حث بابا الفاتيكان البابا فرنسيس، الأقليات العرقية التي تعاني منذ فترة طويلة في ميانمار على مقاومة فكرة الانتقام مما تحملوه وتعرضوا له من أذى وإعطاء فرصة للمغفرة والرحمة، وذلك في كلمة له أمام حشد ضخم تجمع لحضور قداس في مدينة "رانجون". وذكرت شبكة (إيه بي سي نيوز) الأمريكية، اليوم الأربعاء، أن السلطات المحلية قدرت عدد الأشخاص الذين احتشدوا بحديقة "كياسان" لحضور القداس بنحو 150 ألف شخص كاثوليكي في الحاضرة التجارية لميانمار ،يانجون، اليوم الأربعاء ، وذلك في إطار زيارته البابوية الأولى للدولة، إلا أن العدد يبدو أكبر بكثير، ويضم العديد من الأشخاص الذين يحملون أعلاما لتايلاند وكمبوديا وفيتنام وغيرها من الدول. وقال للحضور في القداس الذي أقيم في مكان مكشوف "أعلم أن الكثيرين في ميانمار يحملون جراح العنف، جراحا مرئية وغير مرئية.. إلا أن طريق الانتقام ليس طريق يسوع". يشار إلى أن ميانمار بها نحو 700 ألف كاثوليكي معظمهم من الأقليات العرقية من المناطق المضطربة الواقعة على أطراف البلاد ، حيث يواصل عدد من الجماعات العرقية المسلحة الصراع مع قوات الحكومة. وذكر مايكل سالاي سوي أونج /40 عاما/ ،وهو كاثوليكي من سمان بولاية تشين غربي ميانمار، والذي كان بين الحضور في القداس، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) :"إنني سعيد للغاية لدرجة أنه ليس بإمكاني وصف مشاعري بالكلمات . أعتقد أن البابا يجلب السلام أينما يذهب". ودعا البابا فرنسيس أمس الثلاثاء خلال زيارته الحساسة وغير المسبوقة الى بورما إلى "احترام كل مجموعة إثنية" من دون ذكر الروهينجا بالاسم كما لم يتطرق بشكل مباشر إلى هجرة هذه الأقلية المسلمة، ضحية الاضطهاد. وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أن البابا فرانسيس التقى أمس بزعيمة ميانمار أونج سان سوتشي الحاصلة على جائزة نوبل للسلام خلال زيارته للبلاد والتي تأتي في مستهل جولة خارجية له من المقرر أن تشمل أيضا زيارة بنجلاديش. ووافقت بنجلاديش أمس الثلاثاء، على مشروع لتطوير جزيرة معزولة تقع على خليج البنغال لاستقبال مائة ألف لاجئ من مسلمي الروهينجا الذين فروا من العنف في ميانمار، بتكلفة تبلغ قيمتها 280 مليون دولار. وذكرت شبكة (جيو نيوز) التليفزيونية الباكستانية أن القرار جاء بعد أيام من توقيع بنجلاديش على اتفاق يركز على البدء في إعادة مسلمي الروهينجا إلى ميانمار خلال شهرين للتخفيف من الضغط على مخيمات اللاجئين.