من لا يحب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر. قرار جرىء من الرئيس عبد الفتاح السيسى.
إرادة عظيمة من عامل رسمت ملامحه شمس الكفاح المصرى.
إدارة حكيمة مخلصة من قبل مايسترو يقف خلف الصورة اسمه الفريق مهاب مميش.
تشرفت يوم الإثنين الماضى 6 أغسطس 2018 بدعوة الفريق مميش لزيارة قناة السويس فى الذكرى الثالثة لافتتاح قناة السويس الجديدة.
هنا واقع يوجه الدعوة إلى جميع المصريين لمعرفة حجم الإنجاز ونتائجه، وثماره.
هنا عشنا 60 دقيقة فى عرض القناة، نتأمل تفاصيل الجبال التى صارت بين عشية وضحاها قناة تعبر خلالها السفن من كل حدب وصوب، قناة يتحول فيها التراب إلى عملة صعبة.
هنا تتلاقى رسالة التاريخ مع عزيمة الحاضر، مع عظمة المستقبل، لتكتب شهادة ضمان بأن المصريين شعب «مالوش حل».. إذا أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر.
مع الاعتذار للمنظرين بالتمنى.. القصة مختلفة.. النجاح بلغ المدى.. قناة السويس الجديدة تاج على رأس كل مصرى.. مشروع يؤكد بكل المقاييس، أنه لا مكان للفشلة والحاقدين على هذا البلد.. مشروع يربط جيل هذه الألفية بجيل الفراعنة المؤسسين، ليمنحك وثيقة بعنوان «مصر ولادة»، دولة لها كتالوج خاص لا يفك شفرته سوى الإخلاص والوطنية.
ثلاث سنوات مضت على افتتاح قناة السويس الجديدة، الأرقام لا تكذب.. القناة تحقق 15,8 مليار دولار بما يعادل 219 مليار جنيه، وتكلفة إنشاء القناة الجديدة 20 مليار جنيه، 52199 سفينة عبرت القناة بحمولات قياسية 3,01 مليار طن خلال ثلاث سنوات، والعام المالى 2018/2017، يسجل 5,6 مليار دولار أعلى إيراد سنوى فى تاريخ القناة بزيادة 600 مليون دولار عن العام المالى السابق بنسبة ٪12، أما العائدات بالجنيه المصرى فقد ارتفعت إلى 99,1 مليار جنيه فى العام المالى 2018/2017، مقابل 73,2 مليار جنيه فى العام المالى السابق بزيادة 25,8 مليار جنيه بنسبة ٪35، فضلا عن أن السياسات التسويقية المرنة والحوافز الممنوحة للخطوط الملاحية، تدر عائدا إضافيا 1722,5 مليون دولار خلال سنوات وتجذب 8081 سفينة لم تكن تعبر القناة من قبل، فقد نجحت قناة السويس خلال السنوات الثلاث الماضية فى استقبال أحدث وأكبر سفن الحاويات فى العالم، تأكيدا على جاهزية القناة لاستقبال الأجيال الجديدة من السفن، خصوصا مع احتدام المنافسة بين الخطوط الملاحية الكبرى لصناعة السفن العملاقة.
استهدفت فكرة قناة السويس الجديدة العديد من المسارات منها التعامل مع تنامى حركة التجارة العالمية، وزيادة أبعاد وحمولات السفن العابرة، خصوصا سفن الحاويات وزيادة القدرة التنافسية للقناة، ورفع تصنيفها بما انعكس إيجابيا على خفض زمن العبور من 22 ساعة إلى 11 ساعة فقط، وتقليل زمن الانتظار بالمجرى الملاحى، وبالتالى خفض تكلفة الرحلة للسفن العابرة، وأيضا رفع معدلات الأمان الملاحى بوجود قناة بديلة فى حالة الطوارئ، وهو ما ثبت جدواه خلال السنوات الثلاث الماضية، وزيادة عائدات القناة من العملة الصعبة بما يخدم الاقتصاد المصرى، والقضاء على المنافسة من أية قناة بديلة أو مشروع ملاحى آخر، حيث تعتبر قناة السويس، الامتياز الرئيسى لحركة التجارة العالمية.
فى هذه الذكرى كل التحية إلى كل مصرى، أسهم وكد وعرق لإنجاح هذا المشروع الذى استغرق وقتا قياسيا «12 شهرا»، وفى توقيت وظرف استثنائى تمر به البلاد.