شطة يتحدى الفرمان المجرى بالصوم السرى .. ويفطر سهوا انقسام بين بعثة منتخب مصر فى السنغال بسبب فتاوى جعفر وخشبة
لو أن نجوم الكرة المصرية، اقتحموا مجال الفن لمدة شهر واحد، وهو شهر رمضان الكريم ، لقدموا لنا أجمل وأمتع مسلسل كوميدى على الإطلاق، والمؤكد أنهم سيتفوقون على عدد من نجوم الكوميديا المصرية، لم لا ، والكرة المصرية غنية بالنجوم أصحاب الظل الخفيف. ومن لا يعرف، فإن نجوم الكرة المصرية على مدار تاريخها ، دائما وأبدا ما يكونون أبطالا لمواقف كوميدية، ومنها بطبيعة الحال مواقف فى شهر الصيام .. وتستعرض « الأهرام العربى» فى حلقات وتحت عنوان « طرائف النجوم فى شهر الصوم » ، عدداً من المواقف الطريفة. فى الحلقة الأولى، استعرضنا عددا من تلك الطرائف، منها إفطار لاعبى الأهلى 3 مرات على متن الطائرة وهم فى طريقهم إلى تونس بسبب تناقض الفتاوي، وكذلك قصة الأزمة التى حدثت بين نجم الكرة المصرية وقائد المنتخب الوطنى السابق أحمد حسن مع مدربه، وقت أن كان محترفا فى أندرلخت البلجيكى بسبب الصيام ، وكيف قاد فريقه للفوز وهو صائم، وقصة تناول طاقم الحكام المصرى بقيادة الراحل محمد حسام الدين للحم القرد فى دعوة على الإفطار فى الكاميرون .. وفى الحلقة الثانية، روينا مواقف طريفة أخرى كان ابطالها المطربة التونسية الراحلة ذكرى التى غنت لفريق الأهلى «رمضان جانا» على متن الطائرة أثناء سفر فريق الأهلى إلى تونس عام 2001 لمواجهة الترجى فى بطولة دورى الأبطال الإفريقي.. وكذلك طرفة الأسطى رضا، لقب رضا عبد العال، نجم الزمالك والأهلى السابق الذى خدع زملاءه وقدم لهم وجبة السحور بعد سطوع الشمس بعد أن غلبه النعاس، وكذلك طرفة نجم الزمالك السابق خالد الغندور الذى ارتدى باروكة وتقمص دور فتاة لبنانية لخدعة زملائه ، وكيف كذب محمد عمارة نجم الأهلى السابق على مدربه وقت احترافه فى ألمانيا وادعى الإفطار بينما كان يخوض المباريات وهو صائم.. وفى الحلقة الثالثة ، نستعرض بعضا من المواقف الجديدة من «طرائف النجوم فى شهر الصوم».
إنقاذ كمونة من الإفطار يروى نجم الأهلى والكرة المصرية السابق، المدافع الدولى المعتزل سمير كمونة، قصة طريفة حدثت له أثناء احترافه فى فريق كايزر سلاوترن الألماني، وقال: «كانت مشقة الصيام تتمثل فى زيادة عدد ساعات الصوم فى ألمانيا، إلا أننى كنت أصوم، لم يفرض على أى مدرب وقتها الإفطار، كان كل ما يهمهم أدائى فى الملعب، لم يجبرنى أحد على الإفطار، الأجانب مختلفون يحترمون هذا الأمر». ويتذكر لاعب المنتخب السابق موقفًا طريفًا خلال احترافه فى ألمانيا، حيث قال: «مرة أثناء التدريب، نسيت أننى صائم، ومع الإحساس بالعطش تناولت قليلا من الماء، تفاجأ اللاعبون الألمان، نادونى مسرعين .. «كمونة .. كمونة .. رمضان رمضان» .. كنت قد شربت، موقف جعل الجميع يضحك.. لكننى أكملت صيامى».
فتاوي جعفر وخشبة ويتذكر طارق مصطفى، نجم الزمالك والكرة المصرية السابق، موقفا طريفا، حدث مع بعثة المنتخب للسنغال لخوض مباراة فى شهر مضان، وقال إنه بعد خروج البعثة من الطائرة عقب الوصول إلى داكار العاصمة السنغالية وكانت الساعة تشير إلى السادسة مساء، وهو موعد الإفطار، حسب توقيت القاهرة، الكابتن فاروق جعفر - الذى كان مدير الكرة وقتها- طلب منا الإفطار، وهو الرأى الذى اختلف فيه معه ثنائى لاعبى المنتخب هادى خشبة ونادر السيد فى هذه الجزئية الخاصة بالإفطار عقب غياب الشمس. وأضاف أن هناك مجموعة من اللاعبين قررت الإفطار مع فاروق جعفر والبعض الآخر قرر الانتظار مع نادر السيد، وهو من المواقف التى كان بها الكثير من الضحك. أما عن الصيام والإفطار أثناء لعب المباريات وإجبار بعض المدربين اللاعبين على الإفطار قبل لعب أى مباراة، فقال مصطفى إنه لم يحدث أى شىء من هذا القبيل، ولم يجبَر أحد من المدربين الذين تعامل معهم على الإفطار فى رمضان سواء على المستوى الدولى أم المحلى، وكان هو من اللاعبين الذين يفضلون اللعب وهو صائم، وأوضح أن هناك نوعين من اللاعبين، الأول من يريد أن يأكل كثيرا وأنواعا بعينها من الأكل ومنها «المكرونة والفراخ» وآخرون يفضلون أن تكون المعدة «خفيفة». القبانى .. مؤذن وائل القبانى نجم دفاع الزمالك ومصر السابق، كان بطلا لواقعة طريفة، وقال: «أول شهر رمضان لى مع نادى الزمالك حصلت معه على بطولة إفريقيا لأبطال الكئوس فى الكاميرون وهذا هو أهم ما حدث له مع الزمالك فى الشهر الكريم.. وخلال السفر للكاميرون ووجودهم فى الأتوبيس الخاص بهم من أجل العودة للفندق قال إن أذان المغرب لم يصلنا أثناء الصيام، فقررت تقليد صوت الأذان وهناك من ظن أن هذا هو الأذان الحقيقى وقرر الإفطار، فقرر بعدها إخبارهم أنه ليس الأذان الحقيقى وأنه مجرد مقلب. أوضح القبانى أن الكابتن حلمى طولان هو المدرب الذى أجبرهم على الإفطار فى رمضان وذلك قبل لعب المباراة بثلاثة أيام، وهناك من فطر بالفعل والبعض الآخر لم يفطر ولكنهم قرروا الإفطار فى اليوم الثالث قبل المباراة.
شطة .. والصيام السري ذكريات كثيرة يضمها عقل وقلب نجم الأهلى فى عصره الذهبى الأول فى حقبة السبعينيات، اللاعب السودانى الأصل عبدالمنعم مصطفى «شطة»، رئيس اللجنة الفنية الحالى بالاتحاد الإفريقى لكرة القدم «كاف»، فى شهر رمضان، يتذكر شطة الكثير عن الشهر الكريم، وكذلك أسرار قدامى لاعبى الأهلى الخاصة مع مدربهم الشهير المجرى ناندور هيديكوتى، وما كان يحدث بينهم من حكايات ومشكلات حول الصيام، ولعب المباريات. من الذكريات الرمضانية التى لا ينساها «شطة»، إصرار «هيديكوتى» على عدم صيام اللاعبين فى الفترة التى تولى فيها تدريب الفريق بداية السبعينيات من القرن الماضى، ما تسبب فى مشكلات متعددة حول هذا الأمر بين المدرب وعناصر الفريق، ويقول «شطة»: «المجرى ناندور هيديكوتى كان يطلب منا أن نفطر فى شهر رمضان، ويصر على ذلك خصوصاً أن معظم المباريات كانت تقام نهاراً، منا من كان يلتزم بكلامه، وهناك من كان يصر على موقفه فى إتمام صومه مهما كلفه ذلك داخل الفريق، وأتذكر أن أغلب اللاعبين كانوا يفطرون بفعل فرمان المدرب المجرى ». وتابع «شطة»: «هيديكوتى كان يستبعد أى لاعب يعرف أنه صائم من التشكيل، لأنه كان يرغب فى الفوز دائماً، وكنت أصوم فى السر، وأتظاهر أمامه أننى فاطر، وأننى أتناول الطعام دون أكل أى شىء، وبرغم الصيام كنت أقدم أداء جيداً، وفى مباراة ما لا أتذكرها، استبعدنى هيديكوتى بعدما علم أننى صائم وذلك بعد فترة طويلة من خداعه، ولن أنسى هذا الموقف برغم مرور سنوات طويلة، حيث تم استبعادى ووضعنى بين البدلاء، لكن حدث أن شاركت وتألقت ونجحت فى صناعة تمريرة صنعت الفوز للفريق فى وقتها». يواصل «شطة» ذكرياته عن «هيديكوتى» فيقول إنه برغم إصراره على إفطار الفريق فى المباريات الإفريقية، فإنهم كانوا يحاولون الصيام، لكنهم كانوا يضطرون أحياناً للإفطار لمشقة اللعب فى أدغال إفريقيا، إلى جانب أن كلاً منهم كان يسعى للحفاظ على مكانه فى التشكيل الأساسى، والتفريط فى فرصة اللعب كان معناه ضياع الفرصة وحصول غيره عليها ، على مستوى مركزى، كانت هناك أسماء من العيار الثقيل فى مركزى مثل مختار مختار، وطاهر الشيخ. يتذكر «شطة» واحداً من المواقف الطريفة التى مر بها خلال شهر رمضان فيقول: «كنت ألعب وأنا صائم، وعند إصابة أحد اللاعبين خرج الجميع لتناول المياه خلال توقف المباراة، فشربت معهم ناسياً، وأكلمت صيامى، وهذا الموقف الذى حدث سهواً أقنع المدرب أكثر أننى أنفذ تعليماته ولا أصوم مثل بعض اللاعبين». ويواصل لاعب الأهلى والسودان السابق: «أتعجب من عدم صوم بعض اللاعبين حالياً برغم اختلاف الظروف عن زمننا، فى أيامنا كانت هناك مشقة كنّا نتدرب صباحاً والمباريات عصراً بسبب عدم وجود إضاءة، وبرغم ذلك كنا نتمسك بالصيام، أما الآن فأصبحت المباريات والتدريبات ليلاً ولا معنى للحصول على رخصة خاصة لعدم الصوم».