إعلام الكيان يبرز «كيد النسا» بين ميلانيا ترامب وسارة نيتانياهو يديعوت أحرونوت: نحن نمثل نقطة مراقبة مهمة للغرب فى قلب الشرق الأوسط
وزير السياحة الصهيونى ورئيس حزب يهوديت هتوراه يلتقيان ترامب ويطالبانه بالاعتراف بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل
«استقبل ترامب فى إسرائيل استقبال الملوك، ليرسم التاريخ، ولكن مهمته القادمة صعبة» ، هكذا علق، طل شيلو، المحلل السياسى للموقع الإلكترونى الإسرائيلى «واللا»، على زيارة ترامب للتجمع الصهيوني، فى إشارة واضحة إلى أهمية زيارة الرئيس الأمريكى لتل أبيب، وتلخيصًا لما تقدمه الإدارة الأمريكية الجديدة من خدمات لوجستية ومادية وعسكرية للكيان الصهيوني! وتعبيرا عن الاهتمام البالغ الذى أولاه الإعلام الصهيونى لزيارة ترامب قبل وأثناء وبعد حدوثها. تجدر الإشارة، فى البداية، إلى أن كثيرا من وسائل الإعلام الصهيونية، المنشورة باللغة العبرية، نشرت برنامج زيارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للتجمع الصهيوني، قبيل زيارته بيومين، التى تمثلت فى استقباله ظهر يوم الإثنين، الماضي، بمطار بن جورين الدولى بتل أبيب، ثم تقديم مراسم الاستقبال البروتوكولية لما يقارب الساعة، مع مقابلة مستقبليه من الرئيس الإسرائيلي، رؤوبين ريفلين وزوجته، ورئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو وزوجته سارة، ورئيس الكنيست ونوابه، وبعض أعضاء الكنيست أنفسهم ومعهم بعض وزراء الحكومة الصهيونية نفسها، بعد تلقيهم أوامر مباشرة من نيتانياهو بالحضور للمطار لاستقبال ترامب ومرافقيه. حَّل الرئيس الأمريكى ترامب ضيفًا على الرئيس ريفلين فى المقر الرسمى للرئيس الإسرائيلى فى مدينة القدسالمحتلة، ليتجه بعدها لزيارة حائط البراق بالمدينة نفسها، ومن ثم التوجه لمقر رئاسة الوزراء بالمدينة نفسها، ليهديه نيتانياهو « الكتاب المقدس « كأول هدية يتلقاها ترامب من مضيفيه، فيما توجها معًا للقاء رئيس الكنيست الصهيونى ورؤساء المنظومة الأمنية الإسرائيلية، وبعدها عقد مؤتمره الصحفى المشترك والموسَّع بحضور مئات الصحفيين حول العالم. لتعود صحيفة « معاريف « العبرية، وتؤكد أن اليوم الثانى فى أجندة ترامب ومرافقيه هو التوجه لمدينة رام الله لزيارة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس ( أبو مازن )، ويعود بعدها لزيارة نصب «يد فاشيم «، أى النصب التذكارى المزعوم للكارثة الصهيونية، فى مدينة القدسالمحتلة، ثم زيارة المتحف الإسرائيلى - الذى يضم بالمناسبة آثارا مصرية مسروقة بالمدينة نفسها، لينهى رحلته التاريخية والخطيرة على الأمتين، العربية والإسلامية، بإلقاء خطابه المهم للمجتمع الدولي.
صور سيلفى استهل ترامب زيارته التاريخية والخطيرة للتجمع الصهيونى بالتقاط « سيلفى « مفاجىء، من نائب رئيس الكنيست الإسرائيلي، أورين حزان، فى مطار بن جوريون الصهيونى الدولي، بتل أبيب، وذلك وسط حالة من استياء رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نيتانياهو! الذى حاول دفعه، دون اهتمام من حزان، إذ كان مصرِّا على التقاط الصورة السيلفي، التى نجح فى نيلها بسرعة، مع تأكيد القناة السابعة الإسرائيلية على أن حزان لم يكن مدعوًا للقاء بالمطار، من الأساس، وبرغم ذلك أصرَّ على الحضور، وتبين فيما بعد أنه يحاول التقاط « السيلفى « مع ترامب! بيد أن حزان لم يكتف بالتقاط الصورة مع الرئيس الأمريكي، وإنما نشرها على صفحته الشخصية على الفيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعي، التى انتشرت كانتشار النار فى الهشيم، حيث رأى باراك رابيد، المعلق العسكرى لصحيفة « هاآرتس «، أن نيتانياهو حاول إثناء نائب رئيس الكنيست عن فعلته تلك، دون جدوى، بعدما أمسك بيديه حزان، ولكن رئيس الوزراء فشل فى مهمته، فى الوقت الذى نجح حزان فى التقاط السيلفى بسرعة كبيرة!
سيلفى ميلانيا وطفل إسرائيلي ويبدو أن الزيارة التاريخية لترامب وعائلته للكيان الصهيونى لم تقف عند « سيلفى « عضو الكنيست الصهيوني، أورين حزان، حيث نجح الطفل المريض، يوسيف بن ديفيد ( ابن 11 عامًا )، فى التقاط « سيلفى « مع زوجة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، خلال زيارتها لمستشفى « هداسا « عين كيرم، بمدينة القدسالمحتلة. فقد كتبت صحيفة « يديعوت أحرونوت « العبرية، أن بن ديفيد نجح فى التقاط « سيلفى « مع ميلانيا ترامب زوجة الرئيس الأمريكى خلال وجودها فى المستشفى بصحبة سارة نيتانياهو زوجة رئيس الوزراء نيتانياهو، حيث أعرب لها عن سعادته بالتقاط الصورة، وحبه الشديد لها وجمالها الفائق، فى حين ردت عليه ميلانيا بكلمة واحدة « شكرًا جزيلاً « – على حد قول الصحيفة! انتشرت صورة السيلفى بين ميلانيا ويوسيف بن ديفيد على مواقع التواصل الاجتماعي، ونشرتها صحيفة « يديعوت أحرونوت «، وتوالت وسائل الإعلام نشرها فيما بعد!
القدس موحدة صهيونيًا تعليقًا على زيارته الخارجية الأولى منذ توليه مهام عمله، للتجمع الصهيونى بعد زيارته للمملكة السعودية، استبقت وسائل الإعلام العبرية الزيارة بنشرها تعليقات ومقالات وتقارير مختلفة، من بينها ما قاله إيتان هابر، المدير العام السابق لديوان رئيس الوزراء الصهيوني، تحت عنوان» مرحباً سيدى الرئيس «، فى صحيفة « يديعوت أحرونوت «: إن بلادنا لا تملك المال فى البنوك، ولكن بإمكانها الوقوف إلى جانبكم، ساعة الاختبار، فنحن نمثل نقطة مراقبة مهمة للغرب فى قلب الشرق الأوسط «. فى دلالة واضحة على أن وجود التجمع الصهيونى فى المنطقة بمثابة « شرطى المنطقة «! واستكمالاً لذلك، طلب وزير السياحة الصهيوني، ياريف ليفين، من ترامب الاعتراف بأن القدس موحدة تحت الحكم الإسرائيلي، ليربت نفتالى بينيت رئيس حزب « يهوديت هتوراه « اليمينى المتطرف على كتف ترامب، أثناء استقباله بالمطار، ويقول له : « فى الذكرى الخمسين على وحدة مدينة القدس ( احتلال المدينة فى حرب يونيو 67 )، نحن نطمع فى أن تكون الرئيس الأول الذى يعترف بأن القدس موحدة تحت سيادة إسرائيل» .
استهلال ترامب لنيتانياهو أفاد، طل شيلو، المحلل السياسى للموقع الإلكترونى العبرى « واللا «، والمتابع الحصرى للزيارة بموقعه الإخباري، بأن الرئيس ترامب، أطلع نظيره الصهيوني، رؤوبين ريفلين، لدى وصوله مطار بن جوريون بالأراضى الفلسطينيةالمحتلة، على أن لديه تطلعاً كبيراً لإتمام عملية السلام فى منطقة الشرق الأوسط، بين الجانبين، الفلسطينى والصهيوني، وسيساعده العاهل السعودى فى ذلك على أكمل وجه، حيث أخبره الأخير بذلك لدى زيارته التاريخية للرياض فى يومى السبت والأحد الماضيين!
صفقات المملكة وتعليقًا على زيارة ترامب للرياض، وعقده اتفاقات ثنائية موسعَّة، كتبت محررة الشئون العربية والسعودية تحديدا، أورلى أزولاي، بصحيفة « يديعوت أحرونوت « العبرية، تحت عنوان « نفط ورادارات ومروحيات: ترامب فى السعودية والمليارات تملأ اليد «، أن ثمة صفقة كبيرة وقعها ترامب مع العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، فى الرياض، تعنى بدورها مزيدًا من التوسع فى العلاقات الثنائية بين الجانبين، السعودى والأمريكي! وإن أشارت إلى مدى تدفق مئات المليارات للخزينة الأمريكية من الجيوب السعودية، وهو ما يفهم، صراحة، من تقريرها!
سارة وخروجها عن المألوف وسط عدسات الكاميرات والموبايل المختلفة، وأمام شاشات القنوات الفضائية، خرجت سارة نيتانياهو عن المألوف وعن البروتوكول والدبلوماسية المعهودة منها، لتقول لميلانيا ترامب: « الناس يحبوننا عكس الإعلام، ولدينا قواسم مشتركة». فقد أعربت لزوجة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لدى وصولها مطار بن جوريون، عن سعادتها بزيارتها التاريخية للأراضى الفلسطينيةالمحتلة، وسط حالة من الترحيب الشديد، مؤكدة لها أن الناس يحبونها كما يحبون ميلانيا وليس كوسائل الإعلام، وذلك وسط عدسات الكاميرات! فى حالة من الدهشة لوسائل الإعلام الدولية والصهيونية، المنشورة باللغة العبرية. وبحسب صحيفة « معاريف « العبرية، فإن سارة نيتانياهو التقت ميلانيا بصحبة نحما ريفلين زوجة الرئيس الإسرائيلي، رؤوبين ريفلين، فى المطار خلال استقبالهما لترامب لدى وصوله للأراضى الفلسطينيةالمحتلة والذى اصطحب معه زوجته ميلانيا وبقية عائلته، خصوصاً ابنته إيفانكا وزوجها اليهودي، جاريد كوشنير ،الذراع اليمنى لترامب حيث أكدت سارة لزوجة الرئيس الأمريكى أن الناس يحبونها كما يحبون ترامب وعائلته، ميلانيا تحديدًا، زاعمة لها أن بينهما قواسم مشتركة، فى إشارة إلى أن سارة وميلانيا يجمعهما حب الناس، فى حالة من المبالغة الشديدة، إذ من المعروف عن سارة نيتانياهو أنها « نرجسية «، ولكنها دبلوماسية فى الوقت نفسه! اصطحبت سارة ميلانيا فى زيارتها لبعض الأماكن التاريخية فى الأراضى الفلسطينيةالمحتلة، والتى استهلت رحلتهما معًا بشرح خريطة مصغرة للزيارة، وبرنامجها، كان من بينها مستشفى « هداسا « ببلدة عين كيرم بمدينة القدسالمحتلة، ثم زيارة حائط البراق، فالمتحف الكبير فى تل أبيب، مع إشارة الصحيفة العبرية إلى أن الحديث بينهما بدأ بالتعريف بحالة الطقس ليوم الزيارة التاريخية، ثم دردشة شخصية بينهما، عبرت عن عمق العلاقة الشخصية بين سارة وميلانيا - بحسب الصحيفة العبرية.
زيارة حائط البراق بعد استقباله التاريخى والحافل، والمبالغ فيه، على غرار استقباله فى الرياض، فى مطار بن جوريون الدولى بتل أبيب، توجه ترامب وزوجته ميلانيا إلى المقر الرسمى للرئيس الإسرائيلي، رؤوبين ريفلين، ومنه ذهب إلى حائط البراق بالقدسالمحتلة، احتفالاً بالذكرى الخمسين لاحتلال المدينة المقدسة، حيث نشرت كل وسائل الإعلام الصهيونية، المنشورة باللغة العبرية، تقارير مطوَّلة عن الزيارة وأرفقت صورها خصوصاً الصورة التى يرتدى فيها « الكيباه «، الطاقية اليهودية، التى توضع فوق الرأس، حيث سمح الكيان الصهيونى لترامب بزيارة حائط البراق وحده، بصحبة حاخامات صهاينة، قبل أن يترك زوجته ميلانيا بصحبة سارة ونيتانياهو! فيما وضع ورقة صغيرة بين أحجار الحائط، دون ذكر أية تفاصيل عن محتواها! كتب المحلل السياسى لصحيفة « هاآرتس « العبرية، نير حسون، أن ترامب زار حائط البراق بعد خلافات دبلوماسية مستعرة بين الجانبين، الصهيونى والأمريكي، استمرت أكثر من أسبوعين سبقت الزيارة المهمة، بعدما رأت السفارة الأمريكية بتل أبيب أن حائط البراق جزء من الأراضى المحتلة فى العام 1967، ولا يمكن لترامب زيارته حتى لا يخِّل بمسار السلام مع الشعب الفلسطيني، ولكن الكيان الصهيونى أصَّر على أن يستهل ترامب رحلته للتجمع الصهيونى بتلك الزيارة التى وصفتها الصحيفة ب « المهمة والتاريخية «! بيد أن الثابت فى تقرير الصحيفة العبرية هو اعتبار أن زيارة ترامب لحائط البراق يأتى بالتزامن مع الذكرى الخمسين لاحتلال المدينة المقدسة، فى الخامس من يونيو للعام 1967! وكأنها « تخرج لسانها للعرب والمسلمين «!!! استطرد نير حسون، الكاتب ب «هاآرتس» بأن القنصلية الأمريكية فى مدينة القدسالفلسطينيةالمحتلة رأت أن حائط البراق جزء من الضفة الغربية، أى أرض محتلة، وفور ذلك الإعلان أو تلك الإشارة انتقل، على الفور، مدير مكتب رئيس الوزراء الصهيونى للقنصلية والتقى بمسئوليها، ليعود مسئول أمريكى آخر ويرى أن ما طرحته قنصلية بلاده فى القدسالمحتلة لا يعبر عن موقف الولاياتالمتحدةالأمريكية وقرارها أو رؤيتها تلك لن تؤثر على موقف الرئيس ترامب فى نيته زيارة حائط البراق. وأثناء زيارة ترامب تلك قال وزير الأمن الداخلى جلعاد أردان، أن تلك الزيارة هى الأولى من نوعها لرئيس أمريكي، وهى زيارة تاريخية ومهمة جدًا لبلاده، خاصة مع تزامنها مع مرور خمسين عامًا على اندلاع حرب الأيام الستة ( حرب يونيو 1967 ) واحتلال مدينة القدس ! الغريب أن ترامب قال خلال زيارته التاريخية، التى تحمل دلالات خطيرة على مسار القضية الفلسطينية ككل، كونها أول زيارة لرئيس أمريكى لحائط البراق، إن هذا المكان يشرفه وجوده فيه.
« فيديو مشبوه « ! يشار إلى أن الإدارة الأمريكية استبقت زيارة ترامب لتل أبيب بعدة أيام بحذفها فيديو يوضح خريطة «إسرائيل» بدون الضفة الغربية والجولان السورية المحتلة، حيث كتبت القناة السابعة الإسرائيلية، على موقعها الإلكتروني، إن واشنطن حذفت هذا الفيديو بعد انتقادات إسرائيلية! وهو ما أكده المحلل السياسى للقناة، من خطورة إذاعة هذا الفيديو بالتزامن مع زيارة ترامب للتجمع الصهيوني، فى وقت نقلت القناة على لسان وزيرة القضاء الإسرائيلية، إيليت شاكيد، أمنيتها بأن تكون الخريطة الأمريكية جاءت عن جهل وليس عن سياسة أمريكية! يبدو أن ثمة اتفاقاً صهيونيًا فى تلك الرؤى، حيث كتب المحلل السياسى لصحيفة « ماقور ريشون «، آرئيل كاهانا، أن الرئيس ترامب لم يعلم عن هذه الخريطة أو الفيديو شيئًا، وأن وجوده فى مدينة القدس وزيارته لحائط البراق تحملان دلالات قوية على عمق العلاقات مع التجمع الصهيوني!
ملابس سارة وميلانيا فى الوقت الذى اهتمت جًل وسائل الإعلام الصهيونية، الصادرة باللغة العبرية، بالزيارة المهمة، من وجهة نظر سياسية وعسكرية واقتصادية، فإن بعض هذه الوسائل أولت العناية بالملابس الشخصية لكل من سارة نيتانياهو، زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نيتانياهو، ومقارنتها بملابس زوجة الرئيس الأمريكي، ميلانيا ترامب، خلال زيارة ترامب وزوجته التاريخية للأراضى الفلسطينيةالمحتلة، فقد اختصت القناة الثانية الإسرائيلية بالحديث الاستقصائى عن فستان سارة ومقابله فستان ميلانيا، حيث كتبت نتالى جفيرتس، المحللة السياسية للقناة على موقعها الإلكتروني، إن ميلانيا ارتدت فستانًا أبيض اللون مع حزام أبيض، أيضًا، على الوسط، ونظارة غامقة اللون، وحذاء من الكعب العالي؛ فى حين ارتدت سارة نيتانياهو فستانًا أحمر اللون، من إخراج مصممة الأزياء، ساندرا رينجلر، لبيت أزياء معروف، مرجحة أنه من الممكن أن يكون مقابل الفستان المادى ما يعادل 2700 شيكل إسرائيلي، إذ رأت الصحيفة أن اللون الأحمر ليس من قبيل المصادفة، فهو لون المزاج الجمهورى المعروف. وهو ما جاء فى تقرير الصحيفة المعنوَّن ب « فى الزيارة الرئاسية: ماذا ارتدت ميلانيا ترامب وسارة نيتانياهو فى لقائهما المثير ؟! «. ذكرت القناة العبرية على موقعها الإلكترونى أن سارة وميلانيا قضيا معًا ساعات ظهيرة يوم الزيارة المهمة ( يوم الإثنين الماضى ) بصحبة زوجة الرئيس الإسرائيلي، نحما ريفلين، لكنهما تركا الأخيرة خلال زيارتهما لمستشفى هداسا والمتحف الإسرائيلى وبعض الأماكن الأخرى، منوهة إلى أن ملابس كل منهما متناقضة، إذ رأت القناة أن اللون الأحمر ليس مناسبًا للزيارة فهو لون الحزب الجمهورى الأمريكي، فى وقت رأت أن إيفانكا ترامب ابنه الرئيس الأمريكى زيها مناسب للزيارة نفسها، والممثل فى فستان من اللون الأزرق مع قبعة صغيرة من القطن، تلائم الطقس الحار. وفى الوقت الذى اهتمت تلك الوسائل الإعلامية العبرية بملابس سارة نيتانياهو وميلانيا ترامب، فإن أغلب هذه الوسائل قد أولت الاهتمام، أيضًا، بما قامت به زوجة الرئيس الأمريكى من ترك يد زوجها حينما مدَّ يده اليسرى إليها أثناء سيره على السجادة الحمراء بمطار بن جوريون، وهو ما أشارت إليه، تحديدًا، صحيفة « يديعوت أحرونوت « العبرية، ونقلته عنها صحيفة « معاريف «، من أن ميلانيا ردت الصاع صاعين لزوجها الذى لم يهتم بمقابلة نيتانياهو فى المطار حينما استقبله، فى حين توجه مباشرة إلى زوجته سارة!
هدية « الكتاب المقدس « مع وجود ترامب فى المقر الرسمى لرئاسة الوزراء بشارع بلفور بمدينة القدسالمحتلة، أكد الموقع الإلكترونى العبرى « واللا «، أن نيتانياهو أهدى ضيفه الرئيس الأمريكي، ترامب، الكتاب المقدس، حيث أكد المحلل السياسى للموقع الإخباري، طل شيلو، أنه بعد لقاء شخصى بين نيتانياهو وترامب فى مقر إقامة الرئيس الأمريكى بفندق الملك داود بالقدسالمحتلة، ذهبا معًا بصحبة زوجتيهما إلى مقر الإقامة الرسمى لرئاسة الوزراء بالمدينة المقدسة، وأهداه على الفور الكتاب المقدس. فيما قدم المجلس الوزارى الإسرائيلى المصغر « الكابينيت « هدية أخرى، وإن سبقت حضوره بيوم واحد، حينما وافق المجلس على منح الفلسطينيين حزمة من التسهيلات الاقتصادية ليعارض المجلس الصهيونى رغبة وزير التعليم اليمينى المتطرف، نفتالى بينيت، وهو ما ذكرته هيئة تحرير صحيفة « هاآرتس « العبرية، عشية زيارة ترامب لتل أبيب!
« مع ترامب لن يكون هناك سلام «! بيد أن المعلق العسكرى للصحيفة نفسها، نيتسان هوروفيتش، كتب أنه مع ترامب لن يكون هناك سلام أو لن يلوح فى الأفق سلام؛ بدعوى أن الضغوط الخارجية لم ولن تجلب سلامًا فى منطقة الشرق الأوسط، فالتغيير يجب أن يأتى من الطرفين معًا، الفلسطينى والصهيوني، على أن تكون لكل منهما رغبة قوية فى إتمام مسار السلام، لذلك جاء مقاله المهم تحت عنوان « مع ترامب لن يكون هناك سلام «! الرؤية نفسها اتفق معها زميله بالصحيفة ذاتها، موشيه آرنز، وزير الحرب الإسرائيلى الأسبق، حينما كتب مقاله معنونًا ب « السلام لا يلوح فى الأفق «، مؤكدًا أن الرئيس ترامب جاء إلى التجمع الصهيونى مع نيات حسنة، ويقصد بها توقيع اتفاق سلام بين الكيان الصهيونى والفلسطينيين، فيما يسمى ب «صفقة نهائية «، ولكنه سيكون كغيره من الرؤساء الأمريكيين السابقين الذين لم يحققوا أية نجاحات تذكر، فلماذا يعتقد ترامب بدوره أن بإمكانه تحقيق السلام، مرجحًا فشله فى تحقيق أية نجاحات تذكر بين الفلسطينيين والصهاينة! على النقيض من تلك الرؤية المشئومة للكيان الصهيوني، فإن المحلل السياسى لصحيفة « يسرائيل هايوم « العبرية، درور إيدار، يؤمن بأن زيارة ترامب لحائط البراق، كأول زيارة لرئيس أمريكى للمكان المقدس تعد مفتاحًا قويًا لعلاقات قوية بين الصهاينة والولاياتالمتحدة، وتأكيدًا على إصرار ترامب أنه يؤيد الحقوق التاريخية والسياسية للصهاينة فى الأراضى الفلسطينيةالمحتلة، معتبرًا أنه كسر القيود التى فرضها سابقوه من الرؤساء الأمريكيين ويقوى الحقوق الإسرائيلية فى مدينة السلام، بشكل خاص! مستطردًا : « فهى زيارة تاريخية يجب استثمارها أمام العالم ككل، من أن رئيس أكبر دولة فى العالم صلى فى حائط البراق ويدعم موقفنا التاريخى والسياسى فى أرض فلسطينالمحتلة «! الغريب أن الموقع الإلكترونى العبرى « واللا « أكد، بشكل غير مباشر، وجود اختلافات جمة بين اليهود الأرثوذكس واليهود المحافظين حول الصلاة فى حائط البراق نفسه ومدى تقبل الحكومة الإسرائيلية لهذه الاختلافات الدينية الواضحة، فى دلالة مؤكدة أن ما يقوم به الصهاينة فى حائط البراق ليست له صلة بالديانة اليهودية، وإنما مجرد مزاعم ل « توطيد « أركان التجمع الصهيونى على الأراضى الفلسطينيةالمحتلة! فى حين ختمت صحيفة « يسرائيل هايوم « مجمل تقارير زيارة ترامب للكيان الصهيوني، بالمقال الخطير الذى جاء تحت عنوان « التاريخ بين حائطنا (البراق طبعًا) « للكاتب نفسه، درور إيدار، بأن ما ذرفته ميلانيا ترامب من « دمعة واحدة « أثناء أدائها الصلاة فى حائط البراق، ومن قبله اعتناق إيفانكا ترامب الديانة اليهودية، وصلاة ترامب نفسه فى الحائط بمثابة التغيير الحقيقى الذى يرسخ ل « توطيد « أركان إسرائيل على الأراضى المحتلة، بزعم أن دموع ميلانيا تؤكد « الوجود الصهيونى فى المدينة من آلاف السنين « !