«برج العرب التكنولوجية» تفتتح ثالث فروع جامعة الطفل بالشراكة مع نادي سموحة (صورة)    بالاسم ورقم الجلوس.. ظهور نتيجة الشهادة الإعدادية ببنى سويف 2025    سعر الريال القطري اليوم الثلاثاء 17 يونيو 2025 بالبنوك    وزير المالية: نستهدف خفض نسبة الدين ل82%.. ونتعامل مع تحدي استثنائي    وزير الخارجية والهجرة يستقبل وزيرة البيئة    «أدد العقارية» تتعاون مع مجموعة فنادق حياة لتوسيع استثماراتها في مصر    وكالة الطاقة الدولية تخفّض توقعاتها لنمو الطلب على النفط خلال 2025 و2026    قانون الإيجار القديم.. إجراء عاجل من مجلس النواب (تفاصيل)    إسرائيل تغتال رئيس هيئة أركان الحرب الإيراني بعد 4 أيام على تعيينه    ترامب يحذر إيران من استهداف المصالح الأمريكية ويتوعد برد حازم    موعد مباراة صن داونز وأولسان هيونداي في المونديال    خوسيه ريبيرو يستكشف بالميراس قبل المواجهة المرتقبة في المونديال    جدول مباريات اليوم: مواجهات نارية في كأس العالم للأندية ومنافسات حاسمة في الكونكاكاف    وزير الرياضة يرد على الانتقادات: دعم الأهلي والزمالك واجب وطني.. ولا تفرقة بين الأندية    اتحاد الكرة يبحث عن وديتين قويتين لمنتخب مصر قبل أمم أفريقيا    تقارير: سانشو على طاولة نابولي    محافظ بني سويف يعتمد نتيجة الشهادة الإعدادية بنسبة نجاح 75.13%    طلاب الثانوية الأزهرية بالفيوم: "امتحان الفقه كان سهلًا ولم نتوقع هذا المستوى    28 ألف طالب يؤدون امتحان اللغة الأجنبية الثانية بلا مخالفات في المنيا    ضبط 47.1 ألف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    ضبط عناصر إجرامية بحوزتهم 666 كيلو حشيش ب 72 مليون جنيه    بينها «شمس الزناتي».. أول تعليق من عادل إمام على إعادة تقديم أفلامه    إقبال كبير على عروض مسرح الطفل المجانية    وزير الزراعة: المتحف الزراعي يقدم صورة مشرفة للتراث الزراعي المصري    محافظ أسيوط يستقبل سفير الهند بمصر لبحث سبل التعاون المشترك    فيلم سيكو سيكو يحقق 186 مليون جنيه في 11 أسبوعا    البحوث الفلكية: الخميس 26 يونيو غرة شهر المحرم وبداية العام الهجرى الجديد    دار الإفتاء: الصلاة بالقراءات الشاذة تبطلها لمخالفتها الرسم العثماني    رئيس جامعة المنوفية يستقبل فريق تقييم الاعتماد المؤسسي للمستشفيات الجامعية    أسعار الأسماك اليوم الثلاثاء 17 يونيو 2025    "الصحة" تواصل تقييم أداء القيادات الصحية بالمحافظات لضمان الكفاءة وتحقيق الأهداف    إيران تطالب مجلس الأمن بإدانة العدوان الإسرائيلي    طلاب المنوفية يؤدون امتحان اللغة الأجنبية الثانية وسط إجراءات مشددة    الجيش الإسرائيلى يعلن مقتل رئيس الأركان الجديد فى إيران على شادمانى    «التضامن» تقر قيد 5 جمعيات في 3 محافظات    أسعار الخضروات والفاكهة في سوق العبور اليوم    الصحة: لجنة تقييم أداء مديري ووكلاء المديريات تواصل إجراء المقابلات الشخصية للمرشحين للمناصب القيادية لليوم الثاني    عميد طب قصر العينى يستقبل سفير جمهورية الكونغو الديمقراطية لتعزيز التعاون    ورشة تدريبية متخصصة حول الإسعافات الأولية بجامعة قناة السويس    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 17-6-2025 في محافظة قنا    إعلام عبري: إيران أطلقت على إسرائيل 380 صاروخا باليستيًا عبر 15 هجوما    رئيس الأوبرا يشهد احتفالية ذكرى دخول المسيح مصر (صور)    تنسيق الجامعات.. برنامج هندسة الاتصالات والمعلومات بجامعة حلوان    ابن النصابة، تعرف على تفاصيل شخصية كندة علوش في أحدث أعمالها    تغييران منتظران في تشكيل الأهلي أمام بالميراس    «أمطار في عز الحر».. الأرصاد عن حالة الطقس اليوم الثلاثاء: «احذروا الشبورة»    طريقة عمل كيكة الجزر، مغذية ومذاقها مميز وسهلة التحضير    ترجمات| «ساراماجو» أول أديب برتغالي يفوز بجائزة نوبل أدان إسرائيل: «ما يحدث في فلسطين جريمة»    مسؤول أمريكي: ترامب يوجه فريقه لمحاولة ترتيب لقاء مع مسؤولين إيرانيين    وزير الدفاع الأمريكي يوجه البنتاجون بنشر قدرات إضافية في الشرق الأوسط    «لازم تتحرك وتغير نبرة صوتك».. سيد عبدالحفيظ ينتقد ريبيرو بتصريحات قوية    مصرع شاب غرقا فى مياه البحر المتوسط بكفر الشيخ وإنقاذ اثنين آخرين    ما هي علامات قبول فريضة الحج؟    بعد إنهاك إسرائيل.. عمرو أديب: «سؤال مرعب إيه اللي هيحصل لما إيران تستنفد صواريخها؟»    «إسرائيل انخدعت وضربتها».. إيران: صنعنا أهدافا عسكرية مزيفة للتمويه    إلهام شاهين تروي ل"كلمة أخيرة" كواليس رحلتها في العراق وإغلاق المجال الجوي    محافظ كفر الشيخ: إقبال كبير من المواطنين على حملة «من بدرى أمان»    لمست الكعبة أثناء الإحرام ويدي تعطرت فما الحكم؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد تحرير شمال شرق سوريا من «داعش».. الأكراد فى مواجهة تحديات جديدة
نشر في الأهرام العربي يوم 08 - 05 - 2019


سيهانوك ديبو: داعش لم ينته بعد
الدكتور إليان: هناك جناح كردى يعتقد بأهمية التحالف مع إسرائيل

عقب الانتهاء من تحرير شمال شرق سوريا من داعش، قفز العديد من الأسئلة حول التحديات التى تواجه مجلس سوريا الديمقراطية، سواء على صعيد الأطماع التركية أم مواقف الدولة السورية، ويضاف إليهم الشارع فى مناطق روج آفا الذى بدأت تظهر احتجاجات ولو بشكل محدود.

طرحنا أسئلتنا على الباحث السياسى والقيادى فى مجلس سوريا الديمقراطية سيهانوك ديبو، الذى بادرنا بالقول: التحديات دائما موجودة، فى كل العالم. لا تستثنى منها الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، إضافة إلى التهديد التركى وإصرار السلطة السورية على إعادة نظام شديد المركزية، نسميها تحديات البنية التحتية والخدمية، وأحالنا إلى مقال كتبه تحت عنوان «طبائع المرحلة الجديدة والتحديات التى تواجه الإدارة الذاتية ما بعد داعش»، مؤكدا خلاله أن داعش لم ينته بعد، والمنتهى هو دولة التمكين كما سماها التنظيم الإرهابي، وأوضح ديبو أن التنظيم الإرهابى اعتمد فى أوج تمدده النموذج الإدارى المعروف والمعمول به فى عهد السلطنة العثمانية.

لكن فى ظل الهزيمة التى ألمت به على يد قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولى ضد الإرهاب، يقوم قادة التنظيم بتعديل المسمى الإدارى إلى (الولايات الأمنية) بدلاً من (ولايات الخلافة). أى إنه من الخطأ الاحتساب بأن داعش ولّى.

وأكد سيهانوك ديبو أن التنظيم بالأساس موجود فى شرق الفرات وبكثافة ملحوظة، ووجود خطر فى غربه، والتوقع الأسلم بأن الهجوم يزداد وتيرة فى شرق الفرات، فلا شيء يخسره هذا التنظيم، توحشه يكون فى انتقامه، وكل الاحتمال بأنه سيلقى الدعم الكبير بحسب أيها الجهات التى ليس من مصلحتها حل الأزمة السورية، وفق مساره السياسي، وفق شكله الأنجح المتمثل بالإدارة الذاتية، خصوصا إذا ما أدركنا وهذا الشيء تم تلمسه منذ البداية الأولى لداعش، بأنه موجود ومستباح ويتم استخدامه من عدة جهات.

أى إن أمام قوات سوريا الديمقراطية «قسد» مهمة أمنية صعبة طويلة وشاقة، لا تنفصل هذه المهمة من مهمة الدفاع عن مكونات شمال وشرق سوريا منذ سبع سنوات بشكل فعلي، وهى بالمهمة المتصلة التى تطرأ عليها إضافة أخرى، فإلى جانب الدفاع تتكفل قسد بملاحقة الذئاب المنفلتة، وفى الوقت نفسه الخلايا التى تنتظر اللحظة التى تتنشط فيها، إلى جانب مهمة قسد الكبيرة هذه سيكون أمام مجلس سوريا الديمقراطية بمختلف تكويناته السياسية، وأمام الإدارة الذاتية كجسم إدارى يتكون من قوى وأحزاب وشخصيات وفاعليات ومؤسسات مجتمع مدني، العمل معا لاجتثاث الفكر الإرهابي، وردم الفجوات التى حصلت وأدت لنمو داعش وأصبحت بهذا الحجم.

بالأساس فإن فكر الأمة الديمقراطية معد لإنهاء كل فكر نمطي، وكل فكرة فئوية تعادى التكوين المجتمعى والتعدد الذى يحظى به المجتمع السوري، وعموم مجتمعات الشرق الأوسط، فلولا فكرة الأمة الديمقراطية لما كان بالإمكان هزيمة داعش فى مرحلة دولة التكوين والتمكين والتوحش. والدعم الذى تلقته قوات سوريا الديمقراطية يجب ألا يتم التقليل منه ولا عدّه الحاسم الوحيد. الأعدل هنا أن يتم النظر إلى هذه الشراكة بأنها الضرورية والأسلم للأسرة الدولية.

وفى ذلك فإن برقية الرئيس الفرنسى ماكرون يوم إعلان النصر على الدولة داعش، بأن فرنسا باتت اليوم أكثر أماناً، تعبر عن حقيقة بأن العائلة أو الأسرة الدولية لا تزال تحتاج أن تكون معا، وهذا ما يستدعى إحداث تغيير جذرى فى مفاهيم الأمم المتحدة، ربما إلى الشعوب أو المجتمعات المتحدة. فلا يستثنى منها أحد. لكل شعب ثقافة ويجب إدراكها ومعرفتها من الآخرين، فلا يكون قضية التمثيل شرطا عن طريق إحداث دولة فقط. مفهوم الدولة فى القرن العشرين كان السبب فى إحداث إبادة لثقافات وشعوب أصيلة لا نرى منها سوى النزر اليسير. أى إن قيم المجتمع العالمي؛ أو العالمية نالها الكثير من التخريبات والتجني، وقد حان وقت مناولتها بشكل عادل ديمقراطي. على الرغم بأن هذا الموضوع بحاله ولحاله ومن حاله.

أما عن وجود داعش فى غربى الفرات فإنه بات بالأمر المرصود له، موجود فى ريف البو كمال، وفى البادية السورية من كهوفها، وفى ريف السويداء، وعلى تخوم درعا من منطقة وادى الموت. لكنها موجودة فى إطار التمكين الإداري، أى إنها تدير بشكل فعلى إدلب وعفرين، وأحد أهم مركز القرار فى تحريك داعش سواء فى شكل الذئاب المنفردة أم الأشكال الأخرى، فإنها تعمل فى مناطق ما يسمى بدرع الفرات (جرابلس، الباب، واعزاز). فهل يحق لأحد القول بأن داعش انتهى؟!

وتساءل ديبو: ما التحديات التى تواجه الإدارة الذاتية، وعن سبل التصدى لها؟ ويرد مجيبا:

على الرغم من أنها تصنف كلها دون استثناء بالتحديات، ويجب تناولها بالرزمة الواحدة، لكن يجب مناولتها من باب أنها تشكل الأكثر خطورة، للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، فإن الاعتقاد فى ذلك يكون الآتي:

أولا: تشير الأرقام الرسمية بأن عملية عاصفة الجزيرة التى قضت فيها على آخر معاقل الدولة السوداء، امتلكت جميع وسائل الدولة، إلى وجود نحو 60 ألف شخص متمكّنٌ فيه الذهنية الداعشية تم تحييدهم، واستسلامهم. قبل إعلان النصر. ما بين هؤلاء أكثر من 5000 مقاتل داعشي، يجب التوقع هنا بأن هذا العدد لن يخلو من قيادات الصف الأول للتنظيم. ومن الصعوبة إن لم نقل من الاستحالة تحمل الإدارة الذاتية مسئولية هذا العبء وحدها، فى ظل عدم استجابة أو وجود استجابة خجول من بعض العواصم فى تناول هذا الملف، علماً بأن بعض العواصم سرعان ما أسقطت الجنسيات عن المسجلين خطر، عوضاً عن التعامل بمسئولية فى ذلك، علماً بأن هؤلاء ينتمون إلى أكثر من 50 جنسية عربية وأجنبية.

ثانيا: هذا التحدى لا يقتصر على الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، إنما على كل سوريا، سوى أنه من المهم إدراجه هنا. تحدى العملية التفاوضية الجوهرية ما بين السلطة فى دمشق ومجلس سوريا الديمقراطية، وفى هذا فإن دمشق تعتمد سياسة الباب المغلق، أو الباب الموارب أمام المصالحة فقط، علماً بأن العملية التفاوضية أو الحوار البناء شيء، والمصالحة شيء آخر مختلف، المصالحات التى تمت فى أمكنة معينة، كما حدث فى الغوطة وحدثت فى درعا بإشراف روسيا، فإنها جرت بين طرفين متحاربين أوقعا المئات إن لم نقل الآلاف من الضحايا المدنيين والعسكريين، تبع تحت بند مثل هذه المصالحة استسلام من رضا وترحيل الآخرين إلى إدلب وعفرين بشكل خاص، أما الترحيل إلى عفرين، فغايته مركبة وكمطلب تركى هو إلحاق الجريمة الأخيرة بعد عشرات الجرائم بحق شعب عفرين.

ثالثا: التحدى الخطير الذى لا يغيب حتى اللحظة متمثل بالخطر التركى على سوريا بشكل خاص وعلى عموم المنطقة بشكل عام، وعلى الرغم من مخالفة تركيا للقانون الدولى المتعلق بمنع الدول من التعدى على سيادة الدول الأخرى، ومنع أى ضم قسرى لأرض بلد جار ذى سيادة وشخصية اعتبارية، فإن تركيا اليوم تحتل ضعف مساحة لبنان من المناطق السورية، ويبقى احتلالها لعفرين الجريمة والمخالفة الكاملتين المستوجب معاقبة تركيا وإلزامها على الخروج، إذْ وكشأن متعلق فإنه على السلطة فى دمشق فتح الباب المغلق الذى تعتمده حيال عملية حوار بنّاء وتفاوض جوهرى مع مجلس سوريا الديمقراطية. الأسلم لكلينا أن يبدأ الحوار.

رابعا: تكاليف الحرب وأثمانها الباهظة المؤدية إلى انهيار أو تقويض البنية التحتية، إنما تشكل بحد ذاتها تحدياً يستوجب على ال (79) دولة متحالفة مع قسد حتى إنهاء الإرهاب جغرافيا، والقضاء على دولة التمكين السوداء أن تكون داعمة لمناطق الإدارة الذاتية فى شمال وشرق سوريا، ودعم بناء المؤسسات الديمقراطية وإعادة الإعمار.
على الجانب الآخر يرى الدكتور إليان مسعد، رئيس وفد معارضة الداخل إلى مفاوضات جنيف، ضرورة الاعتراف بداية بوجود ثلاثة تحديات رئيسية ومهمة، التحدى التركى والتفاوض مع الدولة السورية والعلاقة بالسكان المحليين شرق الفرات، ولنبدأ بالتحدى التركي، إذ لا تكاد تمر مناسبة يحضرها الرئيس التركى وغيره إلا وتحدثوا عن الخطر الذى تمثله وحدات حماية الشعب للأمن القومى التركي، مواصلين تهديداتهم بأن تنفيذ حملة عسكرية ضد هذه الوحدات وتدميرها هو الحل، وبدت التهديدات التركية أكثر جدية باحتلالهم عفرين وتوطين المسلحين بها من فصائل درع الفرات.

لكن يبدو أن أنقرة لا تزال تبحث عن شركاء لتشكيل تحالف ضد قوات سوريا الديمقراطية التى يقودها الأكراد فى شمال سوريا، وربما يأمل أردوغان فى إيجاد منفذ لضرب أكراد سوريا عبر محاولة إنشاء تحالفات مع روسيا وإيران والجيش السوري، وفشل للآن ولو تدارك السوريون الكرد مبكرا وأدخلوا الجيش السورى لعفرين بالوقت المناسب لما سمح الروس بما حصل ولنزعوا الفتيل.

كما سيواصل الرئيس التركى مساعيه فى إقناع الروس الذين يعارضون حتى اللحظة استهداف الكرد، لكن الرئيس التركى لن يكف عن المحاولة، وهذا ربما يفسر كثافة اللقاءات والاتصالات بين أردوغان وبوتين.

ويرجح الدكتور إليان مسعد أن يكون سبب الصمت التركى اللافت للنظر حول إعلان روسيا أخيرا، تقديم الدعم الجوى لقوات سوريا الديمقراطية خلال المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية فى دير الزور إذا طلبوا، وذلك خلال معركة الباغوز هو تفضيل أنقرة عدم التصعيد مع الروس، حيث يمكن أن تكون تكلفة هذه المواجهة كبيرة جدا، وعلى الرغم من أن موسكو تركز وتصر على وحدة الأراضى السورية، فإنها تفضل حلا مركزيا إداريا وثقافيا للأكراد أوضحها مشروع مسودة الدستور الروسى الذى قدم بالحقيقة فيدرالية ثقافية وإدارية معا.

ويرجح أن يواصل الروس منع التحركات التركية ما بعد عفرين كما حصل بمنبج، وحتى اللحظة يبدو أن الموقف الأمريكى أقرب للموقف الروسي. فالطرفان يؤيدان انتقالا سياسيا جادا ومنح دور مستقبلى للأكراد بإدماجهم بالحياة السياسية التى كانوا قد عزلوا أنفسهم عنها منذ اعتقال أوجلان وتقليل النفوذ الإيرانى والتركى وإبقاء خطر الحرب بعيداً عن حدود إسرائيل، وسبق أن نجح السوريون والروس والأمريكيون فى منع تركيا من ضرب قوات سوريا الديمقراطية فى مدينة منبج، وهناك من يرى أن لواشنطن وموسكو مصلحة فى منع تركيا من التدخل فى سوريا بأى شكل، إلا إذا ذهب ترامب بمناكفة الروس والسوريين بعيدا، واعترف بمنطقة امنة لتركيا خارج جهات بمساحة 5 كم التى حددتها معاهدة أضنة، وربما تخشى أنقرة السيناريو الأسوأ فى سوريا، والمتمثل فى اتفاق أمريكي- روسى يقضى بمنح دمشق حكماً ذاتياً للأكراد يعززه المجتمع الدولي، لكن يبدو أن الولايات المتحدة تفضل أن يتم كل ذلك على أساس تفاهم ما مع تركيا، وقد تحاول واشنطن دفع أنقرة مجدداً إلى استئناف عملية السلام بالداخل التركى مع الأكراد، ما سينعكس إيجاباً على العلاقة بين تركيا وأكراد سوريا.

ويشير الدكتور إليان إلى أطراف إقليمية ربما تشارك الروس والأمريكيين دعم القوى المسيطرة فى شمال سوريا، أما فى إسرائيل فهناك جناح كردى متأثر بشمال العراق، ويعتقد بأهمية التحالف بين إسرائيل والكرد، فبالنسبة لهم الأكراد طرف موثوق به فى سوريا المستقبل، وأنه إذا كانت إسرائيل تأمل مع واشنطن فى منع طهران من إقامة ممر بري، فإنها ستحتاج إلى تعزيز نفوذها فى المنطقة التى تسيطر عليها القوى المسلحة الكردية بسوريا لعرقلة طموحات إيران، وهدا يعرقل التفاهم مع دمشق الحساسة.

لكن فى المقابل تسعى تركيا - المهندس الأساسى للعملية الإرهابية على سوريا - للاستمرار بنشر الفوضى حولها بالعالم العربى لتأجيل الاستحقاقات التركية الداخلية، والعمل خفية مع إسرائيل لإبراز التشويش، وأما التحدى الثانى فهو السورى ويتمثل بأن تركيا روسيا وإيران فى مواقع جيدة للمشاركة فى رسم مستقبل سوريا بالتشارك مع الدولة السورية التى لا تستمزج التدخلات التركية، وتراها خطرة، فإيران وتركيا لا تؤيدان جهود روسيا نحو تشكيل سوريا لا مركزية، ما سيسمح ببروز تهديد جديد للقوتين الإقليميتين اللتين ترفضان تماماً إقامة أى كيان يهيمن عليه مسلحون أكراد فى سوريا.

وما حدث فى كردستان العراق أخيرا كان أبرز مثال على تعاون تركيا وإيران وبدعم أمريكى لا يخفى على مراقب برغم خلافاتهما، لكن برغم التقارب التركى الإيرانى المفهوم فى الملف الكردى تعلم كل من روسيا وإيران جيداً دوافع أنقرة للتقرب منهما فى سوريا فإلى جانب مواصلة واشنطن التعاون مع أكراد سوريا، تحول الواقع العسكرى لصالح الجيش السورى فى ظل تراجع نفوذ حلفاء تركيا من العرب الذين تورطوا أو ورطوا بالحرب الإرهابية فى سوريا والحل الداخلى السورى لن يتم بدون أن يشارك الكرد بجدية بمفاوضات مع الدولة السورية، والمناورات
أصبحت مكشوفة ونحن معارضة الداخل توسطنا دون جدوى.

عليهم أن يجيبوا عن مجموعة من الأسئلة دون لبس، ما سوريا ومن السوريون؟ وهل هم سوريون وسوريا وطن نهائى لهم وما سوريا التى يريدونها؟ وما شكل اللا مركزية الإدارية الموسعة التى يتخيلونها التى ستحافظ على وحدة سوريا صراحة لا مناورة، وما مصير أموال النفط الذى يحرمون بقية السوريين منه وكيفية اقتسامه؟ وما مصير قوى الأمر الواقع المسلحة التى يهيمن عليها السوريون الكرد؟ لكن بقيادة متمركزة بقنديل مكونة من أغلبية من الأتراك الكرد، ويجب عليهم الاستفادة من مسار آستانا العسكري، ومسار سوتشى السياسي، الذى اقترحناه لهم دون جدوى، والاستفادة من تفاهمات كيرى لافروف التى لا تزال قائمة وأن عليهم الاستفادة من القيمة السلبية المزعجة وغير البناءة لتركيا الإخوانية فى المنطقة للضغط لمنع الكرد من التفاهم مع الدولة السورية، ويلتقون معها بقصد أو بغير قصد.

مثلاً القوى الغربية المعنية بإعادة الاستقرار إلى سوريا تعلم تماماً أن تركيا ستجعل من العسير تحقيق استقرار دائم فى سوريا من خلال معارضتها المفتوحة للأكراد، والتهديد بالتدخل العسكرى وقضم أراضينا، لدرجة أن سلبية الموقف من التفاوض مع الدولة السورية قد تدفع البعض للاعتقاد بأن الطرفان يلعبان ذات اللعبة، وأن أطرافا منهم حلفاء موضوعيون للمشروع التركى بتوطين ملايين من السوريين والتركمان الذين تورطوا بالحرب على سوريا والعنف والدم وتوطنوا بالشمال الغربى.

ويضيف الدكتور مسعد: يبقى التحدى الثالث، وهم الأغلبية السكانية التى تعيش بينهم من العرب سكان المدن وعشائر الأرياف والآراميين سكان سوريا التاريخيين (سريان وكلدان وآشور) والتركمان والآرمن والشركس وتجربتهم السابقة لم تكن مثالية برغم الجهود الجبارة الأخيرة، ومحاولة إشراكهم بالقرار والتفاوض، لكن أؤكد لكم بأن الشخصيات التى يتم تقديمها دوما هى شخصيات إما مدجنة أو تتلاعب، موحية بالتوافق مع الطروح الكردية إذ يتكلمون بالشمال بشكل مختلف عما يقولونه لنا بدمشق، وسينقلبون كما تنقلوا من الجيش الحر إلى النصرة إلى داعش، والآن هم بقسد، والكرد يعلمون ذلك جيدا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.