عرفان خان.. البطل الذى غزا هوليوود

ولد فى المدينة الوردية لواحدة من أشهر العائلات المسلمة من المجموعة العرقية البشتون

أول أفلامه دور صغير فى فيلم «سلام بومباى» وترشح لأوسكار أحسن فيلم أجنبى

ربما لا يتمتع بالوسامة لكنه يمتلك موهبة لافتة للنظر جعلت شهرته تتخطى حدود وطنه، ويبدو أن النجم عرفان خان مألوف لنا، ليس فقط لأنه بطل أفلام فى بوليوود الهندية، بل لأنه نفذ إلى هوليوود الأمريكية أيضا وأصبح نجما عالميا، ومن بعد نجاح أعماله فى سباق الأفلام فى الهند دخل هوليوود بقوة وليس من خلال أدوار بسيطة فحسب.
حصل عرفان خان على منحة للدراسة فى المدرسة الوطنية للدراما فى العاصمة نيودلهى فى 1984 وتخرج فى 1987، ثم انتقل إلى مومباى، ومن هنا بدأ مشواره الفنى بأدوار صغيرة على المسرح وفى التليفزيون.وفى عام 1988 بدأ بدور صغير فى فيلم «سلام بومباى» من نوعية الجريمة، والذى ترشح لجائزة أوسكار كأحسن فيلم أجنبى، وبعدها قام عرفان بعدة أدوار صغيرة حتى 1994 ليأخذ الدور الرئيسى فى فيلم «المخبر الخاص»، وفى عام 2001 شارك عرفان خان فى فيلم «المحارب The Warrior» من نوعية المغامرة ومن إنتاج هندى بريطانى مشترك ومن اخراج آصف كابدايا وهو إنجليزى من أصل هندى مسلم، وتم تصوير الفيلم فى راجستان، ويعد هذا العمل انطلاقة عرفان خان الحقيقية، وفى 2003 قدم واحدا من أهم الأدوار الشريرة فى السينما الهندية فى فيلم «هاسيل Haasil» الذى يجمع بين الجريمة والرومانسية والدراما، ونال عرفان خان أول جائزة فى مسيرته السينمائية وهى جائزة «فيلم فير» الهندية كأحسن ممثل شرير وجائزة ثانية عن نفس الدور ثم توالت الجوائز فى حياته الفنية. وفى عام 2003 أيضا قدم فيلم «مقبول Mabool» من نوعية الدراما والمأخوذ عن مسرحية «ماكبث» لوليام شكسبير عن القائد الأسكتلندى ماكبث الذى بإيعاز من زوجته يغتال الملك دانكن ليجلس على عرش أسكتلندا مكانه!
وولد صاحب زاد عرفان على خان فى 7 يناير 1967 واختار بعد ذلك اختصار اسمه لعرفان خان، فى مدينة جايبور المعروفة بالمدينة الوردية وهى مقصد سياحى شهير وعاصمة ولاية راجستان أكبر ولايات الهند وتقع على حدود باكستان، فى واحدة من أشهر العائلات المسلمة هناك، والدته بيجوم من عائلة تونك حكيم، وعمل والده فى إدارة تجارة الإطارات، وهو من المجموعة العرقية البشتون من أفغانستان وباكستان، ويعتنق البشتون الإسلام، وتعتبر القومية البشتونية من الشعوب الآرية الهندو أوروبية التى هاجرت من شرق أوروبا إلى الشمال الغربى للهند عام 2000 قبل الميلاد، وهم قريبون من الفرس والأكراد والطاجيك، وجاء المحاربون والمغامرون البشتون إلى راجستان للعمل فى الجيش.وعرفان خان من أشهر تسعة نجوم مسلمين فى بوليوود يحملون لقب العائلة «خان» والمنتشر لدى المسلمين فى هذه المناطق، ممن تزوجوا من خارج ديانتهم مثل شاروخان، فهو متزوج من الكاتبة الهندوسية سوتابا سيدكار والدة ابنيه بابل وأيان. وظهر مرة أخرى بأنه غير ملتزم دينيا، ففى العام الماضى وأثناء الترويج لفيلمه «مدارى Maadari» من نوعية الجريمة، فأثار عرفان خان جدلا من خلال تصريحاته أن المسلمين صامتون تجاه أعمال الإرهاب، ثم تحدث بشكل مباشر عن الدين وقال إن التضحية خلال عيد الأضحى واجبة، لكنه تساءل عن الطريقة التى يجرى بها الأمر!واستهجن العملية، وحث الناس أن يسألوا أنفسهم عما إذا كان أخذ حياة الحيوان سيكون بمثابة عمل جيد أم لا؟ وتردد أنه هاجم أيضا تقاليد الصيام خلال شهر رمضان الكريم وقال فى مقابلة إنه بدلا من الصيام، ينبغى على الناس ممارسة التأمل الذاتى! ومن ناحيته علق أنور شاه، سكرتير المسجد الجامع فى جايبور، على تصريح الممثل ساخرا «لأن خان فى الدين ليس بارعا كما هو حاله فى السينما، فإنه يجب أن يمتنع عن التعليق على تلك الأمور»! لكن سرعان ما عاد عرفان خان وأكد على اعتزازه بالدين الإسلامى.
ومن أشهر أفلامه فى هوليوود «الجحيم Inferno» من سلسلة «شفرة دافنشى» للأديب دان براون من نوعية المغامرة وإنتاج 2016 وقام فيه عرفان خان بدور مهم أمام النجم توم هانكس وظهر معه على الأفيش، وقال إن هانكس شخص ودود وذو طبيعة مضيافة وشاركت فى الفيلم أيضا الإنجليزية فيليسيتى جونز والممثل الفرنسى الأسمر عمر سى، وهو يكمل فيلم «ملائكة وشياطين»، وقصة الفيلم استكمالا لشخصية روبرت لانجدون عالم الرموز وبروفيسور فى جامعة هارفارد الذى يواجه مغامرات بوليسية تدور أحداثها فى عدد من الدول وفى إطار معقد يدمج بين الحاضر والرموز التاريخية، ويستيقظ هذا العالم فى غرفة بمستشفى فى مدينة فلورنسا الإيطالية، ليكتشف أنه قد فقد ذاكرته ولا يتذكر أى شىء، حتى فى الأيام الأخيرة الماضية. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل فجأة يجد نفسه هدفا لمجرم يطارده ويسعى للنيل منه، وبمعاونة الطبيبة سيينا بروكس وبقدرته على التعامل مع الرموز يحاول استعادة ذكرياته وإيقاف هذا المجرم عن نشر وباء قاتل، كما يحاول حل لغز متعلق ب «الجحيم» وهو الجزء الأول من القصيدة الملحمية «الكوميديا الإلهية» التى ألفها دانتى أليجييرى فى القرن الرابع عشر، والذى يعد أعقد الألغاز التى واجهته فى حياته على الإطلاق!ويلعب عرفان خان دور البروفيسير هارى سيمز الذى يساعد المجرم لكن عندما يكتشف حقيقته ويعلم أنه إرهابى يتحول إلى جانب لانجدون، وقال عرفان خان إنه فى البداية عرض عليه دور آخر فى الفيلم لكنه اختار هذه الشخصية.
وشارك أيضا عرفان خان فى أفلام هوليوودية أخرى مثل «العالم الجوراسى» من نوعية الخيال العلمى وإنتاج 2015 من سلسلة «حديقة الديناصورات»، و»حياة بى» من نوعية الفانتازيا وإنتاج 2012 الذى فاز بأربع جواز أوسكار منها جائزة أحسن إخراج للمخرج التايوانى آنج لى، وفى نفس العام قدم دورا فى فيلم «الرجل العنكبوت المدهش»، ودوره الشهير كمحقق مع الشاب الفقير الذى يشترك فى مسابقة التليفزيون فى فيلم «المليونير المتشرد» من نوعية الدراما وإنتاج 2008، و«شركة دارجيلنج المحدودة» من نوعية الكوميديا إنتاج 2007، و«يحمل الاسم نفسه» من نوعية الدراما وإنتاج 2006 عن مشاكل الجيل الأول وأبنائهم الذين هاجروا من شرق الهند من ولاية البنغال الغربية إلى أمريكا.
ويستعد عرفان خان، لتصوير فيلمه الجديد «هندى متوسط Hindi Medium»، من نوعية الدراما حول زوجان يتطلعان ليكونا جزءا من المجتمع الراقى فى دلهى، ويلعب عرفان خان دور رجل أعمال هندى يمتلك متجرا للسارى الهندية، فى حى يشتهر بالأسواق فى دلهى القديمة اسمه تشاندى تشوك، وقال إنه تعلم كيفية ارتداء السارى ولفه من أجل هذا الفيلم، حيث يحاول دائما إقناع زبائنه بالشراء عندما يفشل العاملون لديه بإقناعهم! بالإضافة لارتباطه بفيلمين آخرين هما «الغريب» من نوعية الكوميديا من إنتاج بوليوود، و«لا سرير للورود» من نوعية الدراما من إنتاج عرفان خان وبالتعاون مع شركة إنتاج من بنجلاديش، حول اكتشاف أفراد عائلتي النسيج الرقيق للمحبة عندما يموت كبير إحدى العائلتين، والفكرة أن الموت لا يفرق دوما فأحيانا يعيد العلاقات بين الناس.