رفع المؤذن صوته ليعلن عن موعد الصلاة وميعاد الإفطار لليوم السابع عشر من رمضان، وبدأ جنودنا علي الحدود تجهيز طعامهم بعد أن أدوا صلاة المغرب جمعا تحرسهم فئة قليلة كما اعتادوا دائما في مثل هذه الأيام خصوصاً أنهم علي الحدود وتجب حمياتها وتطبيقا للشريعة الإسلامية أن تقوم فئة، وتصلي وتحرسها الفئة الأخري حتي لا يعطوا ظهورهم للعدو .. ولم يتوقع جنودنا البواسل أن رصاصات الغدر سوف تأتيهم من الخلف ومن أشقاء يعتنقون نفس الديانة، ولكن بفكر إرهابي رصاصات الغدر كانت من كل مكان ليلقي 16جندياً منهم حتفهم ويصاب الآخرون في مشهد أشبه بالمجزرة والمذبحة دون معرفة السبب البعض لم يكمل أكل لقمته لتقف في حلقه مفارقا الحياة، والآخر لم يمهله القتلة من شرب جرعة ماء بعد يوم عنيف في حراسة صحراء سيناء علي الحدود الشرقية، فماذا حدث في هذا اليوم؟؟ مجموعة تطلق علي نفسها مجموعة الجهاد وتحمل الرايات السوداء استغلت توقيت الإفطار لتهاجم جنودنا الأبرار علي الحدود عددهم يقدر ب 35 شخصا هاجموا في البداية نقطة حدودية وتمكنوا من سرقة مدرعة للشرطة قادها أحدهم متجها بها إلي كمين حدودي مصري أمطروا كل من كان فيه بالرصاص وحاولوا مهاجمة إسرائيل إلا أن الطيران الإسرائيلي قد انتبه للواقعة أثناء قيامهم إطلاق الرصاص علي الجنود المصريين، ومن خلال طائرة مروحية تمكنوا من قتل 5 منهم وتدمير المدرعة ولم يتوقف المهاجمون عند هذا الحد وفي نفس اليوم استهدفوا فجراً كميناً أمنياً آخر بالقرب من منطقة الريسة وقاموا بإطلاق الرصاص باتجاة رجال الشرطة والتي ردت علي الفور علي المهاجمين والذين فروا هاربين، وعلق مصدر أمني أن هذه العناصر تختار التوقيتات المناسبة لتنفذ عملياتها، ففي وقت الإفطار نفذوا عملية الاعتداء علي النقطة الحدودية وفي وقت السحور هاجموا كمين الريسة، وأضاف المصدر أن أجهزة الأمن بمساعدة قبائل سيناء تحاصر بعض العناصر التي نفذت العملية بمناطق جبلية بصحراء سيناء، وقد يستلزم الأمر استخدام طائرات مروحية في مهاجمتهم، وأضاف أن سقوطهم سيكون خلال ساعات قليلة، وأشار إلى أن مجموعة منهم قتلت داخل الحدود الإسرائيلية. وفي السياق ذاته قام الضباط والجنود المصريون العاملون على الحدود برفح بتأدية صلاة الجنازة قرب مقر عملهم على أرواح الشهداء الذين استشهدوا فى العملية الإرهابية على الحدود مساء أول أمس، وحول شخصية منفذي الحادث، فالصغير يعلم قبل الكبير بسيناء أن هذه المجموعات تسمي أصحاب الرايات السوداء والتي تنتمي إلي فكر التكفير وهاجمت في فترات سابقة قسم ثاني العريش وحطمت ودمرت العديد من الجهات الأمنية بسيناء، وهى جماعات يُطلق عليها أمنيًا »أصحاب الرايات السوداء» حيث يقومون بزعامة رجل فلسطيني –هارب من سجن أبو زعبل أثناء فترة الانفلات الأمني بالسجون المصرية- وقاموا بعمليات مُسلحة ضد مواطنين مصريين وهجمات ضد أقسام شرطة إضافة لتدمير خطوط الغاز لإسرائيل بشكل أو بآخر. حيث يشير مصدر أمني إلى أن هذه المجموعات والتي تقدر بحوالي 1500شخص من مختلف محافظات مصر وبعض الدول العربية ونعلم أسماء العديد منهم، وكان المقرر أن تبدأ معهم حملة أمنية في فترة سابقة إلا أنني أعترف أننا تأخرنا كثيرا في محاربتهم وقد يرجع ذلك إلي الحالة المتواجدة عليها البلاد من انفلات أمني، وحول الوضع الراهن أكد مصدر مسئول أنه تم إعلان حالة الطوارئ في سيناء وخصوصاً بمنطقة رفح لسرعة القبض على المتهمين، وقال المصدر إنه تم نشر ما يقرب من 50 كميناً علاوة على تمشيط المنطقة بالكامل وإجراء تحريات مكثفة والتعاون مع شيوخ القبائل لرصد المتسببين في الحادث في أسرع وقت. وقد رصدت "الأهرام العربي" ردود أفعال المواطنين بسيناء حول الحادث يقول الدكتور سامي أنور، مدير مستشفي العريش العام إن ثلاجات بنك الدم بمستشفي العريش قد امتلأت تماما بعد توجيه النداء للمواطنين بالتبرع بالدماء بعد الحادث الأليم، وأضاف أننا ناشدنا المواطنين بالتوقف عن التبرع لعدم وجود أماكن بالثلاجات لحفظ الدم، فيما يقول مصطفي سنجر، بمدينة الشيخ زويد إن هذا الحادث مرفوض تماما لأنها نتاج طبيعي لسنوات القمع التي أنتجت فكرا متطرفا تحركه العناصر الخارجية بالمال والتوجيهات وقتما شاءت معتقدا أنه يقوم بالجهاد المقدس ضد الكيان الصهيوني وكأنه يتم الجهاد ضد إسرائيل بقتل الجنود المصريين، وهذا منطق غريب لا يصدقة عقل، فيما يقول إبراهيم آدم، موجه عام بالتربية والتعليم إن هذا الحدث هز ضمائر العالم الإسلامي وهم جماعة تكفيرية لا تمت للإسلام مطلقا، ونطالب بالقضاء عليهم نهائيا وهم أفراد معروفين بسيناء وأن أمن مصر وسيناء في خطر، فيما أكدت الدعوة السلفية بسيناء بضرورة البحث وسرعة إلقاء القبض علي الجناة الحقيقيين في هذا الحادث الأليم، وقالت الدعوة السلفية في بيان لها إنه يجب ألا تأخذنا رأفة بالجناة بعد أن سفكوا الدم الحرام وانتهكوا حرمة الشهر الفضيل وعرضوا أمن بلادنا للخطر. وعلي الصعيد السياسي وصل رفح بشمال سيناء الرئيس محمد مرسي ووزير الدفاع المشير محمد حسين طنطاوي ورئيس هيئة أركان القوات المسلحة الفريق سامي عنان ووزير الداخلية اللواء أحمد جمال الدين. وقد توجه مرسي ومرافقيه فور وصولهم إلى مدينة رفح حيث الهجوم الذي وقع على أفراد من الجيش للاطمئنان على كل الجهود المبذولة لعلاج آثار الحادث الإرهابي الغادر الذي أدى إلى استشهاد 16من الضباط والجنود، وإصابة 7 آخرين. كما يتفقد السيد الرئيس مجمل الأوضاع الأمنية، و يطمئن على أوضاع الجنود والقوات العاملة فى المنطقة. كانت القوات المسلحة قد أكدت استعادة الأمن والاستقرار فى سيناء في أقرب وقت مشيرة إلى أن الهجوم في رفح أسفر عن مقتل 16 ضابطا وجنديا وإصابة سبعة آخرين.