بعض الفتيات حينما ترى شابا جميلا تنبهر بوسامته، وتفتن بجاذبيته، وتندهش بلطفه واسلوبه العذب.. وفي هذه اللحظات الساحرة تظن أو تتخيل أن هذا الاعجاب العظيم والانبهار الكبير يوحي لها أن نعيم الجنة سيتحقق لو كان هذا الفتي من نصيبها ! وتخيلوا مع مرور الأيام وسبحان مقلب القلوب ومغير الأحوال فبعد أن ترتبط به وتعاشره وتروح معه وتغدو حتى تنتهي حالة الانبهار وتتبخر في السماء وكأنها لم تكن موجودة ..! لأن العين ألفتها والعاطفة تشبعت بها، وهذا دائما طبع الإنسان وسيجته إذا شبع من شيء كان يتلهف عليه بالأمس.! وإذا كان الانبهار يزول ويتبخر في السماء وهو حدث لا شك يهدد مسيرة الحياة الزوجية ويصيبها بالفتور.. كان لابد لي حياله من البحث والتأمل والوصول لوسيلة نعوض بها هذا الانبهار المفقود والاعجاب المتبخر ، حتي نؤكد لهما أن الانبهار ليس هو أساس الحياة الزوجية وصلب العلاقة بين طرفيها.. فالانبهار شيء والحب شيء آخر.. وإذا كان شعورنا أن الانبهار الذي فقدناه يؤثر سلبا على العلاقة.. فلابد إذا أن يعلن الحب عن وجوده بقوة، وأن يجهر بصوته العالي مزلزلا آذانهما ليثبت ويقرر أنه أساس الوئام ومعقد الرباط ووشيجة الصحبة وموئل العاطفة والطريق الحقيقي لحياة زوجية سعيدة .. ولكن هذا الإعلان والتنبيه لا يملك الحب صولته من تلقاء نفسه معتمدا على قوة عضلاته ..وإنما لابد للطرفين أن يعملا على إحيائه وتنشيطه وتشجيعه والتمسك الصارم بعملية تجديده التي تمثل حجابا سميكا أمام أي فتور أو نفور..! لذلك سأطرح بعض التساؤلات، لألفت نظر الزوجين لأمور بسيطة يسيره لكنها للأسف خطيرة ومؤثرة ولو أنها أهملت وهمشت فإن عود الحب يذبل وجسده يهزل وتموت نضارته في القلوب والنفوس..! ما يمنع الزوج دوما أن يقدم لزوجته هدية كل فترة زمنية أو مع كل مناسبة مصحوبة بكلمات الحب والغرام..؟ وما يمنعه أن يصحبها وأولادها في رحلة سياحية ترفيهية تخلق بينهما الذكريات والمواقف الجميلة ؟ وأن يناديها دوما بأحب الألقاب إلى نفسها ويخاطبها دوما بأحب الكلمات التي تشعرها أنها متربعة على عرش قلبه. وأن يساعدها في إعداد الطعام ويقف معها جنبا إلى جنب في مطبخ البيت. ماذا يضيره لو طلب منها أن تصحبه في كل خطواته وأنه لا نجاح له إلا إذا كانت بجواره؟ ماذا به لو أطلعها على بعض خصائصه وأسراره وطلب رأيها ومشورتها ليشعرها بأهميتها في حياته؟! أما الزوجة فأري أن عليها العبء الأكبر والمسؤولية الأضخم ويجب أن تملك زمام المبادرة.. لأنها منبع الحب ومهد العواطف وموطن الوجدان.. وما يمنعها لكي تجدد الحب في قلب زوجها أن تشعره باهتمامها المتواصل، وأنه أثمن ما في عمرها وحياتها والمسيطر على قلبها وكيانها؟ ماذا بها لو تزينت له كل يوم حتى ترضي ذوقه، وتظهر له من جمالها وزينتها ما يبقي عينه مأسورة لديها؟ ماذا بها لو اخترقت مجال اهتمامه وحاولت أن تشاركه بعض أفكاره ورؤاه وتشجعه دوما أن يحدثها عن مشاعره وخواطره ومشكلاته وهمومه. ما يمنعها لو عزمت أن تشتري له هدية في شيء يحبه ويهواه؟ وتقبله بشفتيها كلما غدا أو راح. وأن تعد له من الطعام ما يحبه ويبهج نفسه ويثير شهيته. ماذا يكلفها لو ارتدت له زيا أنيقا بلون يهواه وتفصيلا يميل إليه؟ كلماتي تحمل بعض التساؤلات والاقتراحات لعلها تهدي الكثيرين لعلاج الفتور الناشيء في الحياة الزوجية وإحياء وتجديد عاطفته، مهما تبدد الانبهار وزال الإعجاب.. ليبقي الحب سيد..! الموقف عند من يقدرون ويعقلون .