رحل الناقد السينمائي على أبو شادي عن عمر يناهر 72 عاما ، رحل تاركا الحزن مسيطرا على قلوب محبيه الذين فوجئوا برحيله ، فلم يجدوا سوى الدموع والكلمات تعبيرا عما يجيش في صدورهم ، حيث نعته وزيرة الثقافة، الدكتورة إيناس عبد الدايم، عبر بيان أكدت فيه أن الثقافة المصريةوالعربية فقدت قيمة وقامة كبيرة، كما نعته نقابة المهن السينمائية واتحاد الفنانين العرب برئاسة المخرج مسعد فودة واصفينه بالمؤرخ وشيخ نقاد السينما . لم يكن أبو شادي أحد أهم النقاد السينمائيين في مصر والعالم العربي فحسب ، سواء بأرائه أو مؤلفاته ودراساته ، بل لعب دورا كبيرا في خروج أعمال مهمة من خلال عمله كرئيس للرقابة على المصنفات الفنية بصورة ساهمت في أثراء تاريخنا السينمائي ، مثل فيلم " البرئ " لعاطف الطيب وغيره ، فقد كان مؤمنا بحرية الإبداع وعدم فرض قيود عليه بجانب تميزه بوعيه السياسي والفني. يحسب ل" أبو شادي " أنه كان يضيف لكل منصب يتولاه حيث تقلد العديد من المناصب الثقافية، منها الأمين العام للمجلس الأعلىللثقافة، مستشار وزير الثقافة للشؤون الفنية ورئيس الهيئة العامة لقصورالثقافة، رئيس المركز القومي للسينما، رئيس المهرجان القومي للسينما المصرية ، ورئيس مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام القصيرة والتسجيلية ، بالإضافة لعدد من المناصب الأخرى،كما شارك في العديد من لجان التحكيم في المهرجانات السينمائية المصرية والعربية، حيث ترك بصمات مؤثرة في كل عمل تولاه . كما ترأس أبو شادي تحرير مجلتي «سينما» و«الثقافة الجديدة»،وكتب لعشرات المطبوعات في مصر والعالم العربي، أعد عدد من أهم البرامجالتلفزيونية المتخصصة في السينما مثل «ذاكرة السينما» و«سينما لا تكذب»،وتم ترجمة بعض أبحاثه ودراساته إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية، له أكثرمن عشرين كتاب منشور من أبرزها "سحر السينما"، "كلاسيكيات السينما المصرية" في 3 أجزاء، "السينما التسجيلية في السبعينيات"، "أبيض وأسود"، "لغة السينما"، "كمال الشناوي.. شمس لا تغيب"، "وقائع السينما المصرية في 100 عام"، "الفن بين العمامة والدولة"، "السينما والسياسة". يذكر أن الراحل ولد عام 1946، بقرية ميت موسى في مركز شبين الكوم، بمحافظة المنوفية، درس في كلية الآداب بجامعة عين شمس، وتخرج عام 1966، كما حصل على دبلوم الدراسات العليا من المعهد العالي للنقد الفني عام 1975، وكان قبل حصوله على الدراسات العليا، قد حصل على عضوية جماعة السينما الجديدة عام 1971، وعضوية جمعية نقاد السينما المصريين عام 1972. رحل أبو شادي قبل أن ينال تكريمه بمهرجان الإسماعيلية السينمائي فيإبريل المقبل، لكن من يتأمل جنازته التي شاركت فيها الرموز المختلفة والقامات الكبيرة تشيعه لمثواه الأخير يدرك قيمة هذا الرجل ومدي تأثيره في عقول العرب والمصريين .