الأسعار تلهب ظهور المصريين، وجعلتهم زاهدين في شراء بعض السلع ، منها ما كانوا يعتادون على شراءها مع قدوم شهر رمضان الكريم، مثل الياميش والمكسرات، الذي جعل المحلات التجارية الخاصة ببيعها في حالة ركود ملحوظ. وأرجع محللون اقتصاديون ارتفاع أسعار الياميش والمكسرات هذا العام لعدة أسباب، إما بسبب ارتفاع الدولار أو بسبب ندرتها في الأسواق التي كانت تعتمد على الياميش السوري الذي أصبح من الصعب استيراده في ظل الوضع السياسي هناك ولجوء التجار إلى الاستيراد من الهند وتركيا بأسعار مضاعفة أدت إلى رفع السعر من قبل المستورد على تاجر الجملة والقطاعي ومن ثم على المشتري، كما ارجعوا الأمر إلى طمع التجار الذين خزنوا البضائع منذ العام الماضي ليبيعوها هذا العام بأسعار أعلى. وقال رجب العطار رئيس شعبة العطارة بغرفة القاهرة التجارية إن حجم استيراد الياميش هذا العام قد تناقص بنسبة 60% عن العام الماضي، وأرجع إحجام التجار المصريين عن استيراد الياميش هذا العام إلى ارتفاع أسعار الدولار بجانب زيادة التعريفة الجمركية. إقبال المصريين ضعيف على واكتفوا بشراء البلح الجاف والتمر والتوابل والسوداني، مبتعدين عن الأنواع باهظة الثمن كالمشمشية والقراصيا والتين المجفف وغيرها من المنتجات الرمضانية. تقف أم أحمد (ربة منزل أربعينية) أمام إحدى محلات العطارة تسيطر على ملامحها حالة من الحيرة فالمنتجات أمامها قد ازادات أسعارها عن الأعوام السابقة بما يفوق ميزانية بيتها، وفي الوقت ذاته تريد أن تُدخل بعضًا من السعادة الرمضانية على أطفالها، وتقول ل "بوابة الأهرام" بأسى وقلة حيلة "الأسعار زادت ومعرفتش اشترى غير قمر الدين والتوابل واكتفيت بيهم". فيما اشتكت فايزة أحمد (ربة منزل) من ضيق ذات اليد والمرض، " زوجي يبلغ من العمر 70 سنة لا يعمل ولا يحصل على معاش، ولدي من الأبناء ستة". واستطردت "طلبات رمضان غالية ولا أستطيع شراء أي شئ، .. بلف على رجلية من بدري ما فيش حاجة قادرة اشتريها ده السكر ب5 جنيهات". وتقول عزة عبد المطلب مدرسة، مستلزمات رمضان متوافرة ولكنها مرتفعة السعر للضعف هذا العام، ولأن ابنتي تحب المكسرات فقد اضطررت لشراء الياميش والمكسرات وقمر الدين ولكن بكميات قليلة جدًا. التجار بالغورية وقفوا عاجزين لا يعرفون كيف يبيعون بضاعتهم ففي ظل ارتفاع الأسعار لا يقبل على بضاعتهم الكثير من الزبائن. ويقول الحاج أبو محمد حسين صاحب محل عطارة بالغورية،إن زيادة أسعار الياميش لم تكن متوقعة وقد وصلت إلى 50% زيادة عن العام الماضي، لافتًا إلى ندرة عدد الزبائن حيث قل الإقبال هذا العام بالمقارنة بالعام الماضي إلى 25%، فالأسعار غير مناسبة للناس الذين يعانون من الغلاء في كل شئ.