تأتي زيارة سعد الحريرى، رئيس الوزراء اللبناني المستقيل، إلى القاهرة اليوم الثلاثاء، بمثابة رسالة تأكيد على أهمية الدور المصرى فى الملف اللبنانى، حيث سبق الزيارة اتصال هاتفى تم بين الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون و الرئيس عبدالفتاح السيسي، و اتصال اخر بين وزير الخارجية الامريكى ريكس تيليرسون وسامح شكرى وزير الخارجية. وأشارت مصادر مطلعة أن الحريرى سيشرح خطته السياسية المستقبلية لينطلق منها مسار المرحلة المقبلة فى لبنان، والتسوية التى كان قد سبق أن حدّدها الحريرى بضرورة أن ينأى لبنان بنفسه عن الصراعات العربية. وكان الحريرى رئيس الوزراء المستقيل، قد كتب على حسابه الشخصى ب"تويتر" تغريدة قال فيها: "سأقوم بزيارة الصديق عبد الفتاح السيسى". وقبل مغادرته باريس، قال الحريرى إنه لا يسعى إلا لجعل لبنان مستفيد من المشاعر الوطنية العابرة للانقسامات، من أجل صالح الاستقرار الحقيقى، مؤكداً أن "كافة الأطراف أمامها مسئوليات كبيرة وكثيرة وليس سعد الحريرى وحدة المسئول". وفى وقت رجحت فيه مصادر لبنانية زيارة الحريرى لدولة الكويت، أكد خالد الجارلله نائب وزير الخارجية الكويتى أن رئيس وزراء لبنان المستقيل لن يحل ضيفاً على بلاده كما أشيع مؤخراً، مؤكداً فى الوقت نفسه الترحيب بالحريرى وقتما يشاء. وكان سامح شكرى وزير الخارجية، قد أشار فى تصريحات صحفية ل "الأهرام العربى" حول نتائج جولته الأخيرة لنزع فتيل الازمة فى المنطقة، إلى نقل رسائل شفوية من الرئيس السيسي لقادة الدول السبع تتركز حول مواجهة التحديات التى تواجهنا جميعا من خلال تعزيز التنسيق و التواصل و التضامن العربى لوضع خطط ورؤية مشتركة لتعزيز استقرار الدول العربية لمواجهة التحديات من خلال الاليات و القدرات لديها و دعم جهود تحقيق الامن القومى العربى. و حول الخلافات بين لبنان و السعودية، صرح شكرى أن الساحة على مدى السنوات السبع الماضية تموج بالأزمات خاصة فى ضوء الاوضاع فى سوريا و العراق و اليمن و لبنان و هناك تدخلات من قوى خارج النطاق العربى تهدد الأمن و الاستقرار، و قد تم التاكيد خلال جولتى التى شملت سبع دول على أهمية التضامن و التنسيق و التشاور للعودة الى حالة الأستقرار و دعم الدولة الوطنية والتضامن العربى لتوظيف القدرات المشتركة لتحقيق الامن القومى العربى و اعادة الاستقرار. الجدير بالذكر أن استقالة الحريرى محل اتصالات مكثفة على مدى الأسابيع الماضية، و قد حمل الحريرى فى زيارته لمصر، والذى جاء إليها من باريس ملف التدخلات الإيرانية المشبوهة فى لبنان وغيرها من الدول العربية وهي التى كانت أساس اجتماع وزراء الخارجية العرب فى الجامعة العربية الأحد الماضى.