاذلي: مغربى الأصل حيث ولد سنة 571 ه، تفقه وتصوف فى تونس، وسكن مدينة تونسوالإسكندرية، وتوفى بمدينة حميثرة وهو فى طريقه إلى بيت الله الحرام فى أوائل ذى القعدة 656 ه. سيدى أبو العباس المرسي: أحمد بن عمر المرسى أبو العباس شهاب الدين، من أهل الإسكندرية، ولد سنة 616 ه وأهله من مرسيه فى الأندلس، توفى سنة 686 ه الموافق 1287م. يعد خليفة أبى الحسن الشاذلى وصار قطباً بعد موته، حسب ما يقول الصوفية، وله مقام كبير ومسجد باسمه فى مدينة الإسكندرية. قال عن نفسه: «والله لو حُجب عنى رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفة عين ما عددت نفسى من المسلمين». سيدى ابن عطاء الله السكندري: وهو تلميذ أبى العباس المرسي، ولد فى الإسكندرية سنة 658 ه وتوفى فى القاهرة سنة 709 ه. سيدى ياقوت العرش: وكان حبشيّاً، وسمى بالعرش لأن قلبه لم يزل تحت العرش كما تقول الصوفية، وما على الأرض إلا جسده. وقيل: لأنه كان يسمع أذان حملة العرش. هذا ما جاء فى طبقات الشعراني.