لاشك أن كرة القدم القطرية شهدت تطورا كبيرا، لكن فى الوقت نفسه لعبت الأموال دورا كبيرا فى هذا التطور، ويواجه جميع اللاعبين المنتقلين إلى الدورى القطرى، خصوصاً الكبار الذين لمعوا فى الدوريات الأوروبية، اتهاما واحدا وهو الرغبة فى الحصول على أموال كثيرة قبل إنهاء مشوارهم الاحترافى، وهو ما يجعلهم يلجأون إلى اللعب فى الدورى القطرى. الدورى القطرى لايزال محط أنظار الجميع وكان له نصيب الأسد من الصفقات الكبرى حيث بحثت أندية قطر عن النجوم التى تليق بدورى «النجوم»، وليس ذلك فحسب بل إن معظم الأندية القطرية يفكر مسئولوها فى الصفقات الشتوية التى تبدأ فى يناير المقبل، ويضع هؤلاء المسئولون بعض اللاعبين تحت المنظار من أجل تدعيم صفوف فرقهم. فضل أغلب اللاعبين العرب حتى العائدين من الدوريات الأوروبية اللعب فى الدورى القطرى، معللين ذلك بقوة المستوى الفنى للدورى القطرى إلا أنه فى الحقيقة تلعب الأموال دورا كبيرا فى جذب اللاعبين، والدليل على ذلك وجود أكثر من نجم من نجوم الكرة الأوروبية فى الدورى القطرى وعلى رأسهم الإسبانى راؤول جونزاليس الذى يلعب فى صفوف السد. لكن مهما كثرت هذه الأموال، ونجحت الأندية العربية فى جلب نجوم كبار فى عالم الساحرة المستديرة، لم تواز الصفقات العربية فى الموسم الجديد صفقة انتقال لاعب واحد فى الدوريات الأوروبية القوية والتى توجد بها كرة القدم الحقيقية. يوسف المساكنى نجم نادى الترجى التونسى والمنتقل حديثا إلى نادى لخويا القطري، صاحب أكبر صفقات الموسم والتى وصلت إلى 15 مليون دولار، مما يعنى أنها الأغلى فى تاريخ الانتقالات العربية. وعلى نفس خطى غيره من النجوم العرب والأجانب المحترفين فى أكبر الدوريات الأوروبية، سار نجم إنتر ميلان السابق المغربى حسين خرجة ينتقل لدورى المحترفين القطرى لإنهاء مسيرته الكروية، ليصبح المحترف الجديد لنادي العربى. وتعاقد خرجة مع العربى قادما من فيورينتينا الإيطالى لمدة موسمين، بعد أن أمضى أغلب مسيرته الاحترافية في أبرز أندية إيطاليا، فى صفقة تكتم عنها مسئولو العربى، لكنها تخطت ال 5 ملايين دولار، لينضم خرجة إلى مواطنه المغربى يوسف حجى أحد أبرز نجوم منتخب نجوم الأطلسى. وبخلاف الانتقالات الحالية، فإن الدورى القطرى يضم عددا ليس بالقليل من اللاعبين العرب مثل المغربى عثمان العساس لاعب الغرافة وجواد أحناش لاعب أم صلال وسعيد بوطاهر وأنور ديبا لاعبى الوكرة والجزائرى الدولي مجيد بوقرة لاعب لخويا ومواطنه نذير بالحاج لاعب السد. ويأتى الدورى التونسى بعد الدورى القطرى من حيث الصفقات، وكان على رأس هذه الصفقات انتقال الجزائرى عبد المؤمن جابو، من وفاق سطيف إلى الإفريقى مقابل 2.8 مليون يورو. ويعتبر جابو الملقب ب «ميسى الجزائر»، أحد أمهر وأبرز اللاعبين فى الرابطة الجزائرية المحترفة خلال المواسم الماضية، وأبرز صفقات الدورى التونسى على الإطلاق. صفقة جابو تعد من أقوى الصفقات العربية حيث كان اللاعب مطلوبا فى العديد من الدوريات والأندية الأوروبية, ولكن وصيف الكونفيدرالية كان النادى المحظوظ بالتوقيع مع الموهبة الجزائرية. من بين أهم الصفقات العربية أيضا، انتقال المغربى شمس الدين الشطيبى من المغرب الفاسى إلى الرجاء البيضاوى مقابل 300 ألف دولار فى الموسم، واستطاع الرجاء استغلال الأزمات المادية التى يعانيها المغرب الفاسى، ليخطف توقيع الثنائى الشطيبي وبورزوق، ليعزز النسور صفوفه بأبرز عناصر دوري المحترفين. أيضا فضل النجم محمد زيدان، اختيار الدورى الإماراتى بعد رحلة طويلة مع الاحتراف دامت لنحو 13 عاما ما بين الأندية الدانماركية والألمانية، انتهت فى نادى دورتموند الألمانى الذى حقق معه بطولة الدورى الموسم الماضى. وانتقل زيدان إلى نادى بنى ياس فى صفقة حرة مقابل 4 ملايين دولار، أى ما يتخطى ال 20 مليون جنيه مصرى، لذلك فضل اللاعب عرض بنى ياس عن عرض النادى الأهلى المصرى، معللا ذلك بأن الدورى الإماراتى يتسم بالقوة. المفارقة أن صفقات نجوم العرب الكبار لا تتعدى فى مجموعها ال 50 مليون يورو، ولا تساوى صفقة انتقال لاعب واحد فى الدوريات الأوروبية التى تتعامل مع كرة القدم على أنها صناعة حقيقية، وعلى سبيل المثال، المهاجم السويدي الدولى زلاتان إبراهيموفيتش لاعب ميلان الإيطالى، والمنتقل إلى باريس سان جرمان الفرنسى، حيث يحصل اللاعب فقط على 48 مليون يورو. ومن بين أقوى الصفقات الأوروبية أيضاً، انتقال اللاعب لوكاس مورا من ساو باولو البرازيلى إلى باريس سان جيرمان الفرنسى مقابل 43 مليون يورو، وانتقال روبن فان بيرسى من أرسنال الإنجليزى إلى مانشستر يونايتد مقابل 30 مليون يورو، وانتقال إيدين هازارد من ليل الفرنسى إلى تشيلسى الإنجليزى مقابل 40 مليون يورو