"يونهاب": كوريا الشمالية أطلقت صاروخا باليستيا باتجاه بحر اليابان    بعد انخفاضها 2040 للجنيه.. مفاجأة بأسعار الذهب والسبائك اليوم بالصاغة محليًا وعالميًا    زلزال قوي يضرب ساحل الإكوادور (تفاصيل بالخريطة)    وزير الزراعة: تحديد مساحات البنجر لحماية الفلاحين وصادراتنا الزراعية تسجل 7.5 مليون طن    عاجل- الحكومة: لا تهاون في ضبط الأسعار.. ورئيس الوزراء يشدد على توافر السلع ومنع أي زيادات غير مبررة    تعليمات جديدة من التعليم للمعلمين ومديري المدارس 2025-2026 (تفاصيل)    جداول امتحانات شهر أكتوبر 2025 بالجيزة لجميع المراحل التعليمية (ابتدائي – إعدادي – ثانوي)    أكثر من 40 عضوًا ديمقراطيًا يطالبون ترامب بمعارضة خطة ضم الضفة الغربية    نائب الرئيس الأمريكي يعرب عن تفاؤله إزاء وقف إطلاق النار في غزة    أوكا: الأهلي فاوضني مرتين.. ولهذا السبب رفضت اللعب للزمالك    إصابة 13 شخصا في إنقلاب ميكروباص على طريق «أبوسمبل- أسوان»    عاجل- بدء التقديم لحج الجمعيات الأهلية اليوم.. 12 ألف تأشيرة وتيسيرات جديدة في الخدمات    أبرزهم يسرا وهنا شيحة.. النجوم يتألقون على ريد كاربيت فيلم السادة الأفاضل    أنظمة الدفاع الجوي تتصدى لهجوم روسي على كييف    محافظ الغربية: رفع درجة الاستعداد القصوى لانتخابات مجلس النواب 2025    سفيرة قبرص بالقاهرة: مصر خيارنا الأول.. ولو كان بوسعنا اختيار جيراننا لاخترناها    إلغاء مباراة برشلونة وفياريال فى ميامى.. والبارسا يصدر بيانًا رسميًا    وزير الخارجية الأمريكي يبلغ رئيس وزراء العراق ضرورة نزع سلاح الفصائل الموالية لإيران    إخلاء مبنى الكابيتول في وايومنغ بعد العثور على عبوة ناسفة    القومى للمرأة بسوهاج ينفذ مشروع تحويشة لدعم السيدات اقتصاديا بمركز المراغة    باريس سان جيرمان يكتسح ليفركوزن بسباعية في دوري الأبطال    «تقريره للاتحاد يدينه.. واختياراته مجاملات».. ميدو يفتح النار على أسامة نبيه    الشباب والرياضة تنهى إجراءات تسليم وتسلم إدارة نادى الإسماعيلى للجنة المؤقتة    موعد مباريات اليوم الأربعاء 22 أكتوبر 2025.. إنفوجراف    المدير التنفيذي للزمالك يكشف كواليس فشل الجمعية العمومية وأسرار الأزمة المالية    أرتيتا: مواجهة أتلتيكو مدريد كانت صعبة.. وجيوكيريس استحق التسجيل    ريكو لويس: سيطرنا على مباراة فياريال.. وجوارديولا يعلم مركزي المفضل    د. محمد العربي يكتب: دور الأزهر في التصدي للفكر الإرهابي    سعر الدولار والريال السعودي أمام الجنيه قبل بداية تعاملات الأربعاء 22 أكتوبر 2025    اعترافات المتهم بمحاولة سرقة مكتب بريد العوايد في الإسكندرية: من قنا وجاء لزيارة شقيقته    «حافظوا على سلامتكم».. تحذير من حالة الطقس اليوم: ظاهرة جوية «خطيرة»    وفاة شاب ابتلع لسانه أثناء مباراة كرة قدم في الدقهلية    الحماية المدنية تسيطر على حريق تدوير مخلفات شرق الإسكندرية    تشييع جثمان شاب بأسيوط ضحية انهيار بئر في محافظة المنيا    قرار جديد بشأن استئناف عامل المنيب على حكم سجنه بالمؤبد    محمد عامر: الجونة تضم 18 فندقًا و670 محلًا تجاريًا بينها 110 مطاعم    رومانسي وحساس.. 4 أبراج بتحب بكل جوارحها    تكريم ياسر جلال في مهرجان وهران بالجزائر    فعاليات للتوعية ضد الإدمان وزواج القاصرات بعدد من المواقع الثقافية بالغربية    جامعة طنطا تحتفي بإنجاز دولي للدكتورة فتحية الفرارجي بنشر كتابها في المكتبة القومية بفرنسا    «نحن فى ساحة الحسين نزلنا».. المصريون يحييون ذكرى استقرار رأس الحسين.. وانتشار حلقات الذكر والابتهالات.. وخدمات الطرق الصوفية تقدم الطعام والشربات للزوار.. وطوارئ بمستشفى الحسين الجامعى لخدمة المحتفلين.. صور    انطلاق مهرجان القاهرة الدولى لموسيقى الجاز 30 أكتوبر بمشاركة 12 دولة    سفير الإمارات: العلاقات بين مصر وأبوظبي نموذج مثالي يحتذى به بين الدول    مواقيت الصلاة فى أسيوط الاربعاء 22102025    إمام مسجد الحسين: المصريون يجددون العهد مع سيدنا النبي وآل البيت    مجلس كلية طب طنطا يناقش مخطط تدشين مبنى الكلية الجديد    استشاري مناعة: الخريف أخطر فصول العام من حيث العدوى الفيروسية.. واللقاحات خط الدفاع الأول    خطر يتكرر يوميًا.. 7 أطعمة شائعة تتلف الكبد    تخلصك من الروائح الكريهة وتقلل استهلاك الكهرباء.. خطوات تنظيف غسالة الأطباق    أبرزها الموز والزبادي.. أطعمة تجنب تناولها على الريق    وزير الخارجية: نشأت فى أسرة شديدة البساطة.. وأسيوط زرعت الوطنية فى داخلى    الصليب الأحمر في طريقه لتسلم جثماني محتجزين اثنين جنوب غزة    هل يجوز تهذيب الحواجب للمرأة إذا سبّب شكلها حرجًا نفسيًا؟.. أمين الفتوى يجيب    المصري الديمقراطي يدفع ب30 مرشحًا فرديًا ويشارك في «القائمة الوطنية»    رمضان عبد المعز: "ازرع جميلًا ولو في غير موضعه".. فالله لا يضيع إحسان المحسنين    شاريسا سولي تشارك في لجنة القضايا العامة بمجلس الكنائس المصلحة العالمي    رئيس الوزراء يتابع عددا من ملفات عمل وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 21-10-2025 في محافظة الأقصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البناء فى مواجهة الهدم.. 100 شخصية صنعت تاريخ مصر (3-4).. أبطال مصر يقودون حركات التحرر ضد الاستعمار
نشر في الأهرام العربي يوم 15 - 06 - 2017

مصطفى كامل يتحدى الإنجليز.. وأحمد عرابى يواجه الأتراك

سعد الشاذلى.. صحب المآذن العالية التى حطمت خط بارليف

تحتمس مؤسس العسكرية المصرية وصانع التاريخ الحربى العظيم

أحمس طارد الهكسوس الذى لم يخسر معركة واحدة

«أحمد زكى» مبتكر علامات الترقيم التى أنقذت اللغة العربية

«الأهرام العربى» تواصل استعراض مسيرة البنائين العظام من خلال أوراق كتاب 100 شخصية صنعت تاريخ مصر للكتاب: ماهر الشيال ومحمد الصبان ومحمد الطناوى وهيثم أبو زيد، الذى صدر حديثا عن دار البديل للطباعة والنشر.. هؤلاء البناءون الذين قدمتهم مصر على مدار عصورها لأمتها والإنسانية كلها، وهى تخوض معركتها القدرية.. «معركة البناء ضد الهدم».
رافق نارمر فى رحلته لتوحيد مصر جنوبا وشمالا، وشهد لحظة انتصار أحمس على الهكسوس، داعبت يده زروع المصريين وقت الحصاد، وكاد يوقع على معاهدة رمسيس الثانى بعد انتصاره بقادش، لفحته حرارة الشمس وهو يراقب طقوس أخناتون وهو يعبد الإله الواحد، إنه سليم حسن شيخ الآثاريين المصريين وأول من بدأ رحلة التنقيب عن الآثار المصرية، واستنقاذها من أيدى الاحتلال البريطانى، دفع ثمنا فادحا لوطنيته، كعادة نوابغنا الذين سبقوه، والذين تلوه، فبحكم منصبه، واهتمامه بإعادة كنوز مصر إلى أهلها، صادر سليم حسن عددا من القطع الأثرية التى يحتفط بها الملك فؤاد وأعادها إلى حوزة الدولة، فحاك الملك فاروق له المؤامرات حتى أجبره على ترك منصبه ، فتفرغ للكتابة والبحث والتنقيب عن كل ما يخص تاريخ أجداده، ، وترك لنا ثروة من الأبحاث والمؤلفات، صارت مصادر ومراجع كل باحث أراد الكتابة عن التاريخ المصرى القديم، وتعد موسوعة «مصر القديمة» هى الأهم بين أعماله، والتى صدرت فى 16 جزءا ضمن 33 كتابا.

العالم المتفرد
ولد هناك عند مجمع البحرين، حيث يتأهب النيل ليعانق المتوسط، ليصبح الدكتور على مشرفة، أحد علماء الرياضيات فى مصر والعالم، ويكون أول عميد مصرى لكلية العلوم، وأول من نادى وأسس لدخول مصر مجال الطاقة النووية، حيث قدم ابن دمياط لمصر والإنسانية كلها نحو مائتى بحث علمى، كما كان شريكا لألبرت أينشتاين فى الإثبات الرياضى لنظرية النسبية، الذى قال عنه أينشتاين «إن على مصر أن ترعى مشرفة كما ترعى أهرامها، إنه موسوعة بشرية حوت الكثير من النبوغ الذى قل مشابهته فى العالم بأسره»، وكان يطلق عليه علماء عصره «مستودع أسرار الذرة».

أبو القانون
يعد د. عبد الرازق السنهورى، هو أبو القانون العربى بلا منازع، إذ أسس دساتير وقوانين العديد من الدول العربية، من بينها العراق وليبيا والكويت، والسودان والبحرين وسوريا، كما أصدر أول مجلة قانونية فى مصر، مجلة مجلس الدولة، وقدم عشرات الأبحاث والمؤلفات القانونية التى خلدت اسمه كأهم قامة قانونية فى تاريخ مصر الحديث.

رجل الإصلاح
على من يصرخون طالبين المليارات لتطوير التعليم المتدهور فى مصر أن ينظروا فى مسيرة على مبارك الذى لم يكن سوى رجل واحد، وفرت له الدولة إمكانات مادية متواضعة للغاية، لكنه استطاع تأسيس منظومة تعليمية متطورة، اهتم فيها بأدق التفاصيل، فأعاد تنظيم المدارس، واختار لها المدرسين الأكفاء، ووضع مع عدد منهم المناهج الدراسية المتميزة، وأنشأ لطبعها مطبعتين، وعنى بشئون الطلبة من مأكل وملبس ومسكن، ومنع عقابهم بالضرب، ليبعث نهضة تعليمية جديدة بأقل الأموال، وبالتوازى قدم مشروعا للحد من الأمية، وآخر لتطوير الجهاز الإدارى للدولة، خصوصا وزارتى الأوقاف والأشغال، وضبط أوجه الإنفاق الحكومى، وقضى على الفساد المنتشر فى أروقة الدواوين، وأعاد تخطيط المدن وإضاءة الشوارع فى القاهرة والأقاليم، وبنى العديد من المستشفيات وشق الترع، وأنشأ الجسور والقناطر، كما قدم سفرا ضخما فى عشرين مجلدا سجل فيه مدن مصر وقراها وجغرافيتها وتاريخها فى العصرين القديم والحديث، لكن إنجازه الأكبر هو «إلغاء نظام سخرة الفلاحين»، الذى كان يمتهن كرامة المصريين، إنه رجل واحد مسكون بالرغبة فى الإصلاح الحقيقى، استطاع تغيير وجه الحياة فى مصر بعيدا عن شماعة الإمكانات إياها.

الصحفى النزيه
أمين الرفاعى، هو أحد الذين رسموا معالم الصحافة المصرية المقاومة، الذى يعلى مصلحة وطنه على ما عداها من مصالح شخصية أو حزبية ضيقة، كما كان دائما نموذجا للصحفى النزيه الحر الذى قاوم الاحتلال بشراسة، كما قاوم الفساد الحكومى بحزم وصرامة فصار بحق الصحفى النزيه.

عروس النيل
عاشت الأديبة المقاتلة نعمات أحمد فؤاد حياتها مدافعة عن مصر وشعبها ونيلها وآثارها، وخاضت المعارك انتصارا لحضارتها ولغتها وأرضها العريقة، وقد تركت لنا ثروة من الكتب والمؤلفات فى شتى المجالات، خصوصا فى التاريخ والتراث الشعبى والأدب والفنون، كما تصدت لقضايا عديدة أشهرها معركتها ضد إنشاء مدينة سياحية عند الأهرام المسمى بمشروع «هضبة الأهرام»، مطلقة قولها الشهير، إن أصحاب الأموال غير أصحاب الحضارة، وقد انتصرت فى معاركها الوطنية وخرجت مرفوعة الرأس محاطة بحب واحترام وتقدير كل المصريين.

نصير المرأة
عبرت أفكار قاسم أمين، الطريق لظهور الحركة النسائية المصرية بقيادة هدى شعراوى وصفية زغلول ونبوية موسى وسيزا نبراوى، وبرغم عمره القصير، حيث رحل فى مطلع الأربعين، لكنه ترك مؤلفاته ومواقفه تراثا فكريا ووطنيا بالغ الأهمية تجعله يحتل مكانة لائقة بين صناع التاريخ فى مصر.

شيخ العروبة
ظلت الكتابة العربية مفتقدة إلى علامات الترقيم التى لا تكاد تستقيم القراءة بدونها، حيث تضطرب العبارات عند اضطراب الوقف والبدء، فكان القارئ يتخبط فى متاهاتها، إلى أن جاء علم من أعلام اللغة العربية والأدب وتحقيق التراث والمخطوطات، هو أحمد زكى باشا إبراهيم، الذى أنقذ اللغة من هذه الحالة المتخبطة، بعدما أنفق معظم سنوات عمره فى البحث والدراسة المؤسسة لعلم وفن «التحقيق»، الحديث فى العالم العربى، حيث جاب العالم شرقا وغربا، وجمع كنوز التراث العربى ومخطوطاته وحققها وحفظها فى اللغة العربية هو الإنجاز الأهم الذى جعله أحد أبرز بنائى العصر الحديث.
الثائر الساخر
استخدم يعقوب صنوع قدرته العبقرية على السخرية فى مقاومة المستعمر البريطانى، والدعوة لتحرير مصر، وكذلك فى الثورة ضد الطغاة المحليين، وقد نجح فى كسب تأييد واسع النطاق لقضايا التحرر الوطنى من مختلف البلاد التى زارها سواء بمحاضراته أو كتاباته الوطنية التى جعلته قلما وطنيا أسهم فى بناء حرية وطنه.

الحاكم العظيم
فى عهده لم تخسر مصر معركة قط، هكذا وصف التاريخ أبا العسكرية المصرية، ومن أعظم من حكم مصر على الإطلاق على مدار تاريخها الممتد آلاف السنين، إنه تحتمس الثالث حفيد أحمس العظيم، الذى شهدت مصر فى عهده أكبر وأعظم نهضة حضارية وسياسية وعسكرية على مر تاريخها، وعلى مدى العصور، حتى بات اسمه رمزا لقوة مصر إلى يومنا هذا، وباتت دولته التى أسهها معروفة باسمه حتى الآن فيقال حدود تحتمس، حيث خاض تحتمس 17 معركة عسكرية عظيمة مد بها حدود الدولة المصرية من نهر الفترات شمالا، وحتى أقصى حدود النوبة جنوبا، وكان السبب الأول للنصر تطوير تحتمس للسلاح المصرى، فصنع البرونز والسهام والنبال وطور طريقة قذف السهام باختراع راحمات تقذف مئات وآلاف السهام فى وقت واحد، كما قام بتطوير العجلات الحربية لتصبح سداسية بعد أن كانت رباعية، كما شهد عصره نهضة شاملة فى الفنون والآداب والاقتصاد، ومن أبرز آثاره معبد الكرنك فى الأقصر.

بطل أكتوبر
تمتعه بروح القيادة، ومواهبه الحربية الفريدة، وجسارته الهائلة، كلها مزايا تؤهل الفريق أركان حرب سعد الدين الشاذلى دائما للمهام العسكرية الجسام، لأنه لا يدين بالولاء إلا للوطن وشرف الجندية، كان بطلا فى حرب فلسطين، وكل الحروب التالية لها، لكنه كان الصانع الأول لنصر أكتوبر العظيم، وكان يقول عن الخطة التى وضعها للهجوم على إسرائيل واقتحام قناة السويس، والتى أطلق عليها «المآذن العالية»، إن ضعف الدفاع الجوى يمنعنا من أن نقوم بعملية هجومية كبيرة لتحرير كل سيناء، لكن باستطاعتنا أن نقوم بعملية هجومية محدودة بحيث نعبر القناة، وندمر خط بارليف، ونحتل نحو 12 كم شرق القناة، ومن خلال ما يمكن تحقيقه على الأرض وفق هذه الخطة سيتمكن المصريون من تحقيق النصر النهائى وتحرير سيناء، وذلك بالاستفادة القصوى من كون الصهاينة لا يتحملون الخسائر البشرية الكبيرة.
كما أنهم لا طاقة هم بحرب طويلة، لأن الحياة لديهم تتوقف تماما لوجود كل القادرين على حمل السلاح فى جبهة القتال، وفىيوم السادس من أكتوبر 73 حقق الجيش المصرى انتصارا عظيما بتنفيذ الخطة التى وضعها الفريق الشاذلى رئيس أركان قرب القوات المسلحة بنجاح منقطع النظير.

قاهر الأتراك
حقق إبراهيم باشا والجيش المصرى انتصارات عظيمة خارج مصر سواء فى الأراضى الحجازية أم بلاد اليونان فى حرب المورة، أم بلاد الشام، وقد أزعج قوى الاستعمار وقتها أن إبراهيم باشا كان يسعى إلى إحياء القومية العربية، والاستقلال عن الأتراك، وحينما سأله أحد جنوده فى الجيش المصرى كيف تكره الأتراك وأنت منهم، فأجابه إبراهيم باشا: لست تركيا، فإننى جئت إلى مصر صبيا، وقد مصرتنى شمسها وغيرت دمى، فجعلته مصريا عربيا، وبفضل انتصارات هذا القائد المصرى العظيم امتدت حدود مصر إلى أوسع مدى.

فارس الوطن
كان أستاذا بكلية الحقوق، لكنه فصل من وظيفته جراء وطنيته، فلقد لقى مكرم عبيد صعوبة بالغة فى التوفيق بين منصبه الحكومى تحت قيادة الإنجليز، وبين شعوره الوطنى الجارف.
كان أحد الأعمدة الرئيسية فى ثورة 1919، وتم نفيه إلى سيشل مع سعد زغلول ورفاقه، كما تعرض للسجن والاعتقال عدة مرات بسبب دوره الوطنى، سواء من خلال حزب الوفد أم المناصب التى تولاها مكرم عبيد، وسخرها جميعا بما فيها المناصب الوزارية لخدمة قضية التحرر الوطنى، ومن أشهر مقولاته «مصر ليست وطنا نعيش فيه، بل وطن يعيش فينا».

قاهر المغول
كان ركن الدين بيبرس فارسا من طراز فريد، خبر المعارك وقارع الأبطال، وعرف شرف النزال، ولم يسجل له التاريخ أنه هزم في معركة خاضها، لكن دوره الأبرز كان فى معركة «عين جالوت»، عندما قاد مقدمة الجيش، واندفع فى هجوم شرس مقتحما صفوف المغول، وكانت الخطة أن يتراجع بيبرس بعدذلك ليغرى فرسان المغول بتعقبه، ونجحت الخطة، وتم عزل فرسان المغول عن بقية جيشهم، فاندفعت إليه فرسان الجيش المصرى واعملوا فيهم السيف، بينما حاصر بيبرس قائد المغول «كتبغا» وقتله، وكسر شوكة جيش المغول وتابع فلولهم حتى طهر منهم بلاد الشام كلها، بل أنقذ مع الجيش المصرى الإنسانية كلها من وحشية وهمجية المغول، وقد أحب المصريون الظاهر بيبرس حين حكم البلاد بعد مصرع قطز، حبا لم يبلغه حاكم من قبله، فقد كان رفيقا بهم، متلطفا معهم، لا يرهقهم بالضرائب الباهظة، متواضعا معهم إلى أبعد الحدود، ولا يزال المصريون يتغنون بسيرته الشعبية الفريدة حتى الآن.

عدو الاستعمار
جمال عبد الناصر، زعيم العرب، وقائد ثورة 23 يوليو، وأبرز قادة التحرر من الاستعمار فى العالم الثالث، انحاز إلى الأغلبية الفقيرة من جماهير الشعب المصرى، وحقق انتصارات سياسية كبرى، اهتم بالعمل السياسى، وحوصرت كتيبته فى منطقة الفالوجا أثناء حرب فلسطين لفترة لفترة تجاوزت 4 أشهر، وهناك ولدت فى ذهنه فكرة تكوين تنظيم سرى لضباط الجيش باسم الضباط الأحرار، الذى قاد ثورة يوليو بعد ذلك، وكان عام 1956 محوريا فاصلا فى حياة جمال عبد الناصر، فقد اختير رئيسا للجمهورية عبر استفتاء شعبى، وفيه أصدر قراره التاريخى بتأميم قناة السويس، كما انتصر سياسيا على العدوان الثلاثى الغاشم ضد مصر بقيادة بريطانيا وفرنسا وإسرائيل.
وخلال الفترة ما بين 1956 و1966 حقق عبد الناصر إنجازات ضخمة، فأنشأ قاعدة صناعية كبرى، وظهرت بوضوح معالم مشروعه المنحاز للفقراء والعمال، وأقام السد العالى فى أسوان الذى يعد أعظم المشروعات المائية فى القرن العشرين، وبنى مصانع الحديد الصلب والإسمنت والمراجل التجارية وعربات السكك الحديدية والكابلات الكهربائية والمناجم، وزادت ارقعة الزراعية فى عهده بنحو مليون فدان، ووفرت الدولة للفلاحين البذور الجيدة والأسمدة والجمعيات الزراعية، وحددت المحاصيل المستهدفة، واشترت إنتاجهم الزراعى، وحقق الاقتصاد المصرى معدل نمو زراعى ٪7، وهو أربعة أضعاف ما حققته مصر فى الأربعين عاما السابقة على عهد عبد الناصر، كما تبنى عبد الناصر قيم العدالة الاجتماعية، وساند حركات التحرر فى الوطن العربى وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، كما كان أحد أبرز موسسى حركة عدم الانحياز التى ضمت 29 دولة، وقادها مع رئيس الهند نهرو، ورئيس يوغوسلافيا تيتو، كما قام بالوحدة مع سوريا وتوج زعيما للعرب والعالم الثالث بلا منازع.

أمير الشهداء
إبراهيم الرفاعى، البطل المصرى الذى كان مجرد سماعه يقض مضاجع الصهاينة، وما قدمه من بطولات يصعب تصديقها، سواء فى حرب 56، أم ما تلاها من معارك، لكن إنجازه الأعظم كان فى حرب الاستنزاف عقب هزيمة 5 يونيو 1967، حيث أسس المجموعة القتالية 39، واختير رأس النمر شعارا لها، وقد أشاعت العمليات التى قام بها الرفاعى ومجموعته الرعب والهلع فى نفوس الصهاينة، حتى إن أجهزة التنصت المصرية التقطت أصوات وصرخات استغاثاتهم وعويلهم كالنساء عشرات المرات، كما كانت له ومجموعته أدوار بطولية عظيمة فى حرب أكتوبر، ودمر للعدو عشرات الدبابات حتى نال شرف الشهادة بعد أن سطر فى سجل البطولة أعظم الصفحات.

مؤسس مصر الحديثة
محمد على باشا هو مؤسس مصر الحديثة، أقام جيشا قويا، وبنى أسطولا ضخما، كما اهتم بالتعليم، فأرسل البعثات العلمية إلى أوروبا، واستعان بالعديد من الخبراء فى تأسيس مصر الحديثة خصوصا من فرنسا، كما اهتم بالزراعة والصناعة، فأنشا مصانع الغزل والنسيج والشمع والزيوت والصابون والأسلحة والذخائر، وكذلك أنشأ الترسانة البحرية بالإسكندرية لبناء السفن الحربية والتجارية، وفى عهده زحف جيش مصر حتى وصل إلى أعتاب العاصمة العثمانية نفسها «الآستانة» التى كانت على وشك السقوط فى يده لولا المؤامرة الأوروبية ضد الجيش المصرى، فيما امتدت حدود الدولة المصرية فى عهده لتشمل بلاد الشام وجزيرة كريت والحجاز، ليكون بحق بناء مصر العظيم فى العصر الحديث.

جنرال مصر
كان الجميع يعرف أنه رجل عسكرى من طراز رفيع، فالسجل العسكرى للفريق عبد المنعم رياض مفخرة للعسكرية المصرية، وكان لقبه الجنرال الذهبى دلالة على احتلاله مكانة الصدارة،، برز دوره بعد هزيمة 67 حيث شغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وكان من أوائل اقتراحاته تجنيد أصحاب المؤهلات العليا، لأنهم الأقدر على استيعاب الأسلحة الحديثة، كما كان المهندس الأول لعمليات حرب الاستنزاف وتفجير المدمرة الإسرائيلية إيلات، فيما أدخل تعديلا فى حرب المدرعات غير من إستراتيجيتها، حيث درب جنوده فى سرية تامة على مواجهة الدبابات وتدميرها، كما أشرف على خطة تدمير خط بارليف، وكان دائما يردد مقولته الخالدة حتى قبيل استشهاده فى التاسع من مارس عام 1968، وهو على الجبهة وسط جنوده كان يقول: لا ينبغى على القائد أن ينادى على جنوده تقدموا، بل اتبعونى.

قاهر الهكسوس
حاصر القائد العظيم أحمس، عاصمة الهكسوس أواريس فى الدلتا ثلاثة أعوام متصلة، حتى سقطت بالكامل وطارد فلولهم حتى أرض فلسطين، وقد دون التاريخ معركته الفاصلة والأخيرة قرب مدينة غزة الحالية، والتى قضى فيها على كل فلول الهكسوس الفارين، وبعدها لم يذكر التاريخ عنهم شيئا.

الزعيم الوطنى
نذر مصطفى كامل حياته لتحرير وطنه مصر من الاستعمار الإنجليزى، وطاف العالم الأوروبى يطرح قضية بلاده مطالبا بالتحرير من الاستعمار الإنجليزى، وطفق يستخدم كل الأسلحة المتاحة له من خطب ومقالات وندوات، كما لعب الدور نفسه فى حشد الشعب المصرى خلف قضيته الوطنية رافعا شعار لا لليأس مع الحياة ولا للحياة مع اليأس، معلنا اعتزازه بمصريته عبر مقولته الخالدة، لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا.

بانى المحروسة
يعتبر القائد جوهر الصقلى من أهم الشخصيات التاريخية التى غيرت وجه التاريخ المصرى واتجاهه، ليس فقط كونه بانى القاهرة، والمؤسس الفعلى للدولة الجديدة، لكن لأنه أيضا يعد واحدا من هؤلاء الذين أعادوا المجد المصرى بعد غياب، شأنه شأن البنائين العظام.
دشن جوهر فى مصر بداية عصر جديد استعادت خلاله مصر حدودها التى كانت عليها فى عصر تحتمس الثالث، وأصبحت دولة مستقلة وبها عاصمة الخلافة، بعد أن كانت مجرد ولاية تابعة لأكثر من ألف عام. وكعادة البنائين العظام بعد أن أسس القاهرة شيد الأزهر، وأحاط المحروسة بسور عظيم والأهم أسس دولة مدنية لا ينسى شعبها على مدار التاريخ.

أبو العسكرية المصرية
يعد عزيز المصرى هو الأب المؤسس للعسكرية المصرية الحديثة، شهدت المعارك على بطولاته سواء فى مقاومة المحتل الإنجليزى فى اليمن أم الإيطالى فى ليبيا، كان دائما ينادى بضرورة وجود كيان يوحد الأقطار العربية معا، حتى تستطيع مواجهة خطر التهديدات الاستعمارية، فى عام 1937 رقى عزيز المصرى إلى رتبة لواء، وعين رئيسا لأركان الجيش المصرى، فأسس كثيرا من مقدراته، وظل متوليا أمر تسليح الجيش المصرى لخبراته العظيمة فى هذا الشأن طوال الفترة الملكية، كما كان بمثابة أب روحى للضباط الأحرار.
ولا يزال المصريون حتى الآن يشيدون باسمه ودوره فى مقاومة الاستعمار حينما ينادون «يا عزيز يا عزيز كبة تاخد الإنجليز».

زعيم الفلاحين
تصدى البطل المصرى ابن الشرقية أحمد عرابى للخديو إسماعيل وسياساته المالية التى أغرقت البلاد فى الديون، ولاضطهاده المصريين بفرض المزيد من الضرائب عليهم، وللتفرقة بينهم وبين الأتراك فى الجيش، كما تصدى لسلفه توفيق الذى صار ألعوية فى أيدى القناصل الإنجليز والفرنسيين، وكانت ذروة التصدى فى المظاهرة التى قادها عرابى ورفاقه ضد الخديو أمام قصر عابدين وسط مؤازرة شعبية ضخمة، وقد دافع عن مصر ضد الاحتلال الإنجليزى ببطولة باسلة، حتى تم نفيه ورفاقه فى الثورة العرابية خارج مصر، التى عاد إليها ليدفن فى ترابها وليظل خالدا فى قلوب أبنائها، وواحد من صناع تاريخها الوطنى العظيم.

زعيم الأمة
قاد ثورة شعبية عارمة ضد الاستعمار الإنجليزى، هى ثورة 1919، ليسطر من خلالها الزعيم سعد زغلول صفحة جديدة ومجيدة فى النضال الوطنى، حيث استطاعت الثورة إرغام الإنجليز على الرضوخ للمطالب الوطنية، والسماح للوفد المصرى بقيادة سعد زغلول بالسفر لباريس لعرض قضية استقلال مصر طبقا لمبدأ حق تقرير المصير.
لقد بلغ الصدق الوطنى لسعد زغلول مبلغا لم يعرفه أحد الزعماء السياسيين قبله ليكون زعيما حقيقيا حفر اسمه بحروف من نور فى ذاكرة الأمة، وقلوب المصريين على مدار التاريخ.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.