أنفقت على مدينة سنبل الثقافية 42 مليون جنيه وهى حصيلة ما ادخرته من عملى طوال 50 سنة كلما مدحت بلدى وقيادتها.. خرجت حملات التشويه ضدى ممن يكرهون مصر
عاد للوقوف على خشبة المسرح وملاقاة جمهوره بعد سنوات من الغياب تمتد لأكثر من 15 عاما، وتحديدا منذ عرضه مسرحيتى «كارمن» و«لعبة الست»، من خلال مشروعه المسرحى «المسرح للجميع»، حيث عاود السير فيه مجددا بمسرحية «غزل البنات» التى استأنف عرضها فى موسم عيد الفطر، ويستعد حاليا لتقديم عرض جديد وبرغم تجربته مع البرامج من خلال «ما فيش مشكلة خالص»، فإنه أكد بأنه لن يعاود التجربة مرة أخرى، كما تحدث بصراحته المعهودة عما أثير حول مشروعه الثقافى بمدينة «سنبل» من اتهامات، والأسباب التى جعلته يقوم بنشر فيديو لهذه المدينة على صفحته الخاصة، واختار له عنواناً «ردا على كل الكذابين والمزيفين». عن أسباب عودته للمسرح ورفضه العودة للبرامج، ورده على الاتهامات التى طالبته بسبب مشروعه الثقافي، كان ل"الأهرام العربى" هذا الحوار مع الفنان محمد صبحى .
ما سبب ابتعادك عن المسرح طوال السنوات الماضية؟
لقد قمت بتأجيل المسرح نحو خمس مرات بعد الثورة، وكان السبب مرض زوجتى الراحلة، حيث كنت أسافر معها إلى أمريكا ولندن للعلاج، وكثيرا ما كنت أبدأ فى عمل البروفات، فأضطر إلى تأجيلها أو إلغائها بسبب إصابتها بالتعب وضرورة السفر خارج مصر، لكننى فى الفترة الأخيرة قررت أن أترك كل شيء من أجل التفرغ لمشروع "المسرح للجميع "، الذى بدأته بمسرحية " غزل البنات " التى واصلت عرضها بعد العيد، وأيام قليلة وأبدأ فى تقديم مسرحية "خيبتنا ".
إلى أى مدى هناك فرق كبير بين فيلم"غزل البنات" وما تقدمه على المسرح؟
لقد تعاملت معها كما تعاملت مع "لعبة الست" من قبل، وهو تقديمها بشكل يذكرنا بالعصر الذى قدمت فيه وبنفس ملابسه باعتبارها من تراث الريحاني، ولكن بروح جديدة ورؤية مختلفة تمس الناس حاليا، ومنظور يسمح لى بمناقشة قضايا اليوم.
ماذا عن مسرحية " خيبتنا "؟
هذه المسرحية كتبتها سنة 2004، وكنت أتمنى أن أقدمها فى العصر السابق، لأنها كانت ترى كل ما يحدث حاليا وتنبأت به، لدرجة أن مسئولى الرقابة أبدوا دهشتهم الشديدة، وقالوا لى كيف كنت ترى كل ما يحدث حاليا فى المنطقة العربية؟ وبالطبع لم يكن تنجيما بقدر ما هو معرفة بالتاريخ وكيف يسير، وبالتالى كانت قيمتها فى تقديمها فى العصر السابق، لذلك قمت بعمل تعديلات طفيفة فى بعض الجمل حتى تكون ملائمة لعصرنا، وسوف أقدمها فى إطار كوميدى موسيقى.
ألا تفكر فى تكرار تجربة تقديم البرامج كما حدث من قبل مع برنامج "مافيش مشكلة خالص"؟
لن أتجه لتقديم البرامج، لرغبتى فى التفرغ للمسرح، خصوصا أننى قدمت موسمين من برنامج " مافيش مشكلة خالص" أرسلت فيهما كل الرسائل التى رغبت فى أن تصل للناس، علاوة على أن كل ممثل حاليا أصبح يقدم برنامجا ولم يعد هناك سوى الراحلة أمينة رزق التى عليها أن تخرج من قبرها لتقدم برنامجا.
إذن فأنت ضد تقديم الممثل للبرامج؟
ضد أن يقدم برامج حوارية أو لتسلية الناس فقط، ومن يتأمل حال الممثل الآن يراه، إما أنه يقدم برنامجا أو ضيفا فى البرامج الأخرى، بجانب تقديمه للإعلانات، علاوة على مشاركته فى خمسة أو ستة مسلسلات، لذلك أعتذر دائما عن هذه النوعية من البرامج، وعندما قدمتها اخترت " مافيش مشكلة خالص " الذى يقدم رسالة فى إطار كوميدى ويتناول قضايا مختلفة بشكل مسرحي، تحوى السياسة والفن والشعر.
لماذا قمت بنشر فيديو على صفحتك بالفيس بوك ترد فيه على الاهتمامات التى نالتك بشأن مدينة سنبل؟
كان لا بد من فعل ذلك لتوضيح الحقيقة، لأن هناك من ينجرف وراء هذا الكلام وقد يصدقه، برغم أن 90 % من أصدقاء الصفحة هم من كانوا يدافعون عنى، ويقولون إننى لست فى حاجة للتوضيح لأنهم يعرفون أنها كلها شائعات، كما أننى كنت أعتقد بأن هذا المشروع الثقافى ليس مجالا للنقد والتشكيك، وكذلك وجدت أنه من الصعب على نفسى أن يقال إن محمد صبحى " طلع حرامى أرض " لذلك قمت بنشر هذا الفيديو الذى صورت فيه مدينة سنبل على الطبيعة، ونشرت أيضا كل الأوراق الرسمية التى تؤكد صدق ما أقول منذ أن فكرت فى بناء مدينة ثقافية تضم مسرحا كبيراً، الأمر الذى جعل البعض وقتها وتحديدا فى عام 1994 يتهمونى بالجنون لأنه من الصعب أن يأتى أحد ليرى مشروعا ثقافيا أو يشاهد مسرحا فى الصحراء .
عندما أنهيت مسئوليتى تجاه أولادى بتعليمهم وتزويجهم، سألت نفسى ماذا سأفعل بما ادخرته من عملى طوال 50 عاما، خصوصا أننى لا أملك سوى فني، وكان من الممكن أن أضع أموالى فى بنك وأحصل على فائدة لن تقل عن 5 ملايين جنيه سنويا وأنا أضع رجلا على رجل، أو فى إقامة دار أوبرا جديدة فى منطقة المهندسين مثلا، وقتها لم تكن ستكلفنى أكثر من 20 مليونا، كنت سأستعيدها فى سنوات قليلة، أو أقوم بتأجير مسرح وعرض ما أريد عليه، لكننى فضلت أن أشارك الشباب الذين آمنوا بما قدمته لهم فى الدراما.
لماذا اخترت إقامته فى هذا المكان تحديدا؟
بسبب الضجة الكبيرة التى صاحبت مسلسل "سنبل" وكيف أنه حرك الدولة، فأتاحت الفرصة للشباب بتمليك الأراضى الصحراوية واستثمارها، فقلت كيف لا أفعل ما أشجع عليه الشباب وأشاركهم هذا الحلم لمزيد من التحفيز على أرض الواقع وليس فقط من خلال الدراما. وبالفعل تقدمت للدولة وحصلت على 25 فدانا وفقا للقانون، وحصلت على الأرض بالسعر الذى قررته الحكومة وكانت مغامرة كبيرة، فالأرض لم يكن فيها أو بجوارها أى عمار ولا أى مرافق أو خدمات مما كلفنى الكثير، فالكهرباء وحدها على سبيل المثال كلفتنى وقتها نحو 2 مليون جنيه، كل ذلك وبتفاصيل أكثر وضحته فى الفيديو من أجل أن يعرف الشباب الحقيقة لأن هذا من حقه.
كيف تصف هذه الحملة ضدك؟
أصفها بالسخيفة، وهى ليست وليدة هذه الأيام لكنها موجودة منذ أيام ثورة يناير، تبدأ ثم تنتهى لتجدد من وقت لآخر كلما مدحت مصر وقيادتها، بنشر بوستات على صفحات كثيرة بشكل منظم.
من يقف خلفها؟
كل كاره لمصر، فمن يرد أن يسقط أمة يمكنه فعل ذلك بإسقاط المرأة والمعلم وتشويه القدوة، وهذا أصبح متاحا بسبب وجود الفيس بوك، هذا السلاح الغربى الخطير الذى يأخذون منه فى الخارج أعظم ما فيه، بينما أغلبنا يستخدمه فقط فى قلة الأدب والسباب. إذن المشكلة الحقيقية فى طريقة تعاملنا مع ما ينتجه الغرب؟ عدوك من حقه أن يستخدم أى سلاح ضدك، لكن عبقريتك أن تأخد منه ما يفيدك.
هل ستأخذ إجراء ضد أى أحد يهاجمك؟
هذه الصفحات سوف يتم غلقها لأنها تدعو إلى الجريمة ولا أقصد فقط التى تهاجمنى وحدي، فقبل أسبوعين كانت هناك صفحات تهاجم ساويرس وأبو العينين وغيرهما، وبالتالى فهى حملة منظمة .
ما حقيقة المتحف الذى قيل إنه يحوى أغلى المقتنيات؟
ليته كذلك، فقد كنت أحلم بأن يكون متحفا للفن منذ عهد محمد على باشا حتى الآن، ويحوى كل شيء عن الفنانين من أجل تخليدهم مثل أول ميكروفون إذاعة وأول أفيش وهكذا، لذلك بنيته على 700 متر، لكننى اكتشفت أنه يحتاج وقتها إلى نحو 30 مليونا، وهو مبلغ لا أملكه، فقد أنفقت كل ما معى على البلاتوهات والمسرح، ومسجد ودار للمسنين تضم 14 غرفة لم تفتح بعد.
بدأت بالمسرح فى المدينة، فهل هناك مشاريع فنية أخرى مقبلة؟
حاليا أفكر فى عمل أكاديمية فنون كبيرة على أعلى مستوى فى مصر، من الرسومات والقاعات والفروع والنحت والفنون التشكيلية والباليه والغناء والتمثيل، تتضمن مدارس فنية أجنبية بمختلف الاتجاهات" إيطالية وأمريكية وفرنسية وألمانية " من خلال استقدام محاضرين لتعليم الفنانين لدينا بشكل علمى حقيقي، فمثل هذا المشروع سيكون نقلة عالمية فى تاريخ الفن المصرى والعربى .