إذا كان الأسباني كارلوس فرونت هو أصغر مشارك في تاريخ الدورات الاولمبية، إذ شارك في سن الحادية عشره "موجها" في سباق التجذيف على قارب الثماني في برشلونة عام 1992، مسجلا بذلك رقما قياسيا على صعيد سنه الصغيرة، وهو أحد ميزات الدورات على مدى تاريخها الطويل، فإنها أيضا تميزت بإنجازات كثيرة تحققت في أحيان عدة على أيدي أبطال ينتمون إلى عائلة واحدة. سلالة ربما هي ممتدة من الجد إلى الابن إلى الحفيد، زوج وزوجته، أشقاء وتوائم وأقرباء، أسهموا في الانتصارات في دورة واحدة خلال دورات متتالية، أو متفرقة إذ مر عقد أو أكثر بين فوز الأب ونجله، أو حقبة طويلة بين أنجاز الجد وانتصار الحفيد. وبعضهم حصدا الميداليات في أكثر من مسابقة، أو أقرباء وأهل" تقاسموا" الألقاب في ألعاب مختلفة. - ألعاب القوى: استهل فينر يارفينن تفوق العائلة في مسابقات الرمي، حين أحرز الميدالية البرونزية للقرص (وفق الأسلوب الإغريقي) في دورة لندن 1908، وتقلد نجله ماتي ذهبية الرمح (71،72 م) في دورة لوس انجليس 1932، وشقيقه الأكبر اكيليس حقق المركز الثاني في المسابقة العشارية مرتين في أمستردام 1928 ولوس انجليس 1932. وعام 1912 في ستوكهولم، تمكن الاميركي بلات أدامس من التفوق على شقيقه الأصغر بنجامين في الوثب العالي من دون تحفز، محققا ارتفاع 63ر1 م والميدالية الذهبية في مقابل 60ر1 م لشقيقه. وحققا أيضا المركز الثاني والثالث على التوالي في الوثب الطويل من دون تحفز. وفي مسابقات المشي، فاز السويسري أرثر "تل" سشواب بالميدالية الفضية في مسافة 50 كلم خلال دورة برلين 1936، وأحرز نجله فريتس البرونزية في مسافة 10 كلم خلال دورة لندن 1948 والفضية في المسافة ذاتها بعد أربعة أعوام في دورة هلسنكي 1952. وأحرز المجري ايمري نيميت لقب رمي المطرقة في لندن 1948، ونجله ميكلوس لقب الرمح في مونتريال 1976. وعند السيدات، تمكنت التشيكوسلوفاكية دانا زاتوبيكوفا زوجة "القاطرة البشرية " أميل زاتوبيك من احراز ذهبية رمي الرمح عام 1952 (47ر50 م )، والفضية في روما 1960 (78ر53 م). وفازت السوفياتية ايرينا برس بذهبية سباق 80 م حواجز عام 1960 والخماسية عام 1964، وشقيقتها تامارا بذهبية رمي الكرة الحديد وفضية القرص عام 1960، وبذهبيتي المسابقتين في دورة طوكيو 1964 . فازت الاميركية فلورنس جريفيت جوينر بذهبية أل 100 م والبدل 4 مرات 100 م في دورة سيول 1988، فضلا عن فضية أل 200 م في لوس انجليس 1984، والبدل 4 مرات 400 م عام 1988. وهي زوجة اللاعب (بطل الوثبة الثلاثية عام 1984) ثم المدرب آل جوينر. أما شقيقته جاكي جوينر كيرسي فتميزت في السباعية والوثب الطويل فحصدت الذهبيتين عام 1988، كما فازت في السباعية عامي 1984 و 1992، وحلت ثالثة في الوثب الطويل في دورتي 1992 و 1996. الاميركية اينجر ميلر بطلة سباق البدل 4 مرات 100 م عام 1996، وهي نجلة الجامايكي لينوكس ميلر ثاني أل 100 م في مكسيكو 1968 والثالث في ميونيخ 1972. - التجذيف: وأحرز البريطاني تشارلز بورنيل الذهبية مع الفريق الثماني عام 1908، ونجله ريتشارد الذهبية على متن قارب الزوجي مع برترام راشنيل عام 1948. ويعتبر الفرنسي نويل فان درنوت أصغر متسابق يحرز ميدالية أولمبية، إذ شارك (12 عاما ونصف العام) في مسابقتي القاربين الثنائي والرباعي وأحرز البرونز عام 1936 ، وكان على متنهما عماه فرنان ومارسيل. وفرض الشقيقان النروجيان فرانك وألف هانسن نفسيهما في مسابقة الزوجي عام 1976. التوأم الألماني الشرقي يورج وبراندت لندفويجت يحرزان الذهب (الثنائي من دون موجه) عامي 1976 و1980، وكان حل ثالثا في الثماني عام 1972. وخلف عام 1980 التوأم السوفياتي يوري ونيقولاي بيمينوف. الشقيقان الإيطاليان كارمين وجيوسيبي أبانيال يحرزان لقب الثنائي مع موجه عامي 1984 و1988، والفضة عام 1992 مع الموجه نفسه. وأسهم شقيقهما الأصغر اغوستينو في الانتصار الرباعي من دون موجه عام 1988، وفي قارب الزوجي بمجذافين عام 1996. فازالشقيقان البريطانيان جوناثان وغريغ سيرل في الزوجي مع الموجه غاري هيربرت عام 1996. وفاز الشقيقان السويسريان ماركوس وميكايل جيرفي القارب الثنائي الخفيف عام 1996. - كرة السلة: حصدت الاميركية شيريل ميلر الذهبية في دورة لوس انجليس 1984، وتمكن شقيقها ريجي لاعب انديانا بيسرز من الفوز مع المنتخب الاميركي بذهبية الرجال في أتلانتا 1996. - الملاكمة: أحرز مايكل سبينكس ذهبية الوزن المتوسط وشقيقه ليون ذهبية خفيف الثقيل عام 1976. - الفروسية: فاز الفرنسي كريستيان اوريولا بذهبيتي الشيش للفردي والفرق في دورتي 1952 و1956، وابن عمه بيار جونكير اورويولا بذهبية قفز الحواجز في الفروسية 1952 و 1964. اعتلى الشقيقان الإيطاليان ريموندو وبييرو دانزو منصة التتويج في المركزين الأولين في قفز الحواجز، عام 1960، على غرار ما فعلاه قبل أربعة أعوام في استوكهولم حيث أجريت مسابقة الفروسية فقط باعتبار ان الألعاب أقيمت في ملبورن ، ومع اختلاف بسيط وهو حلولها في المركزين الثاني والثالث. 1972: الألمانية ليزولوت لينسنهوف تحرز ذهبية الترويض للفردي بعدما توجت في مسابقة الفرق 1968. وابنتها آن كاترين تفوز بذهبية الفرق أيضا عام 1988. 1976: الصهران الفرنسيان مارسيل روزييه وهوبير بارو يحرزان ذهبية الفرق لقفز الحواجز. - الجمباز: فازت السوفياتية لودميلا توريتشيفا بتسع ميداليات بينها أربع ذهبيات، وهي تزوجت العداء فاليري بورزوف بطل أل 100 وأل 200 م في ميونيخ 1972، وفي الدورة ذاتها حصدت ذهبية المسابقة العامة للفردي. - رفع الأثقال: الياباني يوشينوبو ميياكي بطل وزن 63 كلغ في دورتي 1964 و 1968، وقف على منصة التتويج في مكسيكو وبجانبه شقيقه الأصغر يوشيووكي الذي حل ثالثا. التشيكوسلوفاكي ياروسلاف سكوبلا أحرز برونزية الوزن الثقيل عام 1928 والذهبية عام 1932، وتوج ابنه ييري ببرونزية رمي الكرة الحديد (65ر17 م) عام 1956. - كرة اليد: أحرز منتخب ألمانياالشرقية الميدالية الذهبية عام 1980 بفوزه على نظيره السوفياتي 23-22، وسجل هدف الحسم هانس جورج باير شقيق اودو باير الذي حصد برونزية رمي الكرة الحديد (06ر21 م) في الدورة ذاتها. - الرماية: فاز الشقيقان الاميركيان جون وسمنر باين بذهبية وفضية المسدس الحربي من مسافة 25 م، وبميداليتين إضافيتين في المسدس الحر عام 1896. وفي إنجاز استثنائي أحرز السويدي اوسكار شوان ذهبية الأهداف المتحركة عام 1908، وخلفه نجله ألفرد عام 1912. وهما أسهما في إحراز ذهبيتي الفرق للمسابقة ذاتها عامي 1908 و 1912 أيضا. ويعتبر اوسكار عميد المتوجين، فحين فاز بميدالية الفرق عام 1912 كان في الرابعة والستين من عمره، والى جانب نجله ألفرد، شارك في هذا الانتصار كل من بير اولاف ارفيدسون وأكي لندربريج. وثابر اوسكار على مشاركاته ، فاعتلى منصة التتويج مجددا وهو في سن الثانية والسبعين، محرزا فضية الأهداف المتحركة للفرق من طلقتين عام 1920. وكانت المحصلة النهائية للأب وأبنه 15 ميدالية بينها 6 ذهبيات.