يشهد على القلم ونون والقلم وما يسطرون، أننى كنت على وشك كتابة كلمات وعبارات هادئة رومانسية ناعمة وقورة ودودة تحمل الكثير من العتاب، تكملة لما قلته فى عمود الأمس القريب عن جيل هو جيلنا أشك فيه، لأننى أشك فى نفسى وهو منى، رحمنى الله من طول الشك وقسوة عدم اليقين وببركة دعاء الوالدين وانقطع الشك نصفين وشاطر ومشطور وبينهما إسفين، أخذته مع الاعتذار للشاطر الذى شطر المشطور بالفعل مرتين على مدى نقول ثلاثين سنة أو أكثر هو عمر جيلنا الذى ثار فى هوجة مثل هوجة عرابى فى أواخر ال 70، ثم انبطح مثل الخلايا النائمة ليصحو مثل أهل الكهف منهم الحكام وما يحكوومش عليك ظالم، ولا تقى يريد أن يجرب تقواه فى أقرب الناس. وأنا أجهز كلمات العتاب بعد أن انقطع الشك باليقين، وتأكدت إن جيلنا والحمد لله سواء الفالح منه أو الطالح إيدك منه والأرض والبركة فى الأولاد والأحفاد الذين أصبحت أنظر إليهم نظرة الأم المطحونة المقهورة التى لا تزال «قايمة من فوق طشت الغسيل وإيديها اتبرت من البطاطس وبيدها عصا الغلية تتعكز عليها... إلخ»، أقدم قصة عجزى لهم ونضالى النسائى الخاص فى عالم الرجال من الكبار والصغار وعالم لم يرحم لا كبيرا ولا صغيرا، وحسبنا الله ونعم الوكيل. وقبل البدء فى كتابة عتابى على ما حدث وما يحدث فى أيامنا الفوشيا الحمراء بلون البلح الزغلول، جاء عبر المحمول صوت ابنى الحيلة الذى يدق قلبه الشاب إشفاقا خوفا وقلقا علىَّ، وسألنى عن حالى وأجبته وإذا به بما ورثه من سخرية أماً عن جد عن أب يقول: خلاص يا أمى وبلكنة أمريكية قال: أنت أعطيت عمرك كله فى سيرك الصحافة القومية، وكل حاجة ضاعت منك فى رحلة النضال وأنت خايفة على إيه ومن إيه وحريصة ليه, اشتغلى عليهم شغل القرد فى مصنع الموز (like a mankey in a banane factary)، رفعت لابنى رمز الجيل القادم القبعة، إنه جيل ثورة 25 يناير الفاهم الواعى الواقعى وبدأت أدرس موقف القرد عندما يوضع فى مصنع للموز وسياسة القرود فى الكام السنة المتبقية فى عالم الصحافة القومية، وربنا يهون علىَّ ويقدرنى، وأنت موزة وأنا موزة والقشر نزحلق به صاحب النصيب.