حاله من الذوبان والأنصهار عاشها المصريون أيام حرب اكتوبر المجيدة، أيام لاتنسي لكل من عاشها، كنا نتابع الأخبار عبر أجهزة الراديو «الترانستور» وكان الناس يتحاكون بطولات الجنود. كانوا يتكلمون عن الجندي عبد العاطي ابن الشرقيه المعروف بصائد الدبابات، كان عنوانا للتضحية والفداء والتفاني في الدفاع عن الوطن، وكانوا يتحاكون التوأمه التي كانت بين الجنود المسلمين والمسيحيين وكيف أن أخيه المسيحي كان يصوم في نهار رمضان ليشارك أخيه المسلم تجليات الشهر العظيم. هذة الحكايات وغيرها كانت مثار نقاشات الفلاحين وهم يعملون في حقولهم والعمال في مصانعهم. المجهود الحربي كان بمثابة همزة الوصل بين المصريين جميعا الكل شارك بالمال والدعم واضعف الايمان الدعاء لجنودنا بالنصر. لن ننسي معركه المنصورة التي تصدي فيها الطيران المصري لوابل من طائرات الفانتوم أمريكيه الصنع يومها ابلي المصريون بلاء حسنا، رأينا بأم العين طائرات العدو وهي تتساقط وتتهاوي. كنا نتابع خطاب الرئيس في مجلس الشعب وهو يقول ان لنا سيف ودرع . سمعناه وهو يخاطب الراحل المشير أحمد اسماعيل كانت القلوب تصفق قبل الأيادي. كنا جميعا علي قلب رجل واحد . عبرنا القناه وتحطم خط بارليف هذا المانع المائي والذي لطالما روجت له إسرائيل انه لا يقهر، وتم القضاء علي أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر. عبرنا القناه وسطر الجندي المصري نظريات جديدة وحديثه مازالت تدرس في أكبر الأكاديميات العسكريه . في أكتوبر كان العبور وكان النصر وربما كان مرجع ذلك كله أن في الاتحاد قوة . وهذا ما حدث. روح أكتوبر مازلنا في حاجه الي استلهامها واستنهاضها لتحقيق الرفعه.لن ننسي بطولات القادة والجنود لن ننسي القائد العميد ابراهيم الرفاعي الذي كان مضربا للامثال. لن ننسي اللواء فؤاد عزيز غالي الذي قدم المثل والنموذج في العطاء. لن ننسي الراحل المشيرمحمد عبد الحليم ابو غزاله، وقد قال في محاضرة له عقب الحرب أن رائحه البارود في حرب اكتوبر رمضان كانت كرائحه المسك. رحم الله شهداء حرب اكتوبر الذين ضحوا من أجل استرداد الارض والكرامة. ويبقي السؤال «روح أكتوبر هل تعود».