الحصر العددي لانتخابات الإعادة في الدائرة الثالثة بأسيوط    مسيرات مجهولة تثير الرعب قرب طائرة زيلينسكي أثناء زيارته أيرلندا (فيديو)    ميتا تخفض ميزانية "الميتافيرس" وتدرس تسريح عمال    الأنبا رافائيل يدشن مذبح «أبي سيفين» بكنيسة «العذراء» بالفجالة    فلسطين.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة قبيا غرب رام الله بالضفة الغربية    وزير الأوقاف ينعي شقيق رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم    خاطر يهنئ المحافظ بانضمام المنصورة للشبكة العالمية لمدن التعلّم باليونسكو    الحصر العددي لانتخابات النواب في إطسا.. مصطفى البنا يتصدر يليه حسام خليل    عصام عطية يكتب: الأ سطورة    الأزهر للفتوي: اللجوء إلى «البَشِعَة» لإثبات الاتهام أو نفيه.. جريمة دينية    الصحة: الإسعاف كانت حاضرة في موقع الحادث الذي شهد وفاة يوسف بطل السباحة    صحة الغربية: افتتاح وحدة مناظير الجهاز الهضمي والكبد بمستشفى حميات طنطا    عاجل- أكسيوس: ترامب يعتزم إعلان الدخول في المرحلة الثانية من اتفاق غزة قبل أعياد الميلاد    وست هام يفرض التعادل على مانشستر يونايتد في البريميرليج    دعاء صلاة الفجر اليوم الجمعة وأعظم الأدعية المستحبة لنيل البركة وتفريج الكرب وبداية يوم مليئة بالخير    "الأوقاف" تكشف تفاصيل إعادة النظر في عدالة القيم الإيجارية للممتلكات التابعة لها    الجيش الأمريكي يعلن "ضربة دقيقة" ضد سفينة مخدرات    رئيس هيئة الدواء يختتم برنامج "Future Fighters" ويشيد بدور الطلاب في مكافحة مقاومة المضادات الحيوية وتعزيز الأمن الدوائي    نجوم العالم يتألقون في افتتاح مهرجان البحر الأحمر.. ومايكل كين يخطف القلوب على السجادة الحمراء    دنيا سمير غانم تتصدر تريند جوجل بعد نفيها القاطع لشائعة انفصالها... وتعليق منة شلبي يشعل الجدل    فضل صلاة القيام وأهميتها في حياة المسلم وأثرها العظيم في تهذيب النفس وتقوية الإيمان    مصادرة كميات من اللحوم غير الصالحة للاستهلاك الآدمي بحي الطالبية    نتائج االلجنة الفرعية رقم 1 في إمبابة بانتخابات مجلس النواب 2025    البابا تواضروس الثاني يشهد تخريج دفعة جديدة من معهد المشورة بالمعادي    قفزة عشرينية ل الحضري، منتخب مصر يخوض مرانه الأساسي استعدادا لمواجهة الإمارات في كأس العرب (صور)    كأس العرب - يوسف أيمن: كان يمكننا لوم أنفسنا في مباراة فلسطين    صاحبة فيديو «البشعة» تكشف تفاصيل لجوئها للنار لإثبات براءتها: "كنت مظلومة ومش قادرة أمشي في الشارع"    د.حماد عبدالله يكتب: لماذا سميت "مصر" بالمحروسة !!    محطة شرق قنا تدخل الخدمة بجهد 500 ك.ف    وزير الكهرباء: رفع كفاءة الطاقة مفتاح تسريع مسار الاستدامة ودعم الاقتصاد الوطني    إعلان القاهرة الوزاري 2025.. خريطة طريق متوسطية لحماية البيئة وتعزيز الاقتصاد الأزرق    ضبط شخص هدد مرشحين زاعما وعده بمبالغ مالية وعدم الوفاء بها    سبحان الله.. عدسة تليفزيون اليوم السابع ترصد القمر العملاق فى سماء القاهرة.. فيديو    غرفة التطوير العقاري: الملكية الجزئية استثمار جديد يخدم محدودي ومتوسطي الدخل    ضبط شخص أثناء محاولة شراء أصوات الناخبين بسوهاج    أخبار × 24 ساعة.. وزارة العمل تعلن عن 360 فرصة عمل جديدة فى الجيزة    "لا أمان لخائن" .. احتفاءفلسطيني بمقتل عميل الصهاينة "أبو شباب"    الأمن يكشف ملابسات فيديو تهديد مرشحى الانتخابات لتهربهم من دفع رشاوى للناخبين    بعد إحالته للمحاكمة.. القصة الكاملة لقضية التيك توكر شاكر محظور دلوقتي    كاميرات المراقبة كلمة السر في إنقاذ فتاة من الخطف بالجيزة وفريق بحث يلاحق المتهم الرئيسي    ترامب يعلن التوصل لاتفاقيات جديدة بين الكونغو ورواندا للتعاون الاقتصادي وإنهاء الصراع    العزبي: حقول النفط السورية وراء إصرار إسرائيل على إقامة منطقة عازلة    رئيس مصلحة الجمارك: ننفذ أكبر عملية تطوير شاملة للجمارك المصرية    انقطاع المياه عن مركز ومدينة فوه اليوم لمدة 12 ساعة    فرز الأصوات في سيلا وسط تشديدات أمنية مكثفة بالفيوم.. صور    ميلان يودع كأس إيطاليا على يد لاتسيو    مراسل اكسترا نيوز بالفيوم: هناك اهتمام كبيرة بالمشاركة في هذه الجولة من الانتخابات    مراسل "اكسترا": الأجهزة الأمنية تعاملت بحسم وسرعة مع بعض الخروقات الانتخابية    محمد موسى يكشف أخطر تداعيات أزمة فسخ عقد صلاح مصدق داخل الزمالك    محمد إبراهيم: مشوفتش لاعيبة بتشرب شيشة فى الزمالك.. والمحترفون دون المستوى    مصدر بمجلس الزمالك: لا نية للاستقالة ومن يستطيع تحمل المسئولية يتفضل    دار الإفتاء تحذر من البشعة: ممارسة محرمة شرعا وتعرض الإنسان للأذى    كرة سلة - سيدات الأهلي في المجموعة الأولى بقرعة بطولة إفريقيا للاندية    اختتام البرنامج التدريبي الوطني لإعداد الدليل الرقابي لتقرير تحليل الأمان بالمنشآت الإشعاعية    كيف يقانل حزب النور لاستعادة حضوره على خريطة البرلمان المقبل؟    "المصل واللقاح" يكشف حقائق صادمة حول سوء استخدام المضادات الحيوية    سلطات للتخسيس غنية بالبروتين، وصفات مشبعة لخسارة الوزن    الأزهر للفتوى يوضح: اللجوء إلى البشعة لإثبات الاتهام أو نفيه ممارسة جاهلية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فؤاد الهاشمى فى حوار خاص ل «الأهرام العربى»: قطر لن تتراجع عن دعم الجماعات المتطرفة
نشر في الأهرام العربي يوم 26 - 07 - 2018

إستراتيجية ترامب ستنجح فى تقليم أظافر إيران بعد إخراج طهران من سوق النفط فى نوفمبر المقبل
التحالفات الثنائية بين الدول العربية أفضل بعد أن فشل العمل العربى المشترك طوال ال 70 عاماً الماضية

الولايات المتحدة تدير أزمات المنطقة لصالحها ، وإيران تلعب لصالح أمريكا وإسرائيل

نظام الملالى قارب على الانتهاء وحقق 80 % من الدور المنوط به ووظيفة الخمينى كانت تفزيع المنطقة

نهاية الحمدين ستكون بالتخلص من النظام الحاكم عندما ينتهى دوره الوظيفى

الدوحة نجت "مؤقتا" بدعم تركيا والحرس الثورى الإيرانى وميلشيا حزب الله

كلماته واضحة كالسيف، إنجازاته علامة فى تاريخ الصحافة العربية والخليجية، مواقفه السياسة تشكل عناوين لصفحات النضج السياسى والتحليل المهني، يؤمن بدور الصحافة فى التنوير وقيادة الرأى العام نحو الحقيقة، يرفض كل دعاوى التهاون مع الإرهاب وكل أشكال التطرف، شكلت مقالاته دوما الطريق نحو نور المعرفة وشمس الحقيقة، لا يخشى أن يقول ما يجول فى خاطره دون حسابات سياسية أو مهنية فجاءت كلماته دائما متفقة تماما مع شخصيته.

إنه الصحفى المرموق فؤاد الهاشمى الذى تحدث فى كل ملفات المنطقة" ل«الأهرام العربي»، فأكد أن الزواج الكاثوليكى هو عنوان العلاقة بين تنظيم الحمدين وجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، وأن نظام الدوحة لن يتراجع عن دعمه للإرهاب، لأنه ضمن مشروع الشرق الأوسط الكبير، وأن تخلى قطر عن هذا المشروع سيؤدى حتماً لتغيير رأس السلطة هناك ، ووصف السياسة الأمريكية فى المنطقة بأنها «إدارة للأزمات» وأن واشنطن لا تحل الخلافات بل توظفها لصالحها، وأن هناك ثلاثة مشروعات فى المنطقة كلها تعمل ضد الدول العربية بقيادة الولايات المتحدة وإيران وتركيا بالتعاون مع قطر وإسرائيل، مشددا على أنه يجرى تجهيز تنظيم خراسان ليحل محل داعش، وأنه سيكون أكثر إجراماً من داعش، وأشاد الهاشمى بسياسات ورؤية الأمير محمد بن سلمان، معتبراً ان هذه السياسة أنجزت خلال عام واحد ما كان يتم إنجازه فى 20 عاماً، كما أشاد بسياسة الاعتدال والوسطية الإماراتية التى نجحت فى اقتلاع جذور الإخوان من الإمارات ، لافتاً النظر لانتهاء 80 % من المشروع الإيرانى فى المنطقة، وأن الدور الذى جاء به الخمينى وإيران هو العمل كفزاعة لدول المنطقة بما يخدم مصالح واشنطن وتل أبيب، وإلى نص الحوار.

كيف تنظرون للسلوك القطرى المتحالف مع الإخوان والجماعات الظلامية ضد أمن واستقرار الدول العربية ؟
العلاقة بين قطر والجماعات التكفيرية والظلامية، وفى مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين هى علاقة قوية وعضوية أشبه ما تكون مثل الزواج الكاثوليكي، وكلاهما يخدم أهداف الأخر ، ومنذ عام 1995 بدأ العمل بقوة بين جماعة الإخوان المسلمين والنظام القطري، وقطر والإخوان وراء كل أحداث العنف التى تقع فى المنطقة، وهما المحرك الرئيسى لعمليات الإرهاب والدم فى المنطقة العربية سواء فى ليبيا أو اليمن أو غيرهما، وهناك أموال ضخمة يتم إنفاقها على الجماعات المتطرفة والعنيفة المدعومة من قطر، والدليل على ذلك دفع قطر مليار دولار لجماعات فى العراق، وميليشيات مسلحة فى العراق من أجل الإفراج عن عدد من الأسرة الحاكمة القطرية كما ادعت الدوحة، ومليار دولار هى "فدية ملك" كما يقال ، فالهدف لم يكن تأمين الإفراج عن رعايا أو أعضاء فى الأسرة الحاكمة بقدر دعم مباشر للميليشيات المتطرفة ، وكل من يصل للعناصر المتطرفة فى سيناء هو بمال قطرى ، ودعم تركى ، وبالتالى العلاقة مستمرة ، والهدف واضح جداً هو تدمير الدول العربية، والآن جاء الدور على مجلس التعاون الخليجي.

هل يمكن أن تنجو قطر بفعلتها بسبب تحالفها مع إيران وتركيا ضد دول مجلس التعاون الخليجي؟
نجت حتى الآن بشكل "مؤقت"، واستعانت فى سبيل ذلك بقوات تركية، وقوات من الحرس الثورى الإيراني، بالإضافة للميليشيات التى مولتها ودربتها وأرضعتها من مختلف دول العالم، بالإضافة إلى عناصر من ميليشيا حزب الله اللبناني، ولعل أبسط دليل على رغبة الدوحة فى الاستعانة بحزب الله، أنها سمحت للبنانيين بالدخول بدون تأشيرة إلى قطر، وهو ما يسمح بدخول وخروج عناصر حزب الله اللبنانى بكل سهولة إلى قطر، وهى سابقة تحدث لأول مرة فى مجلس التعاون الخليجي، وعندما نقول إن دخول اللبنانى بدون تأشيرة إلى الدوحة، فإن معنى ذلك أن نصف الضاحية الجنوبية مقر حزب الله اللبنانى يمكن أن يكون فى قطر ، وبالتالى هى نجت مؤقتا وإلى حين، وخلال عام من الآن سوف يتضح الأمر أكثر، وسوف ينكسر رأس الأفعى فى الدوحة.

هل تتعامل الدول الغربية بسياسة "الاحتواء المزدوج" فى الأزمة بين قطر وجيرانها العرب ؟
هذا صحيح، لأن الولايات المتحدة تستخدم هذه النظرية لتحقيق مكاسب خصوصا بها مثل مبيعات السلاح فى المنطقة، الغرب ليس جادا خصوصا الولايات المتحدة فى حل الأزمة بين قطر وجيرانها، فالمعروف أن الولايات المتحدة تدير الأزمات ولا تحلها، الولايات المتحدة تدير أزمات العالم لصالحها، وهى ليست معنية بحل الأزمات على الإطلاق، الولايات المتحدة تستخدم الأزمات والمشاكل بين الدول من أجل تحقيق أقصى فائدة لها على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية، وبالتالى من مصلحتها وفق هذه الرؤية وتلك النظرية أن تستمر هذه الأزمة لكن إلى حين، وأنا أؤكد أنها إلى حين فقط.

هل تعتقد أن نظام الحمدين يمكن أن يتراجع مع سياسة العزلة التى وضع نفسه فيها ، مع تراجع الاقتصاد القطرى فى الآونة الأخيرة؟
لا أعتقد أن نظام الحمدين يمكن أن يتراجع عن سياسة العزلة التى أحاط نفسه بها الآن، فهو مستمر فى نهجه، أى تراجع يعنى سقوطهما بانقلاب داخلي، فالغرب هو الذى جاء بهذا النظام عام 1995 حتى ينفذ مشروع الشرق الأوسط الجديد، فلم تعد إسرائيل تستخدم الأسلحة القديمة مثل الدبابة والطائرة فى تمزيق دول الشرق الأوسط، لكن الغرب استطاع أن يخلق لنا إسرائيل "العربية الخليجية" «منا وفينا» كما يقال بالعامية ، يرتدون الفترة والعقال مثلنا تماما، لكى تقوم قطر بتنفيذ هذا المخطط نيابة عن الولايات المتحدة وإسرائيل، وأى تراجع من جانب نظام الحمدين يعنى ذهاب هذا النظام مع الريح، لأن وجود هذا النظام مرتبط بهذا المشروع التخريبى فى المنطقة.

هل يمكن أن يتراجع الدعم القطرى للجماعات الإرهابية مع تسليط الضوء العالمى على جرائمه الإرهابية ودعمه لجماعات مثل أبو سياف فى الفلبين وصولا لداعش والقاعدة وبوكو حرام وحركة الشباب؟
مستحيل أن تتراجع قطر عن دعم الجماعات الإرهابية فى كل دول العالم، من بوكو حرام لجماعة أبو سياف، للإخوان المسلمين وغيرها من الجماعات التكفيرية والظلامية، لأن أى تراجع من نظام الحمدين عن هذا الأمر، يعنى أن الغرب سوف يأتى بشيوخ آخرين للسلطة فى الدوحة ليقوموا بنفس الدور المرسوم لنظام الحمدين فى الوقت الراهن ، الهدف واضح، نظام الحمدين جاء لتنفيذ مخطط الشرق الأوسط الكبير، قطر هى مخلب، وهى إسرائيل المصغرة فى المنطقة، ويبدو أن إسرائيل وعلى "وساختها"، لا تريد أن تدنس نفسها ويديها بكل هذا الدم والعنف فى المنطقة، فى الوقت الذى أرتضى فيه نظام الحمدين لنفسه أن يقوم بهذا الدور التخريبى التقسيمى للشرق الأوسط.

كيف تنظرون لإستراتيجية الرئيس ترامب للتعامل مع إيران؟
حتى هذه اللحظة تعد إستراتيجية الرئيس ترامب بشأن إيران مشجعة، لكن هناك بعض الأمور التى يمكن أن تفوت حتى على بعض المحليين، لأن الشعوب من الصعب أن تدرك ذلك، إيران على وشك أن ينتهى دورها، الخومينى جاء ليكون فزاعة لدول المنطقة ، وهذا الدور الإيرانى خدم إسرائيل بشكل كبير، وما تنعم به إسرائيل فى الوقت الحالى يرجع فى كثير منه للسلوك الإيرانى فى المنطقة، إذا إيران أنجزت الدور المعد لها تماما، من خلال تصدير الثورة، وأطلقوا يدهم فى 4 دول عربية، ولذلك أنجزت 80 % من دورها، وحققت إيران من خلال عمائم الملالى ما لم تستطع إسرائيل أن تحققه طوال 40 عاما.

هل يمكن أن تقود هذه الإستراتيجية إلى وقف أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار فى الخليج والمنطقة العربية؟
بالتأكيد، لأن الدور الإيرانى استنفد 80 % من دوره، والتاريخ يحدثنا أنه لم تكن أبدا حربا بين الفرس واليهود، ولم يحدثنا أى كتاب أو موروث عن عداء بين اليهود والفرس، وبالتالى كل ما تدعيه إيران عن عدائها لإسرائيل غير حقيقي، بل على العكس فالرئيس الإيرانى "عاير" اليهود بأن الفرس هم من أنقذوهم من السبى البابلى وسبى وعبودية نبوخذ نصر لهم، كأن الرئيس الإيرانى يغازل إسرائيل ويقول لها نحن أصدقاء لكم منذ قديم الأزل.

هل تستطيع إيران إغلاق مضيق هرمز إذا ما خرجت من سوق النفط فى 4 نوفمبر المقبل عندما يتم تطبيق العقوبات الأمريكية بالكامل؟
إيران تهدد منذ 40 عاما بإغلاق مضيق هرمز وبشكل متكرر، لكن هذا التهديد الفارغ من المضمون ليس إلا سوى سلسلة من التهديدات الفارغة، والدليل على ذلك أنها تقدمت بشكوى ضد الولايات المتحدة فى المحكمة الجنائية الدولية، فالبلد الذى يهدد ويكرر تهديده بغلق مضيق هرمز وإطلاق الصواريخ على إسرائيل من هضبة الجولان، وإطلاق حزب الله على شمال إسرائيل، كل ذلك لم يحدث ، فقط تلجأ إيران إلى الشكوى وهى تعلم أنها لن تحقق شيئا من هذه التهديدات، تهديدات فارغة بالإضافة إلى أن القيمة الإستراتيجية للمضيق لم تعد كما كانت من قبل، فالإمارات العربية المتحدة أنشأت خطاً لأنبوب النفط يخرج من إمارة الفجيرة وهى خارج مضيق هرمز، بمعنى أن النفط الإماراتى لن يتضرر حتى لو أغلقت إيران مضيق هرمز، والسعودية لديها خط يقطع أراضى المملكة العربية السعودية من الشرق إلى أقصى الغرب على ساحل البحر الأحمر، وبالتالى يمكن تصدير البترول السعودى عن طريق الموانىء السعودية على البحر الأحمر.

هناك من يقول إن داعش تنتهى من المنطقة ، وهناك من يقول إن داعش ستعود لكن بلافتة جديدة كيف ترى هذا الجدل؟
هذا صحيح، المرجح أن داعش سوف تعود بلافتة جديدة لكن بتطرف ودموية أكبر بكثير من داعش، وسوف يطلقون على التنظيم الجديد تنظيم خراسان، وهذا التنظيم سيكون من الوحشية والقتل ربما يجعلنا نترحم على داعش، ونعتبرها تنظيما لطيفا مقارنة بأفعال خراسان الذى يعد له من الآن، تنظيم خراسان سيكون أشد عنفا ودموية كما كان تنظيم داعش أشد إجراماً من التنظيمات التى سبقته، فى الغرب لن يرسلوا أبناءهم وقواتهم إلى المنطقة، لكن سيجدون فى المنطقة من يقتل ويذبح نيابة عنهم ، وذلك حتى يستكمل الشرق الأوسط الكبير وتتفتت هذه المنطقة إلى شرائح ضعيفة وتساعدهم قطر بالمال، ولعل الفضيحة القطرية تؤكد أن 70 % من حوادث إراقة الدم العربى فى المنطقة لعبت قطر فيها الدور الكامل.

ما رؤيتكم للجهد الإماراتى لمحاربة الإرهاب ونشر الفكر الوسطى فى العالمين العربى والإسلامي؟
الدور الإماراتى فى نشر الفكر الوسطى المعتدل هو جهد ضخم للغاية، والإمارات رائدة فى هذا المجال سواء على المستوى العربى أم على المستوى الإسلامى، وبذلت جهدا جبارا من أجل منع تطرف الإخوان الشياطين "المسلمين" وانتزعت جذورهم من الإمارات والمنطقة الخليجية، باستثناء وجودهم فى قطر وتركيا، لكن لا ننسى أن دور الإمارات دور جبار وأنجز خلال الثلاث سنوات الأخيرة جهدا يعادل جهد 20 عاما كاملة.

السياسة الإماراتية السعودية تقوم على المبادرة وحماية الأمن القومى العربي، فكيف تنظرون لعاصفة الحزم وإعادة الأمل مع قرب اكتمال تحرير كل الأراضى اليمنية من ميليشيا الحوثى؟
عمليتا عاصفة الحزم، وإعادة الأمل فى اليمن أسهمت فى تقليم أظافر إيران فى اليمن وميليشياتها الحوثية، وأسهمتا لحد كبير فى عدم سقوط عاصمة عربية رابعة بعد دمشق وبيروت وبغداد فى قبضة إيران، كما منعت هذه العملية ظهور حزب الله جديدا على حدود المملكة العربية السعودية وفى قلب الجزيرة العربية، ولذلك تم تقديم التضحيات البشرية والمادية من أجل أن تعيش الأجيال المقبلة فى أمان وسلام، والتعاون الإماراتى السعودى هو العمود الفقرى لأمان وسلام منطقة الخليج والجزيرة العربية والمنطقة.

ما رؤيتكم لانتصارات الجيش اليمنى فى الساحل الغربى لليمن وتحرير الحديدة؟
لا شك أن انتصارات الجيش اليمنى، خصوصا فى الساحل الغربى أحبطت معنويات الميليشيا الحوثية ورفعت معنويات الجيش الوطنى اليمنى، وأكدت أن المشروع الإيرانى فى اليمن قارب على نهايته، وما يحدث من انتصارات فى الحديدة، جعل الحوثيين يشعرون إن إيران على أعتاب التخلى عنهم بعد شهر نوفمبر المقبل، عندما تخرج إيران من سوق النفط العالمية عندما يتم تطبيق العقوبات الأمريكية بالكامل التى يتم يكتمل تطبيقها فى 4 نوفمبر المقبل، وكل هذا سيسهم فى تحرير كل بقعة من بقاع اليمن تحت سيطرة الحوثيين.

هل يمكن أن تقود الانتصارات الحالية للجيش اليمنى بدعم التحالف العربى الحوثيين إلى طاولة المفاوضات؟
نعم هذا أسهم بشكل كبير فى تليين مواقف الحوثيين من المفاوضات وكانت مواقفهم السابقة متصلبة للغاية، وأعتقد أن هذه الانتصارات سواء فى الساحل الغربى أو فى البيضاء أو حتى فى صعدة ونهم وغيرهما من المناطق التى يحقق فيها الجيش الوطنى اليمنى انتصارات ضخمة ستجبر الحوثيين على التفكير فى طاولة المفاوضات، وبعد العقوبات الأمريكية على إيران لم يتبق للحوثيين إلا الذهاب للمفاوضات من أجل النجاة بأنفسهم من التخلى الإيرانى المتوقع عنهم.

كيف كانت متابعتكم لتشكيل مجلس التنسيق السعودى الإماراتي، وكيف يمكن البناء على هذه الخطوة خلال الفترة المقبلة؟
تابعنا باهتمام شديد تشكيل مجلس التنسيق السعودى الإماراتي، ثم جاء مجلس التنسيق السعودى الكويتي، وكل هذا يؤدى إلى مزيد من العزل للدول الشيطانية القطرية، وقد تكون مجالس التنسيق الثنائى بديلا عن مجلس التعاون الخليجى الذى اقترب من الانهيار بفعل السلوكيات القطرية المخربه، وقد تكون التحالفات الثنائية أقوى بكثير، ونعم نبارك لمجلس التنسيق الكويتى السعودى والإماراتى السعودى، ولن نفاجأ إذا قامت قطر بتشكيل مجلس التنسيق مع إيران وتركيا كرد فعل على مجالس التنسيق العربية، وهذا سيعجل بانهيار مجلس التعاون الخليجى الذى يعيش على أجهزة التنفس الصناعي، ولا ينتظر سوى الضغط فقط على أزرار إعلان النهاية.

كيف قرأتم الإصلاحات التى قام بها سمو الأمير محمد بن سلمان فى المملكة العربية السعودية؟
إصلاحات الأمير محمد بن سلمان ولى عهد المملكة العربية السعودية، قفزت بالسعودية 20 عاماً للأمام فى عام واحد، بالإضافة إلى أن الغرب والعالم العربى والإسلامى كان يشكو من بطء السعودية فى اتخاذ القرارات، الآن العالم كله لا يستطيع أن يلاحق الخطوات السريعة والمدروسة التى يقوم بها الأمير محمد بن سلمان فى السعودية، السعودية مرت بسياسة حرق المراحل، وهى السياسة التى اعتمدها الزعيم الصينى ماوتسى تونج عندما أراد أن يقفز بالصين قفزات جعلتها الدولة العالمية فى كل شىء، وجعلها قوى عظمى، وبالتالى ما يحدث فى السعودية من إصلاحات ورؤية 2020 و2030 سوف يجعل السعودية وخلال 10 سنوات فقط قوة كبرى إقليمية ودولية ربما تحتل المكانة الرابعة عالميا.

دائما هناك بحث عن تقوية وتعزيز العمل العربى المشترك كيف يمكن تحقيق هذه الهدف فى ظل الأوضاع التى يمر بها العالم العربي؟
العمل العربى يمكن أن يكون بشكل ثنائى بين الدول العربية وجارتها، لأن العمل العربى الجماعى فشل فشلا ذريعا، وبالتالى التحالفات الثنائية أكثر جدوى من التحالفات الجماعية، ومثال على ذلك مجالس التنسيق السعودى الإماراتى، والسعودى الكويتى، ويمكن أن تتم بين مصر وليبيا، أو بين تونس والجزائر، لأن التحالفات الجماعية فشلت خلال الخمسين عاماً الماضية، وما يعيشه العالم العربى من تشرذم وخلافات غير مسبوقة، يؤكد على أهمية التعاون الثنائى والتحالفات الثنائية.

هناك ثلاثة مشروعات إقليمية تتصارع على العالم العربى هى المشروع الفارسى والتركى والإسرائيلى، كيف يكون هناك مشروع عربى يتوازن مع هذه المشاريع الطامعة؟
نعم لدينا ثلاثة مشروعات تتصارع على المنطقة العربية منها المشروع الإسرائيلى الأمريكى، والمشروع التركى القطرى، والإيرانى القطرى أيضاً، ثم أيضا التحالف الإيرانى التركى القطرى، والكل يريد أن يأخذ قطعة من الوطن العربى الجريح، والذى ينزف منذ عام 2011 ، لأن المقبل على العالم العربى صعب للغاية، وخلال الثلاث سنوات المقبلة ستكون هناك مخاطر جسيمة، ستفوق بمراحل المخاطر التى مرت بها الأمة العربية منذ عام 2011.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.