اللهم كن بنا رؤوفا و علينا عطوفا وخذ بأيدينا إليك اخذ الكرام عليك , اللهم قومنا إذا اعوججنا , و أعنا إذا استقمنا و خذ بأيدينا إليك إذا عثرنا , وكن لنا حيث كنا .. " أبو العباس المرسي"
شهاب الدين أبو العباس أحمد بن حسن بن علي الخزرجي الأنصاري المرسي، شاعراً متصوف، ولد في مدينة مرسية في الأندلس عام 616 ه الموافق 1219م، وحصل منها على لقبه "المرسي"، ثم أصبح المرسي أبو العباس اسماً متداولاً في مصر.
تعلم أبو العباس التصوف، على يد شيخه الصوفي الأشهر أبي الحسن الشاذلي، عندما التقى به في تونس سنة 640 هجرية وقال له: «يا أبا العباس ما صحبتك إلا لتكون أنت أنا، وأنا أنت»، ثم سار في الطريق الصوفي، واتبع الطريقة الشاذلية. أعندك من ليلى حديث محرر بإيراده يحيا الرميم وينشر فعهدي بها العهد القديم وانني على كل حال في هواها مقصر وقد كان عنها الطيف قدما يزورني ولما يزر ما باله يتعذر فهل بخلت حتى بطيف خيالها ام اعتل حتى لا يصح التصور ومن وجه ليلى طلعة الشمس تستضى وفي الشمس ابصار الورى تتحي وما احتجبت الا برفع حجابها ومن عجب ان الظهور تستر
روي المرسي عن أبي الحسن الشاذلي : "لما نزلت بتونس وكنت أتيت من مرسية بالأندلس وأنا إذ ذاك شاب سمعت بالشيخ أبا الحسن الشاذلي فقال لي رجل نمضي إليه فقلت حتى أستخير الله، فنمت تلك الليلة فرأيت كأني أصعد إلى رأس جبل فلما علوت فوقه رأيت هناك رجلا ً عليه بُرنس أخضر وهو جالس عن يمينه رجل وعن يساره رجل فنظرت إليه فقال عثرت على خليفة الزمان قال فإنتبهت فلما كان بعد صلاة الصبح جاءني الرجل الذي دعاني إلى زيارة الشيخ فسرت معه فلما دخلنا عليه رأيته بالصفة التي رأيته بها فوق جبل زغوان، فدهشت فقال الشيخ أبا الحسن الشاذلي : عثرت على خليفة الزمان، ما إسمك ؟ فذكرت له إسمي ونسبي فقال لي رفعت إليْ منذ عشر سنين " .. ومن يومها وهو يلازم الشيخ أبا الحسن الشاذلي ورحل معه إلى مصر ذاب رسمى وصح صدق فنائي وتجلت للسر شمس ضؤائي وتنزلت في العوالم أبدى ما انطوى في الصفات بعد صفائي فصفاتي كالشمس تبدى سناها ووجودي كالليل يخفى سوائي
في عام 642 هجرية، 1244م , رأى الشاذلي رضي الله عنه في منامه أن النبي صلى الله عليه وسلم، يأمره بالانتقال إلى الديار المصرية، فخرج من تونس ومعه أبو العباس المرسي، وأخوه عبد الله وخادمه أبو العزايم ماضي، قاصدين الإسكندرية.
عن نجم الدين أيوب قال الإمام المرسي رضي الله : كنت مع الشيخ أبا الحسن الشاذلي رضي الله عنه ونحن قاصدون الإسكندرية، حين مجيئنا من تونس فأخذني ضيق شديد حتى ضعفت عن حمله فأتيت الشيخ أبا الحسن فلما أحس بي قال يا أحمد ؟ قلت نعم يا سيدي فقال اّدم خلقه الله بيده، وأسجد له ملائكته وأسكنه جنته ثم نزله به إلى الأرض قبل أن يخلقه بقوله إني جاعل في الأرض خليفة، ما قال في السماء أو الجنة، فكان نزول اّدم عليه السلام إلى الأرض نزول كرامة، لا نزول إهانة فإن اّدم عليه السلام، كان يعبد الله في الجنة بالتعريف، فأنزله إلى الأرض ليعبده بالتكليف، فإذا توافرت فيه العبوديتان استحق أن يكون خليفة، وأنت أيضا لك قسط من اّدم، كانت بدايتك في سماء الروح في جنة التعريف، فأنزلت إلى أرض النفس تعبده بالتكليف، فإذا توفرت فيك العبوديتان استحققت أن تكون خليفة، فلما انتهى الشيخ من هذه العبارة شرح الله صدري وأذهب عني ما أجد من الضيق والوسواس. أنا معنى الوجود اصلا وفصلا من رآني فساجد لبهائي أنا نور لأهله مستبين أشهدوني فقد كشفت غطائي
استمر أبو العباس مع الشاذلي، يسير في ضوء تربيته وينهج طريقه، وتوفي أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه في 25 من شهر ذي القعدة سنة 686ه / 1287م، وتلقى العلم على يدي أبو العباس وصاحبه الكثير من علماء عصره كالإمام البوصيري و ابن عطاء الله السكندري و ياقوت العرش وابن اللبان و العز بن عبد السلام و ابن أبي شامة. واعبد إلهك حيث كنت على الرضا تحظى بما قد ناله أهل المنن أهل الولاية والهداية والتقى هم سادتي فبهم أصول على الزمن
توفي أبو العباس، في 25 ذو القعدة سنة 686 ه ودفن في الإسكندرية، في مقبرة باب البحر، وكان هذا الموضع وقت وفاته، وهي جبانةً يُدفن فيها الأولياء، وقد أُقيم سنة 706 هجرية بناءً على مدفنه، ليتَميَّز عن بقية القبور من حوله، فصار البناءُ مزاراً، ثم تحول إلى مسجداً صغيراً بناه زين الدين القَطَّان، وأُعيد بناء المسجد وتم ترميمه وتوسيعه سنة 1189 هجرية، وفى سنة 1362 هجرية الموافق 1943م أُعيد بناء جامع أبو العباس المرسي ، ليتخذ صورته الحالية التى صار اليوم عليها، وهو اليوم أكبر مساجد الإسكندرية. إن كنت سائلنا عن خالص المنن وعن تعلق ذات النفس بالبدن وعن تشبثها بالحظ مذ الفت أدرانها فغدت تشكو من العطن وعن تنزلها في حكمها ولها علم يفرقها بالقبح والحسن وعن بواعشها بالطبع مائلة تهوى بشهوتها في ظلمة الشجن