لو أن نجوم الكرة المصرية ، اقتحموا مجال الفن لمدة شهر واحد، وهو شهر رمضان الكريم، لقدموا لنا أجمل وأمتع مسلسل كوميدى على الإطلاق، والمؤكد أنهم سيتفوقون على عدد من نجوم الكوميديا المصرية، لم لا، والكرة المصرية غنية بالنجوم أصحاب الظل الخفيف. ومن لا يعرف، فإن نجوم الكرة المصرية على مدار تاريخها، دائما وأبدا ما يكونوا أبطالا لمواقف كوميدية، ومنها بطبيعة الحال مواقف فى شهر الصيام .. وتستعرض "الأهرام العربى" فى حلقات، تحت عنوان "طرائف النجوم فى شهر الصوم"، عددا من المواقف الطريفة. الإفطار 3 مرات فى الطائرة: بداية الذكريات ستكون مع نجم نجوم الكرة المصرية المعتزل، محمد أبوتريكة واحدا من المواقف الطريفة والغريبة، وقال: "منذ عدة سنوات كنا على موعد مع مباراة أمام فريق الترجى التونسى فى بطولة دورى أبطال إفريقيا ضمن دورى المجموعات، وتصادف أن هذه المباراة كانت فى شهر رمضان، وكان موعد السفر من مطار القاهرة الدولى قبل أذان المغرب بنصف ساعة فقط، وهو ما سبب لنا أزمة كبيرة فى تحديد موعد الإفطار، لأن الطائرة أقلعت بالفعل قبل آذان المغرب". وتابع: "انقسم اللاعبون على أنفسهم بسبب تناقض الفتاوى، فهناك فريق قرر الإفطار بعد نصف ساعة فقط من إقلاع الطائرة واستندوا فى هذا إلى أننا عند الإقلاع من القاهرة كان متبقيا على أذان المغرب نصف ساعة، وبذلك يكونون قد أكملوا ساعات الصيام المحددة.. والبعض الآخر قرر الإفطار حسب توقيت أذان المغرب فى ليبيا باعتبارنا أصبحنا فوق الأجواء الليبية، وعلينا أن نفطر حسب توقيت البلد الذى وجدنا فيه ساعة الأذان.. أما الفريق الثالث وكنت منهم فضل الانتظار لحين الوصول إلى تونس حتى نقطع الشك باليقين ونأخذ بالاحوط .. وكانت بالفعل من أغرب المرات التى أفطرنا فيها على ثلاث مرات رغم أننا جميعا فى نفس الطائرة". هل من الممكن أن يكون شهر رمضان 31 يوما؟.. الإجابة بالتأكيد لا، ولكن هذا هو ما حدث مع فريق الأهلى فى نهاية الثمانينيات، فى عهد المدرب الألمانى ديتريش فايتسا، حيث ارتبط الأهلى بمباراة فى إفريقيا مع أحد الأندية التونسية أيضا، وكان اليوم الأخير فى رمضان، وعندما سافرت بعثة الأهلى ووصلت فى اليوم التالى كانت تستعد للاحتفال بالعيد، ولكن فى المطار فوجئت بأن التونسيين ما زالوا صائمين، وعندما سألوا عن السبب عرفوا أن تونس بدأت الشهر الكريم بعد مصر بيوم، فاضطرت بعثة الفريق للصوم فأصبح إجمالى الشهر 31 يوما. بلجيكا تطالب الصقر بالصوم ويروى لنا عميد لاعبى العالم، نجم الكرة المصرية السابق أحمد حسن، واقعة حدثت له أثناء فترة احترافه فى بلجيكا، وقال النجم الشهير بلقب "الصقر" إنه وقت احترافه فى نادى أندرلخت البلجيكى، جاء شهر رمضان، وقرر كعادته الصوم حتى لو تزامن الأمر مع خوضه لمباريات مع فريقه، وهو الأمر الذى رفضه مدربه، وبالتالى قرر عدم الدفع به فى المباريات وهو صائم، ونال الموضوع اهتماما إعلاميا كبيرا، ولكنه تمسك باستكمال بالصوم . وتابع أحمد حسن: فى إحدى المرات، خضنا مباراة، ولم يشركنى المدرب فيها كونى صائما، وتزامن موعد الإفطار بعد دقائق من انطلاق المباراة، وكان أندرلخت متأخرا بهدف ويؤدى بشكل سيئ، فأشركنى المدرب فى الشوط الثانى، وبفضل الله تمكنت من قيادة فريقى للفوز ، وفوجئت بالجماهير تهتف باسمى ، وطالبتنى بالتمسك بالصوم إذا كنت سأؤدى بتلك الطريقة وأنا صائم". وجبة الإفطار.. لحم قرود: كان خبير التحكيم الدولى المصرى الكبير الراحل محمد حسام الدين، بطل واقعة طريفة للغاية، تعرض لها خلال شهر رمضان عندما كان حكما دوليا، فى أواخر السبعينيات، حيث تم اختياره لإدارة مباراة فى بالكاميرون، وكان معه زميله الحكم المساعد عبد الرءوف المرشدي، والحكم الكاميرونى هيوبا هيوبا كحكم رابع. وروى الحكم الدولى تلك الواقعه بنفسه فى حديث رمضانى قبل وفاته، وقال:"بعد وصولنا إلى الكاميرون، قرر وزير الرياضة الكاميرونى دعوتى أنا والمرشدى على الإفطار، وكان هيوبا هيوبا هو مرشدنا على مائدة الإفطار، وبدأ الجميع الإفطار.. وتناولت ما أعرفه من الأطعمة مثل البطاطس والفراخ برغم وجود أصناف كثيرة أخرى على المائدة، وعملت بشعار "اللى نعرفه أحسن من اللى ما نعرفوش". أما المرشدى فقد كان منهمكا فى تناول طبق لحوم كان أمامه، وقال لى إنه يشبه اليخنى الإسكندراني، ودعانى إلى أخذ قطعة منه، وبعد أن تناولت قطعة اللحم التى أعجبت بطعمها كثيرا ، سألت صديقى الحكم الكاميرونى عن اسم هذا الطبق الشهي، فأجابنى الصنف، ابتسم وقال فى هدوء إنه لحم قرد صغير، وبالطبع أنتم تعرفون ماذا حدث لنا بعدها ". حلم العيد: "حلمت أن النهاردة العيد.. فأفطرت يوم الوقفة".. هذا كان عنوان قصة طريفة تعرض لها نجم الزمالك والأهلى السابق المدافع الدولى محمد صديق، الذى روى لنا قصته الطريفة قائلا: " وعمرى 12 عاما تقريبا، خلدت للنوم، وأنا أظن أن غدا هو أول أيام عيد الفطر المبارك، نمت قبل أن تتأكد الرؤية، وأثناء نومى حلمت أن النهارده العيد". وتابع صديق قصته:" قمت من النوم وكانت الدنيا نهارا، وكنت فى قمة السعادة، وتوجهت إلى الثلاجة وشربت ماء قبل أن ألتهم قطعة من كحك العيد، وإذا أفاجأ بوالدتى تأتى مسرعة وهى توبخني، وعندما قلت لها فى إيه، مش النهارده العيد، قالت لى لا، لسه النهارده يوم الوقفة والعيد بكره". ابن عمى خدعنا وفى النهاية كان لنا لقاء مع وليد سليمان نجم الأهلى والكرة المصرية الحالى، الذى روى لنا أحد المواقف الطريفة التى تعرض لها، وقال:"فى أحد أيام شهر رمضان المعظم، وقت أن كنت طفلا صغيرا وأعيش مع أسرتى فى قرية "سيوا" بمدينة بنى مزار التابعة لمحافظة المنيا، وقبل دقائق من موعد الإفطار، حضر إلى بيتنا ابن عمى، وأخبرنا أنه سمع قبل دخوله لمنزلنا أذان المغرب عبر أحد المساجد البعيدة، وبناء على تأكيده شربنا الماء، وأثناء تناولنا وجبة الإفطار سمعنا المسجد القريب من منزلنا يرفع شعائر أذان المغرب". ولفت وليد الملقب ب " الحاوى" النظر أن طقوس الشهر الفضيل تغيرت تماما بعد زواجه، حيث إنه فى أول رمضان له بعد الزواج أعد خيمة رمضانية أقامها فوق العمارة التى يقطنها، ودائما وأبدا ما يوجه الدعوة إلى كل زملائه وأصدقائه من نجوم الكرة المصرية لتناول وجبتى الإفطار والسحور.