مواطنون: نشتري كميات قليلة من مستلزمات رمضان "لإسعاد أطفالنا" عالم من روعته أصبح قبلة الكثيرين من المصورين المحليين والأجانب، سوق العطارين الواقع فى قلب القاهرة الفاطمية، لا يزال يحتفظ بملامحة التاريخية و بمحالة المتلاصقة فى الأزقة الضيقة، المكان أشبه بمتاهة لمن يقوم بزيارتة للمرة الأولى، السوق الذى يقع جزء منه بشارع الأزهر و الجزء الأكبر منه يقع بشارع بورسعيد ناحية مديرية أمن القاهرة، يبدأ فيه التجار عملهم من الصباح الباكر، لاستقبال حشود الزبائن التى تتوافد على مدار اليوم دون توقف، لشراء مستلزماتهم اليومية أو ال+رمضانية. ما يميز سوق العطارة بخلاف الازدحام الشديد طوال اليوم على مدارالعام، رائحة التوابل القوية التى تسيطر على المكان، والتى تدفعك طوال الوقت إلى الرغبة فى العطاس من قوتها، فى نهاية اليوم وعلى الرغم من الوجوة المنهكة التى تحيط بك من جراء التسوق، إلا أن الجميع يشعر بحالة من الرضا سواء التجار أو الزبائن. وقال أحمد فيلبس، صاحب محل عطارة، إن والده امتهن العطارة منذ عام 1967، وكان دائما يحثه على تعلم المهنة والعمل معة فى المحل، وعلى الرغم من حصوله على بكالوريوس تجارة، إلا أنه عشق العطارة وأتقنها ولم يلتفت لأى مغريات أخرى. وأضاف فيلبس أن ال 10 أيام التى تسبق الشهر الكريم، من 20 شعبان إلى 30 شعبان تشهد رواجا، نظرا للإقبال الكبير على شراء احتياجات رمضان من ياميش وبهارات وتوابل، ولكن منذ قرار "تعويم الجنيه" حركة البيع ليست على ما يرام، تراجعت القوة الشرائية بشكل كبير، قائلا هناك عدم إقبال من الزبائن على الشراء وإن قام بالشراء يكون بكميات قليلة لا تتعدى ربع أو نصف كيلو، وارتفاع الأسعار عائد إلى عدة أسباب أيضا منها ارتفاع النقل و تأمين البضائع . من جانب آخر قال الحاج "محمود متولى" العطار إنه يعمل فى سوق العطارين منذ نعومة أظافره، لم يكن له صله بالمجال من قريب أو من بعيد ، أنهي دراسته الإعدادية، فى مدينة المحلة عام 1965، وتوجه إلى القاهرة للبحث عن عمل ، وقتها قادته الظروف للعمل فى محل الحج إبراهيم ، الذى قام بتلقينه كل كبيرة وصغيرة حول العطارة،حتى أصبح لديه عمله الخاص، متولى يقول إنه مرتبط نفسيا بالسوق، حتى إنه يعمل يوم الأحد وهو العطلة الرسمية فى سوق العطارين . العتال فى سوق العطارة تحت خط الفقر العتالين فى سوق العطارين يلعبوا دورا مهما فى نقل البضائع من وإلى الأزقة الضيقة المكتظة بالزبائن بين جناباته، الصعايدة هم المسيطرون فى هذه المهنة ولا تخطئهم العين بملامحهم الصارمة وقوة أبدانهم المزينة بعباءات فضفاضة يظهر من تحتها الصديرى، وتحفها العمة فوق الرءوس .. عم حسن جابر يبلغ من العمر 60 عام يطلق عليه شيخ العتالين ، ولد فى أسيوط و نشأ فى منشية ناصر ،يقول إنه يعمل فى هذه المهنة الشاقة منذ أكثر من 40 عام ،حتى " أنحنى ظهره". ويحكى إنه طوال تلك السنوات وهو يحمل البضائع ذهابا أيابا فى ممرات السوق الضيقة ، وبعد مرور عده سنوات أمتلك 3 عربات "جر" لتحميل البضائع عليها ، ولكن منذ عده أشهر الشرطة صادرت العربات لمرورهم فى الشوارع الرئيسية ، ومن حينها وهو يسعى لإسترجاعهم ،قائلا العربات هى ثروتى ومصدر دخلى الوحيد ، حتى إنه لجأ إلى الحاج رجب كبير العطارين ، ووعد بإسترجاعهم لكن لم يجد فى الأمر شئ ، قائلا أضطررت للعودة إلى العمل كعتال فى شيخوختى حتى لا أحتاج إلى أحد . أحمد من المنيا يعمل هو الآخر عتال فى سوق العطارين منذ 4 سنوات، جاء إلى القاهرة تاركا وراءه أسرته و أصدقائه وكل ما يعرفه بحثا عن أحلامة التى اصطدمت بالواقع الصعب ، يقول أحمد إنه أجبر إلى ترك المنيا لعدم وجود أى فرص عمل هناك، وجاء للعمل فى سوق العطارين بناء على نصيحة من أقاربه الذين يعملون فى نفس المجال، أحمد قال إنه كان يتمنى أن يحقق أمنيته باستكمال تعليمة الذى توقف عند المرحلة الإعدادية لعدم توافر الإمكانيات حينها . الشاب العشرينى الذى يحسب يوميته بما يعادل عدد «المشاوير» التى يبذلها، يقول ،إنه يحصل على "جنيه" واحد نظير حمله للأشولة من الدكان إلى المطحنة التى تقع فى آخر الحارة وجنيه آخر عند عودته بأجولة أخرى، قائلا أحيانا أضطر لحمل الأقمشة والبضائع الأخرى فى شارع الأزهر عندما تكون حركة العمل راكده فى حارة العطارة . نفس الشئ ينطبق على زملاء أحمد من «الشيالين» الذين يملئون جنبات الحارة الضيقة فى انتظار أى تكليف من أصحاب العطارات. الياميش للأغنياء فقط وقالت السيدة منال محمود موظفة بإحدى الهيئات الحكومية تشتكى من إرتفاع الأسعار، إن الأسعار غير مناسبة على الإطلاق، حتى إنها إتخذت قرار بعدم شراء ياميش رمضان نظرا للأوضاع الاقتصادية الصعبة التى يعيشها كل بيت مصرى ، والتى لا يعرف أحد متى تنتهى ، لكنها إضطرت إلى شراء كميات قليلة "لإسعاد أطفالها" . وفى السياق ذاته، قالت السيدة إلهام عبدالحميد ربه منزل ترى إنه من الضرورى الحد من شراء ياميش رمضان ، فهو فى النهاية سلع تكميلية و ليست أساسية ، خاصه و أن موازنة رمضان وحدها تساوى موازنة 2 أو 3 شهور من ميزانية المنزل ، قائلة على كل شخص أن يقتصد قدر المستطاع والاكتفاء بالأساسيات فقط .