بعد ستة اشهر على أولى عمليات توقيف قادة للانفصاليين الكاتالونيين، تنظم تظاهرة اليوم الأحد في برشلونة للاحتجاج على استمرار اعتقال تسعة استقلاليين متهمين ب"التمرد" والمطالبة بفتح حوار سياسي. واطلقت الدعوة الى التظاهر اعتبارا من الساعة 12:30 (10:30بتوقيت جرينتش) مجموعة انشئت في مارس/آذار في منطقة شمال شرق اسبانيا "للدفاع عن المؤسسات الكاتالونية" وعن "الحقوق والحريات الاساسية" للمواطنين. واثارت مشاركة نقابتين كبيرتين وجمعيتين انفصاليتين جدلا واحتجاجات من قبل الذين لم يرغبوا يوما في الاستقلال فيها. وقال الامين العام للنقابة العامة للعمل في كاتالونيا كاميل روس ردا على سؤال لوكالة فرانس برس "حدث توتر (بين النقابيين) كما في كل المجتمع الكاتالوني". واضاف "لكن هذه ليست تظاهرة انفصالية، بل لحظة لبناء الجسور لان مشكلة كاتالونيا يجب الا تحل في المحاكم بل بالحوار والسياسة". وتأتي هذه التظاهرة بعد عشرة ايام على الافراج عن رئيس كاتالونيا الانفصالي المقال كارليس بوتشيمون في المانيا حيث اعتبرت محكمة ان الاتهامات "بالتمرد" الموجهة اليه ليست مدعومة بأدلة. لكن القضاة الاسبان سلموا نظراءهم الالمان الخميس عناصر من اجل اثبات وجود "اعمال عنف تبرر (الاتهام ب) التمرد" حسب مدريد، على امل ان تسترد بوتشيمون بهذا الاتهام. وبوتشيمون متهم ايضا باختلاس اموال عامة مرتبطة بتنظيم الاستفتاء على الاستقلال الذي منع في الاول من أكتوبر/تشرين الأول. وقال اليكس دي فيرير (50 عاما) مهندس المعلوماتية المقيم في برشلونة وهو يستعد للتظاهر أنه يرى أن حبس هؤلاء القادة "لا يؤدي سوى الى صنع مزيد من الاستقلاليين". واعترف هذا المؤيد للحزب اليساري الاستقلالي "اليسار الجمهوري لكاتالونيا" أن الحركة "تأثرت قليلا" بحبس القادة. واضاف انه يعتقد ان "هذا الأمر موقت (..) والمشكلة الاساسية لن تحل عبر تجاهل مليوني شخص". وكان 47,5 بالمئة من الناخبين الكاتالونيين صوتوا مجددا للانفصاليين الذين حصلوا بذلك على اغلبية المقاعد في برلمان المنطقة. وعلق عدد كبير من السكان اشرطة صفراء على شرفاتهم تضامنا مع الانفصاليين الموقوفين، في اشارة اعتبرها وزير العدل رافايل كاتالا "مهينة" لانها "تزعم ان هناك سجناء سياسيين في اسبانيا بينما يتعلق الامر بسياسات مسجونة". وانتشرت صور هؤلاء الاستقلاليين في كل مكان خصوصا في القرى المحيطة بجيرونا وفيجيراس. وقالت ايستير كامب (44 عاما) مديرة التسويق في بسكارا التي يبلغ عدد سكانها 900 نسمة "وضعوا في السجن بلا محاكمة". واضافت "يتهمونهم بالعنف مع ان كل التظاهرات كانت سلمية"، معبرة عن "غضبها" لتشبيه التيار الاستقلالي الكاتالوني بمنظمة ايتا لاستقلال الباسك التي شنت هجمات اسفرت عن قتلى. ومنذ السادس عشر من أكتوبر/تشرين الأول، اوقف الرئيسان السابقان لجمعيتين انفصاليتين جوردي سانشيز وجوردي كويشارت ووضعا في الاعتقال الموقت على بعد 650 كلم عن برشلونة. ويتهمها قاضي التحقيق بابلو يارينا خصوصا "باستخدام مسؤوليتهما على رأس الجمعية الوطنية الكاتالونية واومنيوم لتعبئة آلاف الانصار وانشاء كتلة معارضة في مواجهة الشرطة بمنع الاستفتاء القانوني". وهم جزء من انفصاليين ملاحقين بتهمه مثيرة للجدل هي "التمرد" الذي ينص القانون على عقوبة السجن ثلاثين عاما على الاكثر مع وجود انتفاضة عنيفة. وقال جوردي سانشيز في تغريدة على تويتر في ديسمبر/كانون الثاني إن "ما يحزنني هو الاتهام بالعنف الذي لم يحدث اطلاقا". وكان سانشيز انتخب نائبا في منطقته قبل اربعة أشهر. وقد تم ترشيحه مرتين لرئاسة المنطقة لكن القضاء الاعلى رفض تنفيذ طلباته الخروج من السجن. ويفترض أن تنتخب كاتالونيا رئيسا لها قبل 22 مايو/آيار. وفي حال لم يتحقق ذلك ستتم الدعوة تلقائيا إلى انتخابات جديدة.