ممثلة جزائرية تجسد دور أميرة مصرية خارقة.. وممثل مسلم إنجليزى يحارب الشر العراق يدخل على خط أفلام السحر الأسود.. وتوم كروز يدخل عالم الزومبى
مصطلح «التخاطر عن بعد» أو بالإنجليزية تيليباثي هو مصطلح صاغه الشاعر الإنجليزى فريدرك مايرز عام 1882، ويشير إلى المقدرة على التواصل ونقل المعلومات من عقل إنسان لآخر أو أى كائن واع آخر، وربما تكون هذه المعلومات أفكارا أو مشاعر، وقد استخدمت الكلمة فى الماضى لتعبر عن انتقال الفكر.
اعتدنا أن يقوم الممثل الأمريكى براندن فريزر بسلسلة أفلام الحركة والخيال والمغامرات التى حملت اسم «المومياء»، لكن فيلم «المومياء The Mummy » إنتاج 2017 الذى عرض أخيرا، ليس أحد أجزائه لكن هناك تشابهاً فى الفكرة، وهو بطولة النجم الأمريكى توم كروز فى نوعية جديدة عليه تجمع نفس عناصر التشويق من رعب ومغامرات وخيال لكن فى إطار دراما وليس كوميديا، وبالفعل تشجع الأعمال المستوحاة من الحضارة المصرية على تناولها سينمائيا، لما يغلفها من غموض وأسرار.
المومياء التى تتحرك وفى الفترة الأخيرة توالت ظهور أفلام أمريكية عديدة تناولت مصر القديمة لما لها من ثقل تاريخى وفنى وكذلك سياسى مثل: «ملوك مصر» المستلهم من أسطورة مقتل أوزيريس، والفيلم الملحمى «سفر الخروج: آلهة وملوك» المستوحى من قصة سيدنا موسى عليه السلام، وحتى نوعية من الخيال العلمى فى الجزءين الأخيرين من السلسلتين الشهيرتين «الرجال إكس» والمتحولون».
فيلم «المومياء» من إخراج أليكس كورتزمان الذى عمل أكثر فى التليفزيون لذا يوحى لنا أن الفيلم ضمن سلسلة، والبطولة للنجم الأمريكى الوسيم توم كروز ويقوم بدور لص الآثار نيك مورتون، الذى يقوم مع مساعده بالتعاون مع الجيش الأمريكى فى العراق لاكتشاف كنز، وتقوم الممثلة الإنجليزية أنابيل واليس بدور عالمة آثار تملك خريطة توضح مكان الكنز وتكتشف أنها مقبرة مصرية قديمة مسحورة، وبعد انتشال التابوت تنطلق لعنة فى أرجاء المكان لتصيب توم كروز ومساعده، وتبدأ مراحل بعث المومياء المرعبة لأميرة فرعونية اسمها أحمانت وتقوم بدورها الممثلة الجزائرية الفرنسية صوفيا بوتلة، وبعد أحداث معقدة يتواصل توم كروز مع الطبيب غريب الأطوار دكتور هنرى جيكل، ويقوم بدوره النجم النيوزيلندى راسل كرو، وهو الذى يعرف قصة الأميرة المحاربة الخارقة التى كانت تعد نفسها لكى تحكم خلفا لوالدها الفرعون وتصبح إلهة كما كانت العادة لدى المصريين، وبعد مرور آلاف السنين يأتى نيك مورتون لينقذها، فتعتبره محررها وتنوى منحه قوة خارقة وتكمل مشروعها بتحويله لصورة الإله ست وأن تتزوجه.
وبجانب أهمية مصر لدى الغرب تشغل العراق أيضا بال هوليوود، وسبق أن تم تناولها بصورة مشابهة فيلم «خلصنا من الشر» إنتاج 2014 أو بمعنى آخر الشرير ويرمز إلى الشيطان، يعطينا الفيلم مساحة فلسفية لكى نكتشف ما نتج عن حرب الأمريكيين في العراق، على غرار حرب فيتنام، لكن مع مزجها بفكرة خطورة التواصل مع الأرواح الشريرة.
وظهرت كذلك موجة حول أسطورة الزومبى، هى فكرة معقدة ربما تعود لجذور قديمة، بالإضافة لامتزاج عدة ثقافات مع بعضها بعضاً وإضافة كل منها معنى مختلفاً. واستثمرت هوليوود الفكرة فى عالم الترفيه وأدخلت الزومبيين لأفلام الرعب وتفننت فى عرض الصور المقززة والجثث المتحللة.
واستعانت هوليوود بالأجواء المصرية القديمة التى تثير الخيال، فلجأت هوليوود لتعويذة سحرية لإحياء المومياء تارة فى إطار الدراما من خلال سلسلة «المومياء» التى ذكرناها، وتارة أخرى فى إطار الكوميديا من خلال سلسلة «ليلة فى المتحف» بطولة بن ستيلر وروبن وليامز، ويقوم الممثل الأمريكى الذى ينحدر من أصل مصرى يونانى رامى مالك بدور الفرعون آخمنرع والممثل الإنجليزى الهندى بن كينجسلى فى دور والده.
توارد الخواطر
تبشرنا أيضا هوليوود باهتمام العلماء بعملية توارد الخواطر من خلال فيلم «وصول» أو الوصول إنتاج 2016 هو من نوعية الخيال العلمى الملىء بالمعانى العميقة وربما المبهمة ويحتاج لعدة مشاهدات، ويتناول فكرة هبوط كائنات فضائية على كوكبنا، لكننا هذه المرة نتعامل مع كائنات من الفضاء الخارجى لها خصوصية.
الفيلم مأخوذ عن قصة قصيرة للكاتب الأمريكى ذى الجذور الآسيوية تيد تشاينج والاسم الأصلى هو «قصة حياتنا»، والاسم فى النسخة الفرنسية «الاتصال الأول»، ما يوحى أن الفكرة تتعلق بمعنى أكبر من مجرد قصة خيال علمى عن كائنات غريبة تزور الأرض، فالفكرة تذهب لأبعد من ذلك عن الخلق وآدم وحواء، وأننا أنفسنا كبشر أتينا من الفضاء! والفيلم يروى قصة 12 شيئا هبط إلى الأرض فى أماكن متفرقة من العالم بدون سبب واضح ومن هذه الدول السودان، ويعتقد المتخصصون أنها سفن فضاء. ويلجأون إلى عالمة متخصصة فى اللغويات وحضارة الشعوب، تتوصل مع زميلها العالم إلى فك الشفرة.
أما أحدث فيلم يعرض حاليا «برج الظلام The Dark Tower» من نوعية الرعب والخيال بطولة النجم الأمريكى ماثيو ماكونوهى، الذى يجسد دور ساحر وسيم وشرير خارق وكأنه الشيطان، والممثل الإنجليزى الأسمر المسلم الذى بدأ يحقق شهرة كبيرة إدريس ألبا الذى يجسد شخصية المحارب «حامل السلاح» المهموم الذى يسعى بكل الطرق للتصدى للشر الذى يريد هدم البرج، وذلك للحفاظ على التوازن فى الأرض بين الخير والشر ويساعده طفل نابغة، والقصة مأخوذة من رواية للأديب الأمريكى الشهير ستيفن كينج، الفيلم ملىء بالمعانى المهمة عن، أن الشر ربما يكون الأجمل شكلا لكى يخدع الناس وعلى العكس ربما يبدو الخير غير جذاب لكنه يحمل رسالة عظيمة، والفيلم يعتمد بشكل أساسى على فكرة التخاطر للتواصل سواء لإغواء البشر أم لإنقاذهم.