"تعليم السويس" ينهي استعداداته لانطلاق العام الدراسي الجديد    "ليكن نور".. المؤتمر الأول لذوي الهمم بإيبارشية حلوان والمعصرة    ما مهام مجلس النواب في دور الانعقاد السادس المنتقص؟    أسعار الفراخ والبيض اليوم الجمعة 19 سبتمبر 2025 بأسواق الأقصر    بدر عبد العاطي: نُحضر لمشروع سعودي تنموي عقاري سياحي للاستثمار في منطقة البحر الأحمر    1.6 مليار دولار صادرات مصرية.. تعرف على تطور العلاقات الاقتصادية بين مصر وإسبانيا في 2025    «حرب إسرائيل الأخيرة».. و«الرؤيّة الثلاثيّة»    الأهلي والهلال.. التشكيل المتوقع لكلاسيكو الكرة السعودية    ماذا قال مراد مكرم عن فوز الزمالك على الاسماعيلي بالدوري؟    «الداخلية»: ضبط 366 قضية مخدرات وتنفيذ 86 ألف حكم قضائي في 24 ساعة    أمطار على مطروح والإسكندرية.. توقعات حالة الطقس اليوم الجمعة 19 سبتمبر 2025    مصادرة 1100 علبة سجائر أجنبية مجهولة المصدر في حملة ل «تموين العامرية» (صورة)    "الاستحمام الأخير" يودي بحياة شاب في أبو النمرس    الداخلية تضبط أكثر من 98 ألف مخالفة مرورية فى 24 ساعة    واتساب يطرح ميزة التذكير بالرسائل لتسهيل متابعة المحادثات    ميراث النهر والبحر، فعالية تراثية تنطلق بدمياط تحت مظلة "البشر حراس الأثر"    فيديو - أمين الفتوى يكشف عن دعاء فك الكرب وكيف تجعله مستجاباً    أستاذ بالأزهر يوضح حكم استخدام السبحة: إظهارها حرام شرعًا في هذه الحالة    إجراء أكثر من 1000 عملية بمستشفيات العريش والشيخ زويد خلال 40 يومًا    مصادرة 90 شيشة بحملة مكبرة في الوادي الجديد.. صور    نائب وزير الصحة يتفقد منشآت طبية بكفر الشيخ    بعد الانتهاء من المرحلة الأولى.. "النقل" تعلن فتح الحركة على أجزاء من الطريق الدائري الإقليمي ابتداءً من غد السبت    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 19 سبتمبر 2025    %56 منهم طالبات.. وزير التعليم العالي: المنظومة تضم حاليًا ما يقرب من 4 ملايين طالب    رسمياً.. مكتب التنسيق يعلن نتائج تقليل الاغتراب لطلاب الشهادات الفنية    في سابقة.. سيناتور أمريكي يقدم مسودة تطالب ترامب الاعتراف بفلسطين    الاتحاد الأوروبى يسعى للحصول على أغلبية لتوسيع العقوبات على إسرائيل    خدعة كاميرات المراقبة.. أبرز حيل سرقة الأسورة الذهبية من داخل المتحف    وزير الخارجية: نسعى لتعزيز التعاون المصري-السعودي لمواجهة التحديات الإقليمية    افتتاح الملتقى الدولي التاسع لفنون ذوي القدرات الخاصة بحضور 3 وزراء    صحة غزة: 800 ألف مواطن في القطاع يواجهون ظروفا كارثية    وزير الخارجية: نُحضر لمشروع سعودى تنموى عقارى سياحى للاستثمار بمنطقة البحر الأحمر    ملك وملكة إسبانيا يفتتحان إضاءة معبد حتشبسوت فى الأقصر.. صور    وحدات التضامن الاجتماعي بالجامعات تراجع الاستعدادات النهائية لاستقبال العام الدراسي الجديد 2025- 2026    أسعار المستلزمات المدرسية في قنا 2025: الكراسات واللانش بوكس تتصدر قائمة احتياجات الطلاب    "نور بين الجمعتين" كيف تستثمر يوم الجمعة بقراءة سورة الكهف والأدعية المباركة؟    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة فى سوهاج    دونجا: عبدالقادر مناسب للزمالك.. وإمام عاشور يمثل نصف قوة الأهلي    تشجيعاً لممارسة الرياضة.. نائب محافظ سوهاج يُطلق ماراثون "دراجو سوهاج" بمشاركة 200 شاب وفتاة    بلال: فقدان الأهلي لأي نقطة أمام سيراميكا سيفتح باب الأزمات بقوة    التضخم في اليابان يصل إلى أدنى مستوى له في عشرة أشهر    أول ظهور ل رنا رئيس بعد تعافيها من أزمتها الصحية    جامعة القاهرة تفتتح المرحلة الأولى من مشروع تطوير الحرم الجامعي    أفكار تسالي للمدرسة.. اعملي الباتون ساليه بمكونات على قد الإيد    درة تهدى تكريمها فى مهرجان بورسعيد السينمائي للشعب الفلسطيني    عمرو يوسف: مؤلف «درويش» عرض عليّ الفكرة ليعطيها لممثل آخر فتمسكت بها    زلزال بقوة 7.8 درجة يهز منطقة كامتشاتكا الروسية    إجلاء الآلاف في برلين بعد العثور على قنبلة من الحرب العالمية الثانية    التعليم: حملة موجهة من مراكز الدروس الخصوصية لإبعاد الطلاب عن اختيار البكالوريا    أسعار الذهب اليوم الجمعة 19 سبتمبر في بداية التعاملات    طريقة عمل الناجتس في البيت، صحي وآمن في لانش بوكس المدرسة    مصطفى عسل يعلق على قرار الخطيب بعدم الترشح لانتخابات الأهلي المقبلة    سعر الموز والتفاح والبطيخ والفاكهة بالأسواق اليوم الجمعة 19 سبتمبر 2025    سادس فيتو أمريكي ضد وقف إطلاق النار في غزة خلال عامين    بعد رباعية مالية كفر الزيات.. الترسانة يقيل عطية السيد ويعين مؤمن عبد الغفار مدربا    حي علي الصلاة..موعد صلاة الجمعة اليوم 19-9-2025 في المنيا    رحيل أحمد سامى وخصم 10%من عقود اللاعبين وإيقاف المستحقات فى الاتحاد السكندري    الدفعة «1» إناث طب القوات المسلحة.. ميلاد الأمل وتعزيز القدرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان فى حوارها مع «الأهرام العربي»: «100 مليون صحة» تم تنفيذها بأموال مصرية


شارك فى الندوة : جمال الكشكى محمد زكى سيد محمود
فيروس «بى» لم يكن مدرجا فى الحملة لأنه لا يمثل مشكلة
حملة قوية للقضاء على السمنة وبرنامج تليفزيونى للتوعية بالتغذية الصحية
أعشق كتابات جلال أمين وقرأت كتب جمال حمدان وأعكف حاليا على قراءة مقدمة ابن خلدون
الطبخ أهم هواياتى وآخر مرة دخلت فيها المطبخ قبل حلف اليمين بيوم
إعادة الهيبة للطبيب من أهم أولوياتى
القضاء على قوائم الانتظار وتطبيق قانون التأمين الصحى الشامل من أهم تكليفات الرئيس لى منذ توليت الوزارة
طفل الوادى الجديد الأفضل صحة.. وطفل الشرقية الأكثر سمنة
إعفاء الأطباء من رسوم الماجستير والدكتوراه للتخفيف عنهم
إغلاق أى مستشفى يمتنع عن تطبيق قرار العلاج بالطوارئ
تصنيع السرنجات ذاتية التدمير مصريا لتحقيق الوقاية الكاملة من الأمراض
دبلوماسية الصحة أكثر الدبلوماسيات التى تمس المواطن الإفريقى
استرجاع قيمة القطاع العام سيضبط أسعار العيادات الخاصة والمستشفيات
إصابات السرطان فى مصر لا تزيد على المعدلات العالمية
لدينا نقص فى الأطباء يصل لمرحلة الندرة
سنعمل على تصنيع مشتقات الدم والبلازما وهو ما لم تنجح فيه سوى دول معدودة فى العالم
النجاح لا يأتى مصادفة.. والاختيار الذى يصادف أهله، أولى خطوات الناجحين وطريقهم إلى المجد، والمصادفة لا تقع فى طريق الكسالى أو المتخاذلين، ومنذ اللحظة التى تسلمت فيها د. هالة زايد مسئولية ملف الصحة فى مصر، شعر الجميع بالحيوية والحركة والنشاط، والتغيير الذى يجرى على الأرض، فهالة زايد «بنت بلد» مصرية، منحها قربها من البسطاء حكمة المصرى القديم، وشهامة المصرية، ولأن مصر تخطو خطوات حضارية سريعة عبر حملة كبيرة هى «100مليون صحة» وتعيد الاعتبار والاهتمام للمواطن عبر نقلة نوعية ستقف الإنسانية أمامها طويلا، فالمشروع ومن فكر فيه، وقرر البدء فيه يدرك أن المصرى الفرد هو اللبنة الأولى فى صنع مصر الجديدة وحينما اختار الرئيس السيى هالة زايد، جعلت من حملة «100مليون صحة» عامة وصحة المصرى فى كل المجالات على وجه الخصوص همها الأول، فجابت المدن والقرى والمحافظات، لا لتطمئن على سير الحملة فقط، وإنما لتلتقى بالمواطن فى رسالة واضحة «نحن معك» ومصر التى تنهض تقدر مواطنيها، فروح مصر الجديدة تبدأ من البسطاء «100مليون صحة»، لتعلم الإنسانية من جديد أبجديات التقدم والحضارة.
الصحة والتعليم جناحا الارتقاء والتنمية للمواطن فى أى دولة، وملف الصحة تحديدا عامر بالتحديات القديمة الجديدة، حيث يعد عبئا كبيرا على من يتولى مسئولية حقيبة الصحة فى مصر، فالمشاكل المتراكمة بدءا من نقص الأطباء، ونقص الأسرة فى العناية المركزة وغيرها تحتاج إلى مشرط جراح ماهر، وتبدو الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، وقد استعدت لتلك المهمة جيدا، حيث جاءت إلى الوزارة وهى تحمل فى جعبتها العديد من المشروعات والأفكار، فى مقدمتها إعادة الهيبة إلى الطبيب المصرى كخطوة أساسية على طريق الارتقاء بصحة المصريين .
فى مكتبها بوزارة الصحة، التقتها «الأهرام العربي»، لمناقشة العديد من الملفات والأرقام والتقارير، خصوصا ما يتعلق بمسار حملة « 100 مليون صحة « التى حققت صدى هائلا داخليا وعالميا، التى كانت مدخلنا إلى الحوار :
حملة «100 مليون صحة».. مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى، التى تعد خطوة مهمة للغاية، حتى إن ممثل منظمة الصحة العالمية بمصر، أكد أن المنظمة ستبدأ توثيق مبادرة مصر للقضاء على فيروس سى كعمل رائد فى المنطقة العربية.. هل حققت الحملة حتى الآن الهدف المرجو منها؟ وما آخر الأرقام التى قامت بها الوزارة؟
بدأنا العمل منذ أربعة أشهر على مرحلتين، المرحلة الأولى استغرقت شهر و10 أيام، والمرحلة الثانية استمرت لمدة ثلاثة أشهر، ليصل إجمالى الحالات حتى هذه اللحظة إلى 26 مليون مواطن بداية من عمر ال18 سنة فما فوق، شملت نحو 600 ألف طالب ثانوي، فمن أهم أهداف الحملة، الطلاب بجميع المراحل الثانوية من العام والأزهرى والفنى،فعددهم وصل إلى 3 ملايين طالب، قمنا بالعمل معهم منذ شهر، وتستمر الحملة حتى نهاية الترم الثانى من العام الدراسي، كما بدأنا عمل مسح للأطفال فى المرحلة الابتدائية ووجدنا نسبة ٪12.5، من هؤلاء الأطفال يعانون من السمنة والبدانة والأنيميا، بعد فحص وتشخيص مليون طالب. كما تشمل الحملة الكشف عن مرض الضغط والسكر ووضع برتوكول علاج بالمجان على حساب الدولة.
ماذا تقولين حول ما تردد من شائعات بأن الحملة تم تنفيذها اعتمادا على قرض خارجى؟
هذا غير صحيح على الإطلاق، فقد رفضت بشكل تام وقطعى أى مساهمة من الشركات حتى لو على سبيل الدعاية.. لأننى أرى أن هذا هو دور الدولة.
فهذه الحملة بأموال مصرية مائة بالمائة، حتى ولو كان جزء منها حصلنا عليه من خلال قرض، لكن سوف يسدد من أموال مصرية بكل فائدة عليه. لكننا لم نوافق على أخذ جنيه واحد من الخارج لتمويل هذه الحملة كما هو شائع.. فهناك مراقبة من منظمة الصحة العالمية لتلك الحملة، وهى المراقب الخارجى لنا على كل شيء من أول يوم وجهت الحملة فى الشوارع، واختيار أدوات التحليل ليكون معترفا بها. كما تقوم المنظمة بمراقبة النتائج والتحدث مع الأشخاص الذين قمنا بعمل المسح لهم، وهى تعيد قياس الضغط والطول والسمنة للتأكد من النتائج التى تم رصدها.
دعم الرئيس السيسى لتلك الحملة كان واضحا وقوياً.. هل تحدثيننا عن دور ودعم الرئيس؟
لدى الرئيس عبد الفتاح السيسى اهتمام كبير منذ توليه الرئاسة فى عام 2014، بالقضاء على فيرس سي، وكان هذا الحلم من التكليفات المهمة التى تلقيتها منذ توليت الوزارة فى 14 من يونيو 2018. وكذلك الرئيس يتابع الحملة بشكل يومى، ويعرف كل كبيرة وصغيرة، ويسأل عن كل شيء، فهو متعايش معنا بشكل كبير لأنه يعطى الصحة وقتا واهتماما كبيرين جدا..
كما كان الرئيس مهتما بألا يقتصر المسح الشامل للحملة على فيروس سى، لكنه تضمن الضغط والسكر، باعتبارهما من الأمراض التى تؤدى إلى العديد من المشاكل الصحية، فهذه الحملة كانت تحتاج بالفعل لدعم مباشر من رئيس الجمهورية، كما كان من بين تكليفات الرئيس القضاء على قوائم الانتظار، وبالفعل قمنا بعمليات رصد لجميع قوائم الانتظار وفى خلال 6 أشهر انتهينا من 80 ألف حالة. وبعد أن كان متوسط الانتظار على القائمة يصل إلى 400 يوم، استطعنا اليوم الوصول إلى 17 يوما فقط من قوائم الانتظار. كما اهتم سيادته بمشروع التأمين الصحى وتوافر ألبان الأطفال.
إعلانات الحملة كانت موفقة وقد حققت جذبا للمواطنين..كيف تم التفكير فيها؟
اختيار الفنانة إسعاد يونس منذ الوهلة الأولى للقيام بالإعلان عن الحملة، لأنها شخصية محببة لدى الجميع من مختلف الطبقات، كما قمت باختيار الفنان حكيم من المنطلق نفسه، وتم اختيار شعار حملة 100 مليون صحة خلال عشر دقائق، ووضعه بشكل ملازم لجميع الشعارات الأخرى.
الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان
قيل إنه كان من المفترض أن تتضمن الحملة تحليل فيروس بى؟
فيروس "بي" ليس مرضا منتشرا ولا يعتبر مشكلة مثل فيروس سى، وليس عبئا مرضيا فى مصر، كما أن فيروس "بي" يندرج ضمن التطعيمات، بداية من الأطفال من عمر سنة حتى 12 سنة، وفى الخارج يطالبون بتحليل فيروس سى عند سفر أى شاب للعمل هناك، فنسبة المصابين بفيروس «بى» لا تمثل خطورة مثل فيروس سى.
هل استطعنا فرز جميع المواطنين حاملى فيروس سى؟
الحملة لم تنته بعد، لا بد من التأكد من النسب الحقيقية للمرض وفرز المجتمع بالكامل، فمن يحمل الفيروس يقوم بعدوى أربعة أشخاص، فالحل هو التشخيص مرة واحدة والعلاج مرة واحدة ولكن لابد من عمل توعية دائمة ومستمرة.
ماذا عن نتائج الحملة فيما يتعلق بمرضى الضغط والسكر؟
تم من خلال الحملة اكتشاف نسبة كبيرة ممن يعانون مرضى الضغط والسكر بنسبة ٪26، حيث يتم العلاج على نفقة الدولة للأشخاص غير المؤمن عليهم، وهناك مستشفيات تعاقدنا معها للعلاج. كما قمنا بالتعاقد مع 94 مركزا فى المرحلة الأولى و126 مركزا فى المرحلة الثانية، وهناك 83 ألف حالة على قوائم الانتظار، 35 ألف حالة على قوائم انتظار قسطرة القلب بسبب مرض الضغط والسكر.
وقد قامت الحملة بعمل توعية أيضاً للسيدات البسيطات اللائى لا يعرفن حتى وزنهن أو ضغطهن، ومن بينهن من كانت تقيس وزنها للمرة الأولى .
كما اكتشفنا أن محافظة الشرقية بها أكبر نسبة أطفال لديهم سمنة على مستوى المحافظات، وأكثر طفل لديه صحة هو طفل محافظة الوادى الجديد.
وماذا أعدت الوزارة لتفعيل مبدأ الوقاية من الفيروس، فالوقاية خير من العلاج؟
اتخذت أحد القرارات المهمة مع حلول شهر يونيو 2020 سوف يتم تصنيع سرنجات ذاتية التدمير أو ذاتية التعطيل، فنحن نستخدم نحو مليار و200 ألف سرنجة فى العام.
وقد تمت مخاطبة رجال الصناعة فى مصر للاهتمام بالقضاء على هذه المشكلة، وسوف تجتمع وزارة الصحة مع كبرى هذه الشركات المصنعة للسرنجات، وقد علمت أنها تتكلف أسعارا زهيدة، وسوف نقوم بتغيير خطوط الإنتاج، لوقف العدوى من خلال استخدام السرنجات العادية فى القطاع العام أو الخاص أو الأسرى.
كما نقوم بحملات أكبر لتوعية المجتمع من خطورة استخدام السرنجات، فالوقاية خير من العلاج، والهدف الرئيسى فى الفترة المقبلة هو توعية المجتمع.
كيف سيتم التعامل مع مرض السمنة؟
هناك حملة نخطط لها، لمكافحة مرض السمنة للتخلص من بعض العادات السيئة التى نمارسها، وتقوم الحملة بتوجيه فكر المواطن للتصرف بشكل سليم ليفقد وزنه ويحرق أكثر. كما قمنا بشراء 90 حلقة فى برنامج «سى. بى سفرة» للعناية بالطعام الصحى للمواطن .كما تحدثنا مع السيدة نيفين جامع المسئولة عن المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، لتوجيه الشباب أصحاب مشروعات شارع مصر لتصنيع الطعام بشكل صحى، وهناك دعم فنى بالاتفاق مع معهد التغذية لعقد دورات تدريبية حول التغذية السليمة.
هل ستنجح مصر بالفعل فى القضاء على فيروس سى بحلول عام2020؟
بالفعل مع حلول عام 2020 سوف نقضى بنسبة كبيرة على المرض والسيطرة عليه، وعندما نقوم بالكشف على جميع المصابين نستطيع رصد جميع حاملى الفيروس، كما أن هناك ٪10 من العاملين بالخارج سوف يتم فحصهم وتشخيصهم أيضاً.
هل هناك عقوبات للأشخاص الذين لا يقومون بعمل المسح؟
ليس من مصلحة شخص أن يتنازل عن حقه فى التحليل ليقوم بعد ذلك بنقل العدوى إلى غيره، فهذه فرصة لن تتكرر لإجراء الفحوصات وتقديم العلاج بشكل مجاني، فالعلاج الذى نعطيه نسبة الشفاء فيه ٪98 ويرتد الفيروس مرة أخرى بنسبة ٪2 .
ما إجمالى التكلفة والمبالغ المالية المرصودة لهذه الحملة؟
المرصود لهذه الحملة هو 260 مليون دولار، لأن الأعمار التى نقوم بعمل المسح لها تتراوح من سن 18 فما أكثر، فهؤلاء هم الذين يشكلون النسبة الأكبر فى المجتمع واتفقنا على إجراء المسح للأعمار من سن 6 سنوات فما أكثر، فقد اكتشفنا أن هذه النسبة تشكل 52 مليون نسمة، وقد وجدنا أن هناك 15 مليونا من سن 6 حتى 15 سنة فى التعليم، كما نقوم أيضاً بعمل حصر للمتسربين من التعليم، ونتوقع أن يكون من بينهم 4 ملايين طفل.
متى ننتهى فعليا من حملة 100 مليون صحة؟
سوف ننتهى من الحملة فى ال 30 من إبريل من عام 2020 بالكامل، لنقول إن مصر انتهت بالكامل من التشخيص والعلاج خلال سته أشهر بعد انتهاء الحملة.
ما أغرب القصص التى صادفتك أثناء الحملة؟
أغرب القصص هو الشاب فاقد الذراعين، الذى أصر على إدخال البيانات بقدميه ومساعدتنا فى هذه الحملة.. كما شاهدت فى إحدى المحافظات مدرسا، قام بتدريب طالب على الغناء، صوته جميل جدا وتأليف أغنية وتلحينها لدعم الحملة بالمحافظة .. كما فاجأتنى إحدى السيدات بأنها لأول مرة تعرف وزنها.. فعلى مدار عشرات السنوات كان هناك تقصير كبير فى حق هؤلاء المواطنين.
هل هناك دعم وتعاون من منظمات المجتمع المدنى لحملة 100 مليون صحة؟
وزارة الصحة لا تطالب بأى دعم مادى من أيه جهة، لكن ما نطالب به هو توجيه وتوعية المجتمع للحملة.
وزيرة الصحة والسكان أثناء حوارها مع «الأهرام العربى »
ما الموازنة المرصودة للصحة هل هناك أرقام واضحة؟ وماذا ينفق فعليا على الصحة وما ينفق على الأجور بالمنظومة.. وهل هناك تصور للنهوض بالصحة فى مصر؟
موازنة وزارة الصحة 64 مليار جنيه، يدفع منها 30 مليارا كأجور، وأرغب بالفعل فى تعظيم موازنة وزارة الصحة لصالح المريض والعاملين بالمنظومة، لكنى أعلم جيداً إمكانات وأولويات الدولة، فلا بد أن أعمل بما أحصل عليه من موازنة، وأن يكون لها تاثير على أرض الواقع، فنحن أهدرنا المليارات على مدى سنوات بدون وضع أسس سليمة.
فمن أهم المشاكل التى تواجهها الوزارة، النقص الحاد فى الأطباء الذى يصل إلى حد الندرة فى كل شيء، من أهمها بيئة العمل الموجود بها الطبيب، وما يعانيه من تهكم المجتمع والتعدى عليه فى كثير من الأحيان، ونحن نحتاج إلى أن يحترم المجتمع الطبيب أكثر من ذلك كما كان من قبل.
حدثينا عن تجربة وزارة الصحة فى إفريقيا؟
هناك الكثير من الدول التى نعمل بها مثل السودان، ونقوم بمكافحة الآفات الناقلة للأمراض، ودعمهم أثناء السيول ونرسل إليهم القوافل الطبية، كما نوفر لهم وحدات للتدريب وإرسال الأطباء، وهناك اهتمام كبير من الرئيس عبد الفتاح السيسى بالقارة بوصفه رئيس الاتحاد الإفريقى، كما نقوم بتدريب الأطباء الأفارقة من خلال الأطباء المصريين، لأن الطبيب المصرى هو القوة الناعمة، فالطبيب مثل الفنان له تأثير كبير، ونحلم برفع علم مصر واسترداد صورة مصر العظيمة.
فهناك أمراض فى مصر مثل الملاريا قضينا عليها، وهم فى إفريقيا مازالوا يعانون منها، كما نعمل على نقل تجاربنا فى الطب الوقائى، ولدينا بوازرة الصحة مستشفى مصرى فى جوبا بجنوب السودان، وأيضا مركز غسيل كلوى فى مستشفى سان بول الجامعى بأديس أبابا، ويعمل به أطباء مصريون من مستشفى المطرية التعليمى.
هل وزارة الصحة سوف تقوم بنقل حملة 100 مليون صحة لدول إفريقيا؟
هناك الآن أولوية لأن تنجح مصر فى القضاء على الفيروس، ثم التوجه بعد ذلك إلى دول إفريقيا، فهناك نحو نسبة ٪35 يعانون من فيرس سى، كما يعانون الأمراض المعدية مثل الإيدز، حيث تتجاوز النسبة ال ٪40.
هناك نوعية معينة من المرضى تعانى عدم الاهتمام مثل مرضى الجذام، ومرضى من نوعية خاصة مثل مرضى الإيدز.. إلى أى مدى تتمتع تلك الفئات باهتمام وزارة الصحة؟
مرض الجذام مختلف تماما عن مرض الإيدز، مريض الإيدز لا يعزل ويتعايش فى المجتمع وله قاعدة بيانات وتتم متابعته، أما مريض الجذام فيعانى من رفض المجتمع له وأسرته خاصة، نحن لدينا برامج قوية لمكافحة مرض الدرن والإيدز، ولكن مرضى الجذام مشكلتهم فى أهلهم والمجتمع، حيث يتركونهم للحياة بمفردهم ولكن نسبتهم لا تعتبر كبيرة على الإطلاق، ومع ذلك نقوم بخدمتهم وتوفير الرعاية الصحية لهم، لكن ما نحتاجه هو تقبل المجتمع لهم.
استقبال حالات الحروق أزمة فى الكثير من المستشفيات العامة.. لماذا؟
المشكلة ترجع إلى عزوف الكادر الطبى عن العمل فى هذا التخصصات، والمقترح الآن هو توافر وحدات تسمى بالواحدات التكميلية، يتوافر بها تخصصات التاهيل النفسى والعلاج الطبيعى، لأن هناك قصورا كبيرا جدا من قبل الأطباء والتمريض.. فأكثر الأماكن التىى تعانى الحروق تكون فى مناطق حقول البترول والصعيد، نظراً للعادات الاجتماعية السيئة التى تمارس فى الأفراح، وبناء المنازل من قش الأرز.
الدكتورة هالة زايد قبل توليها منصبها كوزير للصحة، شغلت منصب المدير التنفيذى لمؤسسة 57357 للعلوم الصحية..حدثينا عن تلك التجربة؟
بالفعل استفدت من هذه التجربة، ففى مؤسسة 57357 يتم توافر منح دراسية للطلاب من خلال جامعة هارفارد، كما اكتسبت جزءا كبيرا من خبرتى الطبية والإدارية بعد ممارستى العمل بها.
دعينا نتحدث عن مؤشرات الإصابة بمرض السرطان فى مصر، وطرق حصره وعلاجه؟
نحن مثل بقية العالم فى معدلات السرطان الطبيعية، فالذى ينقصنا هو العلاج السليم والتشخيص السريع لان المريض يتأخر فى التشخيص وعدم توحيد بروتوكول العلاج.
ما مدى التزام المستشفيات الخاصة بقرار العلاج فى الطواريء؟
هناك التزام كبير بتطبيق القرار، ومن لا يلتزم ويرفض حالة حرجة تغلق المستشفى على الفور، وهناك بعض المستشفيات تقوم بالعلاج وترسل لنا بيان المصروفات، ونقوم بالدفع لها، وصدور قرار علاج للمريض على نفقة الوزارة والدولة، ولكن من خلال متابعتى لتنفيذ القرار منذ صدوره، وجدت التزام عدد كبير من مستشفيات القطاع الخاص به وتقديم الخدمة على أكمل وجه.

هل هناك رقابة من قبل وزارة الصحة على أسعار «فزيتا» الأطباء فى العيادات؟
الكنترول الحقيقى لهم هو عودة قيمة مستشفيات القطاع العام، فهى الميزان لما حدث على مدار سنوات، وعودة القطاع العام وقيمة الطبيب ولقب الحكيم كما كان يطلق عليه من قبل، فعند قيامنا بتغيير نظام التأمين وتطوير المستشفيات الحكومية وإعادة الاعتبار بذلك نكون قد قطعنا شوطا كبيرا نحو الحل، ونحتاج أن تقوم وزارة الصحة والمستشفيات الحكومية بالعمل بجدية لمنافسة القطاع الخاص، فليس من السهل تطبيق شروط على طبيب فى عيادة خاصة .. فكيف أقوم بتثبيت «الفزيتا» وتكلفة الخدمة متصاعدة، فهناك عوامل متغيرة كثيرة يواجهها الطبيب، فهو يحتاج إلى تدريب وعمل أبحاث، بالإضافة إلى دفع فواتير الكهرباء والمياه وأجور العاملين فى عيادته.
وزارة الداخلية لديها قطاع صحى كبير فهل هناك تنسيق مع الصحة فى هذه الحملة؟
كان هناك تعاون كبير بين وزارتى الصحة والداخلية فى عمل مسح شامل لجميع أفراد الشرطة والأمناء والعساكر، كما تم عمل مسح كامل للسجناء وتشخيص الحالات التى تعانى الفيروس، وعلاجها على نفقة الدولة، وما زلنا نجرى المسح لمبنى الداخلية وكلية الشرطة، نحن حريصون على أن تصل الخدمة إلى الجميع.
هل لدينا تصور عن طبيعة خدمة التأمين الصحى فى مصر؟
الجميع يحاول قدر استطاعته ونحاول القيام بعمل شىء جيد لكننا نعمل على تطوير المنظومة بالكامل .. التأمين القديم فى عام 1964 واجه الفشل وأسسته الهيئة العامة للتأمين اعتمادا على جمع اشتراكات من المنتفعين والمشتركين وتقديم الخدمة من منشآتها، وبعد ذلك هى التى تقيم نفسها وتشترى الخدمة وتقوم بتشريعها وتنظيمها، وهذا ليس صحيحا، والحل هو التأمين الجديد، فقد قمنا فى 4 أكتوبر بإصدار قرار من رئيس الوزراء بإنشاء 3 هيئات: هيئة مقدمى الرعاية الصيحة، وهيئة الرقابة والاعتماد وقرار بإنشاء هيئة التمويل.
وسوف نقوم بعمل تسعيرة موحدة للتأمين الصحى جاذبة للجميع، وتغطى التكلفة بشكل منطقى .. وهناك دراسة اكتوارية كل 3 سنوات هى التى تحدد التكلفة التى يتحملها المنتفع، فهناك متغير فى الأسعار مع تغيرات أسعار السوق، وكل عام من الممكن إعادة النظر فى السعر.
فلا أستطيع تثبيت السعر للخدمة الطبية، لأنها من أعلى الخدمات التى لها تضخم كبير يصل إلى ٪20 فى السعر، لأن التكنولوجيا متغيرة ومكلفة والدواء أسعاره مرتفعة.
ماذا عن إحياء صناعة الدواء فى القطاع العام؟
نحن نعمل على ذلك بالفعل، فنسبة كبيرة من الأدوية والمواد الخام مستوردة، وهو ما يرفع سعر الدواء لذا نعمل حثيثا على إحياء تلك الصناعة.
كانت هناك أزمة كبيرة فى توافر الأنسولين بمصر.. لماذا، وهل تم حلها؟
تمت الآن تغطية مصر من الأنسولين بشكل كامل، كما نقوم فى نهاية العام وبداية العام المقبل بتصنيع أدوية الأورام، وسوف يتم توافر أدوية السرطان وتوطين الصناعة فى منتصف عام 2020، كما نقوم بأهم مشروع غاية فى الصعوبة، وهو تصنيع مشتقات الدم والبلازما، وهو أمر نجحت فيه خمس أو ست دول فقط، وهذا يعتبر أعلى نوع من التصنيع، وكان هذا بتكليف رسمى من سيادة الرئيس لإنشاء مراكز لتصنيع البلازما والاستعانة بالخبراء من منظمة الصحة العالمية، وقد تعاقدنا مع طبيب هولندي، كما نتعاقد مع إحدى الشركات الاستشارية فى التصنيع لنقل خبراتها، والآن نقوم بتجهيز 11 مركزا من إجمالى 15 مركزا.
فهذا النوع من التصنيع يحتاج إلى ثلاث مراحل، مرحلة التجميع، وهو الجزء الأصعب بالمشروع، وبعد ذلك نعمل على اعتماد للمصنع، وحددنا مكان المصنع.
أزمة حضانات الأطفال أزمة قديمة جديدة ولها جذور بعيدة ...نعانى من نقص فى عدد الحضانات الحكومية وعدم وجود أماكن كافية بها ..بالإضافة إلى النقص الحاد فى عدد الأسرة بالعناية المركزة، كيف تخططين لتجاوز هذه المشكلة؟
هناك رعاية مركزة وحضانات ولكن ليس هناك أطباء، نسبة الإشغال تصل إلى ٪50، لكن الأزمة الحقيقية هى عدم توافر طبيب وممرضة، لأن العدد الذى يتخرج فى الكليات لا يكفى الاحتياجات على أرض الواقع.
هذا يدفعنا للحديث عن هجرة الأطباء؟
وصلنا الآن إلى مرحله توافر الأموال للتعاقد مع الأطباء، لكن لا تتوافر الطاقة البشرية، فهناك نقص حاد فى الأطباء، حتى إن وزارة الصحة أتاحت لوزير التعليم العالى 4 مستشفيات فى شمال سيناء، والعريش والأقصر والسويس العام و15 مايو، ليقوم بإنشاء كليات طب، لأن إنشاء مستشفى هو أصعب شيء ويكون مكلفا للغاية. ولكن هذا يستدعى 10 سنوات للحصول على عدد الأطباء الكافى.
من جانب آخر لا بد من إعادة النظر فى المجموع المبالغ فيه والذى يتم اشتراطه للالتحاق بكليات الطب. كما يجب أن يلغى قرار الحضور والانصراف للطبيب، لأن المستشفى الذى يستوعب 300 طبيب يعمل به 30 طبيبا، فكيف بالطبيب الذى يتحمل هذا العبء، أن أطالبه بالتوقيع فى دفتر الحضور والانصراف، فهناك أطباء يعملون على مدار الساعة.
نرى تفقدك الدائم للمستشفيات فى القاهرة والمحافظات هل للمراقبة أم لمتابعة سير العمل على أرض الواقع؟
أحرص دائما على التفقد الدائم للمستشفيات، خصوصا بالمحافظات التى تعانى من نقص حاد فى وحداتها الصحية من الأطباء والتمريض، فنحن لدينا مراقبون بشكل كبير من منظمة الصحة العالمية، والعاملون بالوزارة يشاركوننى العمل، كما أتواصل مع القطاع الخاص بشكل كبير لرفع جودة المستشفيات، فقد تفقدت 27 محافظة منذ تولى الوزارة.
ماذا تحقق الآن للأطباء لتذليل العقبات والصعوبات التى يعانون منها؟
أعمل حاليا على إنشاء موقع خاص بالأطباء والتعرف على المشاكل التى يواجهونها وتوافر فرص عمل لهم .. وتم إنشاء خط ساخن للتواصل معهم، كما حصلت على منحة بمبلغ 5 ملايين دولار لتعليم الأطباء وتوفير فرص التدريب والأبحاث والحصول على فرص سفر للخارج لمدة شهر لدولة أوروبا أو أمريكا أو اليابان كل عام، يقوم الطبيب بنفسه بالبحث عنها وعن الاماكن التى يرغب فى زيارتها وتقوم الوزارة بالتمويل، الذى يرفض هذه المنحة تستمر فترة العمل بالنيابات خمس سنوات وليس أربع سنوات، فعندما توليت الوزارة وفى الأسبوع الأول، اتخذت أهم قرار وهو إعفاء الأطباء من مصروفات الماجستير والدكتوارة والزمالة.
كما يتيح الموقع للأطباء الحصول على كورسات أون لاين مجانا، وتوافر خدمة الواى فاى فى أقسام الطوارئ والحضانات والسكن الخاص بهم والمستشفيات.. فلابد من أن يحصل الطبيب على كل فرص التعليم والتأهيل عندما يعمل فى وزارة الصحة من أول يوم . كما أن هناك مقترحا لرئيس الوزراء بتوفير فرص الحصول على شقق سكنية، وأن تكون لهم اشتراكات فى القطارات مجانا، فهل يعقل أن يخدم الطبيب الشاب فى الوادى الجديد ولا يسافر بالطائرة!! كما أنه يعمل فى ظل ظروف صعبة، ولا يحصل بالمقابل إلا على حافز لا يتجاوز 200 جنيه فلا توجد أيه مميزات، لا بد من عودة لقب الحكيم المصرى إلى الطبيب، إننى أشعر بالتقصير أنا وجيلى، فنحن أول من سمحنا لهم بأخذ دروس خصوصية فى كليات الطب وعدم العناية بحصولهم على التدريب الكافى والتعليم فى المستشفيات.
التمريض مشكلة نعانى منها ..حيث ينقص معظم طاقم التمريض الخبرة والإعداد الجيد.. كيف يمكننا الارتقاء بمستوى التمريض فى مصر؟
هناك مشكلة فى الكفاءة والتقدير المادى والعلمى والمعنوى للمرضات، لكن هناك اقتراحات وحلول لهذا الملف، أهمها رفع الحد الأدنى فى المجموع بالإعدادية للتقدم إلى التمريض من 270 درجة، فقد اقترحت أن يكون المجموع بداية من 150 درجة للتقدم وألا يلتزم بالسن من 14 سنة فقط، بل أقل من ذلك ب 6 أشهر، فهذه المهنة يقبل عليها المجتمع، كما يجب أن تعمل البنت فى نفس التنسيق الجغرافى الخاص بها.. فهذه الفتاة لديها فرص زواج كبيرة، فمنذ اليوم الأول تضمن فرصة عمل، فهناك عدد من المحافظين يطالبون بفتح مدارس للتمريض فى المحافظات البعيدة.
ما المشاكل الحقيقة التى تواجهها وحدات الغسيل الكلوى فى محافظات مصر.. وما الأجندة لعلاجها؟
من أهم المشاكل التى اهتممت بها منذ توليت الوزارة، متابعة وحدات الغسيل الكلوى ونتائج محطات المياه، ولكن ليس هناك دولة بها هذا العدد الكبير من الغسيل الكلوى، لأن العالم كله يعتمد على زرع الكلى، فالإنسان يستطيع أن يعيش بكلية واحدة.
ونقوم أيضاً بإحلال وتجديد نسبة ٪30 من الأجهزة، وشراء أفضل فلاتر للمياه ومعالجة وحدات الغسيل الكلوي.. وهناك تسجيل لجميع المرضى وعينات المياه وصيانتها جميعها مميكنة ورصد النتائج والتدريب للقوى البشرية الوحدات الصحية فى مصر مهملة لعدم وجود طبيب.
كيف تتابعين شكاوى المواطنين؟
هناك مكتب خاص يتابع شكاوى المواطنين، وأقوم بحملات مفاجئة على المستشفيات لحل المشكلات، ولا يمكن أن أعاقب طبيبا أمام الكاميرات، لأننى أعلم جيدا ما يعانونه وأعتبرهم أبنائى، ووزير الصحة هو الأصغر فى المنظومة .. وأتابع لماذا يطالبون المريض بشراء المستلزمات الطبية من الخارج، وأتابع المخازن وأتعرف على النقص الحقيقى وكشف المخالفات، فمنذ فترة اتخذت قرارا بعمل مسح شامل للمستشفيات التى بها نقص للمستلزمات الطبية، وأقوم بسؤال المرضى، وأعرف منهم ماذا يشترون من الخارج، ورصدت المخازن والتموين الطبى والمناقصات. ليس المهم أن تبنى إستراتيجيات من وجهة نظرك، لكن الأهم هو لمس الواقع بشكل حقيقى، فأهم أسباب هجرة الأطباء وتركهم العمل هو عدم الرعاية والتقدير لهم.
سمعنا عن أزمة وجود أكياس الدم على الرغم من وجود عدد كبير من المتبرعين، وبيع هذه الأكياس بأثمان مرتفعة؟
٪80من مخزون الدم فى مصر يأتى من خلال التبرع والقوافل الطبية المتحركة، لأن الدم الذى نقوم بتجميعه نأخذ منه صفائح، وعندما تكون هناك حالات مرضية لحالات القلب، الأسر تقوم بتوفير العدد المطلوب من الأكياس، وبالتالى يعتبر الدم الموجود على قدر المطلوب، وبالتالى لا بد من توافره ولكن نحن نقوم بتحصيل الحد الأدنى من التكلفة.
سرقة الأعضاء البشرية ..كارثة اجتماعية أدت إلى استفحال ظاهرة خطف الأطفال، وهناك مستشفيات حكومية تم اتهام بعض الأطباء فيها بممارسة تلك الجريمة، كما أن هناك حالات لسرقة قرنية من مرضى توفوا داخل المستشفيات الحكومية.. ما الإجراءات التى اتخذتها الصحة لتفادى مثل هذه الحوادث؟
لا أعتبرها ظاهرة، فهناك قانون يحمى الأطفال ويضبط الجناة، وهناك بالفعل تشريع فى مصر وقانون صدر فى عام2010 يجيز أن يتبرع المتوفى بأعضائه بعد الوفاة والحصول على القرنية بعد الوفاة مباشرة، لأنها تتيح النور لشخص أعمى مرة أخرى، ففى معظم دول العالم دون أية قوانين يأخدون أعضاء المتوفى، إلا إذا كانت هناك وصية قبل الوفاة بعدم نقلها.
ما الذى يوجع قلب وزيرة الصحة؟
هو خدمة مريض غير قادر بغير إنسانية، لأنه ليس هناك أضعف من الإنسان المريض وعدم قدرته المالية، والمرض يفقر الشخص. لذا كنت حريصة منذ بداية عملى على التواصل الإنسانى مع المرضى، وكنت أحتفظ بملف يضم المعلومات الاجتماعية لكل حالة.
خلال فترة توليك منصب الوزيرة.. ما أكثر القصص التى مسَّت قلبك؟
أكثر حالات مؤثرة هى وضع الأطباء صغار السن ومعاناتهم فى الطوارئ فى ظل نقص المستلزمات.
هل تتذكرين أول كشف قمت به فى بداية حياتك العملية؟
كنت أعمل فى أحد المستشفيات الجامعية، وكنت مرتبكة للغاية وبداخلى أسئلة كثيرة هل أنا طبيبة أم لا؟ وأنا المسئولة عن القرار وتشخيص حالة المريض أمام الممرضات وهن يتابعننى فى فضول شديد، وبداخلى بعض التكبر الذى يمنعنى من السؤال، فإذا بالممرضة تنصحنى وتساعدنى، أعترف بأن الممرضات هن من ساعدننى فى بداية حياتى.
هل كان حلمك أن تكونى طبيبة؟
لا .. فى البداية كنت أتمنى أن أدرس التاريخ وأحب كثيراِ مادة الجغرافيا، وكنت أتمنى أن أعمل محللة سياسية، لأننى أحب القراءة كثيراً، لكننى التحقت بقسم النساء والتوليد، لأن بها قسم جراحة، وهذا قريب من الإنسانيات وبه قرار تتحمل مسئوليته، فأنا أحب العمل مع الأمهات والأطفال، ويجذبنى الجزء الإنسانى فى المهنة.
ما آخر كتاب قمت بقراءته؟
أقرأ فى كل شىء أنا وأسرتى، وهناك كتب أقرأها أكثر من مرة ومنها كتاب "ماذا حدث للمصريين "، وقد قرأت جميع كتب الراحل جلال أمين، ولدى كتب بإهدائه الشخصى، وأحب كتبه كثيراً لأنها تتحدث عن الاقتصاد والتاريخ، كما أن له عدة كتب فى السيرة الذاتية.. كما أحب القراءة للكاتب الساخر جلال عامر المبدع، وله كتاب شديد الإبداع أهديته لأكثر من 100 شخص باسم "مصر على كف عفريت"، وأقرأ الآن " مقدمة ابن خلدون"، كما أحرص على قراءة جميع الروايات التى تصدر للشباب، وهناك كتاب قرأته عام 2012 ونصحت وزير التعليم العالى بتدريسه للطلاب "عن النيل وأزمة نهر النيل"، للكاتب مصطفى سلمان، وقرأت جميع كتب الراحل جمال حمدان وكتب التاريخ الأندلسي.
من أستاذك فى الطب والمثل الأعلى لك؟
أستاذى هو الدكتور سامى عبد العظيم, طبيب النساء والولادة المشهور، الذى أراه الحكيم الآن هو الدكتور حسين خيرى نقيب الأطباء، فهو الآن يقف فى المحاضرات منذ الصباح الباكر وتجد حوله الشباب مع جميع المحافظات بمكتبه فهو شديد الخلق.
رسالة من وزيرة الصحة للمواطن المصري؟
تحسين الخدمة الصحية ليس معناها بناء مستشفى وتدريب الأطباء، لا بد من مشاركة المريض فى التعاون والكشف، وأن يكون هناك وعى بخطورة المرض ومراعاة الطبيب والممرضة، والمساعدة فى تأهيل وتدريب الكادر الطبى، لدعم البسطاء الذين ساعدوا بلادهم، وتقديم خدمة صحية ترقى بهم.. فهناك قسوة أصبحنا نتعامل بها الآن.
هل أبناؤك يعملون بمهنة الطب؟
ابنائى الاثنان مهندسان.
متى كانت آخر مرة دخلت المطبخ؟
قبل حلف اليمين بيوم واحد، فمن أهم هواياتى الأساسية هى الطبخ، وللأسف حرمت منها الآن .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.