كانت المشاركة المغربية فى حرب أكتوبر فاعلة خصوصاً على الجبهة السورية، حيث شاركت المغرب بلواء مدرع الدبابات الوحيد الذى كانت تمتلكه المملكة المغربية فى ذلك الوقت ووصل إلى سوريا قبل أسابيع قليلة من بداية الحرب. وقد بعث العاهل المغربى الراحل الحسن الثانى تجريدة من القوات المسلحة الملكية إلى الجولان قبل أشهر من بداية الحرب تبلغ 6000 جندى مع عدة دبابات ومدفعية ومدرعات قتالية فى إطار لواء مدرع كان هو الوحيد الذى امتلكه المغرب فى ذاك الوقت وسرب طائرات إف 5 و 5500 إلى الجانب المصري.
وكانت كتيبة عسكرية متطورة تضم خيرة ضباط وجنود المدفعية المغربية الذين كان أغلبهم من ثكنة قصر السوق سابقا (الرشيدية حاليا) ومن «مدرسة الدار البيضاء» بمكناس الشهيرة فى التكوين العسكرى للمدفعية. وكانت تلك التجريدة المغربية بقيادة الجنرال الصفريوى رحمه الله، الذى سيعين بعد ذلك سفيرا للمغرب فى هولندا.
كانت تلك التجريدة العسكرية المغربية، فعليا، مضربا للمثل فى الشجاعة العسكرية فى كل الجولان وسوريا وفلسطين. وكانت الآلة العسكرية الإسرائيلية تدرك أنها أمام عناصر جد مدربة ومحنكة، وأنها تنتمى لمدرسة فى العسكرية لا علاقة لها بالمدرسة العسكرية لأوروبا الشرقية، فحاولت من خلال رمى منشورات من الجو ثنى تلك القوات المغربية عن المشاركة فى المعركة بلغة فيها الكثير من التقدير لأولئك الجنود ولبلدهم.
لكن تلك التجريدة المغربية لعبت دورا حاسما فى حرب أكتوبر 1973 فى تحرير أجزاء مهمة من هضبة الجولان مع وحدات عراقية، وأنها أساسا قد حررت لوحدها جبل الشيخ الإستراتيجى واحتلت قمته التى كانت ولا تزال تضم مركزا محوريا للاتصالات اللا سلكية والرصد، له قوة حاسمة فى كل بلاد الشام، من خليج العقبة جنوبا حتى ما وراء العاصمة دمشق شمالا. وكان مفروضا أن يحمى ذلك النصر، الذى كانت تقدم عنه القناة التليفزيونية المغربية بعض الصور الحية، فى كل مناسبة لحرب أكتوبر، حيث كان المشاهدون المغاربة يشاهدون جنودهم من تلك الكتيبة، وهم يزحفون صاعدين بسرعة فى جبل الشيخ تحت وابل من الرصاص الإسرائيلي. كان مفروضا، أن يحمى ذلك النصر، جويا من قبل طائرات الميج السورية والسوفيتية الصنع. لكن الذى حدث هو أن الطائرات الوحيدة التى حلقت حينها هى الطائرات الإسرائيلية من نوع ميراج الفرنسية الصنع وإف 5 الأمريكية الصنع. فكان الذى كان، وسقط الشهداء المغاربة بالعشرات. واستعادت تل أبيب «جبل الشيخ» وأجزاء من القنيطرة والجولان، بعد أيام ضارية من القتال.
ووقتها أمر صدام حسين بإرسال سلاح الجو العراقى لتوفير تغطية جوية ولولا ذلك لأبيد جميع الجنود المغاربة.
ويعلق المؤرخ والسياسى المغربى جهاد الهاشمى قائلا: حارب الجيش الجزائرى جنبا مع المغربي، وكان الحسن الثانى نصره الله قد استقبل اللواء سعد الشاذلى من مصر، مبعوثا إلى المغرب، ووافق الحسن الثانى بدون تفكير لكونها قضية عربية، من أجل استرجاع سيناء، وطلب من اللواء الشاذلى مهلة حتى تدق الحرب طبولها، وعند بداية الحرب أرسل الحسن الثانى رحمة الله عليه سرية من المشاة، و سربا من الطيارين بطائرات F لحماية المؤسسات والمراكز الحيوية من حيث الطيارين كان هناك خلاص فى الجيش المغربى بحيث كان مقبوضا عليهم على خلفية انقلاب الصخيرات وقد لاقى عدد كبير من القوات المغربية حتفه هناك فى سيناء وتم دفنهم بالفعل بها.