فى عام 1934 بدأ بث الإذاعة المصرية بصوت الراحل «أحمد سالم» أول من أمسك بالميكروفون وقال هنا القاهرة، ومنذ ذلك التاريخ والشعب المصرى مرتبط بالإذاعة التى قدمت له ألوانا مختلفة من فنون الاستماع، مثل الأغانى ونشرات الأخبار وركن المرأة ومسابقات الأطفال. وكان الرائد الإذاعى محمد محمود شعبان «بابا شارو» يقدم ركنا للأطفال عبارة عن مسابقة يستضيف فيها العديد من الأطفال، للحديث معهم وتقديم ما يمتازون به من فنون، ومن ضمن الأطفال الذين قدمهم بابا شارو فى الإذاعة، الطفلة عطيات البدرى التى خافت من والدها أن يمنعها من الذهاب للإذاعة مرة أخرى، فأخبرت بابا شارو بذلك، فهدأ من روعها وطمأنها، وعندما انتهت من تقديم فقرتها، كان مكتب بابا شارو مليئا بالخطابات التى يرسلها المستمعون لطلب أغنيات معينة، فأمسك الإذاعى الكبير بأحد الخطابات وقرأ اسم المرسلة وقال، قدمت هذه الفقرة الطفلة «كريمة مختار»، ومنذ ذلك الوقت التصق الاسم بالفنانة الكبيرة ولم تعد إلى اسمها الحقيقى «عطيات البدرى» مطلقاً، وظلت مع بابا شارو تقدم ركن الأطفال إلى أن كبرت، وجاء البث التليفزيونى فتحولت للتمثيل فى الدراما التليفزيونية، وتزوجت من المخرج الكبير نور الدمرداش، لكنها ظلت وفية لميكروفون الإذاعة، وقدمت العديد من الأعمال الكبرى، ففى فترة الستينيات قدمت مع إسماعيل ياسين مسلسلا إذاعيا فى رمضان بعنوان «أبوالحسن العبيط»، ثم بعد ذلك مسلسل «المليونير الفقير» مع حسن عابدين، وشاركت فى بعض المسلسلات الإذاعية التى تحولت إلى أعمال تليفزيونية بعد نجاحها فى الإذاعة مثل مسلسل «أصيلة» الذى حوله نور الدمرداش لمسلسل تليفزيونى عام 1979، وكان أول بطولة للوجه الشاب ممدوح عبد العليم، كانت دائما تقول إن الإذاعة ستظل كما هى لن يؤثر عليها أى وسيط آخر، فعندما ظهر التليفزيون قالوا إن الإذاعة ستتراجع، لكن ما حدث كان العكس تماماً، بدليل أن الأسرة المصرية خلال فترة الستينيات والسبعينيات والثمانينيات، كانت تفطر فى رمضان على صوت الراديو، وعندما ينجح المسلسل الإذاعى فى شهر رمضان يتحول لعمل تليفزيونى، ولن أنسى مسلسلات أفواه وأرانب، والدنيا على جناح يمامة، وقانون ساكسونية، التى تحولت إلى أفلام سينمائية بعد النجاح الإذاعى أثناء الشهر الكريم.