تنشر مجلة "الأهرام العربي" في عددها الصادر السبت تقرير الشرطة الإسرائيلية الذي أعدته بعد التحقيق في قضية نشر اسم أشرف مروان في وسائل الإعلام، وقامت بتحويل الملف إلى المستشار القضائي للحكومة لدراسة تقديم لائحة اتهام ضد رئيس الاستخبارات العسكرية الأسبق، الجنرال في الاحتياط إيلي زعيرا، بتهمة الكشف عن اسم عميل للموساد الإسرائيلي والتسبب بأضرار فادحة للأجهزة الأمنية في الدولة العبرية. وبحسب المحلل للشئون الإستراتيجية في صحيفة هاآرتس العبرية، يوسي ميلمان، فإن قاضي المحكمة العليا، تيئودور أور الذي نظر في قضية أشرف مروان، والاتهامات المتبادلة بين الاستخبارات العسكرية، التي قالت إنه كان عميلاً مزدوجاً، وبين الموساد ورئيسه آنذاك، تسفي زامير الذي أكد أنه كان عميلاً للمخابرات الإسرائيلية فقط, قرر بعد أن استمع إلى شهادات رجال الاستخبارات الإسرائيلية أن أشرف مروان، لم يكن عميلاً مزدوجاً وأنه عمل لصالح المخابرات الإسرائيلية فقط، وبالتالي جاء في قراره إن زعيرا ارتكب خطأً فادحاً عندما كشف عن اسمه واتهمه بأنه لم يكن مخلصاً للموساد. وقالت صحيفة هاآرتس العبرية أيضاً إن مروان قام بتزويد المخابرات الإسرائيلية بمعلومات دقيقة ومفصلة عن قرار الرئيس المصري الراحل، أنور السادات في العام 1972، بتغيير الإستراتيجية وخوض الحرب ضد الدولة العبرية، وأكدت المصادر الإسرائيلية أن أشرف مروان قام بتزويد المخابرات في الدولة العبرية معلومة مهمة للغاية جاء فيها أن مصر وسوريا ستهاجمان إسرائيل في السادس من تشرين الأول (أكتوبر) من العام 1973، ولكن شعبة الاستخبارات التي شكت في مصداقيته، لم تأخذ المعلومة على محمل الجد، وأن أشرف مروان حصل على مبلغ مليون دولار من المخابرات الإسرائيلية على المعلومات التي نقلها، وأن الاتصال معه قطع بعد عدة سنوات من حرب أكتوبر 1973، وبعدها انتقل للعيش في لندن. فى ذات السياق طرح د. توم سيجف، وهو واحد من المؤرخين الإسرائيليين الجدد، في تحليل نشرته الصحافة العبرية تساؤلاً فيما إذا كانت رئيسة وزراء إسرائيل السابقة جولدا مائير، قد فوتت فرصة التوصل إلى اتفاق سلام مع مصر على غرار اتفاقية (كامب ديفيد) التي وقعها رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، مناحيم بيجن بعد حرب دامية، أي حرب تشرين الأول (أكتوبر) من العام 1973، والتي كلفت إسرائيل آلاف الضحايا. واعتمد سيجف على معلومات استخبارتية تفيد بأن العميل المزدوج، على حد تعبيره، أشرف مروان الذي نشر بأنه قام بنقل استعدادات مصر لشن الهجوم في حرب أكتوبر لمشغليه من الجانب الإسرائيلي، قام أيضًا بنقل رسالة إلى قادة الدولة العبرية مفادها أن قادة مصر على استعداد لتوقيع اتفاق سلام مع إسرائيل، مقابل تنازل الأخيرة عن سيناء كاملة، على حد تعبيره. علاوة على ذلك، قال البروفيسور بار يوسيف إن الرئيس المصري في ذلك الحين، أنور السادات، قام في شهر شباط (فبراير) من عام 1973، بإيفاد مستشاره للأمن القومي حافظ إسماعيل إلى واشنطن، حيث عرض على وزير الخارجية، في حينه، هنري كيسنجر عقد اتفاق لا حرب مقابل الانسحاب الإسرائيلي من سيناء. وكان البروفيسور بار يوسيف، قد نشر أخيرًا كتابًا جديدًا عن أشرف مروان، تحت عنوان (الملاك) كشف فيه، على حد زعمه، عن أسرار جديدة، مشيرًا إلى أن الملاك هو الاسم الذي أطلقه الموساد على مروان الذي تدعي إسرائيل أنه تعامل مع الموساد لمدة 30 عاما، وزودها بمعلومات عن موعد بدء حرب 1973.