تحديات عديدة تواجه الإخوان فى الفترة المقبلة، وخصوصاً فيما يتعلق بمجلس الشعب إذا ما جاء حكم الإدارية العليا بتأييد حله، وبالتالى العودة من جديد للدخول فى حلبة صراع الانتخابات مع القوى السياسية الأخرى، حيث يدخل الإخوان هذه المرة فى ظل أجواء غير مريحة بالنسبة لهم منها التحالفات التى تسعى لها الأحزاب والحركات والتيارات السياسية من أجل الوقوف صفا واحدا ضد الإخوان فهل تمثل هذه التحديات تخوفات بالنسبة لهم.. وكيف سيواجهونها؟ فى البداية يقول د. محمود السقا، أستاذ القانون ونائب رئيس حزب الوفد وعضو مجلس الشعب السابق: الأمور لو سارت كما هي، وظل الإخوان لهم الكلمة العليا وأصحاب السيطرة، فسوف يحصلون فى الانتخابات المقبلة على نسبة 99.9 % من مقاعد البرلمان، وبشكل يفوق ما كان عليه حال الحزب الوطنى، أما فيما يتعلق بحراك الأحزاب الأخرى، فلن تكون له قيمة حقيقية، لأن أغلب هذه الأحزاب نائمة ولن تتفق على شىء، بينما يخطط الإخوان من الآن من أجل السيطرة على كل شىء. ويرى د. عماد جاد، الخبير بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام وعضو مجلس الشعب السابق عن حزب المصرى الديمقراطى أن قدرة الأحزاب المدنية وتحالفها ودخولها فى قائمة واحدة هو الحل لمواجهة الإخوان، ولو نجحت هذه الأحزاب بالفعل مع غيرها من الحركات والحملات التى يقودها صباحى والبرادعى وغيرهم وتطالب بمدنية الدولة، فسوف تكون لهم الكلمة العليا، وتصبح أغلب مقاعد البرلمان المقبل تحت سيطرتهم، ولو حدث ذلك سيكون فى مصلحة البلد، فأفضل توليفة لكى تعرف مصر الاستقرار وتبدأ طريقها نحو التقدم هو أن يكون الرئيس من الإخوان المسلمين، والبرلمان والحكومة من كل التيارات الأخرى. ويؤكد جاد أن هناك جهودا تبذل حاليا لبلورة ذلك والوصول إلى تحالف انتخابى وليس اندماجا بهدف الدفاع عن مدنية الدولة، مشيرا إلى أنه لن يعوق ذلك سوى النرجسية التى تصيب عددا من التيارات المدنية، وتجعل كل تيار يتعامل على أنه الأقدر بالقيادة، أما إذا تعالوا عن ذلك، فسوف تكون ضربة حقيقية للإخوان. أما فيما يتعلق بالإخوان، فهم كما هو معروف عنهم لديهم قدرة على الحشد، ومعهم الأدوات التى يجيدون استخدامها، والقدرة على مخاطبة جماهيرهم، ولكن فى مواجهة ذلك هناك أيضا العديد من الأحزاب والحملات، لديها القدرة كذلك على مخاطبة الجماهير. ويستبعد جاد لجوء الإخوان للتزوير، موضحا أنهم إذا كانوا فى الانتخابات الماضية انتهكوا بعض المخالفات، لكنهم الآن وبعد أن أصبحوا مسئولين، سيكونون تحت المنظار ولن يكون من السهل عليهم اللجوء إلى مثل هذه الانتهاكات. الانتخابات المقبلة مزورة هذا ما يتوقعه أبو العز الحريري، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، ونائب مجلس الشعب المنحل، موضحا أن التزوير ليس ورقة ولا تلاعباً فى كشوف، ولكنه حالة عامة يحاول الإخوان فرضها، بعد خنقهم لحرية انسياب المعلومات، وما حدث أخيرا فى الصحافة والإعلام بداية لهذا التزوير. ويقلل الحريرى من أهمية التحالفات والتكتلات التى يسعى البعض لوجودها لمواجهة قوة الإخوان فى الانتخابات المقبلة، مشيرا إلى أنها لن تكون لها قيمة حقيقية أمام من يملكون السلطة التشريعية والتنفيذية، لذلك نحن أمام حالة من اللاشرعية تسود فى الفترة المقبلة. من جانبه يقول الشيخ السيد عسكر، نائب حزب الحرية والعدالة ورئيس لجنة الشئون الدينية بمجلس الشعب المنحل: الانتخابات مقبلة لا محالة، وعلى الجميع أن يستعدوا لها من الآن، ولكن الأمر يحتاج أن نعرف طبيعة القانون الذى ستجرى على أساسه، وكذلك الدستور الذى ستجرى الانتخابات فى ظله وهو حاليا فى مرحلة البحث والإقرار، وما يجعلنا لا نفصح عن خططنا الخاصة بخوض هذه الانتخابات، هو ما حدث لنا من قبل عندما قلنا إننا لا نريد أكثر من 35 % من مقاعد مجلس الشعب، وقمنا بتحديد ذلك قبل معرفتنا بقانون الانتخابات، لذلك عندما تم تحديد خوض الانتخابات بالقائمة والفردي، وجدنا أن ما قلناه لا يتماشى مع هذه المستجدات، فتغيرت النسب التى أعلناها من قبل، وهو ما جعل الكثيرين يهاجموننا، ويتهموننا بتغيير أقوالنا، لذلك أرى أن الحديث عن النسبة من الآن مجازفة، وعلينا جميعا أن ننتظر حتى يتم وضع الدستور والقانون الذى ستجرى على أساسه الانتخابات. وفيما يتعلق بالتكتلات التى تتم حاليا ضد الإخوان، فهى من وجهة نظرى تكتلات عنصرية، ليست فى مصلحة البلد، والأفضل منها أن يعمل كل حزب وفق برنامجه والمنافسة تتم على هذه الأساس، لكن إهمال ذلك والتكتل بهدف إسقاط الإخوان عنصرية. ويضيف المهندس عمرو زكي، الأمين العام المساعد لحزب الحرية والعدالة، وعضو مجلس الشعب المنحل قائلا: نحن ننتظر حكم المحكمة الإدارية العليا المتعلق بمجلس الشعب المنحل، وما إذا كان سيقضى بعودته أو حله وإجراء انتخابات جديدة، وبالتالى سيكون تحركنا على أساس هذا الحكم، فلو كان الحكم يقضى بإعادة الانتخابات مرة أخرى فسنفعل ما لدينا من خطط لخوضها والنجاح فيها. وفيما يتعلق بالتحالفات التى تعمل لمواجهة هيمنة الإخوان يشير زكى أن هذه التحالفات ليست جديدة علينا، وقد واجهناها لسنوات طويلة سواء قبل الثورة أو بعدها، ولدينا القدرة على التعامل معها، لذلك لا نخشاها، وإن كنا نتمنى أن تتم فى إطار من الممارسة الديمقراطية وفى جو من القيم والأخلاق، فمثل هذه التحالفات نرحب بها، وأرى أن وجودها خطوة للأمام ويدعم الديمقراطية ويعمل على إنضاجها. وحول توقع محاولة استحواذ الإخوان على أغلب مقاعد البرلمان يؤكد زكى بأن ذلك ليس حقيقيا، فالإخوان فى الفترة المقبلة يهمهم أن يشاركهم كل القوى السياسية بأفكارها المختلفة، لأن ذلك سيكون فى صالح التشريع ويحقق الاستقرار، وبالتالى ما يتردد حول سعينا للاستيلاء على المجلس ليس حقيقيا وكل ما نسعى له هو أن يمثل البرلمان جميع القوى السياسية. وردا على اتهام الجماعة بأنها ستلجأ للتزوير بعد وصولها للسلطة، يوضح زكى أن الجماعة وحزب الحرية والعدالة لم يعهدا التزوير، والجميع يعرف أن الإخوان عاشوا عصورا سابقة كانت قاسية عليهم، حدث فيها تعدِّ عليهم وعلى أموالهم وخصوصاً فى عهدى عبد الناصر ومبارك، وبرغم ذلك لم يلجأوا لما يخالف مبادئهم وقيمهم .