تعد هيئة قناة السويس موردا هاما للدخل في الاقتصاد المصري، ولكنها الآن لم تعد فقط مصدر دخل من خلال فرض الرسوم على السفر العابرة فقط، بل أصبحت موردا للخير الذي يفيض في مناحي أخرى وفي مقدمتها المزارع السمكية التي دشنتها الهيئة وبدأت تؤتي ثمارها، في خطوة تهدف للمساعدة في سد الفجوة الغذائية، وتلبية الاحتياجات الغذائية للشعب ولتقليل فجوة الواردات، ومن المقرر أن يتم افتتاح المرحلة الثانية خلال الساعات المقبلة. تعد الطاقة الكلية للمشروع 4440 حوض لاستزراع الأسماك البحرية عالية الجودة على مياه قناة السويس، ويساهم المشروع في تحقيق الأهداف العامة للدولة لسد الفجوة الغذائية وتنمية منطقة قناة السويس وسيناء وخلق مجتمعات عمرانية جديدة، ونجح المشروع في خلق 3 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.. ترتفع إلى 10 آلاف فرصة عمل بعد اكتماه. بدأ مشروع لامزارع السمكية لهيئة قناة السويس مع مع مشروع قناة السويس الجديدة، وافتتح المرحلة الأولى منه الرئيس السيسي، وكان حينئذ بطاقة 1034 حوض كخطوة استرشادية نحو استكمال المشروع الكبير بطاقة 4440 حوضاً، على أن يتم الانتهاء من المرحلة النهائية خلال الفترة من منتصف إلى نهاية 2018. ويهدف مشروع الاستزراع السمكي للمساهمة في تحقيق الأهداف العامة للدولة لسد الفجوة الغذائية وتنمية منطقة قناة السويس وسيناء وخلق مجتمعات عمرانية جديدة. ويستفيد المشروع من الإمكانيات غير المحدودة التي تمتلكها منطقة شرق قناة السويس من حيث توافر نوعية التربة المناسة للاستزراع البحري، حيث تمتد رقعة واسعة من الأراضي على الجانب الشرقي لقناة السويس، بالإضافة إلى توافر المياه المالحة ذات الجودة العالية من قناة السويس، بالإضافة إلى توافر الكوادر الفنية المؤهلة للاستزراع البحري. العائد الاقتصادي والاجتماعي: نجح مشروع الاستزراع السمكي حتى الآن في توفير 3 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، في حين تشير دراسات الجدوى لوصول عدد الفرص التي يخلقها المشروع بعد اكتمال تنفيذه إلى 10 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة في كافة المهن والتخصصات، كما يعمل المشروع على تقليل الاستيراد من الأسماك، وتصدير فائض الإنتاج عن استهلاك السوق المحلي إلى الأسواق العالمية بما يوفر العملة الصعبة ويدعم الاقتصاد المصري. مكونات المشروع: يتكون المشروع القومي للاستزراع السمكي بهيئة قناة السويس من ثلاث مراحل رئيسية، بإجمالي عدد أحواض 4440 حوض سمك موزعين على 5 أحواض ترسيب رئيسية، تضم أسماك بحرية عالية الجودة منها: (دنيس ولوت وثعبان البحر وسهليه وقاروص وأسماك العائلة البورية والبلطي). وفيما يخص المرحلة الثانية؛ انتهت هيئة قناة السويس ممثلة في شركة قناة السويس للاستزراع السمكي من حفر جميع الأحواض بهذه المرحلة، وتم حفر ترعتين رئيسيتين بإجمالي 16 كيلو متر، ومصرفين رئيسيين بإجمالي 12 كيلو متر، و75 مصرف وترعة فرعية بإجمالي 50 كيلو متر، كما تم إنشاء محطة رفع رئيسية لري أحواض العائلة البورية بطاقة 12 متر مكعب/ثانية بالحوض رقم 23، و15 محطة رفع مياه بطاقة 3.5 متر مكعب/ثانية لكلٍ منها بالحوض رقم 21. وتم توفير زريعة المرحلة الثانية بالكامل لكل من أسماك (دنيس- لوت- قاروص- جمبري- ثعبان البحر- العائلة البورية) وذلك في حضانات داخل المشروع ومفرخ محلي، كما تم التعاقد مع إحدى الشركات العالمية لإنشاء مصنع الأعلاف بالمنطقة الصناعية بالقنطرة شرق بطاقة إنتاجية 150 ألف طن سنوياً مقسمة على 3 خطوط، بالإضافة إلى الانتهاء من الدراسات الخاصة بالمفرخ والحضان بطاقة إنتاجية 160 مليون إصباعية أسماك بحرية، وكذلك 500 مليون يرقة جمبري سنوياً. وأحرزت شركة قناة السويس للاسترزاع السمكي تقدماً ملحوظاً فاق البرامج الزمنية الموضوعة في دراسات الجدوى، حيث بدأت بالفعل في تنفيذ المرحلة الثالثة من المشروع، حيث تم حفر 55 مصرفا وترعة فرعية بنسبة 85% من إجمالي المرحلة، وقد تم مراعاة منع دخول النباتات والأعشاب إلى داخل الأحواض وذلك عن طريق وضع حواجز شبكية عند منبع قنوات الري والصرف. ومن المخطط أن يحتوي المشروع على وحدة بيطرية تشمل معامل وتحاليل وأبحاث لضمان سلامة المياه والغذاء، وصحة الأسماك وخلوها من الأمراض، ومعمل فحص وتحاليل بيطرية على أعلى مستوى، على أن تجهيزه للحصول على شهاده الأيزو وذلك لف9حص عينات الري والصرف ومطابقتها بالمعايير المسموح بها وكذلك فحص عينات الأسماك لتأكد من سلامتها من الأمراض، كما سيضم المشروع مركزاً لتدريب العاملين بمشروع الاستزراع يعمل على توفير كوادر بشرية قادرة على التعامل الفائق مع المزارع السمكية البحرية، وهو ما يضمن في النهاية أقصى جودة وإنتاجية للأسماك المستزرعة. كما يضم المشروع مخازن تنقسم إلى مخازن رئيسية وفرعية للأعلاف والمعدات والمهمات وقطع الغيار، على أن يتم تنفيذ كافة المباني باستخدام تكنولوجيا عالية للتأمين ووحدة إطفاء تعمل ذاتيا حالة حدوث حريق طبقًا للكود المصري.