أكد قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي أن "ايران ترفض أية إملاءات من القوى الكبرى ولن ترضخ لأي منها، وتتخذ قراراتها وفق المصالح العليا للبلاد والشعب، حتى لو أثار ذلك سخط واستياء وامتعاض أي طرف في العالم". وأضاف السيد الخامنئي في كلمة ألقاها مساء أمس الثلاثاء أمام حشود غفيرة من كوادر القوات المسلحة واسرهم في شمال البلاد، ونقلتها وكاة أنباء فارس الإيرانية: رغم مواصلة ترسيخ جذور شجرة الثورة الاسلامية الطيبة والتقدم في كافة المجالات، الا ان استمرار التحرك والنشاط لغاية بلوغ افق مشرق ومستقبل وضاء، يقتضي مواصلة العمل والنشاط الجاد والعزيمة من قبل الجميع. واعتبر مسار الثورة الاسلامية الحافل بالنشاط والاعمال الدؤوبة خلال العقود الثلاثة الاخيرة، يعبر عن "حقائق القرآن الكريم التي يمكن الاشارة الى جانب منها كما ورد في الاية الكريمة "ان مع العسر يسرا"، حيث ان الصحوة الاسلامية التي شهدتها بعض بلدان المنطقة، شكلت ظاهرة مباركة للغاية"، بيد ان الثورة الاسلامية التي قام بها الشعب الايراني، "تحمل ميزات استثنائية مثل العمق والاتساع والمبدئية". واضاف قائد الثورة الاسلامية: ان "وحدة كافة فئات الشعب ورص الصفوف خلف شعارات ومبادئ الثورة الاسلامية وشعبية النشاطات الثورية وامتدادها الى كافة ارجاء البلاد وحضور المؤمنين والمضحين في ساحة الجهاد، تعد من بين الميزات التي اتسمت بها الثورة الاسلامية". واوضح انه "كلما حضرت الشعوب في الساحة وهي تتصف بالايمان والتضحية .. فان أي قوة تعجز عن مواجهتها، حيث ان السنة الالهية تقضي بانتصار الدم على السيف". وأكد آية الله الخامنئي ان "الحضور الشامل للشعب في مختلف المجالات، يشكل دعما وسندا قويا لمسؤولي النظام في الصمود، لمواجهة الرغبات غير المشروعة للاعداء". واردف قائلا: ان "بعض البلدان قامت بثورات .. الا انها، وللأسف تخلت أو تراجعت عن بعض مواقفها ومبادئها، بسبب الضغوط التي مارسها الامريكيون"، بيد اننا "نلاحظ ان مسؤولي النظام الاسلامي صمدوا في مواجهة هذه الضغوط على مدى 33 عاما". واعتبر السيد الخامنئي "الظهور المتزايد لمختلف ابعاد مباديء الثورة الاسلامية، يمثل تقدما اساسيا للغاية وان مفاهيم ومباديء ك"الجمهورية الاسلامية" و"السيادة الشعبية الدينية" و"الاستقلال والحرية"، ستتجلى وتكون اكثر وضوحا للشعب والنخب والسياسيين في البلاد". و اردف سماحته يقول: ان "ما يجب وما لا يجب القيام به في مسار تحقيق هذه الاهداف، اصبح اكثر وضوحا، فضلا عن استمرار التحرك ضمن هذه الاهداف"، حيث ان "هذا الامر يشكل التقدم الاكثر اهمية". ولفت الى ان "ترسيخ الجذور والصلابة التي اكتسبتها الجمهورية الاسلامية الايرانية من بين التقدم المشهود الذي احرزه النظام الاسلامي في ايران". واكد ان "امال الاعداء وامنياتهم في اسقاط النظام الاسلامي الذي اختاره الشعب الايراني احبطت وآلت الفناء بل تحولت الى اليأس في الكثير من المجالات حيث ان هذا الواقع يعكس القوة والصلابة التي اكتسبتها الجمهورية الاسلامية الايرانية". واعتبر آية الله الخامنئي التقدم المذهل في مختلف المجالات العلمية والتقنية "تبين النشاط والحيوية التي امتاز بها النظام الاسلامي". واشار الى ان "التقدم اللافت الذي احرزته ايران الاسلامية في مجالات عديدة ومتقدمة كالبرنامج النووي والخلايا الجذعية، بلغ درجة لم يكن يتوقعها بعض علماء البلاد المخلصين من الجيل السابق ولم يصدقوا ما تحقق". وتابع قائلا: ان العلماء الايرانيين الشباب يواصلون تحقيق تقدم مدهش في كافة المجالات العلمية والاكتشافات والتكنولوجيا الحديثة حيث اصبحت غير قابلة للتصديق عند البعض". كما اعتبر آية الله خامنئي ان "عرض صورة قاتمة عن الاوضاع في البلاد هي من بين الاساليب التي تمارسها وسائل الاعلام الغربية والصهيونية بهدف الحيلولة دون استمرار تقدم الشعب الايراني"، الا ان "شعبنا لن يعير اهمية لهذه المخططات ويدرك انه لا ينبغي ان يغفل عن بلوغ مستقبل مشرق للبلاد".