عجبت لحال بعض من الإعلاميين ، فريق كان في الجب في سبات عميق ، فلم تسمع عنه أو له صوتا ، إلا في المناسبات ، فيطل علينا بغث الكلام ، والتحريض المقيت، وليته ظل في سباته ، وفريق كثير الصخب والكلام الكبير للإيهام بمعرفة لم يؤت غيره بها . أيها الإعلامي أينما تكون ليس مطلوبا منك أن تكون بوقا أجوف ، لتكن كلمتك إضافة للبناء وليس هدما للوطن . ونظرا لأهمية مصر و دورها خاصة في هذه المرحلة و ما يجب أن يقوم به الإعلام الوطني ، سأتطرق هنا عما تواجهه مصر بل و الوطن العربي من إرهاب وتحديات وضرورة أن يأخذ الإعلام الوطني ذلك بعين الاعتبار و بما يسهم في توعية الشعب والرد على الإعلام المعولم المعادي لوطننا. إن الحديث عن مصر ودورها الإقليمي والدولي من أجل السلام والتنمية والتقدم والعمل على بناء الإنسان والمجتمع على أسس ديمقراطية ، لابد و أن يملؤنا الفخر والإعتزاز بدورها الحضاري عبر مراحل التاريخ ان مصر بمثابة عمود الخيمة لمحيطها العربي والأفريقي ، وصاحبة الدور الريادي والقيادي في هذه المنطقة ، ما يدفع قوي معادية لمحاولة إلحاق الضرر بها و سلب هذا الدور المميز ، و هنا لابد أن تتحمل وسائل الإعلام مسؤولياتها الوطنية. ويتضح جليا دور مصر فى المنطقة محاولتها انهاء الصراع الإقليمى والدولى الذى ازداد فى منطقتنا العربية بعد ثورات الربيع العربى الذي زادها الإعلام العربي الموجه اشتعالا ومازال يزيدها حتي الآن ، والتى أتت بما يسمى الفوضى الخلاقة والتى ساهم فيها الدول الكبري لكى تضمن هيمنتها على الطاقة التى دائما فى احتياج إليها والمتمثلة في النفط والغاز. لقد عشنا خلال المرحلة الماضية مدى السيطرة الإعلامية وتأثير الإعلام الغربي أو الموجه عن طريقة ما سمي بإعلام الموجة الرابعة من الحروب أي السيطرة على العقول وتزييف الوعي ، ففي الفترة بعد ثورة يناير 2011 كان للاعلام دور فاعل في توجيه الشارع المصري ، ما كان يدفع الحكومة احيانا الى الرضوخ لرؤيتهم وتوجهاتهم ، وكان المتحكم في توجهات الإعلاميين هو ما يصلهم من مواقع التواصل الإجتماعي أو من جهات غير ظاهرة عبر تواصلات مختلفة وكأنها أوامر نافذة في الحال. ثم ما لبثت أن قامت ثورة 30 يونيو التي أصابت بعض الإعلاميين بصدمة مروعة فكل المعلومات التي كانت لديهم تؤدي إلي إحتمالين ، إما وقوف الجيش مع جماعة الإخوان و نعود لسيناريو 2011 أو إنحياز الجيش للشعب وإحتمالية حدوث حرب أهلية ، ولكن ما تم علي أرض الواقع لم يكن في حسبان الجميع فقد تحرك الشعب المصري واستعادة المبادرة بعد حكم سنة ديكتاتورية تفرد فيها الإخوان وشعر المصريون أن مصر ستضيع وبذلت كل فئات الشعب دورها فخرجت الملايين إلى الشارع وتحالف الجيش مع الشعب وأجريت انتخابات وصل فيها الرئيس السيسي رئيسا لمصر، لتنكشف أيادي إعلامي الدجل والشعوذة وتبدو عارية بعد أن كانت مستترة في قفازات الشعارات الزائفة من مثل يسقط حكم العسكر و التباكي علي الديمقراطية ومنظمات المجتمع المدني والتقليل من شأن مصر والعروبة. و دور الإعلام الوطني هنا لابد من التنبيه لمخاطر تلك التحديات التي أشرت إليها ومحاولة النيل من مصر ودورها في محيطها العربي والأفريقي ومخاطر المال السياسي والتدخل الأجنبي من خلال وسائل الإعلام آخذين بعين الإعتبار ما يجري في ليبيا وسوريا واليمن ومحاولات إرهاب مصر ، وهنا يحق لنا أن نتساءل ،،، ما السبب الذي يستلزم عودة الإعلاميين الذين سقطوا سابقا ، ومنهم من وهن عظمه و منهم من رحل محملا بلعنات الشعب ومن وراء ذلك ماذا ينوون لمصر و شعبها ! هل هي محاولة لتشتيت الانتباه و عدم تركيز الناس علي الرسائل الخفية التي يرسلها بعضهم عبر وسائل التعبير المختلفة خاصة عبر الشاشات ! فيجب علي الشعب المصري وجماهير الأمة العربية أن تكون علي قدر من الوعي حتي تستطيع أن تفرق بين الإعلام الوطني والإعلام المرتزق . ولا تستمع إلا لصوت سمعته من داخلك يوم ثورة يونيو و الذي ما زال يتردد بين جنبيك ويذكرك بصوت و دور مصر العظيم بعد ثورة يوليو. فهناك من يرتدي جلباب مصر ويحمل في طيات هذا الجلباب خنجرا مسموما لتمزيق وحدة الصف بين أبناء الوطن من خلال الإعلام المضلل والممول لنشر الفوضي الخلاقة لتقسيم الوطن العربي ، اللهم اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا و احفظ مصر من كل سوء .