تتعرض مصر العروبة بين فترة وأخرى إلى عمليات إرهابية تستهدفها، شعباً وجيشاً وحكومةً وقيادةً وثورةً.. وبغطاء إعلامي عربي وإقليمي وغربي مرسوم ومقصود.. وقد ازدادت وتيرة هذه العمليات الإرهابية والإعلامية بعد ثورة 30 يونيو الشعبية المجيدة 2013.. وارتفع منسوبها بعد المقاطعة العربية للنظام القطري لدوره الرئيسي في دعم الإرهاب إلى جانب مجرم الحرب الدولي أردوغان، وسلوكه المعادي للعرب والعروبة، ومساهمته المباشرة في كلّ المخططات التي تستهدف العرب بالتفتيت والتقسيم والفوضى والإرهاب والتوحش.. وآخر هذه العمليات الإرهابية، عملية رفح الإرهابية الفاشلة، التي قضى فيها الجيش العربي المصري الباسل على أكثر من (40) إرهابيا جاءوا متخفّين بالملابس العسكرية من باب التمويه والخداع.. وحتى ندرك منطلقات ودوافع وأهداف هذه العمليات الإرهابية التي تستهدف مصر، فإنّنا نشير إلى كيفية تعامل القنوات الغربية مع الحدث، ومثال على ذلك فضائية (B B C) الإنكليزية/العربية، فقد أوردت الخبر بتشف كامل عن((مقتل عشرات الجنود المصريين)) بينما لم تشر من قريب أو بعيد لأكثر من (40) إرهابيا تمّت تصفيتهم من قبل الجيش العربي المصري، وعادت في اليوم الثاني لتشير بتشف أيضا إلى ((مقتل عدد من الجنود المصريين في إنفجار عربة عسكرية))، بينما لم تشر من قريب أو بعيد إلى تصفية (14) إرهابيا من الفارين من سيناء في مدينة الإسماعيلية بعد تلقيهم الهزيمة على يد أبطال الجيش العربي المصري الباسل.. وكانت هذه الفضائية أوّل من إستخدم مصطلح (( تنظيم الدولة الإسلامية)) و((الجهاديين)) في وصف داعش الإرهابي وأمثاله من الجماعات الإرهابية، التي أدانها العالم بكامله وصنّفها كجماعات إرهابية، ومن ثمّ تعميمه على القنوات الأمريكية والفرنسية والغربية بشكل عام.. أمّا قناة الجزيرة وغيرها من القنوات((العربية)) والتركية والإيرانية والصهيونية وتوابعها من القنوات الناطقة لفظا باللغة العربية فلا تحتاج إلى تعليق أو تحليل، فالعداء لمصر العروبة والعرب عموما، مستحكم ومتجذّر، حتى تحول إلى عقدة مرضية وحالة من التأزم النفسي الحاد والأحقاد الدفينة.. وتعود الأسباب البعيدة والقريبة لكلّ هذه الجرائم الإرهابية والحروب الإعلامية والنفسية، إلى أن مصر هي حاضنة القدر العربي، تاريخا وجغرافية ومكانة وإمكانية وقيادة، فعلى حدودها سقطت كلّ الغزوات التي إستهدفت الوطن العربي: فهي قلب الأمة العربية ومخزونها البشري والحضاري والثقافي والإستراتيجي، ومن يريد أن يغزو ويحتلّ ويمسك بمصير الوطن العربي، عليه أولا أن يحوز على مصر، جائزة كبرى لتتويج الإحتلال والسيطرة ومن ثمّ إلغاء العرب والعروبة من الجغرافية والتاريخ، أو أن يعطّل دورها ويشغلها ويشاغلها داخليا أو على حدود سيناء تحت حماية ودعم وتوجيه الجيش الصهيوني وبوابة غزّة والحدود الليبية.. وعلى أرضها تبلورت مشاريع النهضة والوحدة العربية، خصوصا مشروع محمد علي الكبير، والمشروع النهضوي العربي الناصري الذي إنتقل بمصر والأمة العربية من هامش التاريخ إلى قلب حركته وهيكل النظام الدولي وموازين القوى فيه.. وتعود هذه الأسباب في المنظار القريب إلى ثورة 30 يونيو الشعبية المجيدة التي فجّرها الشعب العربي المصري العظيم، بمؤازرة جيشه الباسل ممثلا بالقائد العربي الشجاع الرئيس عبد الفتاح السيسي، تلك الثورة التي وجّهت الضربة القاضية لمشروع تفتيت مصر والوطن العربي إلى محميّات للطوائف والأعراق والملل والنحل، وأعادت الإعتبار والفاعلية لدور مصر العربي والمشروع النهضوي العربي بشكل عام.. وكان دورها الرئيسي قد تجسّد مؤخرا في عزل ومقاطعة داعمي الإرهاب، ما أثار جنون الإرهاب وداعميه.. هذه هي الأسباب الرئيسية وغيرها الكثير، التي تقف خلف هذه الأعمال الإرهابية والحروب الإعلامية والنفسية التي تستهدف مصر العروبة والعرب عموما.. وكلّ الجماعات الإرهابية والقوى الداعمة لها تدرك أنّ هذه العمليات مهمّا تمّ تمويلها وتضخيمها لن تحقق أهدافها، فمصر أقوى بقدرها وشعبها وجيشها وقيادتها وثورتها ووحدتها، لكنّهم يعّبرون يائسين عن الإحباط والنكوص والسعار المرضي الذين يتردّون فيه، وهم يرون مشروع حاكميات وفتاوى وأخويات التكفير والدم والإرهاب والتوحش والطائفية والشعوبية الجديدة والتفتيت والتقسيم والإستقواء بالتدخل والإحتلال الأجنبي، ينهار مهزوما متلاشيا متبّخرا في العراق وسورية وليبيا وفي كلّ الساحات العربية.