حوار - علاء عادل: علاقتى بلينين الرملى ليست بزواج كاثوليكى.. ولكل منا توجهاته وأعماله رفضت الوزارة 4 مرات.. ولا أريد النزول لدرجة وزير خسرت قضيتى مع شباب مسرح مصر.. ولن أطلب من شخص قليل الأدب أن يصبح «متربى» «الريحانى» أفضل ممثل كوميدى فى تاريخ مصر يعد الفنان محمد صبحى أحد أعمدة المسرح المصرى، فقدم خلال مشواره العديد من الأعمال المسرحية التى علقت فى ذهن المشاهد المصرى والعربى، ليصبح مدرسة خاصة بالكوميديا، والالتزام، فتربى على يده أجيال من المشاهدين والفنانين، الذين تعلموا منه احترام المسرح والفن. يرى أن المشاهد الحقيقى يبحث عن الريادة، ويذهب إلى العمل الجيد مهما كلفه الأمر، والعمل المترهل يذهب له الجمهور الذى يشبهه، وأن الفنان درجة كبيرة لا يمكن أن يتركها وينزل إلى درجة وزير أو غيره. التقت «الوفد» الفنان محمد صبحى وتحدثت معه عن تكريمه الأخير فى مهرجان المسرح الشبابى، والشارقة، وتجاهل الحكومة المصرية له، وأزمته مع مسرح مصر، وكيف خسر قضيته معهم، ولماذا تنازل عن أجره، وغيرها من الأمور التى تحدث عنها خلال هذا اللقاء.. حدثنا عن تكريمك فى مهرجان مسرح للشباب؟ - مثل ما قلت فى المؤتمر الصحفى أنا شرفت بالتكريم فى الدورة الثالثة من مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى، برغم من أنى ضد تسميات وتصنيف المسرح، إلا أننى سعيد أن مهرجان للشباب أطلق اسم شاب مثلهم على تلك الدورة. كيف يرضى الفنان الفئات العمرية المختلفة من جمهوره؟ - دائماً يهمنى التواصل بين الأجيال، فأنا أقدم 48 ندوة فى العام، بمعدل ندوة كل أسبوع من القاهرة لأسوان، تم تقليلها بعد 25 يناير، ولكنى أحافظ على الاستمرار فى ذلك، لأننا نحن من نضع الحواجز والتمييز، فننادى بالمساواة بين الرجل والمرأة ونجد هناك مسرحاً يسمى بالنسوى، فى السعودية يقدمون مسرحاً ولكن رجال فقط، ربما بدأ هذا فى التغيير الآن، ولكن ما أقوله دائماً إن المسرح حياة كاملة بها الشباب والكبار والمرأة والطفل. بعد تكريمك من الشباب.. لماذا لا يكرم محمد صبحى فى مهرجانات الكبار؟ - كرمت كثيراً فى جميع المهرجانات التى تمت إقامتها فى مصر، وحتى خلال ال30 عاماً لحكم مبارك، حصلت على جوائز عديدة فى التمثيل والإخراج، ومن المؤسسات والجمهور، ولكن المشكلة فى أن تكرمك الدولة، وهذا ما لم يحدث، وأذكر المقولة التى قالها توفيق الحكيم «الأمة الحية» التى يحيا فيها أحياؤها، والأمة الميتة التى يموت فيها أحياؤها»، فتنتظر الدولة حتى يموت المبدع ثم يفكرون فى تكريمه، ويتسلم أبناؤه التكريم، فهذا حالة من «العتة» فلا توجد لدينا مقاييس حقيقية للتكريم. ما التكريم الأقرب إلى قلبك؟ - أكثر تكريم سعدت به كان الشارقة لأن به لجنة مكونة من 28 شخصية، ومكتوب حيثيات فى 10 صفحات عن أسباب منح هذا الفنان هذا التكريم، لأنه يتم اختيار شخص واحد فقط فى الوطن العربى، فى الوقت الذى نمنح فيه التكريمات والجوائز للأحباء والمقربين، والمرضى. برغم من عدم تكريمك من الدولة، إلا أن الدولة عرضت عليك وزارة الثقافة أكثر من مرة؟ - عرض الوزارة علىّ ليس بمكافأة بل تقليل منى، فقد كلفت بها أربع مرات ورفضت لأنى لا أريد النزول 3 درجات من فنان لوزير. ما رأيك فى حال المسرح تلك الفترة؟ - الأمر يتلخص فى أنه «كل ما نبنى طوبة يأتى غيرك ويهدها». هل تقصد بذلك مسرح مصر؟ - كنت من المتحمسين لمسرح مصر فى البداية، لأنه قدم فى وقت سيطرت فيه قوى الظلام، وأغلبنا كان يجلس فى منزله، وينتظر الفرج، فى الوقت الذى كان فيه هؤلاء الشباب قدموا عروضاً مسرحية، ولكن بعد ذلك تحول الأمر إلى إسفاف وإيحاءات جنسية. سبق أن صرحت بأن ما يقدم ليس بمسرح؟ - هذا حقيقى، لأنى أحب أن يأخذ كل مسمى حقه، لا يوجد مسرح يقدم فى يومين، ولكنها عبارة عن اسكتشات مسرحية، وهذا ما أنا قلته، وحدثنى أشرف عبدالباقى وأكد على حديثى، وبالرغم من شجاعة الفنان أشرف عبدالباقى فى تشجيع هؤلاء الشباب وخوض هذه التجربة معهم، إلا أن الأمور خرجت عن سيطرته فى منع صنعهم «الإفيهات» اللاأخلاقية. هل هذا يدل على أنك ضد الفكرة؟ - بالطبع لا، ولكننى ضد ما يقدمونه من إسفاف، فأنا خسرت قضيتى معهم، ولن أتحدث معهم مرة أخرى فيما يقدمون، لأننى أطلب من واحد «قليل الأدب» يبقى متربى بس فشلت. ماذا عن تكريمك مع أحد هؤلاء النجوم مصطفى خاطر؟ - سعدت بتكريمه كثيراً من قبل المهرجان، وعندما سلمته درع المهرجان تحدثت له خلسة وقلت له «أنا فرحان إنى شوفتك هنا لأنك مختلف ومتربى»، وهو بالفعل يختلف تماماً عن زملائه الآخرين. لكن ذلك جعل عدداً من رواد مواقع التواصل الاجتماعى يطلقون عليك لقب «وزير الأخلاق»؟ - سمعت بالفعل عن هذا اللقب، ولكن من أطلقه من المؤكد ليس لديه أخلاق، لأنه إن كان يملكها ما كان ليتعجب ويطلق علىّ هذا اللقب، والحقيقة أن هؤلاء يرفضون قانون الأخلاق، لكننا لم نولد بهذه الأخلاق بل تعلمنا وتربينا على الاحترام والتقدير. لماذا اخترت «غزل البنات» لتعود بها إلى المسرح؟ - «غزل البنات» و«خيبتنا»، و«هنوريك نجوم الضهر» كان من المفترض أن تكون الجزء الثانى من مهرجان المسرح للجميع فى 2011 ولكن قامت الثورة، وعندما استقرت الأمور بدأت فى عرضها، بعد فترة سوف أقدم «خيبتنا» وأعرض 3 أيام من «غزل البنات» و3 أخرى ل«خيبتنا»، وبعد ذلك أضيف عليها «هنوريك نجوم الظهر». ما الذى يجذبك فى أعمال الريحانى تحديداً؟ - نجيب الريحانى أراه أهم ممثل كوميدى فى مصر، ومن لديه 70 عاماً لم ير مسرح الريحانى، لذلك أحرص على تقديم عمل له. ماذا عن نوعية الجمهور الذى يحضر؟ - جمهور «غزل البنات» يأتون من المنياوأسيوط، ومحافظات عديدة، بل يأتون من كل مكان فى مصر ولم أقم بدعاية. ما السر وراء هذا النجاح؟ - أجمل ما فى المسرح رغبة الارتياد، والتميز، فمن يريد مسرح مترهل «اللى زيه» هيروحله، ومن يريد مسرحاً جيداً سيذهب إليه، فنحن نحترم المشاهد. كيف استطعت معرفة رأى المشاهد فى العرض؟ - صورت فوق ال60 ساعة الكاميرا موجودة فى الصالة يقف أمامها الجمهور ويتحدث عن العرض وعنى والممثلين ويترك لنا رسائل، من كافة الفئات العمرية ومن كل مكان، وكان من ضمنهم سيدة قعيدة من أسيوط قالت لى إن المكان لو كان أبعد من ذلك 10 مرات كانت سوف تأتى، برغم من أنها عادت إلى بلدها فى نفس اليوم، ويوجد شباب 16 عاماً كانوا أول مرة يدخلون مسرحاً. لماذا ابتعدت عن العمل مع لينين الرملى؟ - هذا سؤال لا يجوز سؤاله، فيجب أن تقول ماذا قدمنا مع بعض، ونحن قدمنا أعمالاً عظيمة مع بعض، وليس شرطاً أن يكون تعاملنا كالزواج الكاثوليكى لا يوجد بها انفصال، فلكل منا توجهاته، وقدمنا معاً أعمالاً عظيمة تعيش مع الجمهور حتى الآن. ماذا عن تجربتك فى تقديم برنامج «مفيش مشكلة خالص»؟ - عرض على الكثير من الأعمال الفنية، سواء لبرامج أو إعلانات، ولم أكن أبالى بالأمر، ولكن عندما عرضت على فكرة البرنامج ترددت قليلًا لأننى لست إعلامياً أو محاوراً، لذلك اشترطت عليهم أن «أمسرح البرنامج» أى أن يأخذ الشكل المسرحى، وهو ما حفزنى على تقديم جزءين منه حتى الآن. كيف تمكنت من تحقيق مصطلح «مسرحة البرنامج»؟ -عن طريق وضع خطة البرنامج، والتى تنقسم إلى تقديم العديد من الفقرات، حيث كان أولها فكرة «ستاند أب كوميدى»، وثانياً فكرة مشهد مسرحى، وثالثاً فقرة توزيع كتاب على المشاهدين داخل الاستوديو، أو إلقاء الشعر. بالرغم من نجاح البرنامج.. لماذا توقف بعد موسمين؟ - سبب توقف الموسم الجديد من البرنامج، هو وفاة زوجتى وانشغالى بتقديم مسرحية «غزل البنات»، لذلك كان من الصعب أن أقوم بتقديم المسرحية مع البرنامج فى نفس الوقت. كيف ترى حال المسرح العربى اليوم؟ - من المؤكد أن المسرح فى حالة من الازدهار، ولكنه يحتاج إلى حراك أكثر من ذلك فى جميع الدول العربية، سواء التى تأثرت بثورات الربيع العربى، أو تلك التى لم تتأثر، فالمناخ الثقافى هو الحراك الأساسى فى إنتاج مسرح فنى نظيف، ونحن نحتاج إلى إقامة مسارح ومهرجانات ليس فقط فى المدينة، بل أيضاً فى المناطق التى تحتاج إلى دعمنا، فعندما علمت بوجود المهرجان فى شرم الشيخ، أسعدنى ذلك ولكننى أتمنى وجود مهرجانات فى جميع أنحاء الجمهورية. ما تعليقك على أجور الفنانين التى وصلت إلى الملايين؟ - أشعر بالحزن عليهم فيما يتنافسون عليه من إيرادات وأجور، فالفنان قيمته بما يقدمه وليس بما يأخذه، حتى إن البعض لا يتساءل عن ماذا يقدم ولكنه يتساءل عن كم ستدفع وكيف سأكون الأول بين زملائى، لدرجة أن التقييم أصبح اليوم عن كم الملايين التى يحصدها الفنان، فأتعجب من الفنان الذى يكون أجره 40 مليوناً وتكلفة المسلسل بطاقم العمل 40 مليوناً أيضاً. هل يمكن أن ترفض هذه الملايين إذا عرضت عليك؟ - فى 2008 كان أجرى 6 ملايين فى المسلسل مثل الفخرانى ونور الشريف، ولكنى قررت التنازل عن 50% من هذا الأجر من أجل العمل، وبعد ذاك تنازلت عن جزء أكبر لرغبتى فى خروج العمل بشكل محدد والميزانية كانت محدودة. لكن العملية فى السوق أصبحت عرضاً وطلباً؟ - عندما كنت طالباً فى المعهد وصل أجرى إلى 12 جنيهاً، وعندما وصلت للصفوف الأولى كان أجرى 40 جنيهاً، وكنت أخجل وأنا أتسلمه عندما علمت أن محمود المليجى يتقاضى نفس الأجر، أما الآن أصبح الممثل ليس خريج المعهد ولا عضو نقابة وأجره بالملايين، ويطلب زيادة.