بعد تأجيلها في اللحظات الأخيرة، ناسا تعلن موعد إطلاق أول رحلة مأهولة ل"ستارلاينر"    درجات الحرارة اليوم الأربعاء 08 - 05 - 2024 فى مصر    بفضيحة إزازة البيرة، علاء مبارك يوجه ضربة قاضية لمؤسسي مركز تكوين الفكر العربي    مواعيد مباريات اليوم الأربعاء 8 مايو 2024 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    6 مقالب .. ملخص تصريحات ياسمين عبدالعزيز في الجزء الثاني من حلقة إسعاد يونس    حسن الرداد: مبعرفش اتخانق مع إيمي.. ردودها كوميدية    المدرج نضف|«ميدو» عن عودة الجماهير: مكسب الأهلي والزمالك سيصل ل4 ملايين جنيه    بكام الفراخ البيضاء؟ أسعار الدواجن والبيض في الشرقية الأربعاء 8 مايو 2024    اليوم.. دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ذي القعدة    بعد احتلال معبر رفح الفلسطيني.. هل توافق أمريكا مبدئيًا على عملية رفح؟    الخارجية: توقيت تصعيد الجانب الإسرائيلي الأحداث في رفح الفلسطينية خطير للغاية    أخبار السيارات| أرخص موديل زيرو في مصر.. أول عربية من البلاستيك.. وأشياء احذر تركها في السيارة بالصيف    مقالب بطفاية الحريق.. ياسمين عبدالعزيز تكشف موقف لها مع أحمد السقا في كواليس مسرحة «كده اوكيه» (فيديو)    سحب لقاح أسترازينيكا المضاد لكوفيد- 19 من جميع أنحاء العالم    عزت إبراهيم: تصفية الوجود الفلسطيني في الأراضي المحتلة عملية مخطط لها    وفاة شقيقين مصريين في حريق شقة بأبو حليفة الكويتية    عيار 21 يسجل أعلى سعر.. أسعار الذهب والسبائك اليوم بالصاغة بعد الارتفاع الأخير    القاهرة الإخبارية: تعرض رجل أعمال كندي يقيم بالبلاد لحادث إطلاق نار في الإسكندرية    عاجل.. أول رد من صالح جمعة على إيقافه 6 أشهر    مكاسب الأهلي من الفوز على الاتحاد السكندري في الدوري المصري    توقعات الأبراج حظك اليوم الأربعاء 8 مايو.. «هدايا للثور والحب في طريق السرطان»    محمد رمضان: فرق كبير بين الفنان والنجم.. واحد صادق والتاني مادي    مفيد شهاب: ما قامت به إسرائيل يخالف اتفاقية السلام وتهديد غير مباشر باستخدام القوة    «إنت مبقتش حاجة كبيرة».. رسالة نارية من مجدي طلبة ل محمد عبد المنعم    واشنطن: القوات المسلحة المصرية محترفة ومسئولة ونثق في تعاملها مع الموقف    بالمفتاح المصطنع.. محاكمة تشكيل عصابي تخصص في سرقة السيارات    نشرة التوك شو| تغيير نظام قطع الكهرباء.. وتفاصيل قانون التصالح على مخالفات البناء الجديد    ياسمين عبد العزيز: محنة المرض التي تعرضت لها جعلتني أتقرب لله    ندوة "تحديات سوق العمل" تكشف عن انخفاض معدل البطالة منذ عام 2017    ماذا يحدث لجسمك عند تناول الجمبرى؟.. فوائد مذهلة    5 فئات محظورة من تناول البامية رغم فوائدها.. هل انت منهم؟    «العمل»: تمكين المرأة أهم خطط الوزارة في «الجمهورية الجديدة»    مغامرة مجنونة.. ضياء رشوان: إسرائيل لن تكون حمقاء لإضاعة 46 سنة سلام مع مصر    رئيس البورصة السابق: الاستثمار الأجنبي المباشر يتعلق بتنفيذ مشروعات في مصر    الداخلية تصدر بيانا بشأن مقتل أجنبي في الإسكندرية    قبل مواجهة الزمالك.. نهضة بركان يهزم التطواني بثلاثية في الدوري المغربي    متحدث الزمالك: هناك مفاجآت كارثية في ملف بوطيب.. ولا يمكننا الصمت على الأخطاء التحكيمية المتكررة    تحت أي مسمى.. «أوقاف الإسكندرية» تحذر من الدعوة لجمع تبرعات على منابر المساجد    عاجل - "بين استقرار وتراجع" تحديث أسعار الدواجن.. بكم الفراخ والبيض اليوم؟    فوز توجيه الصحافة بقنا بالمركز الرابع جمهورياً في "معرض صحف التربية الخاصة"    رئيس إنبي: نحن الأحق بالمشاركة في الكونفدرالية من المصري البورسعيدي    «خيمة رفيدة».. أول مستشفى ميداني في الإسلام    رئيس جامعة الإسكندرية يشهد الندوة التثقيفية عن الأمن القومي    موقع «نيوز لوك» يسلط الضوء على دور إبراهيم العرجاني وأبناء سيناء في دحر الإرهاب    كيف صنعت إسرائيل أسطورتها بعد تحطيمها في حرب 73؟.. عزت إبراهيم يوضح    بعد تصريح ياسمين عبد العزيز عن أكياس الرحم.. تعرف على أسبابها وأعراضها    أختار أمي ولا زوجي؟.. أسامة الحديدي: المقارنات تفسد العلاقات    ما هي كفارة اليمين الغموس؟.. دار الإفتاء تكشف    دعاء في جوف الليل: اللهم امنحني من سَعة القلب وإشراق الروح وقوة النفس    صدمه قطار.. إصابة شخص ونقله للمستشفى بالدقهلية    وفد قومي حقوق الإنسان يشارك في الاجتماع السنوي المؤسسات الوطنية بالأمم المتحدة    انتداب المعمل الجنائي لمعاينة حريق شقة سكنية بالعمرانية    اليوم.. دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ذي القعدة لعام 1445 هجرية    طريقة عمل تشيز كيك البنجر والشوكولاتة في البيت.. خلي أولادك يفرحوا    الابتزاز الإلكتروني.. جريمة منفرة مجتمعيًا وعقوبتها المؤبد .. بعد تهديد دكتورة جامعية لزميلتها بصورة خاصة.. مطالبات بتغليظ العقوبة    إجازة عيد الأضحى| رسائل تهنئة بمناسبة عيد الأضحى المبارك 2024    القيادة المركزية الأمريكية والمارينز ينضمان إلى قوات خليجية في المناورات العسكرية البحرية "الغضب العارم 24"    ضمن مشروعات حياة كريمة.. محافظ قنا يفتتح وحدتى طب الاسرة بالقبيبة والكوم الأحمر بفرشوط    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد صبحى : لولا السيسى لضاعت مصر.. وأزمتنا فى التعليم والثقافة والإعلام ..السياسة بلا شرف.. والبعض يعاملنى على أننى وزير خارجية مصر.. ولم أقابل بشار ولو قابلته لأعلنت ودافعت
نشر في اليوم السابع يوم 05 - 09 - 2017

حوار - جمال عبدالناصر - شاهندة عبدالوهاب - تصوير - عمرو مصطفى
* الثقافة هى بناء الإنسان وليست افتتاح مسارح ومهرجانات وقاعات سينما
* لايوجد ما يسمى بالمسرح السياسى ولكن لا فن دون سياسة
* لست مع أى نظام لكننى فنان متعاطف مع الشعوب جميعاً وأذهب إليها
* مرض زوجتى كان سبب تأجيل مشروع المسرح للجميع لكنه الآن حلم لابد من تحقيقه لها
* لن نستطيع أن نصنع فناً منفصلاً عن واقعنا فالفن عبقرية اختيار وشجاعة استبعاد
* أقدم أربع مسرحيات والبداية ب«غزل البنات» وأقدم فيها وجهاً جديداً اسمها ندى ماهر

الحوار مع نجم كبير بحجم الفنان محمد صبحى متعة لا تضاهيها متعة، فهو نجم مثقف ثقافة موسوعية، وفيلسوف وقائد وأستاذ ومعلم ومهذب، وكثير من الصفات التى لا تنتهى فى شخصيته القوية، وكان الحوار معه عميقًا وبسيطًا فى الوقت نفسه، قد تكون البساطة فى إجاباته والعمق فيما وراء الإجابات وما بين الأسطر.
محمد صبحى يستعد لعودة مشروعه وحلمه «المسرح للجميع»، الذى ظل لمدة 6 سنوات يسعى لتقديمه، لكن مرض زوجته كان عائقًا يمنعه، لكن الإصرار هذه المرة كبير ليحقق أمنية وحلم زوجته الراحلة الفنانة نيفين رامز.. صبحى خلال الحوار أيضًا يكشف عن رأيه فى وزارة الثقافة، والسبب الرئيسى لرفضه المتكرر تولى منصب وزير الثقافة، وغيرها من الأسئلة والاستفسارات عن الإرهاب ومبارك والسادات وعبدالناصر والسيسى وسوريا وبشار..
لماذا اخترت مدينة سنبل للثقافة والفنون لتكون مكانًا لعودة مشروع «المسرح للجميع»؟
- قبل أن أحصل على هذه الأرض وأخصصها لتكون مدينة للثقافة والفنون، كنت أنتوى الحصول على قطعة أرض أخرى فى المهندسين بميدان سفنكس، ولكنى وجدت شبابًا قد حصل على أرض بجوارى وزرعوها وبنوها بأسماء قرى طه حسين، وعلى مبارك، والعقاد عام 1994، وطلبوا منى زيارتهم، وقالوا لى: «صدقناك فى مسلسل سنبل»، وتقدمنا لوزارة الزراعة وحصلنا على الأرض، وأصبحنا نصدر منتجاتنا لإسبانيا، وهذا الفعل أخجلنى و«اتكسفت» وقلت لنفسى «كيف أكون قدوة لهؤلاء الشباب»، وفى الوقت نفسه أتوجه لوسط العاصمة، فقررت أن أبنى مسرحى بجوارهم، وذهبت لوزارة الزراعة، وتقدمت مثلهم، وطلبت أرضًا لتكون مدينة للثقافة والفنون، وخصصت لى أرض، وأول ما بنيت فى تلك المدينة بنيت مسجدًا ومتحفًا، وبعدها دورًا للمسنين من الفنانين الذين انعزلوا عن الفن، لكى يستطيعوا العيش فى وسط فنى، وكل هذه المشاريع كانت حلمًا ولم تستثمر حتى الآن، ولا يعمل فى المدينة حاليًا غير المسرح، لأننى ليس لى هدف استثمارى، ولكى يتحول مشروعى من حلم لحقيقة فهو يحتاج مال قارون، وصبر أيوب، وعمر نوح، ولكن حاليًا هذا المكان يتقدم له شباب من جميع المحافظات لكى يتعلموا جميع الفنون، وقد تقدم بالفعل 2000 شخص يتم اختيار 40 شخصًا يتعلمون مجانًا لمدة 8 أشهر، والمتميز منهم ينضم إلى فرقتى، وفى هذا المكان نقوم بعمل ندوات للجامعات والمدارس، ومن المفترض أن يكون هذا المكان منارة ثقافية لجميع الشباب كى يمارسوا الباليه والتمثيل والعزف، وكل الفنون .
هل أنت حريص حاليًا على خروج جيل من الفنانين من خلالك، مثلما فعلت فى مسرحية «بالعربى الفصيح»، التى قدمتها بوجوه جديدة وقتها، وصاروا نجومًا حاليًا، مثل منى زكى ومصطفى شعبان؟
- قبل هذه المسرحية كنت حريصًا على ذلك، فقد أنشأت فرقة «استديو 80» فى السبعينيات مع الكاتب لينين الرملى، وقدمنا الكثير من الأعمال، منها «الهمجى» و«تخاريف» و«أنت حر» و«وجهة نظر» و«بالعربى الفصيح»، وخرّجت أجيالًا كثيرة كما ذكرت، منهم منى زكى وفتحى عبدالوهاب ومصطفى شعبان وغيرهم، وجميعهم نجوم على الساحة، وكان ذلك دون أى مقابل، بالرغم من أنه حاليًا فُتحت بوتيكات كثيرة لتعليم التمثيل، ولا يهمهم أن يكون هؤلاء الشباب مواهب أم غير مواهب، ما يهمهم المكسب المادى، فأصبحت تجارة بوتيكات.
هل عودة الجمهور للمسرح من خلال نماذج، مثل تجربة أشرف عبدالباقى فى مسرح مصر، وتجارب أخرى شجعتك على العودة سريعًا للمسرح؟
- أنا كنت خلال 6 سنوات أجرى بروفات، وأقترب من موعد افتتاح المشروع، لكننى تراجعت بسبب مرض زوجتى بالسرطان، فقد كنت ملازمًا لها، ولكن كان من أمنياتها تقديم مشروع «المسرح للجميع» مرة أخرى، ولذلك حاليًا يلزم تحقيق أمنياتها، ولذلك فالعودة وحلم تنفيذ المشروع كان قبل ما ذكرته.
وما تفاصيل المشروع وملامحه وأهم المسرحيات التى ستقدمها فيه؟
- سأقدم 4 مسرحيات، منها «غزل البنات» و«خيبتنا» التى كتبتها عام 2004، وكنت أريد تقديمها عام 2011، ولكن الثورة جاءت فأجلت المشروع، وحاليًا قمت ببعض التعديلات عليها، ولكنها مازالت مناسبة للتقديم فى وقتنا هذا، وأنا كنت قد أخذت فكرتها من كتاب فرانسيس فوكوياما «نهاية التاريخ والإنسان الأخير»، ومن قراءاتى أيضًا لبرنارد لويس صاحب أول مخطط مكتوب لتقسيم المنطقة العربية وتفتيتها، وقرأت أيضًا لبريجينسكى، وهو مفكر استراتيجى ومستشار للأمن القومى لدى الرئيس الأمريكى جيمى كارتر، وكان لدى استشعار، ووقت الثورة قلت إن المسرحية غير مناسبة، ولكن بعد مرور 6 أشهر قلت «لا دى مناسبة جدًا، وديه مش خيبتنا، لا دى خيبتنا ونص، لأنه لم يتغير شىء»، والمسرحية عن الجينات والاستنساخ.
وما المسرحيتان الأخرتان؟
- مسرحية «سمع هس» من تراث الستينيات لسعد الدين وهبة، وبالترتيب سوف أبدأ ب«غزل البنات»، ثم «خيبتنا»، ثم «سمع هس»، وهناك مسرحية رابعة تقدمها الوجوه الجديدة، وأظهر فيها فقط كضيف شرف، اسمها «هنوريكو نجوم الظهر».
هل كنت راضيًا عن البرنامج الذى قدمته «مفيش مشكلة خالص»؟
- أنا لست مذيعًا ولا محاورًا، ويجب ألا أكون، أنا فنان، وما قدمته هو مسرحة البرنامج، ولن أقدم جزءًا جديدًا منه، لكننى اكتفيت بما قدمت.

هل ستقدم عروضك المسرحية بالوجوه الجديدة فقط؟
- سأقدم المشروع بفرقتى، ومنهم عبدالله مشرف، وهناء الشوربجى، وريم أحمد، وسماح السعيد، وعبدالرحيم حسن، ومحمد ريحان، وعبير فاروق.
وهل غادة رجب ستشاركك بطولة مسرحية «غزل البنات»؟
- غادة اعتذرت لأنها مشغولة، وظروفها لا تسمح بالمشاركة، لكننى اخترت وجهًا جديدًا، هى الفنانة ندى ماهر، وستكون مفاجأة للجمهور.
فى السنغال كان الفنان يوسى ندور وزيرًا للثقافة والسياحة، وفى الهند تولى النجم العالمى أميتاب باتشان وزارة الثقافة، وفى تونس وزير الثقافة لديهم فنان وموسيقى وعازف للعود.. لماذا يرفض محمد صبحى دائمًا منصب وزير الثقافة؟
- أنا رفضت منصب وزير الثقافة أربع مرات، مرة فى وزارة الجنزورى، وأخرى فى وزارة هشام قنديل، ورفضتها مرتين فى وزارة إبراهيم محلب، وكان مندهشًا لرفضى، فهو صديق شخصى قبل أن يكون وزيرًا، لكننى لا أعشق المناصب، وما أستطيع فعله وأنا فى منصب الوزير أستطيع تحقيقه بعيدًا عن المنصب، وأكافح بعيدًا عن المنصب، لأننى فنان وأريد أن أعيش فنانًا، لأننى لو قبلت منصب الوزير فقد هبطت درجة، فالفنان أكثر سموًا وصدقًا من منصب الوزير.
وما رأيك فى وزارة الثقافة؟
- هى من أكثر الوزارات إشكالية، ولا توجد لدى الوزير صلاحية بقوانين، ولا توجد لديه ميزانية تؤكد أن الدولة مؤمنة بالثقافة، لأن الثقافة هى بناء الإنسان، وهى ليست افتتاح مسارح ومهرجانات وقاعات سينما، لكنها فى الأساس بناء الإنسان، ولا توجد خطة فى وزارة الثقافة مستقبلية لبناء الأجيال المقبلة، وبالمناسبة الركيزة الأساسية فى الإبداع هى الدهشة، فإذا لم تتحقق فلا إبداع.
الفنان والسياسة.. هل ترى أن الفنان تكون له علاقة بالسياسة ويشارك أم يبتعد عنها ويكتفى بفنه؟
- رأيى الخاص أن السياسة بلا شرف، وأنا لست وزير خارجية مصر برغم أن بعض الناس تعاملنى على هذا الأساس، وأنا بالمناسبة منذ 20 سنة قلت لا يوجد فى المسرح نوع نقول عنه إنه مسرح سياسى، هذا التصنيف خاطئ، ولكن لا يوجد فن بدون سياسة، فلو ناقشت مشكلة «الحماة» تستطيع أن تتصور العلاقة، وتحولها لموقف سياسى، ولن تستطيع أن تصنع فنًا منفصلًا عن واقعنا، فالفن عبقرية اختيار وشجاعة استبعاد، وأنا مهموم بقضايا وطنى جدًا، فالفنان فى رأيى لا يجوز أن تخلو مكتبته من علم نفس وتاريخ، ولكن أنا لا أرضى أن أقوم بعمل سياسى فهو ليس موهبتى، ولكن أن يكون لى رأى فى أحداث آنية أو أحداث سابقة، وتستشرف المستقبل، وتقول فيها رأيك يجوز، وتستطيع أن تغير رأيك من 10 سنوات إلى 20 سنة، وتكتشف وتعترف أنك كنت مخطئًا، وهذا حدث معى.
هل تؤمن بأن لكل رئيس سلبياته وإيجابياته؟
- لا الرئيس عبدالناصر ولا السادات ولا مبارك تستطيع أن تحكم عليهم وتقول إن عصرهم كان دمارًا وخرابًا، فكلنا كنا نمتدح مبارك حتى عام 1997، وأنا كنت من الناس التى تمتدحه، ولو أتيت لى بفيديوهات ستجدنى أمتدحه، ولكن بعد مشروع التوريث تغير رأيى تمامًا، ولكن هناك «ناس تافهة» وسوداء، ويصطادون فى الماء العكر، وكانوا يريدون أن تكون مصر مثل سوريا وليبيا، وهؤلاء كانوا يأتون لى بصور مع مبارك وأنا أزور توشكى، وأخرى مع هشام قنديل الذى كان رئيس الوزراء فى عهد الإخوان، والذى قابلته فقط لأننى كنت أعمل فى مشروع العشوائيات، وعملى يحتم علىّ مقابلته لتذليل أشياء، فهل مقابلتى له تعنى أننى مشجع للإخوان، ثم تجد هؤلاء السوداويين يأتون لى بفيديو كنت أقول فيه إننا احترمنا الصندوق، ولو محمد مرسى فاز فحلال عليه، وأنا بالمناسبة لم أعطه صوتى، ولكن نحترم الصندوق لحماية مصر، وأتمنى أن يكون لكل المصريين، وعندما خرج مرسى وشكر كل فئات الشعب ولم يذكر الفنانين خرجت وانتقدت، فخرج هو بعدها وصحح الأمر، وقال أنا كنت نسيت الفنانين، وأنا أعتذر وأحييهم، وهذه شجاعة من هذا الرجل وأحترمه عليها، ولكن السخافة من بعض الناس اختزال الأشياء، وعدم النظر للتواريخ، فأنا قلت إننى أحب حسنى مبارك وأحترمه، وبعدها أنا ضد التوريث لكن السوداوى الذى يريد تشويهى يقتطع الجزء الأخير وما بعده، ولكننى لا أنظر للنقاط السوداء.
وكيف ترى الرئيس عبدالفتاح السيسى؟
- الرئيس السيسى جاء فى موعده مع القدر، لأنه إذا لم يكن قد قام بمهامه لكانت مصر قد ضاعت، وهذه جملة صياغتها محددة، وقلتها فى سياق وأيضًا أرى أن الرئيس السيسى يعمل للرئيس القادم، وهذه صياغة بلاغية، لأنه يضع قوانين بها جرأة، ويتصدر لقضايا مصيرية سوف نستفيد منها مستقبلًا.
هل شعرت بأنك تم توريطك فى القضية السورية وموضوع زيارتك لبشار فى منزله برغم أنك كنت فى زيارة ثقافية؟
- يتحدث ساخرًا: وكأن المصريين كلهم أصبحوا يعلمون ويعرفون بيت بشار ولون الحوائط فى منزله أو قصره، فأنا لم أقابل «بشار»، ولو قابلته فما المشكلة، لو قابلته لأعلنت هذا ودافعت عنه، لكنى كنت فى زيارة لتهنئة الشعب السورى بمعرض الكتاب الدولى الذى زارته من قبل أم كلثوم وعبدالحليم وفايزة أحمد ونجاة وفيروز، وبالمناسبة الشعب السورى هو من طالبنى بالاسم للذهاب إلى هناك، لأننى قدمت حلقة فى برنامجى فى حب سوريا، وزيارتى معلنة، ولكن السخف أن تُسأل: هل أنت مع بشار أم ضد بشار؟.. هذا سخف، وأنا أعلنت أننى لست مع أى نظام، وأنا كفنان متعاطف مع الشعوب، أذهب إليها، فأذهب إلى اليمن وإلى العراق وإلى ليبيا، وأنا لا أذهب لأنظمة، لأننى لست مسؤولًا سياسيًا، فأنا فنان أعبر عن رأيى، وليس رأى مصر، وأعبر أحيانًا عن قطاع كبير من شعب مصر وفيما يخص الشعب السورى من قتله ومن اتقتل؟ فهذه قضية بها محاكم، وعلى الشعب أن يحاكم رئيسه، والمصريون الذين ليسوا سوريين والذين هاجمونى، فهؤلاء هم نفس الأشخاص الذين يريدون مصر أن تكون مثل سوريا ومثل ليبيا، ويحاولون الهد، ولكن لن يستطيعوا على رموز مصر، وأنا لدىّ على صفحتى فى الفيس بوك 7 ملايين من يهاجموننى 50، وأنا صفحتى الوحيدة التى ليس بها شتيمة، ولكن الإخوان هم من يدخلون أحيانا ويشتمون، ولكن الأدمن لدىّ يحذف هذه التجاوزات والشتائم، وما أحب قوله، وأنا مصرى أولًا وعروبى حتى النخاع، ومازلت أحمق لأن بعض النخبوة يقولون إن موضوع عروبى هذا انتهى، ولكنى مازلت متمسكًا بالأمل، ونعرف الأجيال الجديدة، هذا لأن البعض أصبح يصل للأطفال من خلالهم أن إسرائيل جميلة و«كويسة»، فهذا خبل يروجه البعض، ولذلك لابد من البناء مرة أخرى.
هل ترى أن أزمة مصر والعائق فى تقدمها يكمن فى انحدار التعليم والثقافة والإعلام؟
- هناك 5 معادلات معروفة، هى «جهل + فقر = جريمة»، و «جهل + ثراء = فساد»، و «جهل + حرية = فوضى»، و «جهل + سلطة = استبداد»، و«جهل + دين= إرهاب»، المعادلات الخمس هم مشكلة المنطقة العربية كلها، والقاسم المشترك الأعظم فيها الجهل، لأننا إذا قمنا بعملية إدانة للحكام السابقين سنقول لهم: أنتم نسيتم أن تبنوا الإنسان الذى يحافظ على وطنه، الذى هو أيضًا على درجة كبيرة من العلم والثقافة، فأنتم لم تقدموا له العلم ولا الثقافة، وغيبتوا عقل الإنسان بالإعلام، ولكن هل هذا يجعلنا نتوقف ونبكى على اللبن المسكوب، لا علينا أن ننهض ونعمل للمستقبل، ومشكلة مصر كانت فى الثقافة والتعليم والإعلام، ولذلك حاليًا لابد من أن نعمل على الثلاثة سويًا.
هل قضية الإرهاب من القضايا التى تضع لها حيزًا فى أعمالك المقبلة؟
- طبعا هناك جزء كبير من مسرحية «خيبتنا» عن الإرهاب، فالحرب المقبلة ليست بالأسلحة، ولا جيش أمام جيش، ولكننا أمام بلطجية و«صيع» ومجرمين لا دين لهم، ونحن أمام مأجورين، ولهم مريدون لتفكيك المجتمع، ويعتقدون أنهم سوف ينتصرون، وهذا غباء منهم، وهو ليس ذكاء المتآمر ولكنه غباء المتآمر عليه، فنحن نرى نفس السيناريو، فما حدث فى سوريا هو ما حدث بالعراق، وهو ما حدث فى ليبيا، فما فعلته أمريكا فى العراق كانت تريد فعله فى مصر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.