أكد اللواء دكتور شوقى صلاح، خبير مكافحة الإرهاب، وعضو هيئة التدريس بأكاديمية الشرطة أن الضربات الاستباقية، مثل عملية الواحات، مهمة جدا لمنع العمليات الإرهابية، وعلينا أن نتعامل بمنطق وحيادية بأن مأمورية الواحات قامت بأقصى ما يمكن، حيث حصلت على معلومات صحيحة، وأن المنطقة تحوى عناصر إرهابية، وكان لابد من تطهير هذه البؤرة الإرهابية، ولكنها تعرضت لخداع تكتيكى، كان فى تسليح الإرهابيين، حيث كان فى حوزتهم قواذف صاروخية وأسلحة أخرى، والمفاجأة التكتيكية هى التى تسببت فى زيادة عدد الشهداء من أبطال الشرطة البواسل. وأضاف اللواء شوقي، أن الإرهابيين بالواحات فى سبيلهم لتنفيذ عمليات إرهابية كبرى ربما تكون لمدنيين أو شرطة أو جيش، ولكن المأمورية منعت كل هذه الكوارث، برغم القدرات التسليحية للإرهابيين، وقتلت منهم عددا كبيرا يتعدى ال 15 شخصا، ولكن ما ميز هذه المأمورية، بأنها كشفت وعطلت هؤلاء الإرهابيين من أن يرتكبوا جرائمهم التى كانوا فى سبيلهم لتنفيذها.
واستطرد اللواء شوقى قائلا: الضربات الاستباقية التى من شأنها إجهاض جهود التنظيمات أو العناصر الإرهابية فى القيام بمثل هذه العمليات قبل ارتكابها للعمل الإرهابى، ووقاية من الجريمة، وعلينا أن نتذكر ما قامت به قوات الشرطة والجيش من أعمال وقائية كثيرة، ستخلد فى ذاكرة تاريخ مواجهة الإرهاب، مثل ما تم يوم الإثنين الماضى من تدمير أكثر من 8 سيارات دفع رباعى قادمة من المنطقة الغربية وهى منطقة الحدود المصرية – الليبية، محملة بنوعيات كثيرة من الأسلحة، لا توجد إلا لدى الجيوش النظامية، وهذه العملية تدخل ضمن الضربات الاستباقية، حيث وصلت المعلومات، وحدث رصد لهؤلاء الإرهابيين، وتعاملت قواتنا معهم بنجاح كبير. وأشار خبير مكافحة الإرهاب إلى بعض العمليات الاستباقية التى نجحت فيها قوات الشرطة من قبل، مثل ضبط خلية إرهابية شديدة الخطورة قبل عيد الفطر الماضى ب 48 ساعة، كان ضمنها 6 أفراد إرهابيين شديدى الخطورة، كانت فى طريقها إلى ارتكاب تفجير انتحارى مزدوج فى الإسكندرية، فى أول أيام عيد الفطر، وهذه الضبطية منعت كوارث كبيرة، كانت من الممكن أن تؤدى إلى خسائر كبيرة فى الأرواح والمعدات، وكشفت أيضا عن عناصر إرهابية كانت تخطط لعمليات أخرى، وهذه العملية من الضربات الاستباقية، التى منعت الجريمة قبل وقوعها، وهذا الأداء الأمنى النموذجى فى مواجهة الجريمة بشكل عام والجرائم الإرهابية بصفة خاصة.
ولفت اللواء دكتور شوقى صلاح النظر إلى الدروس المستفادة من عملية الواحات، موضحا أنها عطلت وقوع أعمال إرهابية خسيسة، وكشفت عن وجود بؤرة إرهابية فى منتهى الخطورة، ولكن علينا أن نتعلم فى المأموريات المقبلة كأجهزة أمنية، مما حدث لهذه المأمورية، ولا بد من إعادة تقييم الموقف للمأموريات المقبلة.
واستطرد خبير مكافحة الإرهاب قائلا: لكل عمل إيجابياته وسلبياته، والمأمورية قامت بإيجابيات عديدة؛ أبرزها منع وقوع أعمال إرهابية خطيرة، ونحتاج فى المستقبل لوجود قوات مساندة ودعم لمثل هذا النوع من المداهمات، وتكون على مقربة من القوة المنفذة للمداهمة، للمساندة عند الحاجة، كما أن عنصر الوقت أيضا مهم لهذه القوات، ويمكن الاستعانة بالقوات الجوية، ما دام أن المواجهة ستكون فى الصحراء.